صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4313 | السبت 28 يونيو 2014م الموافق 19 رمضان 1445هـ

الجيش العراقي على مشارف تكريت... والأحزاب العراقية قد تطيح بالمالكي

خاضت القوات العراقية مدعومة بغطاء جوي كثيف معارك مع مسلحين متطرفين عند أطراف مدينة تكريت أمس السبت (28 يونيو/ حزيران 2014)، في أكبر عملية برية تنفذها هذه القوات منذ بداية هجوم المسلحين، وتترافق مع دراسة «أهداف مهمة» بالتعاون مع المستشارين العسكريين الأميركيين. سياسيّاً، قال مسئول أميركي كبير أمس (السبت) إن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز تعهد خلال محادثات مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، باستخدام نفوذه لتشجيع السنة على الانضمام إلى حكومة جديدة في العراق تضم مختلف الأطياف لمحاربة المتشددين المسلحين بشكل أفضل. وفي السياق ذاته، يعتزم زعماء الأحزاب العراقية إجراء محادثات حساسة قد تطيح برئيس الوزراء نوري المالكي.


العاهل السعودي يبلغ كيري بأنه سيضغط على السنة للانضمام لحكومة العراق

الجيش العراقي يصل تكريت... والأحزاب العراقية قد تطيح بالمالكي

بغداد - أ ف ب، رويترز

تخوض القوات العراقية مدعومة بغطاء جوي كثيف معارك مع مسلحين متطرفين عند أطراف مدينة تكريت أمس السبت (28 يونيو/ حزيران 2014)، في أكبر عملية برية تنفذها هذه القوات منذ بداية هجوم المسلحين وتترافق مع دراسة «أهداف مهة» بالتعاون مع المستشارين العسكريين الأميركيين.

وقال قائد عمليات سامراء، الفريق الركن صباح الفتلاوي لـ «فرانس برس»: «انطلقت فجر اليوم (أمس) عملية كبيرة لتطهير مدينة تكريت من عناصر داعش»، في إشارة إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» الجهادي المتطرف.

وأوضح أن «قوات أمنية من النخبة ومكافحة الإرهاب معززة بالدروع والدبابات والمشاة ومسنودة جوياً انطلقت من سامراء صوب تكريت لتطهيرها»، مضيفاً «نحن واثقون أن الساعات المقبلة ستشهد أنباءً سارة للشعب العراقي».

وتابع الفتلاوي إن «مئات الآليات وآلاف الجنود من مختلف الصنوف تتقدم حالياً وهناك فريق هندسي يعمل على تطهير الطريق الرابط بين ناحية دجلة (جنوب تكريت) ومدينة تكريت بسبب زرع عبوات ومتفجرات ولا نريد أن نخسر جندياً واحداً».

وأكد شهود عيان أن القوات العراقية وصلت إلى ناحية دجلة واشتبكت مع مسلحين ينتمون إلى تنظيم «داعش» الذي يسيطر منذ أكثر من أسبوعين مع تنظيمات متطرفة أخرى على مناطق واسعة من شمال العراق.

وفي وقت لاحق، قال شهود عيان آخرون إن القوات العراقية بلغت أطراف مدينة تكريت من جهة الغرب حيث تخوض معارك ضارية مع المسلحين.

من جهته، قال المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة، الفريق قاسم عطا في مؤتمر صحافي في بغداد إن المسلحين «يختبئون في القصور الرئاسية»، المجمع الرئاسي الواقع في وسط تكريت معقل الرئيس السابق صدام حسين.

وأضاف أن القوات العراقية تقوم بتوجيه «ضربات جوية في مناطق مهمة، مناطق تواجد الإرهابيين أو إخفاء الأسلحة والعجلات» (السيارات).

و تحدث عطا عن تنسيق مع المستشارين العسكريين الأميركيين الموجودين في العراق، قائلاً «لغاية الآن القوات الأمنية العراقية هي التي تنفذ الخطة، والتنسيق مستمر مع الجانب الأميركي في مجال دراسة الأهداف المهمة».

في موازاة ذلك قال مسئول أميركي رفيع المستوى في واشنطن الجمعة إن «بضع» طائرات من دون طيار أميركية تحلق فوق بغداد لحماية القوات الأميركية والدبلوماسيين الأميركيين، موضحاً «بدأنا ذلك خلال الساعات الـ 48 الماضية».

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأميرال جون كيربي أن «بعض الطائرات (من دون طيار) مسلحة قبل أي شيء لحماية العسكريين على الأرض»، مضيفاً أن العراق طلب من واشنطن من جهة أخرى شراء 800 صاروخ إضافي من طراز «هلفاير».

من جانب آخر، قال مسئول أميركي كبير أمس (السبت) إن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز تعهد خلال محادثات مع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري باستخدام نفوذه لتشجيع السنة على الانضمام لحكومة جديدة في العراق تضم مختلف الأطياف لمحاربة المتشددين المسلحين بشكل أفضل.

