صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4391 | الأحد 14 سبتمبر 2014م الموافق 19 رمضان 1445هـ

المعاودة: هددوني لتحذيري بحرينيين يحملون فكر «داعش»

أكد النائب الثاني لرئيس مجلس النواب الشيخ عادل المعاودة وجود عناصر صغيرة في العمر، مغررٌ بها تحمل فكر «داعش» في البحرين، إذ قال: «فُجعنا بعددٍ من أبناء البحرين المغرر بهم، ولو نظرنا لهم وأعتقد أن عددهم خمسة أو ستة أشخاص، كلهم حديثو السن وصغار. ونحن بدورنا حذرنا وأعلنّا وأسررنا ونصحنا وتكلمنا ولم نترك شيئاً، ولكننا لسنا سلطة تنفيذية. وبدأنا بمحاربة الفكر بإلقاء المحاضرات منذ 25 عاماً والمحاضرات لم تقف. وهذا ما خلفته أفغانستان وبروز القاعدة».

وأفصح المعاودة عن أنه تلقى العديد من التهديدات التي وصلته إلى منبر الجمعة بسبب كثرة كلامه وخطبه عن خوارج التكفير.

جاء ذلك في ندوة بعنوان «داعش صناعة مَن؟» تحدث فيها الشيخ عادل المعاودة والشيخ ناصر الفضالة مساء أمس الأول (السبت) في مجلس الدوي بالمحرق. وبخصوص هجومه الأخير على جمعيات ائتلاف الفاتح، أفاد المعاودة «لم أهاجم تجمع الفاتح، وسيصدر تصحيح لذلك».


نفى مهاجمته «الفاتح» واعتبر «القائمة الموحدة» مُنية صعبة... وآراء بوصندل «لا تمثل الجماعة»

المعاودة: فُجعنا ببحرينيين يحملون فكر «داعش» وحذرنا بشأنهم فتلقينا التهديدات

المحرق - عادل الشيخ

أكّد النائب الثاني لرئيس مجلس النواب الشيخ عادل المعاودة وجود عناصر صغيرة في العمر، مغرر بها تحمل فكر تنظيم “داعش” في البحرين، إذ قال: “فُجعنا بعددٍ من أبناء البحرين المغرر بهم، ولو نظرنا لهم وأعتقد أن عددهم خمسة أو ستة أشخاص، كلهم حديثو السن وصغار. ونحن بدورنا حذرنا وأعلنا وأسررنا ونصحنا وتكلمنا ولم نترك شيئاً، ولكننا لسنا سلطة تنفيذية. وبدأنا بمحاربة الفكر بإلقاء المحاضرات منذ 25 عاماً والمحاضرات لم تقف. وهذا ما خلفته أفغانستان وبروز القاعدة”.

وأفصح المعاودة عن أنه تلقى العديد من التهديدات التي وصلته إلى منبر الجمعة بسبب كثرة كلامه وخطبه عن خوارج التكفير.

في الجانب الآخر، أشار المعاودة إلى أن هناك من يمارس القتل والإرهاب بسكب الزيوت في الشوارع والقيام بالتفجير لقتل المارة، متسائلاً “أليس هذا فكراً تكفيرياً؟ فلماذا نحصره في عدد معين؟ فهؤلاء خطر ولكن الخطر الأكبر من هؤلاء”.

وقال: “هناك داعش الطرف الآخر، المليشيات الإرهابية التي تقتل على الهوية أليست إرهابية إجرامية؟ ماذا يفعل حزب الله في سوريا والعراق؟ أليس هؤلاء إرهابيين؟ بل إن الذي أفسد فيه “داعش” وقتل لا يُعتبر عشر ما فعلوا”.

جاء ذلك في ندوة بعنوان “داعش” صناعة من؟ تحدث فيها الشيخ عادل المعاودة والشيخ ناصر الفضالة مساء أمس الأول (السبت) في مجلس الدوي بالمحرق.

