صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4460 | السبت 22 نوفمبر 2014م الموافق 18 رمضان 1445هـ

«عاشرة الشمالية»... معركة كسر عظم... ودائرة تحبس الأنفاس

حتى اللحظات الأخيرة للتصويت، كانت الدائرة العاشرة في المحافظة الشمالية، على موعد مع إثارة وحبس لأنفاس مترشحيها وناخبيها على حد سواء.

فالدائرة التي تشهد نزالاً انتخابياً بين 7 مترشحين للنيابي، 3 منهم مدعومون من جمعيات سياسية، شهدت إقبالاً كثيفاً من الناخبين رجالاً ونساء، في مشهد دعا مترشحوه لاعتبار دائرتهم «حديدية» بامتياز.

وعبرت كل من جمعية المنبر الإسلامي والأصالة، عبر مترشحيهما، عن قدرتهما على حصد الدائرة، دون أن يغفلوا التأكيد على أن الدائرة ستتجه لجولة ثانية.

وتعتبر «الأصالة» أن عملها على مدار 10 سنوات، كفيل بمنحها مقعدها النيابي، فيما تفتخر «المنبر الإسلامي» بشعبيتها التي تعتبرها «جارفة، والأولى في الدائرة».

في السياق ذاته، علق القاضي بمركز الاقتراع جاسم الجبن على كثافة التصويت في الدائرة بالقول: «افتتحنا صناديق الاقتراع بحضور المترشحين ووكلائهم وتم التأكد من خلوها، ومن ثم تم إحكامها بالشريط الأمني»، لافتاً إلى أن الدائرة حظيت بإقبال منقطع النظير، تمثل في تواجد الناخبين قبل افتتاح المركز وبأعداد كبيرة.

وفيما إذا كان في ذلك عبء على اللجنة، أجاب «هو عبء ولكنه مفرح في الوقت ذاته، لنا وللبحرين التي تعيش عرساً ديمقراطيا»، متحدثاً عن توافد أعداد كبيرة من كبار السن وممن لا يعرفون القراءة والكتابة، بالإضافة للمكفوفين، وقد تم التعامل معهم وفقاً للإجراءات القانونية والتنظيمية في هذا الشأن.

وفي معرض حديثه عن أبرز المخالفات، تطرق للإعلانات المتواجدة خارج سور مدرسة العهد الزاهر حيث مقر مركزالاقتراع، لكنه نفى مسئولية اللجنة عن ذلك، موضحاً أن واجباتها في هذا الخصوص تنحصر في داخل المقر.

وكانت «الوسط»، قد وقفت على جملة مخالفات إعلانية، تصدرها ممارسة فرق عمل بعض المترشحين للدعاية بالقرب من مركز الاقتراع، وقيامهم بذلك في ظل إرباك لحركة مرور السيارات وحتى وقت متأخر على افتتاح المركز.

إلى ذلك، وفي إطار الحديث عن حاجة «عاشرة الشمالية» لجولة ثانية، قال المترشح النيابي المدعوم من جمعية المنبر الإسلامي محمد العمادي: «الأمر لا ينحصر في هذه الدائرة، بل يكاد يشمل الكثير من الدوائر في مختلف المحافظات»، إلا أنه اعتبر أن «عاشرة الشمالية» تعيش وضعاً خاصاً، وذلك بسبب قوة التنافس فيها على المقعدين البلدي والنيابي.

«الأصالة»: لا «فيتو»

ديني يمنعنا من ترشيح امرأة

أما مرشح جمعية الأصالة للمقعد النيابي خالد المالود، فبين أن التصويت كان كثيفاً، متوقعاً تجاوزه النسبة 80 في المئة، ومثنياً في الوقت ذاته على الوعي النسائي، «والذي تجلى في تفوق أعداد الناخبات على الناخبين».

وأرجع ذلك لعاملين، الأول ويتمثل في زيادة وعي المرأة بضرورة تفعيل صوتها وخياراتها، أما العامل الثاني فيتركز في التحشيد الذي مارسته الجمعيات السياسية الثلاث والتي تنافس على مقعد الدائرة النيابي.

رغم ذلك، توقع المالود أن لا يصل الأمر لحصول امرأة على مقعد الدائرة، معبراً عن فرحته بالعرس الانتخابي الذي شهدته «عاشرة الشمالية».

