صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4026 | السبت 14 سبتمبر 2013م الموافق 19 رمضان 1445هـ

دعا رجال الأعمال للمـــغـامرة في أسواق بكين

كريم الشكر: زيارة العاهل للصين تضع لبنات توطيـــد العلاقات البحرينية - الصينية في مجال الاستثمار

تربط وكيل وزارة الخارجية للشئون الداخلية كريم الشكر علاقة وطيدة بجمهورية الصين الشعبية، لم تبدأ حين كان ثالث سفراء مملكة البحرين في الصين في الفترة ما بين العامين 2001 و2007 فحسب، وإنما سبق ذلك اهتمامه بالصين كبلد متعدد الثقافات والأجناس، وتمكن من التحول إلى بلد رائد في الصناعات التكنولوجية وفرض موقعه على الساحة الدولية.

الشكر تحدث في لقاء مع «الوسط» عن ذكرياته حين كان سفيراً للبحرين في الصين، وتطلعاته لتطور العلاقات البحرينية - الصينية، وخصوصاً على صعيد استثماري، واعتبر أن زيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى الصين ستضع لبنات تطوير العلاقات الاستثمارية بين البلدين، والتي من شأنها أن تقود البلاد إلى مزيد من النجاح.

وفيما يأتي نص اللقاء مع الشكر:

كيف بدأ ارتباطك بالصين واهتمامك بها؟

- بدأت علاقتي مع الصين في العام 1971، حين شهدت إقرار الجمعية العامة في الأمم المتحدة بإعادة كرسي الصين في الجمعية لها باعتباره حقها الطبيعي في الأمم المتحدة، بعد أن كانت تايوان هي من تتحدث باسم الصين في الأمم المتحدة.

إذ كانت الصين مبعدة عن الإطار الدولي والأمم المتحدة حتى العام 1971 حين أعيد هذا المقعد إلى الصين، ومن هنا بدأت علاقتي واهتمامي بجمهورية الصين الشعبية.

في ذلك الوقت كانت الصين مازالت تعيش في نظامها الشمولي، إذ كان الجميع يلبس الزي العسكري المفروض عليهم مع الاختلاف في الألوان، وكانت الألوان هي التي تحدد الرئيس والمرؤوس، ولكن لم يكن أحد ليفرق بين المرأة والرجل في شكل اللباس.

وبداية تعرفي على ثقافة الصين كانت حين كنت في البعثة البحرينية الدائمة في الولايات المتحدة من خلال المدينة الصينية (China Town) التي كانت منتشرة في المدن الأميركية، والتي كانت لها قصص عجيبة وغريبة وثقتها الأفلام ومسرحيات «البرودواي» التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من التاريخ الأميركي.

وكيف بدأ تعزيز العلاقات البحرينية – الصينية على صعيد رسمي؟

- في العامين 1988 و1989 حدثت اتصالات مكثفة بين المسئولين في البلدين، واجتمع وزيرا خارجية البلدين – آنذاك - الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وتشيان تشي تشن. وقرر الطرفان إقامة العلاقات بين البلدين، واقترح الوزير الصيني أن يتم الإعلان عن هذا الأمر في البحرين، لا في الأمم المتحدة جرياً على العادة باعتبارها منطقة محايدة.

إذ كان الوزير الصيني يرى أن للبحرين خصوصية خاصة، وذلك لقدم علاقاتها التجارية مع البحرين على صعيد صناعة الألمنيوم.

وبالفعل تم تفعيل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بتاريخ 18 أبريل/ نيسان 1989.

والواقع أنه لم يكن يدر بخلدي حين تناقش وزيرا خارجية البلدين في نيويورك حين كنت المندوب الدائم هناك، أني سأصبح لاحقاً سفيراً للبحرين في الصين.

وكنت أعد الأوراق ليتم التوقيع عليها من قبل وزيري خارجية البلدين في نيويورك، وهي ممارسة جارية في الأمم المتحدة، إلا أن وزير الخارجية الصيني طلب الإعلان عن العلاقات المشتركة في المنامة، وهي خصوصية أخذها الوزير محمد بن مبارك بأريحية وشكره على هذه الثقة، وبالفعل تم التوقيع على اتفاقية العلاقات بين البلدين في المنامة، ووقع على الاتفاقية من الجانب البحريني السفير علي المحروس، وسفير الصين في الكويت غوانشي هاي وهو أول سفير صيني لمملكة البحرين ولكنه لم يكن مقيماً في البحرين.