وبشأن منتسبي “داعش” في البحرين، قال المعاودة لـ “الوسط”: “نعرف أحد القياديين وهو في العراق حالياً، وكان ماسكاً لشباب صغار في السن، أما الآن فلا يُعرف لهم رأس. ونحن نسمع عنهم بأنهم حاملون للفكر التكفيري. وقد حذرنا بشأنهم”.

ونفى المعاودة أن تكون تلك المجموعة تشكل خطراً على المجتمع البحريني “هم لا يشكلون خطراً على المجتمع، لكن لهم ضحايا في المجتمع، فكم من واحد فتنوه وذهب للقتال، وعددهم تقريباً خمسة أشخاص كانوا في سوريا ولا نعرف مكانهم حالياً، إلا أنهم مع هذا التنظيم”.

وبخصوص هجومه الأخير على جمعيات ائتلاف الفاتح، أفاد المعاودة “لم أهاجم تجمع الفاتح، وسيصدر تصحيح لذلك. كان الكلام على جمعية التجمع، وحصل لبس”.

وعن تقييمه لأداء جمعيات الفاتح، وفيما إذا كان يتفق مع ما تطرحه من عزمها دخول الانتخابات بقائمة موحدة، قال المعاودة: “لا أخفيك أن تجمع جمعيات الفاتح أسماء كثيرة بعضها لا أعرفها، طبعاً باستثناء المنبر. لم يكن للجمعيات الأخرى ممثلون حتى يُقيّموا. أما جمعية المنبر فمعروفٌ عطاؤها ومشاركتها على مدى 3 دورات وهي مشاركة كبيرة. أما دخول الانتخابات بقائمة موحدة فأعتقد أنها منيةٌ ولكنها صعبة”.

وبشأن علاقته مع جمعية الأصالة، أكد المعاودة أنها “لم ولن تتغير، لأنهما منهج وفكر واحد، وإن حصل خلاف في بعض المسائل”.

وعبّر المعاودة عن عدم تأييده لدعوات الجمعيات المعارضة بشأن مقاطعة الانتخابات المقبلة، مبرراً ذلك بأن “المقاطعة الحل السهل الغير متعب بالنسبة لها، لأنه يعني لا عمل. ورأيي أن المشاركة أنفع لشارع المعارضة خاصةً وللبحرين كلها عامةً”.

وعن موقفه من التصريحات الداعية لمقاطعة الانتخابات المزعوم نسبها إلى النائب السابق الشيخ إبراهيم بوصندل، ردّ المعاودة أن ذلك يعتبر “رأياً خاصاً به ولا يمثل الجماعة”.

واعتبر المعاودة تمرير مجلس النواب القوانين المقلصة لصلاحياته “سلبيةً كبيرة جداً على المجلس”، مشيراً إلى أن “المستقلين كانوا هم المرجح في تلك القضايا”.

وخلال ندوة “داعش صناعة من؟”، استهل المعاودة حديثه بطرح عددٍ من الأسئلة هي: “من هو المستفيد من “داعش”؟ ومن المتضرر منه؟”.

مستدركاً بالقول: “هنا يتبيّن لنا حقيقة “داعش”. أما كيف بدأ وكيف صنع. المهم هو أداةٌ لمن ضد من؟ هذا هو السؤال المهم”.

وأضاف “نحن نبحث عن حقيقة “داعش”، لماذا نبحث؟ هناك تنظيماتٌ كثيرة إرهابية، والقتل سواء كان وحشياً أم غير وحشي، فقتل الضد كله وحشي. ولاشك أن منظر ذبح إنسان شيءٌ مقزز، ولكن الأفظع منه إلقاء القنابل على بيوت الناس وعلى الأطفال والنساء والرجال والأبرياء”.

وقال: “طبعاً لا خلاف عند أي عاقل في تجريم “داعش” وفي وجوب مقاتلته. وقد يقول قائل إنهم خوارج ويعاملون معاملة الخوارج، نقول إن مجاميع من علمائنا قد أفتوا بأنهم فاقوا الخوارج وأنهم مرقوا من الدين ووجب قتالهم”.

وأوضح المعاودة “المشكلة في سوريا عندما أعلنت الدولة في سوريا ثم العراق. وبعض الناس ترددوا في قتالهم ففوجئوا أنهم يقتلونهم”.

