صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 3837 | السبت 09 مارس 2013م الموافق 18 رمضان 1445هـ

البحرين تخطط لإنشاء محطة طاقة جديدة بملياري دولار

قال وزير الدولة المسئول عن شئون الكهرباء والماء عبدالحسين ميرزا، إن البحرين تخطط لبناء محطة كهرباء وماء جديدة بكلفة تصل إلى ملياري دولار، على أن يبدأ التنفيذ في نهاية العام 2015 أو مطلع العام 2016، لتغطية الطلب المستقبلي على الطاقة.

كما كشف ميرزا عن خطط لإنشاء محطة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح بكلفة تبلغ 25 مليون دولار، لتغطية استهلاك مدينة العوالي، ومصفاة النفط، وجامعة البحرين لإنتاج نحو 5 ميجاوات من الكهرباء، في وقت بدأ فيه تركيب ألواح الطاقة الشمسية في العوالي. وأبلغ ميرزا «الوسط» في مقابلة خاصة أن «استهلاك البحرين من الكهرباء في الوقت الحاضر يبلغ نحو 3000 ميجاوات، وأن الاستهلاك يزيد بين 7 و10 في المئة سنوياً، ولذلك نحتاج إلى محطة كهرباء وماء جديدة بحلول العام 2016».


بدء العمل لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في العوالي

ميرزا: البحرين تخطط لإنشاء محطة طاقة جديدة بـملياري دولار

المنامة - عباس سلمان

قال وزير الدولة المسئول عن شئون الكهرباء والماء عبدالحسين ميرزا، إن البحرين تخطط لبناء محطة كهرباء وماء جديدة بكلفة تصل إلى ملياري دولار، على أن يبدأ التنفيذ في نهاية العام 2015 أو بداية العام 2016، لتغطية الطلب المستقبلي على الطاقة.

كما كشف ميرزا عن خطط لإنشاء محطة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح بكلفة تبلغ 25 مليون دولار، لتغطية استهلاك مدينة العوالي، ومصفاة النفط، وجامعة البحرين لإنتاج نحو 5 ميجاوات من الكهرباء، في وقت بدأ فيه تركيب ألواح الطاقة الشمسية في العوالي.

وأبلغ ميرزا «الوسط» في مقابلة خاصة جرت في مقر الوزارة أن استهلاك البحرين من الكهرباء في الوقت الحاضر يبلغ نحو 3000 ميجاوات، وأن الاستهلاك يزيد بين 7 إلى 10 في المئة سنوياً، ولذلك نحتاج إلى محطة كهرباء وماء جديدة بحلول العام 2016.

وبيّن أن «الاستعدادات قائمة لبناء المحطة الجديدة، التي تبلغ كلفتها بين 1,5 مليار وملياري دولار، لإنتاج 1200 ميجاوات من الكهرباء، على أن يبدأ التنفيذ نهاية 2015 أو بداية 2016. نحن الآن في مناقشة مع وزارة المالية لبحث كيفية تمويل المشروع».

ورداً على سؤال أوضح ميرزا أن القطاع الخاص هو أحد الخيارات لبناء المحطة الجديدة بالقرب من محطة الدور، التي بلغت كلفتها 2,1 مليار دولار، وتنتج 1234 ميجاوات من الكهرباء يومياً و48 مليون جالون من المياه. وتبلغ طاقة الكهرباء الإجمالية في البحرين نحو 4000 ميجاوات. ومحطة الدور، هي المرحلة الأولى من مشروع محطات أخرى.

ويقول خبراء اقتصاديون، إن دول الخليج العربية تحتاج إلى نحو 200 مليار دولار بهدف مضاعفة الطاقة الإنتاجية للكهرباء حتى العام 2015 بسبب الطفرة الاقتصادية التي تعيشها المنطقة، في ظل أعلى نسبة زيادة في السكان وارتفاع استهلاك الطاقة الكهربائية.

وأفاد «لدينا فائض في الكهرباء يبلغ 100 ميجاوات، ولكن هناك الآن طلباً متزايداً على الكهرباء يبلغ بين 7 إلى 10 سنوياً، ويجب أن يكون لدينا محطة جديدة بحلول العام 2016، ولكن يجب أن نبدأ في الاستعداد للترتيبات والمناقصات من اليوم. من الصعب تقدير البوح بالكلفة، ولكن تقدر بين 1,5 و 2 مليار دولار».

