صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4212 | الأربعاء 19 مارس 2014م الموافق 19 رمضان 1445هـ

الشباب ودورهم القادم

الكاتب: جعفر الشايب - comments@alwasatnews.com

جاء فوز رجل الأعمال المهندس عبدالمحسن الفرج ومجموعة من الوجوه الشابة الجديدة في انتخابات الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية الأسبوع الماضي، كرسالة قوية للحضور الشبابي في هذه المواقع المهمة.

هكذا عبر عبدالمحسن الفرج، وهو من الشباب الطموحين الذين تمكّنوا من المساهمة الفعالة في إقامة مشاريع جديدة في المنطقة، وتخطوا عديداً من العقبات والمشكلات، واستطاعوا إعادة رسم الصورة النمطية للشباب في وسط سوقٍ شديد المنافسة.

الفرج المولود في بلدة العوامية من محافظة القطيف، أنهى دراسته الجامعية في مجال الهندسة الميكانيكية وتخرّج بمرتبة الشرف في جامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأميركية. وبعد تخرّجه عمل في شركة «أرامكو شل» بالجبيل، ولكن طموحه قاده إلى ولوج تحديات العمل الحر، فأسّس مجموعة مشاريع في مجال الأعمال الميكانيكية والكهربائية، مشاركاً في عديدٍ من الأنشطة الاجتماعية والخيرية.

تعودنا أن نرى شخصيات تقليدية وأسماء عريقة من رجال الأعمال في إدارة مجالس الغرف التجارية، وصلت إلى هذه المواقع بناءً على تاريخها أو عائلتها وعلاقاتها، واعتبرت هذه المواقع حصراً لها، دون أن تسهم في إفساح المجال أمام الجيل الشاب، أو أن تقدّم معالجات جادة تتناسب والتحولات الاجتماعية والتغيرات الاقتصادية القائمة.

لكننا الآن بدأنا نشهد توجهاً شبابياً جاداً وملحوظاً، له دلائل ومؤشرات تعكس طبيعة التغيرات في المجتمع. فالحماس الذي أبداه هؤلاء الشباب في سعيهم الحثيث يعبّر عن رغبةٍ لديهم في تبنّي المشاريع الاجتماعية والتصدّي لها، والمشاركة في الشأن العام، وهو أمرٌ عبّروا عنه خلال لقاءاتهم وتواصلهم مع الناخبين.

تجاوز المرشحون الشباب الوسائل التقليدية في الحملات الانتخابية، واستعاضوا عنها باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بصورةٍ مكثفة، كما طرحوا برامج انتخابية تتناول دور الشباب وقضاياهم واهتماماتهم وسبل دعم مشاركتهم في تنمية الاقتصاد الوطني.

المرأة، وكما كانت في المرات السابقة، لم يحالفها الحظ في الوصول لمقاعد مجلس الإدارة على الرغم من وجود مرشحتين ناشطتين، ما يستلزم أن تعوّض عبر التعيين من قِبل وزير التجارة ضمن الستة مقاعد المتبقية.

هناك تحديات حقيقية أمام الشباب في مشاركتهم المستقبلية تتضمن القدرة على الاستفادة من تجارب الجيل السابق والعمل على تطويرها، ومقاربة القضايا المحلية برؤية عصرية متجدّدة، والإبقاء على تواصلٍ مستمرٍ مع الناخبين، وتحويل البرامج الانتخابية إلى خطط عمل واضحة.

هذا التوجه المهم لدى الشباب ينبغي أن يُوظّف إيجابياً لصالح الوطن، وأن ينال اهتماماً كبيراً من المسئولين عبر دعم وتشجيع هذه الطاقات وتفعيل دورها، وليكن في مثل المهندس الفرج نموذجاً للشباب الواعين بدورهم ومسئوليتهم الاجتماعية والوطنية.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/867961.html