وتساءل من جديد: “من المستفيد من وجود (داعش)؟”.

وأجاب: “أليس هم أعداء الأبرياء في الشام وفي العراق وفي دولنا؟ أليس “داعش” هو من أوقف عجلة الثورة المباركة في سوريا، وأوقف عجلة ثورة العشائر في العراق التي فاجأت الناس؛ بل لك أن تسأل أنه لما بدأت ثورة العشائر في العراق اتجه إلى بغداد ووصل إلى حدودها، ولما تولى “داعش” القتال في العراق اتجه إلى قتال الأكراد. وهذا يدل على أنه صنيعة ومن المستفيد منها”.

مستطرداً: “وإلا أيعقل اليوم أن تجتمع 40 دولة لقتال “داعش”؟ ونحن رأينا بعد ظهور فيديو قتل الصحفي الجندي الأميركي بيوم أو يومين، كيف يتم قتلهم مثل الفئران، طائرات متقدمة تقتلهم واحداً واحداً، فهل يحتاجون إلى 40 دولة... لا يحتاجون”.

وأشار المعاودة إلى أن “الفكر الخارجي التكفيري نبتت نبتته في زمن النبي (ص) وأول جرائمه في زمن الخليفة عثمان (رض)، وكان أول ظهور له في زمن الخليفة علي (ع) وهو أول من قاتلهم، ومن ثم استمروا، لكنهم في هذا الزمان تطوروا تطوراً لم يُسبقوا له”.

أما في الزمن المعاصر فيرى المعاودة أن “بذرة هذا التكفير كانت في بدايتها في سجون مصر عندما كان يُسجن الإسلاميون. وهنا بسبب الظلم والقهر نبتت نبتة تكفيرية، وحولت بعض المقالات لبعض الكتاب التي كانت تتكلم عن النظام الإسلامي وخلاف الأنظمة القائمة فأسقطت على الأشخاص وكفرت، ومن ثم ظهرت جماعات منها التكفير والهجرة والتحرير، التي كانت من أخبث الحركات التي لا دين لها ولا التزام”.

وتابع “كان هذا الطور الأول للفكر المنحرف، ثم تطور هذا الفكر، وكان في أفغانستان حين التف بعض التكفيريين المصريين الذين هربوا من مصر حول أسامة بن لادن، وأوحوا له بإعلان الدولة. وأنه يجب الكفر بمعاهدة سايكس بيكو؛ وبالرغم من فكر بن لادن المنحرف إلا أنه والظواهري لم يوافقوهم على إعلان الدولة؛ وهنا حدث الإنشاق منذ تلك اللحظة خلال العامين 93 و94. فأعلن أحد الأشخاص نفسه أميراً للمؤمنين في أفغانستان وطلب البيعة، فخالفه الظواهري وبن لادن، والرجل لم يستمر. وهو شخص فلسطيني حالياً موجود في بريطانيا، لاجئٌ سياسي يعيش في أمنٍ وأمان”.

أما بخصوص الطور الثالث، أفاد الشيخ عادل المعاودة “كانت هذه المرحلة تخص الجماعة المسلحة في الجزائر والتي كان يقودها عنبر زوابري، إذ أعلن الدولة الإسلامية وقاتل جبهة الإنقاذ وقتل شيخ محمد السعيد وهو من أشهر الدعاة والمصلحين. وكان ضد النظام. ثم اكتشف هؤلاء الثوار أن الزوابري من المخابرات فقتلوه”.

وواصل: “الطور الرابع نشأ في اليمن، بعد أن تبنّت بعض مجموعات الشباب فكرة إنشاء الدولة وليس الفكر التكفيري، وهم يعنون أن هذه الدولة لجميع المسلمين وتقاتل من أجل كل المسلمين؛ إلا أن هؤلاء الأغبياء لا يعرفون أصول الدولة، فمن سماتهم الجهل، فهم يعتقدون أنه لا يجوز أن يكون لكل دولة حاكم. وهذه النبتة حوربت وقصفت من قبل الأميركان بمساعدة الرئيس السابق علي عبدالله صالح”.