وأضاف «سيتم الترتيب لهذه المحطة الجديدة خلال العام 2013 و2014، وأن بدء التنفيذ سيكون جاهزاً في نهاية العام 2015 أو بداية 2016».

ورداً على سؤال بشأن التمويل، أوضح ميرزا أن هيئة الكهرباء والماء «لا تزال تناقش الموضوع مع وزارة المالية في كيفية تمويل هذا المشروع. هناك العديد من الطرق لتمويل المشروع، أحدها أن يتولى القطاع الخاص التمويل كما حدث مع محطة الدور الأولى».

الآن لدينا الطاقة المتجددة - وهي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح - للمحافظة على الغاز. لدينا مشروعان تجريبيان الأول توفير الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية إلى العوالي والمصفاة وجامعة البحرين، بدلاً من الشبكة الكهربائية للبحرين، ويتم الآن تركيب الألواح الشمسية في العوالي، وأن نتائج المشروع ستظهر في نهاية العام 2013.

وذكر أن اتفاقية وقعت مع الشركة الأميركية، بتراسولار، لإنتاج 5 ميجاوات من الكهرباء، بكلفة 25 مليون دولار، وهذا عمل تجريبي. أما بالنسبة إلى المشروع الثاني للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وهو كذلك مشروع تجريبي، حيث تم تعيين شركة استشارية ألمانية، فيكنر.

وقال ميرزا: «انتهت الدراسة، وسيتم تنفيذ المشروع هذا العام أو بداية العام 2014 لإنتاج 3 ميجاوات من الطاقة الشمسية، و2 ميجاوات من طاقة الرياح، وسيتم طرح المشروع في مناقصة خلال العام 2013 بين عدد من الشركات المتخصصة في هذا المجال».

وكان ميرزا قد ذكر إن البحرين تخطط إلى تأسيس وحدة جديدة للطاقة المتجدّدة وترشيد الكهرباء، بهدف جمع جهود جميع الوزارات تحت مظلة واحدة للاستفادة من الطاقة النظيفة، وأنها تسعى إلى الحصول على 10 في المئة من احتياجاتها من الكهرباء عبر الطاقة المتجدّدة، وهي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بحلول العام 2030.

وأضاف أنه سيتم توليد 10 في المئة، أو أكثر من 400 ميغاوات، من الطاقة الكهربائية من خلال الطاقة المتجدّدة في البحرين التي لديها رؤية اقتصادية طموحة تمتد حتى العام 2030. وقد زادت الاستثمارات في مجال الطاقة المتجدّدة بنسبة 17 في المئة لتصل إلى 257 مليار دولار في العام 2011.

وقدّرت إحصاءات صدرت أن الاستثمارات في الطاقة بمنطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا (مينا) للفترة ما بين 2013 و2017 ستبلغ نحو 740 مليار دولار، يخصص الثلث، أو نحو 250 مليار دولار، لقطاع توليد الطاقة ونقلها، في وقت يتوقع أن ينمو الطلب على الطاقة في منطقة «مينا» بنسبة 7 في المئة.

وتحدّث ميرزا عن خطة وطنية سيتم تنفيذها، بالتعاون مع البنك الدولي، فبيّن أنها تهدف إلى التخلص تدريجياً من المصابيح التقليدية (Incandescent) المتوافرة في السوق المحلية والمستخدمة حالياً من قبل المستهلكين، باستثمارات تبلغ نحو 3 ملايين دينار، بغرض تقليل استهلاك الكهرباء وحماية البيئة.

وأوضح «مشروع رفع كفاءة الإنارة في القطاع السكني سيتم من خلال استبدال نحو مليونين من المصابيح المتوهجة (مصابيح التنجستن) بمصابيح أكثر كفاءة، في مبادرة مشتركة مع وزارة المالية، ويعد من مشاريع التنمية المستدامة لاستراتيجية البحرين». كما سيوفر نحو 2,3 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً.

وأضاف أن المشروع «سيساهم في تحسين كفاءة الإنارة بنسبة تصل إلى 80 في المئة، وتوفير أكثر منة 245 جيجاوات من الطاقة الكهربائية سنوياً. كما يساهم في الحد من ارتفاع الطلب على الكهرباء أثناء فترات الذروة، ويقلل من الانبعاثات الغازية الملوثة بما يصل إلى 180 ألف طن سنوياً».

