صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4344 | الثلثاء 29 يوليو 2014م الموافق 18 رمضان 1445هـ

بين داعش وحزب الله

الكاتب: جميل المحاري - jameel.almahari@alwasatnews.com

حتى الآن لم نقرأ أو نسمع سواء من «الكتاب الشرفاء» أو الجمعيات السياسية المتأسلمة كلمة واحدة عن موقفها من تنظيم «داعش» وخليفة المسلمين أبوبكر البغدادي لا بخير ولا بشر، وكأن هذا التنظيم الذي يتخذ من جز الرؤوس وقتل الأطفال والشيوخ والنساء وفرض الجزية وهدم قبور الأولياء والتمثيل بالقتلى، أسلوبا لنشر الدعوة الإسلامية، لا وجود له.

في مقابل ذلك فإن هؤلاء الكتاب أنفسهم والجمعيات كالوا من السب والشتم واللعن لحزب الله اللبناني ما لم يكيلوه لحزب الليكود الصهيوني، وأطلقوا عليه من النعوت ما لم يطلقوه حتى على «عبدة الشيطان»، فمنهم من يسميه بحزب اللات، ومنهم من يتهمه بالعمالة لإيران، وجميعهم يصنفه في قائمة الإرهاب وهي أقل الصفات التي يمكن أن يطلقوها.

هل هنالك لغز في سر الصمت الذي يمارسه هؤلاء الكتاب «الذين يدعي البعض منهم الإيمان بالأفكار العلمانية والتقدمية»؟ وهل هناك نوع من التعاطف تكنه الجمعيات المتأسلمة لكي تغض الطرف عما تمارسه «داعش» من مجازر يومية بحق الأبرياء، أم أن صمتها مجرد نفاق سياسي لكي لا تخسر الشارع المؤيد لهذا التنظيم في البحرين، أم أن الأمر أكبر من ذلك بكثير؟

في معركة «القملون» على الحدود السورية اللبنانية والتي تدخلت فيها قوات حزب الله لأول مرة مع القوات الحكومية السورية في مقابل قوات «النصرة» و «داعش» والتي أفضت الى هزيمة نكراء لقوى النصرة وداعش وقف جميع «الكتاب والجمعيات السياسية المتأسلمة» في البحرين بجانب قوى داعش واتهموا حزب الله بارتكاب المجازر بحق المواطنين السوريين العزل، واستنكروا تدخل الحزب في الصراع القائم بين الحكومة السورية والمعارضة، ولكن الأيام اثبتت أن تدخل حزب الله لم يكن إلا لحماية الاراضي اللبنانية والمواطنين اللبنانيين، من بطش القوى التكفيرية وإلا لكان جزء من لبنان الآن تابعاً للدولة الاسلامية في العراق والشام تحت إمرة خليفة المسلمين أبوبكر البغدادي.

لمن يمتلك ذرة من عقل، هل يمكن مقارنة حزب مرّغ أنف العدو الاسرائيلي في الوحل واسترد ارضه وكرامة الأمة، بمجموعة من قطاعي الطرق واللصوص والمخبولين؟ وهل يمكن مقارنة من رفض رفع السلاح بوجه أخيه في الوطن رغم كل محاولات الفتنة التي مورست ضده ورغم إمكاناته العسكرية الهائلة، بمجموعة من القتلة التي تتقاتل فيما بينها لمجرد السلطة؟ هل يمكن مقارنة من يتخذ من الشرف والعزة والشموخ شعارا للنضال ضد العدو الصهيوني، بمن يتخذ من جهاد النكاح شعارا له؟ لكلٍّ أن يقارن ويتخذ ممن يشاء مثلا أعلى لنفسه.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/907822.html