وذكر المعاودة أن “الطور الخامس لنشأة وتطور هذا الفكر والتنظيم، وهو بعد أن تم إرسال 300 رجل إلى إيران واستقبلهم الحرس الثوري الإيراني بعوائلهم واستأجر لهم شققاً في طهران وعالج جرحاهم وآواهم ثم أرسلهم إلى العراق واستقبلهم الزرقاوي، وكلنا يعلم أن الزرقاوي كان في إيران وخرج إلى أفغانستان بعد اتفاق حكمت يار مع إيران وكذلك أبو الغيث، وبعض العوائل مازالت موجودة في إيران”.

وواصل المعاودة سرده لتاريخ الفكر التكفيري قائلاً: “الطور السادس يتمثل في حقبة آصف شكوت رئيس المخابرات السورية، وهو باكستاني، وكان يمول ويزود العراق والدولة الإسلامية بالرجال من سوريا ليدخلوا في هذا التنظيم، بل إنه في فترة من الفترات أرسل لهم 3 آلاف رجل سوري للتنظيم”.

وواصل: “أعلنت الدولة الإسلامية في العام 2006 بأسماء غير معروفة، منها أبوعمر البغدادي وأبوبكر البغدادي، وهو من أعلن نفسه أميراً للدولة الإسلامية”.

ويرى المعاودة أنه “لا وجود إلى هذه الدولة ولا مقر لها، بل أصلاً البغدادي غير معروف شخصه ولا مكانه، فكيف تعلن دولة لا رجال ولا مكان. انظروا إلى هذا السفه في هذه العقول”.

وبيّن المعاودة أن “داعش تتكون من 3 فئات، وفيها رجال كثيرون من المخابرات من كل الدول، بل تصوروا أن هذه الدولة التي تريد أن تحكم العالم لديها مجلس شورى مكون من 7 أشخاص كلهم من المخابرات العراقية، بل إن الذي يقود هذا التنظيم ليس البغدادي إنما أبو علي الأنباري ورجل آخر من رجال الشورى وهو من المخابرات العراقية”.

وأضاف “أعلنوا دولة بلا دولة ثم أعلنوا ضم سوريا لهم ولا يوجد سوري معهم، لذلك النصرة لا تحمل فكر القاعدة ولكنها لم تكن تعلن ذلك، وإلا فكرها فكر القاعدة. والبعض يريدون أن يبرئوا النصرة، صحيحٌ أنهم لم يقاتلوا المسلمين والمجاهدين لكن هذا لا يزكي فكرهم”.

واعتبر المعاودة أن “هؤلاء جميعاً كما قال النبي (ص) سفهاء الأحلام، أي من لا يملكون العقول وأصيبوا بمصائب. منهم شبابٌ متحمس يفر من الواقع المرير إلى رومانسية التاريخ الماضي، حيث عزة الإسلام والمسلمين، ويريد أن يعيش ذلك الزمن اليوم بلا أسباب التمكين مع حرق المراحل، أو يريد إنهاء الزمن بسبب الضيق وقلة الفكر. فيعتقدون أن هذا هو آخر الزمان ومعروفٌ بالفتن وكثرة الحرق، حتى ينزل المسيح ويخرج المهدي؛ إلا أن هذا شأنٌ عند الله”.

وقال: “إن المستفيد من “داعش” هم الذين يغنمون من (داعش)”، متسائلاً: “فمن أنهى ثورة العراق وحولها إلى لا شيء بعد أن أكلت الأخصر واليابس وبيّنت هشاشة النظام؟ صنعوا هذه الصنيعة. فلماذا يخرج “داعش” آلاف الكيلومترات بين سوريا والعراق ولا تُمس كيف ذلك؟ وماذا كانوا يفعلون في سوريا؟ لم يقاتلوا النظام وكثيرٌ من الأحيان كان النظام يقاتل الثوار من الأعلى وهم يمرون بجانب منه ولا يُمسون”.