تهدف الخطة، التي سيتم تنفيذها في البحرين على مراحل، في نهاية المطاف إلى وقف استيراد المصابيح الكهربائية التقليدية المستخدمة حالياً، والتي تستهلك نحو 10 في المئة من الاستهلاك الكلي للكهرباء البالغ نحو 3 آلاف ميغاوات. وستكون البحرين هي الثانية من بين الدول العربية بعد لبنان، والأولى في منطقة الخليج التي تطبّق هذا البرنامج.

وتقدم الحكومة في الوقت الحاضر دعماً لجميع مستهلكي الكهرباء في البحرين، التي يقطنها نحو 1,2 مليون شخص، إذ إن كلفة الوحدة تبلغ 22 فلساً، في حين إن شرائح الاستهلاك تبدأ من 3 فلوس وترتفع إلى الحد الأقصى البالغ 16 فلساً.

ويصل أن العمر الافتراضي لمصابيح الإنارة (CFL) إلى 6 أضعاف عمر مصابيح الإنارة التقليدية، في وقت تتميز مصابيح (CFL) باستهلاك قدر من الطاقة يقل كثيراً عن ذلك الذي تستهلكه المصابيح التقليدية، وذلك في مرحلتي التصنيع والاستخدام.

ومن ناحية أخرى، أفاد ميرزا أن الحكومة بادرت بإعداد مسودة أولية لأنظمة واشتراطات المباني الخضراء، «ويتم تدارسها مع كافة الجهات ذات الاختصاص، تمهيداً لاعتمادها وإصدارها بشكل رسمي».

وأضاف «نقوم في الوقت الحالي بإيجاد الآليات والأنظمة المتكاملة لتقييم المباني وحساب كفاءتها، وإيجاد قاعدة بيانات، ودليل خاص يستوعب التشريعات وقوانين وأنظمة البناء وفقاً للمعايير الدولية. كما يتم تبادل الخبرات في هذا المجال مع باقي دول مجلس التعاون والجهات العالمية المختصة».

وقد أفاد بيان من الهيئة بأن البحرين كمثيلاتها من دول مجلس التعاون الخليجي تواجه تحدياً كبيراً حول مواجهة الطلب المتنامي على الطاقة الكهربائية والمياه اللتين تستخدمان الغاز الطبيعي كمصدر وقود رئيسي في عمليات الإنتاج.

وأفاد بأن هذا التحدي «هو بسبب الاستهلاك السنوي الذي يتزايد بصورة كبيرة عاماً بعد آخر، حيث يبلغ معدل الزيادة السنوية بين 7 و 10 في المئة، وأن التحدي الآخر هو تأمين توفير مصادر الوقود والغاز الطبيعي على المدى البعيد لضمان استدامة عجلة التنمية في البلاد».

وبيّن أن جهود الحكومة تنصب في «مواصلة البحث والاستكشاف عن مصادر الطاقة الأحفورية من النفط والغاز، والنظر في الخيارات الأخرى من خلال سعي الحكومة إلى فتح خيارات استيراد الغاز الطبيعي من الخارج لمواجهة الاحتياجات على المدى البعيد».

وذكر أن الأولوية يجب أن تكون التركيز على تنويع مصادر الطاقة واللجوء بشكل جدي إلى خيار الطاقات المتجددة من إنتاج الكهرباء والماء بالطاقة الشمسية، ورفع كفاءة الاستخدام، وبثّ روح المسئولية لدى المواطنين وجميع شرائح المجتمع للالتفات إلى أهمية الاستهلاك المسئول للطاقة وترشيد الاستهلاك باستخدام كافة الطرق المتاحة.

وأضاف «الهدف الرئيسي للرؤية الاقتصادية 2030 هو الاستدامة على المدى البعيد، وبناء حياة أفضل لجميع المواطنين. كما أن تحقيق الرؤية يكون من خلال استراتيجية وطنية تنبثق من عدة محاور ومبادرات متعددة أهمها المحور المتعلق بالاستدامة».

ونسب البيان إلى دراسات استراتيجية ذكرها أن الطلب على الكهرباء والماء خلال العقدين المقبلين سيصل إلى ضعف المستويات الحالية، وبالتالي هناك حاجة إلى مضاعفة مصادر الطاقة الأولية للغاز الطبيعي.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/745189.html