صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 3770 | الثلثاء 01 يناير 2013م الموافق 18 رمضان 1445هـ

ملايين الشيعة يتدفقون إلى كربلاء لإحياء مراسم أربعينية الأمام الحسين

على نحو غير مسبوق في تاريخ العراق تكتظ مدينة كربلاء بملايين الشيعة من العراق ودول عربية وأجنبية لإحياء أربعينية الأمام الحسين الذي استشهد قبل نحو 1400عام في واقعة الطف بمدينة كربلاء.

ولم يسبق أن شهد العراق جموعا بشرية هائلة تقطع مسافات مئات الكيلومترات سيرا على الأقدام من أرجاء العراق للمشاركة في إحياء أربعينية الأمام الحسين بهذه الكثافة وفي ظل ظروف جوية باردة وسقوط الأمطار إلا بعد سقوط صدام حسين عام 2003 على خلفية الغزو الأمريكي للعراق حيث أخذت الأعداد في التزايد عاما بعد عام حتى وصلت إلى اكتظاظ الشوارع بشكل غير مألوف.

وتشير بعض الجهات في مدينة كربلاء عن توقعات ببلوغ أعداد الزائرين نحو 17 مليون شيعي بينهم 750 ألف من الدول العربية والإسلامية .

وقال ضياء إبراهيم الأسدي (37عاما) موظف حكومي"أنا الآن على مشارف مدينة كربلاء وخلال يومين قطعت مسافة أكثر من 112كم من بغداد من أجل أداء زيارة الأمام الحسين لتأكيد البيعة والولاء لآل البيت في الدفاع عن الحق ضد الباطل ".

وأضاف :" الطريق إلى كربلاء مكتظ بالزوار والمواكب على جانبي الطريق وهو مشهد اعتدنا عليه منذ سقوط صدام وحتى الآن بعد أن كان إحياء هذه المناسبة من المحرمات التي قد تؤدي إلى الإعدام".

ورغم أن ذروة الاحتفالات ستكون يوم غد الخميس إلا أن الملايين من الشيعة استبقوا يوم المناسبة منذ اكثر من أسبوع للمشاركة في طقوس الأربعينية وتمكنوا من أداء الزيارة والعودة إلى منازلهم ، بينما لاتزال ملايين أخرى تزحف وأخرى تكتظ بها المدينة في ظل إجراءات أمنية مشددة شارك فيها اكثر من 35 ألف من قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية والمخابراتية ترافقها مروحيات تحلق باستمرار فوق أجواء مدينة كربلاء والمسارات التي حددتها السلطات العراقية للوصول إلى المدينة من المحافظات الأخرى.

وأعلنت الجهات الأمنية أنها وفي ظل إجراءات استباقية قامت باعتقال 88 شخصا من المطلوبين للأجهزة الأمنية ومعروف عنهم التورط في أعمال عنف في مدينة كربلاء.

وقالت الحاجة ثريا الوائلي (53عاما) ربة منزل " لم يعد لنا في العراق أي أمل إلا بأهل بيت الرسول الكريم فهم قدوتنا وهم غايتنا ونحن في إحياء هذه المناسبة نجدد البيعة لهم بالوقوف على مبادئهم ونشكو لهم سوء أحوالنا بسبب تصرفات بعض السياسيين الذي يتصرفون بالبلاد بشكل خطير".

وأضافت :" لقد وصلت اليوم إلى كربلاء سيرا على الأقدام عن طريق النجف - كربلاء وقطعت مسافة 80 كم وأديت الزيارة وسأعود إلى بيتي لانه لا مجال للبقاء في المدينة في ظل اكتظاظها بالزوار".

وخلت الأحياء والأزقة الشيعية من ساكنيها في أرجاء المحافظات الشيعية بعد أن غادرها الصغار والكبار النساء والرجال في مشهد يخيم عليه الحزن والآسى فيما شارك مئات الآلاف من العراقيين بنصب سرادق لاستقبال الزوار وتقديم وجبات الطعام والإيواء فضلا عن نشر خيام أخرى لتقديم الخدمات الطبية في حين فتحت العوائل العراقية أبواب منازلها أمام الزائرين للاستراحة وأداء الصلوات والطعام.

وقال وليد خالد (25عاما) احد عناصر الجيش العراقي" منذ اكثر من أسبوعين ونحن نؤمن الحماية لطريق الزوار على شكل دوريات متحركة ونقاط تفتيش والحركة بين الزوار من اجل توفير الحماية لهم وزرع حالة الاطمئنان لهم باننا في خدمتهم ونعمل على حمايتهم ".

وأضاف :" حتى الآن لم تسجل أية عملية عنف سواء واحد كانت في حي الكرادة في بغداد والأوضاع في الطرق الخارجية مؤمنة وهادئة وتشهد انسيابية لحركة الزوار".

وتعمل المحطات الفضائية الشيعية بداخل العراق وخارجه بدور كبير في شحذ همم الشيعة وتشجيعهم للتوجه إلى مدينة كربلاء لأداء زيارة الأمام الحسين في بث يومي متواصل تتخلله أناشيد وشعارات دينية تمجد واقعة الطف وبسالة الأمام الحسين في الدفاع عن الدين الإسلامي .

ومن المنتظر أن تختم الزيارة فعاليتها ظهر يوم غد الخميس لتطوى مراسم عاشوراء التي انطلقت منذ الأول من محرم وحتى اليوم بشكل متواصل في أرجاء المدن الشيعية في العراق.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/727474.html