وكان مفاجئاً، النفي الذي أورده المالود في معرض إجابته على سؤال لـ «الوسط» بشأن ما يشاع حول تحريم جمعية الأصالة لولاية المرأة بما في ذلك عضوية مجلس النواب، حيث يقول «الحرمة هنا تشمل الولاية العامة، أما عضوية مجلس النواب فلايزال النقاش الفقهي بشأنها مستمراً، فيما إذا كانت ضمن نطاق الولاية العامة أم لا».

وأضاف «الولايات الأخرى لا بأس في تولي المرأة لها، فالإسلام في الأساس ساوى بين الرجل والمرأة في مطلق الواجبات والتكليف، ونحن في جمعية الأصالة نتحفظ حتى الآن على ذلك وفي ضوء الاختلاف المشار إليه»، نافياً وبشدة أن يكون ذلك من قبيل المراجعات التي تجريها الأصالة على مواقفها، «بل هو ثابت بناءً على اتفاق الجمعية العمومية».واعتبر أن خلاف ذلك من ما هو منتشر بين الناس «خاطئ ويستوجب التصحيح»، لكنه عاد للحديث عن من يعادي هذا الفكر، دون أن يغفل الإشادة بالوعي المجتمعي والذي يمتاز بالتوازن، ويؤيد منح المرأة فرصة الترشح.

وعن ما إذا كنا سنشهد المرأة في يومٍ من الأيام على قائمة الأصالة النيابية، اكتفى المالود بالقول «ربما مستقبلاً، والآن غير وارد لكنه غير مستبعد».

النائب السابق محمد خالد:

استراحة محارب... وسأعود

هذا، وتواجد النائب السابق محمد خالد، في مركز الاقتراع بالدائرة العاشرة في المحافظة الشمالية، وسط تأكيدات له خص بها «الوسط» على عقده العزم على العودة مستقبلاً للمشهد الانتخابي بعد احتجاب دام 4 سنوات، معتبراً ذلك «استراحة محارب، لا أكثر».

خالد الذي يعتبر نفسه مزيجاً من الإخوان والسلف، أشار إلى أنه يقف مع الجميع ومع الوطن، مؤكداً أن الدائرة حديدية، و «ستذهب لجولة ثانية»، بحسب توقعاته.

الناخبون المقعدون... ظاهرة «عاشرة الشمالية» بامتياز

حظيت الدائرة العاشرة في المحافظة الشمالية بما يمكن تسميته بالظاهرة، ذلك ما تمثل في تواجد العشرات من الناخبين المقعدين لظروف صحية، غالبيتهم من كبار السن.

وتحدثت «الوسط» لعدد منهم، والبداية كانت مع الحاجة فاطمة حمد إبراهيم والتي أكدت إصرارها على التصويت رغم الظروف، وقالت: «هذه ديرتي، وهي وقيادتها يستحقون أن نبذل لهم أرواحنا»، معبرةً عن رضاها حيال إجراءات التصويت. بدوره، قال الحاج عيسى ناصر: «خرجت من المنزل قاصداً مركز الاقتراع، لأختار نائب المنطقة النيابي والبلدي، ولأمارس حقي في البحث عن مستقبل أفضل لأبنائي أحفادي».


مشاهدات... الدائرة العاشرة

- إقبال نسائي منقطع النظير على التصويت... والمرأة عامل حسم بارز.

- الصحافة وجدت صعوبة في تغطية الحدث والسبب الإجراءات الأمنية والتنظيمية المشددة.

- الإقبال الكثيف ألقى بظلاله على عملية التنظيم... ومواقف السيارات أبرز المتضررين.

- تساءل مرشح المنبر الإسلامي محمد العمادي عن قانونية صور لمترشحين بمعية رموز من القيادة السياسية، في إشارة لمنافسه خالد المالود والذي جمعته صور مع سمو رئيس الوزراء.

- لم يخل المشهد من وجود آسيويين، عبر توظيفهم لتوزيع الإعلانات.

- المترشحة النيابية سيما اللنجاوي اعترضت بحدة على تواجد منافسها خالد المالود خارج المكان المخصص للمترشحين.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/938640.html