صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4313 | السبت 28 يونيو 2014م الموافق 19 رمضان 1445هـ

موضة التصوير الاحترافي .. خطرة

ﻟﻢ ﯾﻌﺪ اﻟﻤﺼﻮرون اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﯿﻮن وﺣﺪهمﻣﻦ ﯾﻤﺘﻠﻜﻮن اﻟﻜﺎﻣﯿﺮات اﻻﺣﺘﺮاﻓﯿﺔ ﺑﻌﺪساتها اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، إذ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﻌﺪﺳﺎت ﻓﻲ أﯾﺪي الهواة ﻣثلها ﻣﺜﻞ اﻟﻤﺤﺘﺮﻓﯿﻦ بالرﻏﻢ من أﺳﻌﺎرها اﻟﺨﯿﺎﻟﯿﺔ، رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﺸﻖ اﻟﺘﺼﻮﯾﺮ هو داﻓﻊ اﻟﺒﻌﺾ ﻻﻗﺘﻨﺎئها، أو رﺑﻤﺎ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪ، ﻟﻜﻦ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ أن ﻇﺎهرة ﻋﺸﻖ اﻟﺘﺼﻮﯾﺮ صار موضة هذا العصر.
و لكن هذه الموضة الجديدة قد تتسبب في حدوث إصابات جسدية على المدى البعيد إذا لم يأخذ المصور احتياطات السلامة أثناء التصوير.
يقول المصور الصحافي السيد باقر الكامل إن الاستخدام الخاطئ للكاميرا قد يتسبب بإصابات جسدية كآلام عند الكتف، وكذلك الرقبة، إضافة إلى آلام مفاصل اليدين، خصوصاً عند المبتدئين.
ويعاني الكامل أحياناً من ألم على مستوى الكتف وإرهاق شديد، وذلك بسبب حمله الكاميرا فترة طويلة خلال تغطيته للمباريات الرياضية والمؤتمرات والفعاليات، خصوصاً أن وزن العدسة يعتبر ثقيلاً جداً، على رغم أنه يحاول حمل كاميرا واحدة مع عدسة تجمع عمل عدستين لتوفير الجهد خلال جلسات التصوير، إلا أن منطقة التصوير قد تفرض عليه استخدام نوع معين من العدسات التي قد تكون ذات حجم كبير وثقيل لما لها من إمكانات خاصة وجودة عالية حتى في الأماكن ذات الإضاءة الخافتة.
ولتجنب الألم يقول الكامل إن أفضل طريقة لتجنب الإصابة هي مراعات الوضعية الصحيحة للجسد أثناء التصوير من حيث طريقة المسك الآمنة للكاميرا لكي لا يصاب المصور بآلام في مفصل اليد، وكذلك دراسة منطقة التصوير قبل الذهاب إليها لتحديد نوعية الكاميرا والعدسة المناسبة ليتجنبوا حمل الكثير من معدات التصوير في حقيبة التصوير الخاصة، كما يجب التأكد من أن أدوات التصوير غير تالفة كالحامل الثلاثي للكاميرا، وأخيراً يجب على المصور ألا يجهد نفسه أثناء جلسة التصوير، حيث عليه أن يأخذ فترات راحة أثناء جلسة التصوير.
ويرى اختصاصي العلاج الطبيعي د.زياد خضر السعدي من السعودية في مقال نُشر له مؤخراً، أن التصوير الفوتوغرافي من الممارسات الحركية التي قد تؤدي إلى إصابات ميكانيكية تسبب الآلام على المستوى الزمني القريب أو البعيد، فقد تتسبب الوضعيات الخاطئة للجسد أثناء التصوير بالسقوط أو الالتواء أو الألم، كما قد يقضي المصور ساعات طويلة ومتواصلة سواءً في التصوير الخارجي أو داخل الاستديو ويتعرض لإجهاد العين وضعف النظر على المدى البعيد.
إذ يجب على المصور دائماً تعلم الأساليب الصحيحة والمناسبة للمكان والزمان والوضعية مع دراسة ظروف التضاريس والطقس دائماً في منطقة التصوير قبل الذهاب إليها لاختلاف احتياجات المصور من منطقة لأخرى، مما يحتم على المصور مراعاة اللبس والحذاء المناسبين اللذين يتوافقان مع طبوغرافية المكان تجنباً للإصابات الميكانيكة مثل التواء الكاحل أو إصابات الجهاز التنفسي.
ومن أشهر الأوضاع لدى المصورين التي تسبب اضراراً لمنطقة الظهر :
- الانحناء نحو الأمام أثناء وضعية التصوير على الحامل الثلاثي وتعد من أشهر الأوضاع الرئيسية التي كشفت الدراسات أنها تسبب آلام الظهر، ولتجنب أضرار هذه الوضعية يمكن استخدام شاشة المشهد المباشر في الكاميرا، مع مراعاة استقامة الظهر قدر الإمكان والتعويض بثني الركبتين مع تقديم إحدى القدمين على الأخرى للحصول على توازن أكبر وأقل تقوس للظهر.
- وضعية «القرفصاء» خصوصاً خلال تصوير عنصر صغير قريب من الأرض كتصوير الزهور مثلاً، وتعد هذه الوضعية من الأسباب التي تترتب عليها في كثير من الأحيان آلام مزمنة، كما قد تتسبب في إصابة الغضروف الهلالي في الركبة، وينصح كبديل آمن للمصور أخذ كرسي صغير سهل النقل ليستخدمه أثناء التصوير.
- متلازمة الألم الرسغي (carpal tunnel syndrom) على اليد اليسرى وهي في الغالب التي تحمل ثقل وزن الكاميرا.
- مرض الجنف المُكتسب (scoliosis) وهو انحراف العمود الفقري في أحد الجانبين ويحدث نتيجة حمل الكاميرا أو معدات التصوير الثقيلة على جهة واحدة من الجسم بشكل مستمر، ولذا ينصح د.السعدي باستخدام حقائب الظهر الطبية وتعليقها بالظهر من الجهتين بدلاً من الحقائب التي تحمل على جهة واحدة.
- إصابة فقرات الرقبة، بسبب حمل أكثر من كاميرا على الرقبة لمدة طويلة، لذلك يجب على المصور أن يشتري حزاماً يحتوي على مادة إسفنجية تتناسب مع بايوميكانيكية الجسم.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/899711.html