صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4393 | الثلثاء 16 سبتمبر 2014م الموافق 19 رمضان 1445هـ

في ذكرى استشهاد الدكتور هاشم العلوي

الكاتب: جميل المحاري - jameel.almahari@alwasatnews.com

في الثامن عشر من سبتمبر/ أيلول 1986، سقط الدكتور هاشم العلوي أحد مناضلي جبهة التحرير الوطني البحرانية شهيداً تحت التعذيب الذي تعرّض له على أيدي الأمن، بقيادة الضابط الإنجليزي إيان هندرسون وتلميذه حينها (ع. ف)، الذي أصبح قيادياً في الحركة الرافضة لتحقيق المطالب الشعبية في الوقت الراهن.

كان الشهيد هاشم العلوي قد اُعتقل في نطاق حملة قمعية واسعة طالت العشرات من كوادر ومناضلي جبهة التحرير، شملت عمالاً وطلاباً ومحامين وأطباء وموظفين، ولم تستثنِ النساء، ردّاً على تصاعد نضال الجبهة للمطالبة بإطلاق الحريات العامة وإعادة الحياة الدستورية والنيابية المعطلة.

ويروي أحد رفاقه في السجن (إبراهيم القصاب) قصة استشهاده قائلاً بأنه “في الثاني عشر من أغسطس تم استدعاء طبيب انجليزي على عجل حيث كان الشهيد يعاني الإعياء من شدة التعذيب الذي لحق به، وعلى أثره تم نقله إلى جهة غير معلومة. وبعد 15 أغسطس تم توزيعنا على مراكز الشرطة ووضعنا في زنازن “ترانزيت” للموقوفين، وفي أوائل سبتمبر جاءوا بالشهيد هاشم في الزنزانة (الترانزيت) وهو في حالة صحية يُرثى لها، وحسب موقعي من خلال نافذة الزنزانة التي كنت فيها من الجهة المقابلة وما شاهدته في ذلك اليوم هو أن ضابطاً وثلاثة شرطة كانوا يجرجرون الشهيد ويسدّدون له اللكمات والرفس إلى داخل الزنزانة، حيث مكثوا هناك فترة من الزمن يمارسون أصنافاً من التعذيب الجسدي للشهيد. وفي اليوم التالي جاء (الرائد) ومعه ضابط آخر وثلاثة شرطة ودخلوا الزنزانة وبدأوا عملية تعذيب وحشية استمرت نصف ساعة، وبعد خروجهم بحوالي الساعتين شاهدت شرطة المركز يحملون الشهيد إلى داخل المركز. وينقل أحد رجال الشرطة الذين حملوا الشهيد إلى داخل المركز قوله: “إن ضابطاً اتصل هاتفياً يستفسر عن حالة الشهيد، وأخبره الشرطي بأن صحته متدهورة، وينصح بنقله إلى أحد المكاتب المكيّفة في المركز لإنعاشه، وبعد موافقة الضابط تم أخذ الشهيد إلى مكتب مكيف وهو في حالة منهكة وشبه فاقد للوعي...”.

ويقول الشرطي أنه وشخصاً آخر بدآ بتدليك جسم الشهيد الذي بدأ يسترجع وعيه تدريجياً، ما دفعه للشد على يدي الشرطي تعبيراً عن شكره له، حيث لم يستطع الكلام حينذاك... هذه الحركة من الشهيد جعلت العريف يبكي وهو يدلّك جسمه من شدة التأثر. وبعدها بحوالي الساعة والنصف جاء آخرون وأخذوه إلى جهة غير معلومة، ليتم الإعلان عن استشهاده في اليوم التالي”.

الشهيد هاشم إسماعيل العلوي بعد تخرجه في الثانوية العامة سافر ليكمل تعليمه الجامعي بكلية الطب في الاتحاد السوفياتي، وبعد تخرجه عاد إلى البحرين وعمل في وزارة الصحة طبيباً عاماً، وكان محبوباً وقريباً من كل الناس، وخصوصاً المرضى المترددين عليه.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/921259.html