وبعد تجربتي الدبلوماسية في نيويورك وجنيف ولندن، تم تعييني مديراً للشئون الدولية في وزارة الخارجية، وخلالها توطدت علاقاتي مع سفراء الصين في البحرين آنذاك، بحكم أن أول سفير مقيم لهم في البحرين هو نائب السفير الصيني في نيويورك في فترة تواجدي هناك، وكان ذكياً جداً وممن يتحدثون اللغة العربية، ثم أصبح أول ممثل للصين في منطقة الشرق الأوسط، وهناك أربعة ممثلين للصين حتى الآن في منطقة الشرق الأوسط، والحالي اسمه ووسيكا.

وكيف جاء قرار تمثيلك للبحرين في الصين؟

- في إحدى الفترات كانت بناتي يدرسن في إحدى المدارس الخاصة في البحرين، وكانت رسوم الدراسة فيها مرتفعة جداً، ثم ذهبن للدراسة في كندا، ما اضطرني لطلب نقلي إلى الخارج حتى أتمكن من دفع المبالغ الدراسية لبناتي، وبالفعل استجاب وزير الخارجية آنذاك لطلبي، واقترح عليّ الذهاب إلى دولة عربية، ولكني طلبت بلداً غير عربي، وكان الخياران المتاحان آنذاك روسيا والصين، ووقع خياري على الصين.

وأذكر أن هذا القرار كان بالتزامن مع تفجيرات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

ولماذا فضلت الصين على روسيا؟

- قال لي وزير الخارجية، إني لا أصلح أن أكون سفيراً في روسيا، لأني مبذر، وكلامه صحيح لأني بطبيعتي أحب إبراز صورة البحرين بمثالية، ولا أريدها أن تكون أقل من غيرها.

الصين بلد تختلف في ثقافتها وديموغرافيتها حتى عن البلدان التي كنت سفيراً فيها، ألم تواجه وعائلتك صعوبات في التأقلم مع الأوضاع هناك؟

- تعودنا على الحياة في نيويورك، وهي المدينة المعروفة بصخبها وتنوع الثقافات والأجناس فيها، ولا يمكن الشعور فيها بالغربة.

بينما في الصين تشعر بالغربة وأنك غريب عن شعبها بسبب اختلاف الشكل واللغة اللذين لهما تأثير بالغ.

وتعودت قبل أن أذهب إلى بلد ما أن أقرأ عن ثقافتها وتاريخها، وبالفعل قرأت عن الثورة الصينية ودور الزعيم ماوتسي في تحرير الصين من سيطرة اليابانيين عليها، وإعلانه جمهورية الصين الشعبية بعد الحرب الأهلية التي شهدتها الصين.

ما هي أبزر الأمور التي تحققت على صعيد العلاقات البحرينية – الصينية في فترة تمثيلك للبحرين في الصين؟

- في عهدي تحققت ثلاثة أمور رئيسية، أبرزها زيارة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة إلى الصين.

وهذه الزيارة تم التمهيد لها قبل تسلمي السفارة، في عهدي السفيرين حسين الصباغ وحمد المحميد، وذلك في العام 1990 حين زار وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك الصين رداً للزيارة التي قام بها وزير الخارجية الصيني، وتبعتها أيضاً سلسلة زيارات لعدة وزراء.

كما قامت نائبة رئيس الوزراء الصيني وو يي وهي عرابة العلاقات الصينية البحرينية، بزيارة إلى البحرين.

وهذه المرأة كان يطلق عليها لقب المرأة الحديدية، وهي من أدخلت الصين إلى منظمة التجارة العالمية، وحين انتشر مرض السارس في الصين، تمت إقالة وزير الصحة آنذاك، وعينوا بدلاً عنه المرأة الحديدية التي تمكنت فعلاً من القضاء على مرض السارس.

وقدمت وو يي خلال زيارتها إلى البحرين دعوة إلى رئيس الوزراء لزيارة الصين، والذي بدوره قبلها، وتمت زيارة سموه إلى الصين في شهر مايو/ أيار 2002.

