صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 3109 | الجمعة 11 مارس 2011م الموافق 19 رمضان 1445هـ

مركز عالي الصحي يستقبل إصابات عديدة بعضها نقلت لـ «السلمانية»

استقبل مركز عالي الصحي عدداً غير قليل من المصابين لحالات تنوعت بين الاختناق بالغاز المسيل للدموع وغاز آخر، وذلك بعد أن تعرض أشخاص مجهولون إلى مسيرة توجهت أمس الجمعة (11 مارس/ آذار 2011) إلى الديوان الملكي. وكانت المسيرة قد وقفت أمام جدار من رجال الأمن على بعد 300 متر من دوار الساعة (مدخل الرفاع)، بعد فترة من ذلك قرر المتظاهرون العودة الى المنامة، ولكن مجموعة من الأشخا ص الذين يحملون سيافاً وآلات حادة هاجمت المحتجين، وبعدها أطلقت قوات الأمن مسيلات الدموع لتفريق المتظاهرين.

وقال الطبيب علي العكري في حديث لـ «الوسط»: «إن من بين الحالات التي أدخلت المركز الصحي حالة اختناق سببت تشنجاً في الجسم وإخراج زبد من الجسم وعدم القدرة على التنفس».

وأوضح العكري أن «هناك حالات أيضاً لطعنات وجهت إلى المشاركين في المسيرة».

وأشار عدد من الأطباء إلى أن 70 إلى 80 في المئة من الحالات التي استقبلها مركز عالي كانت بسبب الاختناق ، وبعضها تم إرسالها لمجمع السلمانية الطبي. منوهاً إلى أنه كانت هناك بين الحالات التي استقبلها المركز مصابين تم جرحهم بالسيوف والسكاكين والحجارة فتراوح ما بين 20 و25 جريحاً.

وذكر بعض الأطباء أن هناك حالات كسور تعرض لها بعض المشاركين في المسيرة.

أما أول حالة استقبلها المركز فكانت لمواطن لم يكن مشاركاً في المسيرة عندما تفاجأ بقيام أشخاص مجهولين، عندما كان يحاول العبور بسيارته، بسؤاله عن منطقة سكنه... وعندما أبرز بطاقة الهوية قامت المجهولون بضربه بعد ذلك.

وشكا بعض الأطباء من نقص الأكسجين ونقص الأسرة وخصوصاً أن المركز الصحي غير مهيأ لنقل المرضى، ما أدى إلى علاج المرضى على الأرض بسبب عدم وجود الأسرة، فضلاًَ عن نقص دواء «اتروبين» .

وأوضح أحد الأطباء أن نقص الأكسجين كان ملحوظاً وخصوصاً أن أنابيب الأكسجين كانت محدودة، ولم يكن من المتوقع أن يكون هناك عدد كبير من المصابين.

ونقلت وكالة أنباء البحرين (بنا)، ان مصدرا بوزارة الصحة أفاد بـ «أن عدداً من المواطنين تعرضوا لاستنشاق الغاز المسيل للدموع في منطقة عالي، لكن لم تسجل أية إصابات بليغة بينهم، وأنه تم تحويل عدد قليل منهم إلى مجمع السلمانية الطبي لتلقي العلاج».

من جانبها قالت وزارة الداخلية أن «قوات الشرطة اضطرت إلى استخدام الغاز المسيل للدموع للحيلولة دون اشتباك المتظاهرين، وأضافت أن ما تردد من إشاعات لا يستند إلى الحقيقة». إلى ذلك، قال بيان صادر عن وزارة الصحة «إن مجمع السلمانية الطبي ومراكز عالي الصحي وحمد كانو الصحي ومدينة عيسى الصحي، استقبلت مساء أمس الجمعة (11 مارس/ آذار 2011) 774 مصاباً بإصابات مختلفة أغلبها مسيلات للدموع، ورضوض وكدمات في أنحاء مختلفة من الجسم».