وأضاف “هؤلاء يكفرون الجميع لأنه يجب على الناس أن يؤمنوا أن الدولة الإسلامية لجميع دول المسلمين، وبضعهم يقول من جهله لن نضع السلاح إلا في القدس، وآخر يقول لن نضع السلاح إلا في واشنطن”.

وبيّن المعاودة أن “داعش جلب الويل والدمار والخراب للمسلمين، أما الدول الغربية فهي تستغل ما يجري، والبعض يقول “داعش” صنيعة أميركا. وأنا لا أستطيع أن أزعم ذلك، لكنها تستغل الظروف وتجعلها في مصلحتها، وكذلك إيران”.

وزاد: “الخليج تحيط به الأخطار من كل مكان، وهم ليل نهار ينادون “داعش”. ولكن هناك “داعش” الطرف الآخر، المليشيات الإرهابية التي تقتل على الهوية أليست إرهابية إجرامية؟ ماذا يفعل حزب الله في سوريا والعراق؟ أليس هؤلاء إرهابيين، بل إن الذي أفسد فيه “داعش” وقتل لا يُعتبر عشر ما فعلوا”.

وأردف “من يريد أن يقضي على الإرهاب ليحارب الإرهاب كله. ونحن ضد كل الإرهاب ضد كل مزهقٍ لروح، كل مفسدٍ لأمنٍ وأمان. فيجب مقاتلة هذا الفكر لأنه دموي ويجب مقاتلته فكرياً”.

واستند المعاودة إلى “ما أصدره مفتي عام السعودية، وخلاصة كلام العلماء يرون أن “داعش” فرقة من فرق الخوارج أو شابهوهم أو تفوقوا عليهم في البغي، فهي فرقة ضالة مستبدة مغتصبة هدفها قتال المجاهدين، لذا لا يجوز الانتساب لها أو القتال معها ولا بيعة لها”.

وفي رده على سؤال لأحد المتداخلين بشأن انتساب عدد من الشباب البحريني لتنظيم داعش، قال المعاودة “في الحقيقة فجعنا بعددٍ من أبناء البحرين المغرر بهم، ولو نظرنا لهم وأعتقد أن عددهم خمسة أو ستة أشخاص، كلهم حديثو السن وصغار. ونحن بدورنا حذرنا وأعلنا وأسررنا ونصحنا وتكلمنا ولم نترك شيئاً، ولكننا لسنا سلطة تنفيذية. وبدأنا بمحاربة الفكر بإلقاء المحاضرات منذ 25 عاماً والمحاضرات لم تقف. وهذا ما خلفته أفغانستان وبروز القاعدة”.

وأضاف “حتى أن بعض المتعاطفين يسبوننا، ويتساءلون لماذا تكثرون من الكلام عن خوارج التكفير. تصوروا لو أن في تلك الأوقات لم نتكلم ولم نحذر ولم ننشط”.

وأفصح عن “أنني تلقيت تهديدات بتويتر والفيسبوك وبل على المنبر، لأني أؤذيهم”.

من جهته رأى النائب السابق الشيخ ناصر الفضالة أن “موضوع “داعش” ومن يقف خلفه يحتاج إلى تأمل حقيقي، لأن الموضوع خلفه أمور متشابكة كثيرة لابد أن ننتبه لها حتى لا نستدرج إلى حرب دعا لها بوش الصغير عندما دعا للحرب على الإرهاب، ومن ثم ليستنزف ثروات الدول ويشغلها عن المخطط الكبير الذي يخطط للمنطقة وهو الشرق الأوسط الكبير. ولا أعتقد أن هذا الموضوع يخرج كثيراً عن هذه المسائلة”.

وقال: “نرى الإعلام الغربي يروج الآن بصورة هستيرية لوهم جديد بشعوبنا يماثل بالضبط وهم أسلحة الدمار الشامل، فالغرب وأوروبا وأميركا بعيد عنها “داعش” كثيراً ولا تصلها أدرعه أصلاً، ولكن تضخيم هذه الصورة بهذا الشكل يجعلنا أن نتساءل: لماذا هذا التضخيم بعد أن تم التغاضي عنه في سوريا وعندما وصل إلى العراق يتم تضخيمه؟”.

