صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 3777 | الثلثاء 08 يناير 2013م الموافق 19 رمضان 1445هـ

محاكمة قيادات المعارضة في الإعلام

الكاتب: قاسم حسين - Kassim.Hussain@alwasatnews.com

استمرت وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية لليوم الثاني في التحدّث عن محاكمة 21 شخصية من قيادات المعارضة، بحيث غطّت خلال اليومين الماضيين على أهم حدث خليجي رياضي تنظّمه البحرين.

الكثير من الفضائيات العربية والأجنبية مثل («بي بي سي» و «فرانس 24») تناقلت الخبر منذ ظهر الإثنين، ووضعته على شريطها الإخباري حتى منتصف الليل. وكالات الأنباء أخذت بتداوله بعد أقل من ساعتين، فعنونت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) خبرها بعنوان «محكمة بحرينية تؤيد أحكاماً بالسجن ضد 13 معارضاً في قضايا التنظيم الإرهابي». وأشارت إلى أن المتهمين من قياديي الحركة الاحتجاجية وغالبيتهم من الشيعة، ضمن مجموعة تضم 21 معارضاً بارزاً اتهموا بمحاولة قلب نظام الحكم، وأن المحتجين يعمدون إلى رفع صورهم في المظاهرات.

وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) عنونت «محكمة التمييز تؤيد أحكام السجن بحق 13 قيادياً معارضاً»، ضمن مجموعة تضم 21 معارضاً بارزاً بينهم سبعة تمت محاكمتهم غيابياً، واستمرت لدقائق ولم يحضرها المتهمون. وأشارت إلى أن الشرطة فرضت طوقاًَ أمنياً مشدداً على محيط المحكمة. ونقلت عن تغريدةٍ لأمين عام «الوفاق» على «تويتر» قوله: «إن الأحكام الصادرة تؤكد الحاجة للإصلاح الجذري».

وفي تقرير خبري آخر، نقلت عن الناطق باسم وزارة الشئون الخارجية الفرنسية فيليب لاليو قوله: «نأسف لقرارات محكمة التمييز في البحرين التي أكدت أحكاماً قاسية في حق 13 معارضاً العام الماضي. لقد كنا نأمل حكماً حليماً من شأنه أن يخلق مناخ مصالحة بين جميع الأطراف، ونذكِّر بتمسكنا العميق بحرية الرأي والتعبير وبحق التظاهر بشكل سلمي». ودعا السلطات إلى «تفضيل إجراءات التهدئة وفقاً لروحية توصيات تقرير بسيوني». وذكّرت الوكالة بانتقاد بسيوني الخبير في القانون الدولي وحقوق الإنسان، «اللجوء إلى استخدام غير مبرر ومفرط للقوة خلال اضطرابات الربيع في البحرين، بهدف ترهيب المحتجين، كما انتقد اللجوء لتعذيب الموقوفين».

في تقريرها الجديد (الثلثاء)، عنونت الوكالة «هيومن رايتس ووتش تندد بتأييد أحكام السجن على قادة المعارضة في البحرين»، فيما تظاهر المئات في القرى تنديداً بقرار المحكمة حسب تعبيرها. ونقلت عن بيان المنظمة «إن القرار يظهر عدم قدرة النظام القضائي على حماية الحقوق الأساسية». فيما نقلت عن نائب مدير المنظمة للشرق الأوسط جو ستورك، أن الأحكام في قضية المعارضين «لم تشر إلى أية جريمة واضحة، بل إلى خطابات ألقاها المتهمون واجتماعات حضروها، التي يكفلها دستور البحرين والمعاهدات الدولية». كما نقلت عن بسيوني قوله إن توصيات لجنته «إما لم تطبق أو طبقت من دون قناعة... وأنه لا يمكن القول بأن العدالة تحققت عندما يتم الحكم على من يدعو إلى جمهورية بالسجن المؤبد، وعلى ضابط يطلق النار مراراً وتكراراً على رجل أعزل من مسافة قريبة بالسجن سبع سنوات فقط»، حسب تعبيره.

أما «رويترز» فاختارت لتقريرها عنواناً يقول: «منظمات: الأحكام ضد زعماء انتفاضة البحرين تظهر عجز المحاكم عن حماية الحقوق»، وأشارت إلى أن البحرين التي يتمركز بها الأسطول الخامس الأميركي، شهدت اضطرابات سياسية منذ اندلاع حركة احتجاجية في فبراير/ شباط 2011 خلال موجة الانتفاضات في العالم العربي» حسب تعبيرها.

المحاكمات السياسية في التاريخ تُطوى في فترتها لأيام، ولكنها تُنشر مستقبلاً لتقرأها الأجيال بأبعادٍ ورؤى جديدة. وستكون أكثر الكلمات تردداً في المستقبل ما قاله إبراهيم شريف: «إن هذه المحاكمات (السياسية) إنما هي محاكمة للأفكار».


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/729055.html