وهذه الزيارة وضعت الأسس والأطر القانونية للعلاقات بين البحرين والصين، إذ تم خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات المهمة، ومن بينها اتفاقيات تجنب الازدواج الضريبي على الدخل والتدريب المهني ومذكرة تفاهم بشأن إقامة مركز للاستثمار والخدمات الاقتصادية في البحرين، والبرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي للأعوام 2002 و2004، إلى جانب اتفاقية إنشاء مجلس رجال الأعمال البحريني الصيني المشترك.

والتوصية الأخيرة نُفذت ولكنها بقت جامدة، ولو تم تنفيذها بحذافيرها، لكان من الممكن أن تحرك العلاقات بين البلدين بصورة أكثر حيوية.

وكنت قد اقترحت مع توقيع الاتفاقية أن يتم وضع مبلغ 200 ألف دولار في المجلس كبداية تستتبعها دفعات أخرى يقدمها القطاع الخاص، وتكون هناك استثمارات مشتركة بين البحرين والشركات الصينية، والفكرة لاقت استحسان بعض التجار، ولكنها للأسف لم تنفذ حتى هذا اليوم.

كما أن زيارة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة إلى الصين في العام 2003، أبرزت دور المرأة البحرينية على صعيد كل المستويات، وعقدت سموها خلال زيارتها عدة لقاءات مفتوحة وخصوصاً في الجامعات، وفي ختام زيارتها تم تكريمها ومنحها شهادة الدكتوراه الفخرية من إحدى الجامعات.

وهذه الزيارة تمت بدعوة من اتحاد المرأة لعموم الصين، الذي كان يسعى لتعزيز العلاقات مع دول الخليج، إذ سبقت زيارة الأميرة سبيكة زيارة زوجة أمير قطر السابق الشيخة موزة المسند.

وخلال تواجدها في الصين، وقعت الأميرة سبيكة اتفاقية لاستمرارية العلاقات بين البلدين، مع عرابة العلاقات البحرينية الصينية، ونائبتها المسلمة، والواقع أنها كانت زيارة حميمية تم خلالها تقديم وشاح الصين للأميرة سبيكة. وتبعتها زيارة وفد صيني نسوي إلى البحرين.

وخلال فترة تمثيل البحرين في الصين، وجدت أنه قد حان الوقت لتوقف انتقال مقر السفارة من منطقة إلى أخرى، وكنت أرى أنه لابد من وجود مقر يليق بالسفارة البحرينية في الصين.

وفكرت بأن المقر يجب أن يتم افتتاحه من قبل وزير الخارجية الصيني – آنذاك - لي تشاو شينغ. وذلك على رغم أن وزير الخارجية البحريني حينها الشيخ محمد بن مبارك، لم يتوقع موافقة الوزير الصيني على ذلك، إلا أنني اعتبرت الأمر تحدياً لي، وصادف حينها أن سفارات مجلس التعاون كانت تنوي دعوته لحفل عشاء، ووجدتها فرصة لمفاتحته في الموضوع. وبعد أن أبلغته بالدعوة قلت له: «أرجو ألا أكون ثقيلاً في طلباتي، ولكني أتمنى أن تفتتح المقر الجديد لسفارة البحرين، ولاشك في أنك تذكر موقفنا الموحد حين صوتنا في الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعادة كرسي الصين، والبحرين كان لها صوت داعم للصين»، وابتسم الوزير حينها وصافحني، وبالفعل وافق على افتتاح السفارة في العام 2002، وهو المقر المستمر الآن، كما أنه أول وزير يفتتح سفارة عربية في الصين، وبعدها افتتح مقر سفارة السودان.

والواقع أن افتتاح مقر السفارة البحرينية في الصين تم في يوم بارد بشدة وشهد سقوط الثلوج، وأصدقائي السفراء قالوا لي حينها إن الوزير لن يأتي في هذا البرد لافتتاح السفارة، ولكنه خالف التوقعات وحضر ليفتتح السفارة بنفسه.

كيف تقيم ما وصلت إليه الصين بعد الطفرة التكنولوجية الهائلة التي حققتها؟

- الحقيقة أن الصين كبلد متقدمة تقدماً هائلاً في التكنولوجيا والاستثمار، لها تأثير كبير على الساحة، وأصبح اقتصادها متداخلاً مع العالم كله، وبالذات مع الأسواق الأميركية والبريطانية.