وثم أصدرت وزارة الصحة بياناً آخر قالت فيه «لحاقا ببيان وزارة الصحة السابق حول عدد الإصابات هذا اليوم من خلال مراكزها الصحية التي قامت بفتحها لاستقبال أي حالة مصابة، وكذلك مجمع السلمانية الطبي، فان وزارة الصحة تود أن تطلع الجمهور الكريم على آخر التطورات بشأن أعداد المصابين الذين استقبلتهم، حيث بقي حتى ساعة إصدار هذا البيان عدد 17 مصاب تم إدخال 6 حالات للمجمع في حين أن 11 حالة فقط ما زالت تحت الملاحظة بدائرة الحوادث والطوارئ لتلقي العلاج المناسب».

أوضحت الوزارة في بيان «أنها قامت بالاستعداد والتأهب لما قد يحدث من إصابات بافتتاح المراكز الصحية كمراكز طوارئ، بالإضافة إلى مجمع السلمانية الطبي وهي: مركز عالي الصحي ومركز حمد كانو الصحي ومركز مدينة عيسى الصحي، حيث تم تجهيزها بالكوادر الصحية اللازمة والأجهزة الطبية المطلوبة وذلك لاستقبال أية إصابات محتملة، وذلك بناءً على توجيهات وزير الصحة نزار البحارنة، وتنفيذاً لخطة الطوارئ المعتمدة بالوزارة. موضحة أنها ستقوم بإطلاع الجمهور على أي تطور لاحق سواء في أعداد المصابين أو حالة المصابين لديها.

وتمنت وزارة الصحة «الشفاء العاجل لجميع المصابين، مؤكدة مواصلة تقديمها لكل الخدمات الصحية لمن يحتاجها في أي وقت. كما تقدمت الوزارة بالشكر لجميع كوادرها من أطباء وممرضين ومسعفين والكوادر الصحية الأخرى وجميع من تعاون معها».

من جانبها ، استنكرت الجمعيات السياسية المعارضة ما قام به «عدد كبير من الأفراد باللباس المدني مسلحين بالعصي والأسياخ والسيوف والسكاكين مساء أمس الجمعة (11 مارس / آذار 2011)»، مشيرة إلى أن الهجوم «تم بعد بدء عودة المتظاهرين إلى المنطقة التي انطلقوا منها».

وقالت الجمعيات السياسية (الوفاق، وعد، التقدمي، القومي، أمل، الإخاء، التجمع الوطني) في بيان لها أمس: «تأكد القلق الذي أبدته الجمعيات السياسية من مغبة قيام بعض الجهات المحسوبة على النظام بافتعال مواجهات ومعارك من أجل حرف العمل السلمي للمتظاهرين واصطناع مواجهات لتوتير الوضع الطائفي، حيث شاهدنا أمس مئات الأفراد في أزياء مدنية يلوحون بالعصي والسكاكين والسيوف والقضبان عند دوار الساعة بمدخل الرفاع وفي المناطق القريبة من مسار المسيرة، وتولت قوات الأمن بنفسها تنظيم وحماية وجودهم مع مشاهدتها الواضحة لما يحملونه من أسلحة».

وأضافت انه عندنا «ظهرت المسيرة الاحتجاجية المتجهة من عالي إلى الرفاع الغربي عصر أمس بصورة سلمية وحضارية، وقرر المشاركون فيها فضها عند الحاجز الشبكي الذي أقامته قوات الأمن في وسط الشارع الرئيسي المؤدي من عالي إلى دوار الساعة... وفي طريقهم للعودة هاجمتهم مجموعة من البلطجية المسلحة بالسيوف والسكاكين وجرحت العديد منهم». وأكدت الجمعيات السياسية «حق الجماهير في التعبير عن أرائها السياسية والتظاهر السلمي، وواجب قوات الأمن حماية هذه المسيرات والتجمعات، مطالبة الحكم بأبعاد البلاد عن أجواء التوتر والطائفي»


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/531936.html