وأشار إلى “أننا نرى أن الصحافيين الغرب يلبسون اللباس البرتقالي ويصورون، وعند الذبح تختفي الصورة، وهو عكس ما ينتهجه “داعش” وما يقوم به من أعمال بشعة”.

ورأى الفضالة أن “الإعلام العربي يسير على نفس المنوال، فهو لا يدقق وإنما هو إعلامٌ غبي. شاهدنا بعض التصريحات وبعض القادة والسياسيين تدل على فزع شديد، خصوصاً عندما كانت تُدك غزة بالصواريخ ويضرب فيها بيوت الناس، 18 ألف منزل تم تهديمه غير القتلى وكأنها حرب عالمية، نجد تصريحات بعض السياسيين والقادة العرب تتكلم عن خطر “داعش” وتمر مرور الكرام على الأشلاء التي تتطاير من غزة”.

وأشار إلى “استغلال بعض النكرات الذين يطلقون على أنفسهم الإعلاميين من أجل تشويه صورة الإسلاميين لتوجه لهم تهم دعم “داعش”. فقد انتشرت لي صورة عند السفارة الأميركة أقف وخلفي ناس يحملون أعلام سوداء مكتوبٌ عليها لا إله إلا الله. وكتب تعليق تحت الصورة زعيم الإخوان المسلمين يتواطأ مع “داعش” ويقف تحت راياته ويحذر دول الخليج”.

وعقّب على ذلك بالقول: “هذه الصورة التقطت في العام 2012، ولم يكن حينها “داعش” موجوداً. وكانت الصورة أمام السفارة الأميركية وهي لوقفة قادتها بعض الجمعيات احتجاجاً على إعادة بث الفيلم الدنماركي المسيء للرسول (ص)”.

وتابع: “حينها ألقينا الكلمات وأثناء إلقاء كلمتي بدأ بعض هؤلاء يصعدون على المنصة متلثمين، فالتفت لهم واتفقنا على أن ننهي هذه الوقفة بسرعة، واتجهنا إلى الدوريات الأمنية وأخبرناهم أننا نلغي الوقفة وأن هؤلاء لا يمثلوننا. وهذا نموذج لتشويه صورة الحركات الإسلامية”.

وتحدث الفضالة عن الأهداف الغربية في تضخيم خطر “داعش”؛ فأوضح أن “خلط الأوراق ضد ثورة العشائر العراقية التي نهضت وثارت ضد المالكي الذي مارس الظلم والتمييز ضد أبناء السنة وثار ضده السنة والشيعة ضد النظام الدكتاتوري، فعندما خرجت العشائر وبدأت تُظهر قوتها وانتشارها فجأةً خرج شيء اسمه “داعش” بهذا الشكل القوي، وفجأةً انهارت كل القوة العراقية في الجيش، وإذا بهم كلهم ينسحبون ويتركون المعسكرات الضخمة، واستطاعت هذه القوات التي سُمح لها أن تستولي على هذه القوة السيطرة على صواريخ سكود وغيرها من الأسلحة حتى ارتهنوا منتسبي القوات”.

أما الهدف الثاني بنظر الفضالة فهو يتمثل في “استنزاف انتصارات الثورة السورية بإيجاد فصيل مضاد للجيش الحر. فالثورة تقدمت تقدماً كبيراً، وبمجرد خروج هذا البعبع الذي غض الطرف عنه النظام السوري والقوى السورية بدعم روسي إيراني غربي، تركوا هذه القوى تنتشر. وكانت كل عمليات هذه الحركة متواجدةً في الأراضي المحررة في الفصائل السورية، وكانت تستولي عليها بطرق معينة، ولم نشهد معارك فاصلة مع الجيش السوري، فكان الهم هو كيفية الاستيلاء على الأراضي التي استولى عليها الثوار”.

