صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 3816 | السبت 16 فبراير 2013م الموافق 19 رمضان 1445هـ

الإجراءات طويلة ومعقدة

إفلاس «طيران البحرين» يهز ثقة المستثمرين في قطاع النقل الجوي

أفاد مسئولون في قطاع النقل الجوي يعملون في المنطقة أن توقّف شركة «طيران البحرين» بشكل كامل، وإعلان إفلاسها بشكل مفاجئ سيؤدي إلى اهتزاز ثقة المستثمرين في هذا القطاع المهم في البحرين في وقت تحتاج فيه المملكة إلى جذب مزيد من الاستثمارات الخارجية لتعزيز اقتصادها.

كما بينوا أن إجراءات الإفلاس، التي أنيط بها إلى شركة مراد للاستشارات، ستكون طويلة ومعقدة بسبب تداخل مصالح مستثمرين أجانب ومحليين مع مصالح مؤسسات رسمية وحكومية في البحرين، ودعوا إلى تقوية الأنظمة في مجال صناعة الطيران المدني. وطيران البحرين مملوكة إلى مستثمرين من البحرين والسعودية.

فقد أبلغ أحد المسئولين «الوسط» رداً على استفسار أن إغلاق «طيران البحرين، هي خسارة للبحرين وبالتأكيد سينعكس تأثير ذلك على ثقة المستثمرين الذين يرغبون في الاستثمار في البحرين. الثقة اهتزت وبالتأكيد سيكون هناك تردد لدى المستثمرين عند نيتهم الاستثمار في صناعة الطيران».

وأوضح أن سوق الطيران في البحرين صغيرة «وسوق الطيران عموماً صعبة، ولكن يبدو أن هناك ضعفاً في أنظمة الطيران، لأن أي تعديل على هذه الأنظمة يؤدي إلى إرباك شركات الطيران ويؤثر على أرباحها. كما يهز ثقة المستثمر الحالية والمستقبلية».

وإفلاس وإغلاق شركة «طيران البحرين» نهائياً هو ثاني حدث من نوعه في دول الخليج العربية، التي تعج بشركات الطيران الرسمية والخاصة، خلال 30 شهراً، إذ تم إعلان إفلاس شركة «سما» المملوكة إلى مستثمرين في المملكة العربية السعودية في أغسطس/آب العام 2010.

وكانت «سما»، مثلها مثل «طيران البحرين»، تعمل بنظام الطيران منخفض الكلفة، وهي ثاني شركة طيران اقتصادية بعد شركة طيران ناس، ويقع مقرها الرئيسي في مدينة الدمام، وتتخذ من مطار الملك فهد الدولي مركزاً لعملياتها. وكانت الشركة مملوكة إلى عدد من المستثمرين الأفراد في السعودية.

ويجري تداول قصص عن الإحراج والإشكالات التي سببها توقف شركة «طيران البحرين» عن الطيران فجأة، من ضمنها أن عائلة بحرينية كانت تنتظر زوّاراً كان من المفترض أن يصلوا من العاصمة السعودية (الرياض)، ولكن المسافرين اندهشوا عند إلغاء رحلة الطائرة التي وصلت إلى الرياض وهي «ممتلئة بالمسافرين».

وأضافوا «بقي المسافرون 6 ساعات في مطار الرياض في محاولة للحصول على تذاكر سفر إلى البحرين بعد إلغاء الرحلة، واضطررنا إلى شراء تذاكر جديدة من شركتين هما طيران الخليج والخطوط الجوية السعودية بسبب عدم وجود مقاعد كافية. البحرين في حاجة إلى المستثمرين ومثل هذا التوقف لا يخدم التوجه».

من ناحية أخرى رفض المصفّي، شركة مراد للاستشارات، إعطاء تاريخ البدء في الإجراءات لكنه بيّن أن الشركة «أصبح ليس لها أي مكان»، وأن الإجراءات ربما تبدأ بعد شهرين. كما رفض مسئولون في طيران البحرين تم الاتصال بهم إعطاء أي تعليق على الخطوات التي ستتخذها الشركة بعد التصفية.

وأوضح بيان للمسافرين من «طيران البحرين» أن إغلاق الشركة «يعني التوقف الكلي لجميع العمليات بما فيها العمليات الإدارية. على هذا النحو، لا يمكن لأحد موظفي طيران البحرين إرجاع قيمة التذاكر المباعة أو تزويدكم بتذاكر سفر بديلة. هذا الإجراء وفق القوانين المعمول بها في البحرين في حال إفلاس الشركة طبقاً لقانون التجارة البحريني»

وأضاف البيان «في حال عدم إكمال رحلتكم المحجوزة على طيران البحرين، نأسف لإخباركم بأنه سيكون عليكم ترتيب أموركم الخاصة وحجز تذاكر جديدة إذا كان ذلك ضرورياً».

وقد ألقت «طيران البحرين» باللائمة على قرار تصفية الشركة من قبل المساهمين على وزير المواصلات وحمّلته «كل الأضرار المادية والمعنوية والقانونية التي لحقت بالشركة وبزبائنها وموظفيها ودائنيها جراء هذه التصفية القسرية وتوقف عملياتها، وأنها تحتفظ بحقها القانوني أمام محاكم البحرين النزيهة للمطالبة بالتعويضات المالية والمعنوية المناسبة من الوزير ومن الحكومة».

لكن مصدراً مسئولاً بشئون الطيران المدني بوزارة المواصلات أفاد بأنها فوجئت بقرار مجلس إدارة شركة طيران البحرين بحل الشركة والتصفية الاختيارية لها ووقف رحلاتها.

وأضاف «مثل هذه القرارات يجب أن تبلغ بها سلطات الطيران المدني قبل نفاذها بفترة كافية، بما في ذلك الترتيبات المتخذة تجاه المسافرين الحاجزين على الشركة وكيفية معالجة سفرهم على الرحلات البديلة للشركات الأخرى وحقوق الموظفين والالتزامات الداخلية والخارجية على الشركة».


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/739647.html