وأنا هنا أتذكر أنه في أحد الأعوام تأخرت المصانع الصينية عن تقديم المنتجات لموسم أعياد الميلاد، وكانت «فاترينات» المحلات في بريطانيا خالية، لأن أشجار عيد الميلاد والهدايا والتحف وهدايا الأطفال كلها تأتي من الصين.

كما أن جميع المحلات الراقية باتت تعتمد على الصناعة الصينية التي أصبحت رائجة في الدول المتقدمة قبل النامية، بدءاً من السيارات والهواتف النقالة وغيرها من الصناعات.

والواقع أن تجربة الصين هي تجربة رائدة، لما شهدته من تطور هائل بعد مرحلة الانفتاح التي مرت بها بفضل دينج شاو بينج، الذي قاد الصين إبان توليه قيادتها نحو تبني اقتصاد السوق، وبالتالي فإن له الفضل في إخراج الصين من فقرها. وبعد أن كانت الصين تستورد القمح والألمنيوم وكل شيء مصنع من الغرب، أصبحت هي من تقوم بالتصدير، كما أصبحت سلة غذائية، ولديها اكتفاء من القمح، الذي باتت تصدره إلى جانب الزر والخضراوات.

وفي الصين هناك منطقة تدعى تشان دونج، وهي منطقة تتميز بمزارعها، إلا أنه وللأسف فإن الكثير من هذه المزارع لديها علاقات وطيدة بـ «إسرائيل»، كما لديها تعاون مع السويد وكثير من البلدان، عدا الدول العربية، وذلك على رغم جودة ما تقدمه من منتوجات الخيار والطماطم والليمون والذرة وغيرها.

والواقع أن الدول العربية بحاجة لتعميق علاقتها بالصين، وهي العلاقات التي بدأت في العام 1955 على يد جمال عبدالناصر إبان الوحدة بين مصر وسورية، وثم العراق الذي أقام علاقات مع الصين.

وهي علاقات قديمة، إلا أن «إسرائيل» وعلى رغم ذلك تقوم بدور كبير في الصين، وهو يوازي ما تقوم به عشرون سفارة عربية.

وعلى رغم صغر حجم بلادنا إلا أننا تمكننا من إقامة علاقات قوية مع الصين سواء كان ذلك في إطار مجلس التعاون أو بصورة منفردة.

كيف تصف العلاقات البحرينية - الصينية قبل 10 سنوات والآن؟

- العلاقات تسير في طريقها الطبيعي، وباتت أكثر قوة على صعيد العلاقات الثقافية والتعليمية.

وكنت أتمنى أن تتم زيارة جلالة الملك إلى الصين أثناء تمثيلي للبحرين في الصين، وهي الزيارة التي تم تأجيلها عدة مرات، ولعدة أسباب، أحدها كان بسبب انتشار مرض «السارس».

والواقع أن الصينيين مهتمون بزيارة البحرين لأن لها موقعاً خاصاً، ويحترمونها لأسباب عديدة، وكانت أهم زيارة لمسئول بحريني إلى الصين، وهي زيارة شبه رسمية لوزير المالية – آنذاك – محمود العلوي، والذي تم استقباله هناك استقبالاً باهراً.

إذ كانت لدى العلوي رؤية آنذاك بضرورة استغلال الغاز في البحرين، من خلال استيراد الألومينا.

والحاجة للتعاون الصيني البحريني في مجال الألمنيوم بدأت حين كانت أوروبا تفرض ضرائب عالية لحماية صناعة الألمنيوم، وكانت ضريبة التصدير عالية ولا يمكن بيعها، وفي الوقت نفسه فإن الألمنيوم كان يشكل للصينيين سلعة استراتيجية، وهو ما حدا بعدد من الدول الإفريقية وكذلك لبنان لتصدير الألمنيوم إلى الصين، ولذلك وجدنا في البحرين أننا أولى ببيع الألمنيوم مباشرة إلى الصين، وخصوصاً أن الشركات الأجنبية لم تتمكن من خفض الضرائب المفروضة على البحرين لتصدير إنتاج الألمنيوم.

ولذلك زار المسئولون البحرينيون الصين بغرض فتح سوق للألمنيوم هناك، والصين أبدت بدورها استعدادها لشراء إنتاج الألمنيوم كاملاً.

