صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4321 | الأحد 06 يوليو 2014م الموافق 19 رمضان 1445هـ

مطالب وطنية وليست مطالب شيعية

الكاتب: جميل المحاري - jameel.almahari@alwasatnews.com

في مقابلة أجراها مع مجلة «الشراع» ونشرتها إحدى الصحف المحلية الأسبوع الماضي، أكّد أمين عام المجلس الإسلامي العربي السيد محمد علي الحسيني أنه لم يجد ظلماً أو إجحافاً يمارس بحق شيعة البحرين من جانب السلطات البحرينية، بل على العكس من ذلك!

وقال في هذه المقابلة «إننا نجد تفهماً واستيعاباً لمشاكلهم وهمومهم، حتى أن هناك توجهات من جانب السلطات العليا بشأن ذلك... إننا ندعو إخواننا الشيعة في البحرين إلى أن يتفهموا الأوضاع في بلادهم، ويتصرفوا بما يخدم المصلحة الوطنية المشتركة التي هي القاسم الأعظم بين الجميع، والذي يجب اعتباره خطاً أحمر لا يجب تجاوزه، لأن تجاوزه يخدم مصالح وأهدافاً خارجية، وخصوصاً ما يتعلق بنظام ولاية الفقيه الذي يتربص شراً بهذا البلد».

ويضيف «نحن ومن موقعنا الإسلامي، نتابع ما يتعلق بالإخوة الشيعة العرب في مختلف البلدان العربية عموماً، والبحرين خصوصاً، لكن اسمحوا لنا كي نقول لكم إن هناك ثمة تهويلاً للأمور في هذا البلد بخصوص أوضاع إخوتنا الشيعة هناك، ونحن تابعنا ونتابع عن كثب أوضاعهم وندقق فيها، غير أننا بكل صراحة لم نجد ظلماً وإجحافاً يمارس بحقهم».

يمكن للأمين العام للمجلس الإسلامي العربي والذي عادة ما يزور البحرين بين فترة وأخرى، كضيف رسمي ويحظى باستقبال رموز السلطة، أن يتخذ ما يشاء من مواقف تجاه الحراك الشعبي في البحرين، كما أن من حقه أن يورد ما يشاء من حجج وقرائن تدعم فكره المعارض لنظرية ولاية الفقيه، ولكن أن يتخذ من الشعب البحريني والمطالب الشعبية مطيةً لمجرد إثبات وجهة نظره فإنه بذلك يكون قد تجاوز الموقف العلمي والأخلاقي.

وبغض النظر عمّا لا يراه من تمييز واضح ضد مكون أساسي من هذا الشعب، واستثنائهم من العمل في العديد من الوزارات والهيئات الحكومية، وحتى لو أغمض عينيه عن عمليات التجنيس السياسي بهدف تغيير التركيبة الديموغرافية في البلد، وهي قضية باتت معروفة للجميع، وحاول تجاهل ما يحدث على الأرض من استهداف مباشر لرموز هذه الطائفة، فإن محاولة تصوير الحراك الشعبي على أنه حراك طائفي، وأن ما يحدث في البحرين هو مجرد تمرد للطائفة الشيعية لخدمة مصالح خارجية، إنما يأتي في نهاية المطاف ضمن حملة العلاقات العامة التي خُصّصت لها السلطة ملايين الدولارات، وجنّدت لها العديد من وسائل الإعلام بهدف وحيد وهو ضرب هذا التحرك والتشكيك فيه.

ولو أن الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي حرص على مقابلة ممثلي القوى الوطنية المعارضة بقدر حرصه على مقابلة المسئولين خلال زياراته المتكررة للبحرين، لعرف أن القوى المعارضة تضم بين صفوفها مختلف القوى العلمانية والقومية واليسارية، وليس الشيعة فقط، وأن المطالب في البحرين هي مطالب وطنية تتعلق بالحريات العامة الديمقراطية الحقيقية، وليست مطالب شيعية.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/901895.html