صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 3086 | الأربعاء 16 فبراير 2011م الموافق 19 رمضان 1445هـ

تركهم دون وداع في بيت تقطن فيه ثلاث أسر

فبراير يقلب قدر عائلة المتروك ويرسم الحزن على طفليه


أيتمه والده وهو ذو ثمانية أعوام، وأيتم هو ابنه ذا الخمسة أعوام، وابنته ذات العامين. لم يكن يعلم أن جنازته ستحمل بعد أن حمل جنازة القتيل الأول في أحداث 14 فبراير/ شباط 2011 الجاري، إلا أن قدره كان أسرع من طلقات «الشوزن» الذي اخترق ظهره في 15 فبراير / شباط 2011.

القتيل فاضل المتروك ترك أهله وزوجته مخلفاً أطفالاً اشتاقوا لرائحته بعد رحيله، فقد كان والدهم حاملاً جنازة القتيل الأول علي مشيمع، متوقعاً أن يعود إلى منزله ويحوم أطفاله حوله، متنافسين على حضنه، إلا أن الأقدار شاءت أن تنقلب لينقل بعد نص ساعة من خروج الجنازة الأول نبأ سقوط القتيل الثاني وهو والدهم وعمود منزلهم.

أخ القتيل تحدث لـ «الوسط» أثناء تواجدها في المقبرة بعد دفن القتيل ليروي صفحات من حياة القتيل، والتي بدأ بتيتمه عندما توفي والده وهو في عمر ثمانية أعوام، ليتزوج بعد ذلك وينجب طفلين، الأول وهو حسين ويبلغ من العمر خمسة أعوام، والثاني وهي الطفلة رقية وتبلغ من العمر سنتين ونصف السنة.

وقال أخ القتيل «إن أخي كان عاطلاً عن العمل. كان يعمل سابقاً، إلا أن ذلك لم يستمر كثيراً، وقد حاول البحث عن عمل، إلا أنه لصعوبة الحصول على عمل ظل عاطلاً حتى لحظة سقوطه».

وتابع «كما أن أخي تم اعتقاله منذ قبل، إلا أنه تم الإفراج عنه بعد ذلك»، ولم يستطع أخوه الذي كان وقع الدموع أشد من كلماته تذكر متى تم القبض على القتيل أو بأي تهمة.

وأضاف «على رغم أن أخي كان عاطلاً عن العمل، إلا أنه يعتبر العائل الوحيد لأسرته وخصوصاً أن زوجته لا تعمل».

وعن تفاصيل يوم سقوطه قتيلاً أوضح عمه أن متروكاً كان أمام الجنازة، وكان يحاول تهدئة الوضع داعيا الجميع إلى ضبط النفس، إلا أنه تفاجأ بعد دقائق بسماع طلقات، مشيراً إلى أنه في بادئ الأمر لم يكن له علم بسقوط ابن أخيه قتيلاً، وخصوصاً أنه كان في آخر الجنازة.

وتابع «الطلقات كانت جداً قريبة من ظهره، ولا تتعدى المسافة بضعة أمتار تتراوح ما بين مترين وخمسة أمتار، ما أوقعه قتيلاً، وخصوصاً أن الطلقات سببت له نزيفاً داخلياً، إلى جانب أنها اخترقت الرئة».

ونوه أخ القتيل بأن وقع الخبر كان له صدمة على والدته المريضة التي لم تستطع أن تتمالك نفسها، في الوقت الذي تلقت فيه زوجته الخبر في وقت متأخر عبر الهاتف، وخصوصاً أنها كانت في منزل والدها تهتم بأبيها لسفر أهلها، في الوقت الذي كانت آخر مرة رأت فيها زوجها قبل يوم من سقوطه قتيلاً، ليتركها من دون توديع على أمل اللقاء في الآخرة.

ومع ألم الفراق في ذلك الوقت لم تتمكن زوجته من المشاركة في تشييعه، فألم الفراق من دون وداع كان أقوى.

أما أطفاله فحسب ما ذكرته أخت القتيل فطفله الأكبر حسين ترددت على لسانه عبارة «قتل أبي»، في الوقت الذي لا يعلم فيه الأطفال في هذا السن معنى القتل والموت، إلا أن قدر الطفل حسين شاء أن يعي الطفل معنى القتل لتصبح أكبر همومه فراقه لأبيه.

وأوضحت أخته أن أخاها يقطن في منزل والده الذي تسكنه ثلاث عوائل، وأن طلبه الإسكاني يعود إلى سبعة أعوام.

ومع انتهاء حديث عائلة فاضل المتروك فتح ملف أبواب الأحزان في عائلته الصغيرة التي أصرت على مطالبها.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/527731.html