صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 2463 | الخميس 04 يونيو 2009م الموافق 19 رمضان 1445هـ

ضمن آخر إصداراته

منصور سرحان يرصد «دور المرأة البحرينية في رفد الثقافة»

قلة هم من يهتمون برصد تطور دور المرأة البحرينية بشكل دقيق في مؤلفات تتكلم عن إنجازات البحرينية العملية والعلمية. ولعل الأغلب اهتم بتوثيق تاريخ البحرين من جوانب أخرى بعيدة عن المرأة البحرينية لاسيما في اختياراتها المهنية.

وفي كتاب «دور المرأة البحرينية في رفد الثقافة» الذي صدر حديثا لمدير عام مكتبة الشيخ عيسى الباحث والأكاديمي منصور سرحان. هذا الكتاب الذي جاء بعد سلسلة من إصداراته التوثيقية ومؤلفاته في مجالات رصد الأعمال الفكرية فقد رصد سرحان في كتابه الفريد جميع نساء البحرين بمختلف مستوياتهم العلمية والعملية وذلك في سابقة أولى لمثل هذا النوع من الرصد والطرح.

يقع الكتاب في أكثر من 250 صفحة ويشمل على أربعة فصول، فصل عن المؤسسات النسوية والفصول الثلاثة عن دور المرأة في الكتابة ومنها التأليف وقد حوى حصرا لمعظم المؤلفات التي صدرت عن المرأة في البحرين اعتبارا من العام 1973 حتى العام 2006 وقد بلغ عدد عناوين هذه الإصدارات 275 مؤلفا ساهمت فيها 137 امرأة بحرينية كمؤلفة وشاعرة وأديبة.

ففي العام 1973 صدر أول كتاب مطبوع لامرأة بحرينية وكان هو كتاب عن البحرين والخليج لأمل إبراهيم الزياني. ويلاحظ سرحان أن المرأة البحرينية بدأت شاعرة وصدر لها العديد من دوواين الشعر إذ تم حصر 115 عنوانا في الأدب من بين 275 مؤلفا ومن المؤلفات الأدبية 81 ديوان شعر و22 قصة و7 روايات و6 مقالات أدبية. ومن الشاعرات حمدة خميس وفتحية عجلان. كما كتبت المرأة في مواضيع أخرى مختلفة منها التاريخ للشيخة مي بنت محمد آل خليفة مع شيخ الأدباء في البحرين الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة، وكتاب محمد بن خليفة الأسطورة والتاريخ وكتاب عن القرامطة وآخر عن تشارلز بلجريف. وكان للمرأة البحرينية دور كبير في إصدار كتب الطهي (36 عنوانا) كما تناولت موضوعات الصحة والتعليم والثقافة والإبداع والبيئة وقضايا اجتماعية ونفسية كما كتبت عن الطفل وعن المرأة ولكن بشكل أقل (3 عناوين فقط).

الكتاب أيضا تطرق إلى فكرة تطور عن المؤسسات النسوية في البحرين التي لعبت دورا كبيرا في توعية المرأة منذ فترة مبكرة جدا من بينها تجربة نادي البحرين للسيدات الذي تم إشهاره في العام 1953 وهو امتداد لفكرة تأسيس نفس النادي بنفس المسمى في مصر. إلا أن هذا النادي بكل أسف لم يستمر طويلا لمقاومته ومناهضته من قبل بعض رجال الدين مما أدى الى إغلاقه بعد افتتاحه بثلاثة أشهر. وفي هذا الصدد أشار الكتاب إلى أن المرحومة عائشة يتيم كانت أول رئيسة لجمعية نسائية تم إشهارها في البحرين وهي جمعية نهضة فتاة البحرين في العام 1955.

كما تحدث الكتاب عن نساء البحرين الرائدات في مجال الطب إذ تعد استشارية الأمراض الجلدية والتناسلية غالية عبدالله دويغر أول طبية بحرينية تخرجت في كلية الطب في جامعة الصداقة بين الشعوب بموسكو في العام 1970 إذ درست الطب في ستينيات القرن الماضي وفي وقت كان عدد الإناث من الخليج الملتحقات بالجامعات يعددن على الأصابع.

في حين تمكن الكتاب من حصر سبعة آلاف رسالة جامعية وكانت أول من حصلت على الماجستير هي الأكاديمية صفية محمد دويغر في العام 1964 والدكتوراه في العام 1985، وأول من حصلت على الدكتوراه ثريا إبراهيم العريض عام 1975 وقد أبدى سرحان ملاحظة مهمة هي أن المرأة نشطت في عقد السبعينيات من القرن الماضي في مجال الحصول على الرسائل الجامعية ــ ماجستير ودكتوراه ــ فحصلت 14 امرأة على الماجستير والدكتوراه وكانت معظمها من جامعات أجنبية.

أما في الفصل الثالث الذي تناول عن دور المرأة في الكتابة الصحافية فقد أشار إلى دور المرأة ككاتبة صحافية وكانت البدايات الأولى راجعة إلى العام 1940 إذ كتبت المرأة مقالة في جريدة البحرين لعبدالله الزايد لكن بالحروف الأولية وفي حقبة الخمسينيات كتبت بعض النساء بأسمائهن، وفي الستينيات خرجت الشاعرات بكتابة بعض القصائد ونشرت بعدد من المجلات وعلى رأسها مجلة الأضواء.

وفي عقدي السبعينيات والتسعينيات وصولا حتى اليوم بدأت المرأة البحرينية في نشر إبداعاتها داخل وخارج البلاد في لبنان ومصر وسورية وغيرها وقد برزت كاتبات العمود الصحافي منهن طفلة الخليفة التي تعد أول كاتبة عمود صحافي في البحرين, عصمت الموسوي، سوسن الشاعر، ريم خليفة، لميس ضيف.

وفي هذا الشأن تطرق الكتاب إلى تجربة الكاتبة الصحافية ريم خليفة التي تعد أول بحرينية تحصل على درجة ماجستير في الدراسات الدبلوماسية من جامعة ويست منستر البريطانية في العام1997 إذ بدأت تجربتها منذ أن كانت في السادسة عشرة من عمرها إبان الغزو العراقي للكويت في العام 1990 وكانت انطلاقتها الأولى في العمل الميداني والسبق الصحافي في البحرين رغم اأها كانت تنوي العمل في حقل المنظمات الدولية إلا أنها حملت شغفها على مقاعد الدراسة في بريطانيا على مدى ثماني سنوات لتتنقل من بعدها للعمل في مختلف الصحف والمؤسسات الإعلامية المحلية والعربية والأاجنبية.

ويرصد الكتاب دخول المرأة عالم التأليف والكتابة منذ السبعينيات حيث صدرت أربعة عناوين للمرأة مقابل 95 عنوانا للرجل. في حين شهدت حقبة الثمانينيات 400 إصدار بينها 35 عنوانا للمرأة البحرينية، وفي التسيعينيات 950 عنوان كتاب من بينها 124 عنوانا لمؤلفات المرأة ومن عام 2000 إلى عام 2006 كان عدد الإصدارات 926 عنوانا بينها 112 عنوانا للمرأة البحرينية.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/8376.html