وبعد أسبوع من المساعي الدبلوماسية الحثيثة من جانب كيري للتصدي لخطر تفكك العراق يمثل تعهد العاهل السعودي تحولاً مهماً عن موقف الرياض الذي كان يصر على تنحي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

وقال المسئول الأميركي إن العاهل السعودي أبدى قلقه الشديد لكيري من مسلحي «داعش» الذين سيطروا على معظم شمال العراق وحدوده مع سورية ويزحفون جنوباً ليقتربوا من الحدود السعودية.

وقال مسئول وزارة الخارجية الأميركية للصحافيين في أعقاب المحادثات «كان من الواضح تطابق وجهات نظر الإثنين بأن على جميع أطياف المجتمع العراقي المشاركة في وضع أساس عاجل لعملية سياسية تتيح لهم التقدم وأن كليهما -كيري والعاهل السعودي- سيطرحان وجهة النظر هذه مباشرة خلال محادثات مع قادة عراقيين».

وأضاف مسئول وزارة الخارجية الذي طلب عدم نشر اسمه في تلميح إلى أن السعودية تنازلت عن مطلبها بتنحي المالكي أولاً: «لا توجد شروط مسبقة طرحت على أي شيء جرى مناقشته فيما يتعلق بالوضع السياسي العراقي أو وضع القتال ضد الدولة الإٍسلامية في العراق والشام».

وقال «ينبغي أن تجلس كل الطوائف على الطاولة وتطرح مرشحيها للمناصب الرئيسية. يمكنني القول إن الملك عبد الله وافق على ذلك بشكل كامل».

لكن الملك عبد الله أوضح أن المملكة «لا تتدخل بأي حال من الأحوال في السياسة الداخلية للعراق».

وأضاف «لكن هذا لا يعني أنهم لا يقيمون الحوار والعلاقات مع القادة السياسيين العراقيين».

وفي السياق ذاته، يعتزم زعماء الأحزاب العراقية إجراء محادثات حساسة قد تطيح برئيس الوزراء نوري المالكي بعدما دعا المرجع الديني الأعلى في البلاد إلى اختيار رئيس وزراء جديد على وجه السرعة لمواجهة متشددين مسلحين يهددون بتفتيت العراق.

وفي تدخل سياسي مفاجئ قد يشير إلى نهاية فترة تولي المالكي للمنصب بعد ثماني سنوات حث المرجع الديني الأعلى آية الله علي السيستاني الكتل السياسية على الاتفاق على رئيس للوزراء ورئيس للبلاد ورئيس للبرلمان قبل انعقاد البرلمان المنتخب في بغداد يوم الثلثاء المقبل.

وقال نائب عراقي ومسئول سابق في الحكومة ينتمي إلى الائتلاف الوطني العراقي الذي يضم أحزاباً شيعية «الأيام الثلاثة المقبلة مهمة للغاية للتوصل إلى اتفاق... لدفع العملية السياسية إلى الأمام».

وأضاف النائب الذي طلب عدم ذكر اسمه نظراً لحساسية الموضوع إنه يتوقع عقد اجتماعات داخلية للأحزاب المختلفة وجلسة أوسع للائتلاف الوطني تشارك فيها قائمة دولة القانون التي يتزعمها المالكي مطلع الأسبوع. ومن المقرر أن تجتمع بعض الأحزاب السنية أيضاً في وقت لاحق اليوم (أمس).

وسيجعل دخول السيستاني في المعادلة من الصعب على المالكي أن يستمر كرئيس وزراء مؤقت للعراق كما هو الحال منذ إجراء الانتخابات البرلمانية في أبريل/ نيسان.

وبعث السيستاني برسالته بعدما فشل اجتماع للفصائل الشيعية بما في ذلك ائتلاف دولة القانون في الاتفاق على مرشح لتولي منصب رئيس الوزراء.

والاتفاق على المناصب الثلاثة في خلال أربعة أيام قبل انعقاد جلسة البرلمان مثلما قال السيستاني سيتطلب التزام المجموعات العرقية والطائفية الثلاث الكبرى بالعملية السياسية وحل مشاكلها السياسية الملحة بسرعة وفي مقدمتها مصير المالكي.

وقال حلفاء المالكي إن دعوة السيستاني لاتخاذ قرار سريع لم يكن الهدف منها تهميش رئيس الوزراء وإنما الضغط على الأحزاب السياسية حتى لا تطول العملية وتشهد الخلافات المعهودة بينما تتعرض البلاد لخطر التقسيم لكنهم أقروا في الوقت نفسه بأن سياسات المالكي لا ترضي السيستاني.

وقال مسئول في قائمة دولة القانون بزعامة المالكي «مجموعات أخرى تقول للسيستاني إنه لا يمكنها أن تطيق المالكي لفترة ثالثة. لا يريد السيستاني التدخل في مسألة من سيكون رئيس الوزراء المقبل لكن ينبغي أن يتحقق تقدم».


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/899602.html