ولذلك فإن الصينيين يكنون للبحرين كل تقدير، لأن البحرين هي من فتحت الباب أمامهم للحصول على سلعة استراتيجية كانت ممنوعة عليهم. ولذلك فإن وزير الخارجية السابق حين زار البحرين، استقبله وزير الخارجية الصيني تشين تشان تشينغ بنفسه، وهذه كانت المرة الأولى التي يستقبل فيها وزير صيني وزيراً.

هناك حديث عن التوجه لافتتاح سوق «دراجون سيتي» في البحرين، على غرار تلك التي في دبي، فهل هذا صحيح؟

- هذه أمنية نأمل تحقيقها، وكان من المفترض أن يتطور المركز الذي كان من المقرر إنشاؤه بموجب الاتفاقيات التي تم توقيعها في أعقاب زيارة رئيس الوزراء للصين، ليصبح مدينة صينية (CHINA TOWN)، إذ كان من المفترض أن يمهد هذا المركز لإنشاء هذه السوق.

ألا تعتقد أن إنشاء مثل هذه السوق قد يغير شكل السوق في البحرين ويلقى احتجاجاً من التجار في البحرين؟

- «سوق التنين» في دبي مشروع ناجح، وفي السابق كانت هناك سوق «هايبرماركت» واحدة في البحرين، بينما الآن هناك العديد من هذا النوع من الأسواق، والتي توفر عامل القرب الخدماتي، وهذا أمر طبيعي، ففي السابق كان المقيمون في الرفاع – على سبيل المثال – يضطرون لشراء أغراضهم الأساسية من الخضراوات واللحوم وغيرها من المنامة، بينما توافر الأسواق بالقرب منهم سهل هذه المهمة، وإنشاء سوق صينية في البحرين سيسهل الحصول على الخدمات والسلع أيضاً.

كيف ترى أهمية زيارة جلالة الملك إلى الصين؟

- زيارة جلالة الملك ستضع لبنات توطد العلاقات مع الصين التي بناها سابقاً رئيس الوزراء في زيارته السابقة، إذ إن سموه لديه قناعة بأن الاستثمار مع الصين هو الطريق إلى النجاح للبحرين، لذلك بدأت اتفاقية التجارة الحرة مع الصين ومجلس التعاون، وكان من المفترض أن يتم توقيع اتفاقية التجارة مع الصين قبل أربعة أعوام، وحتى قبل توقيع الاتفاقية مع الولايات المتحدة الأميركية.

واليوم أصبح الاقتصاد هو عصب العلاقات بين البلدان، وتطوير العلاقات مع الصين مهم جداً، وجلالة الملك حين قال نريد تكنولوجيا صينية لإقامة فندق السوفيتيل، كان لما تتميز به المصانع الصينية التي تأتي كفريق عمل متكامل كالكوريين، ويعملون ليل نهار لإنهاء المشروعات في وقت موجز، وفندق السوفيتيل يعد الآن من أروع المباني.

ومن ناحية أخرى فإن زيارة جلالة الملك للصين والتي تأتي مع قرب مرور الذكرى الخامسة والعشرين لإقامة العلاقات مع الصين، لها دلالات تؤكد أن العلاقة بدأت لتدوم وتستمر.

ومن المؤمل، في هذا الصدد، أن تبادر كل من غرفة تجارة وصناعة البحرين، ورابطة رجال الأعمال بالمبادرة بعمل علاقات استثمارية مع الصين.

وأذكر أني حين كنت سفيراً في الصين، كنت أطرق الباب على التجار البحرينيين وأدعوهم للاستثمار في الصين، وهي الخطوة التي سبقتنا إليها كل من قطر والكويت.

وأعتقد أن على التجار البحرينيين أن يتيحوا المجال لمغامرة رأس المال في الصين من أجل مستقبل البحرين، إن ذلك يتطلب مبادرة من رجال الأعمال البحرينيين، وهذه فرصة جيدة أن تضم زيارة جلالة الملك إلى الصين نخبة من رجال الأعمال والاقتصاديين وجمعية الصداقة البحرينية الصينية، بغرض الاطلاع عن قرب على فرص الاستثمار المتاحة في الصين.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/810161.html