وبحسب اعتقاده فإن الهدف من وجود “داعش” أيضاً هو “افتعال “داعش” للتغطية على الدويلة الحوثية في اليمن والتي يحضر لها دورٌ كبير في صنعاء والتمويه عليها. فلم نجد من الدول التي تحارب الإرهاب من يتحرك ويقول هذا جسم غريب في اليمن يريد أن يُغير التركيب، وهناك صمت ودعم خفي ودعم من دول عربية خفي بشكلٍ أو بآخر لاستمرار هذا التيار نكايةً بفصائل أخرى لا يتفقون معها”.

وأشار الفضالة إلى “الميليشيات الطائفية، 30 مليشيا صفوية من كل حدبٍ وصوب بقيادة حزب الله اللبناني في إيران والعراق، الذي لا يخفي ولاءه الطائفي للملالي في إيران، بل أصبح يستخدم ليدخل في سوريا ويبطش في سوريا دعماً للطاغية، فتجدهم يقتلون الأحياء دعماً للمقابر”.

وأضاف “لم نسمع استنكاراً للإرهاب الذي يقوم بعملياته من الذبح والتعذيب وهدم المساجد في العراق، لم نسمع من يستنكر هذه الأعمال”.

وتابع: “هذا الصمت المريب جعل بعض الكتاب الموتورين يكتبون مقالات ينسبون كل أشكال الإرهاب لأهل السنة، والسنة هم الإرهابيون ويجب التخلص منهم. هكذا يصور لهذه العملية. وأنا لا أقول هذا الكلام للتحريض على طائفة معينة، ولكن الإرهاب هو الإرهاب لا دين ولا ملة له”.

وأكد على “أننا لا ننسب أنفسنا لـ “داعش” ونتبرأ من هذا الإرهاب، وإن التشويه المتعمد للجهات الإسلامية التي لا تداهن ولا ترضخ للمشاريع الصهيونية في المنطقة”.

وأردف “الغريب أن يختفي اسم “داعش” من وسائل الإعلام الغربية التي تقود الحرب على الدولة الإسلامية، فهم لا يطلقون المصطلحات عبثاً ويعرفون تأثير المصطلح. هذا المصطلح يصور الدولة الإسلامية جريمة يجب التخلص منها أو القضاء عليها”.

وبشأن قياديي “داعش”، أوضح الفضالة “حتى الآن لا يعرف اسم قيادي لـ “داعش”، من هي القيادة والرأس المدبر والمخطط لـ “داعش”. هناك غموض في هذه المسألة. فالقيادات أشخاصٌ ملثمون، قد يكون تحت هذا اللثام أشخاص يحملون جنسيات مختلفة. ونحن لا ننكر تنظيم “داعش” لكنه فصيل ضئيل لمجموعة من المتطرفين”.

وعبّر الفضالة عن “خوفه أن تصدق حكوماتنا هذا الوهم وتُستنزف خيرات الخليج في معارك لن تحدث إلا في الخيال الأميركي؛ فقد بدأنا نسمع عن صفقات بمليارات الدولارات لشراء منظومات بحرية وجوية. وكأن “داعش” قادم لنا من الفضاء. أصبح هناك سوق للسلاح الأميركي وصفقاتٌ هائلة”.

وعاد المتحدث إلى تاريخ التنظيم، موضحاً أن “التنظيم نشأ في العام 2004 عندما أنشأ الزرقاوي فرعاً للقاعدة في العراق. وفي نهاية العام 2011 ظهر تنظيم آخر يحمل اسم القاعدة وهو جبهة النصرة، وفيما بعد نشأ تعاون بين البغدادي والجولاني، في حين رفض الجولاني انضمام الفصيلين”.

وبحسب اعتقاد الفضالة فإن “هناك ثمة عوامل كثيرة على نهاية “داعش”، منها السخط العالمي والشعبي على هذه المنظمة، لاسيما بسبب الإعدامات للخصوم والسبي واضطهاده للناس، واستقطابه الأعداء في العالم كله، وافتقاده للحلفاء بما في ذلك الذين يحملون المنهج الفكري نفسه، وبالتالي الخسران التدريجي للبيئة التي يعمل فيها لتفجيره المساجد والمعالم الأثرية”.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/920635.html