صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4033 | السبت 21 سبتمبر 2013م الموافق 18 رمضان 1445هـ

تذكّر يوم 11 سبتمبر من خلال بناء مجتمعات محلية أكثر تنوّعاً

الكاتب: Common Ground - comments@alwasatnews.com

لبنى إسماعيل / مدرِّبة معروفة عالمياً في مجال التنوع وعبر الثقافات في Connecting Cultures. - إليكس كرونيمر / منتج أفلام وثائقية ومؤسس مشارك لِـUnited Productions Foundation.

واشنطن العاصمة – «قوة القصة الأميركية – واحد من كثيرين»، هي فكرة أنه من بين العديد من الأمم والطوائف والأعراق، يبرز مجتمع واحد متّحد قوي بتنوعه، ما زال يستطيع العمل كوحدة واحدة. ومع اقترابنا من مَعلَم كئيب، هو ذكرى هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، من المفيد التأمّل بما يستطيع الأميركيون المسلمون عمله ليستمروا بدفع هذه الفكرة التي تساعدنا على تخطّي المرحلة معاً.

نتذكر كلانا، الزوج والزوجة اللذان يعملان في مجال حوار الأديان والتواصل عبر الثقافات، ذلك الصباح عندما وردت الأخبار عن الطائرة الأولى. أعددْنا أنفسنا لنسمع أن اللوم سيُلقى جزافاً على المسلمين، كما حدث في أعقاب تفجيرات أوكلاهوما سيتي. ولكن مع مرور الوقت في ذلك الصباح الرهيب، أصبح من الواضح أن 19 عربياً قاموا بالعمل، مدّعين أنهم فعلوا ذلك باسم الإسلام. تحوّل القلق إلى صدمة وخوف على بلدنا. ومع وصول أخبار عن ردود فعل ضد المسلمين (ومن ينظر إليه على أنه مسلم) خفنا على سلامتنا وسلامة أسرنا وأصدقائنا المسلمين.

إلا أن العديد من الناس الطيبين في أنحاء البلاد تواصلوا مع الجالية المسلمة ليقفوا تضامناً معها. لبست نساء من جاليات دينية مختلفة غطاء الرأس لمدة يوم عندما جرى استهداف النساء اللواتي يلبسن الحجاب والتحرش بهن، وأدان الزعماء الدينيون أعمال التخريب ضد المساجد، وقام الرئيس جورج دبليو بوش بزيارة المركز الإسلامي في واشنطن العاصمة.

كانت الشهور الأولى بعد الحادي عشر من سبتمبر، من نواحٍ عديدة، مشجّعة بالنسبة للعديد من المسلمين الأميركيين. استمر الدعم الكبير ليذكّرنا أن ولاءنا لهذا البلد لم يكن موضع شك.

ولكن بعد حربين و12 سنة، يبدو أن هناك تسامحاً أعظم مع الخطاب المعادي للمسلمين في المجال العام. أصبحت النبرة أكثر قسوة، وشعر العديد من المسلمين أنهم في موقف دفاعي بشكل متزايد. ردّ المسلمون الأميركيون بأساليب إيجابية عديدة على هذه التحديات، بما في ذلك اعتناق روح الاشتمال والتنوع بحماسة، كما ثبت في مؤتمر الذكرى الخمسين للجمعية الإسلامية لشمال أميركا، الذي جمع مقطعاً واسعاً من الجالية الأميركية المسلمة، وهي الجالية الأكثر تنوعاً في العالم.

سعى مؤتمر هذا العام لتحقيق اشتمال أوسع من خلال مخاطبة قضايا مثل احترام كبار السن والاشتمال الكامل للمعاقين. وضمّت حلقات الحوار رجال دين مسيحيين ويهود، وجرى تكريس جزء من الاجتماع العام لرأب الصدع السني الشيعي. إنها بداية، ولكننا نستطيع جميعاً عمل المزيد خلال الأسابيع المقبلة.

أولاً، من الأهمية بمكان عدم إلقاء اللوم على جالية بأكملها أو شعب برمته بسبب تصرفات قلّة من المجموعات الهامشية أو الأفراد. هذا هو الالتماس الذي سعى إليه المسلمون منذ الحادي عشر من سبتمبر. وهذا صحيح أيضاً بالنسبة للمسلمين الذين يركزون أحياناً بشكل كبير على الأصوات المعادية للمسلمين الأكثر تشدداً.

ثانياً، افتَرِضْ حسن النية. تكون بعض أكثر الكلمات أو الأعمال تجريحاً غير مقصودة أحياناً، وتأتي من معتدين لا يقصدون الإساءة. يحوّل إشراك الناس بروح إيجابية، بكلمات مسلم بارز، «الجدران إلى طاولات».

ثالثاً، شارِك غيرك بقصتك الشخصية. يُقابَل الجدل والخصام والحقائق دائماً بجدل مقابل وحقائق أخرى. عندما يتعلق الأمر بالفهم والقبول، فإن الأمر الوحيد الذي يحمل أهمية هو الاعتراف المتبادل بإنسانية كل شخص. كانت إنسانية خطاب مارتن لوثر كينج، وهي ذكرى 50 سنة أخرى احتفلنا بها الأسبوع الماضي، هي التي جعلت الأمر أكثر إقناعاً. خذ الوقت الكافي لتتعلّم أو تفكّر بقصة شخص آخر. وعندما تسنح لك الفرصة شارك بقصتك.

رابعاً، جدْ قضية مشتركة. تكون الطريقة الفضلى أحياناً للاجتماع معاً ليست وجهاً لوجه، وإنما كتفاً لكتف. ضع جانباً القضايا التي تفرقكم وتبعد بينكم. توقف عن الجدل، بل حتى توقف عن كل الحوار الذي لا يولّد أحياناً سوى المزيد من الكلام، وجدْ قضايا مشتركة واهتمامات مشتركة تستطيع العمل فيها معاً. لا شيء يبني الجالية والمجتمع أسرع من أن يجد أناس من خلفيات مختلفة هدفاً مشتركاً يسعون إليه.

العيش في أمة تعددية هو عمل متواصل. أظهرت مناسبات الشهر الماضي للذكرى الخمسينية أننا على الطريق الصحيح. واليوم، وكمسلمين أميركيين، نستطيع عمل الكثير لدفع تلك الروح من التنوع والشمولية، التي تتنفس حياة في القصة الأميركية، إلى الأمام.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/812396.html