صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4544 | السبت 14 فبراير 2015م الموافق 19 رمضان 1445هـ

حفل وداع أقامته الجالية المصرية له قبيل مغادرته البحرين

المستشار الإعلامي السابق في «النيابي» محمد ثروت: عملت في البحرين وخلال هذه الفترة تلمست أهل الكرم والجود ولم أشعر بالغربة

أقامت الجالية المصرية في البحرين حفل وداع في فندق «غولدن توليب» يوم الأربعاء الماضي بمناسبة انتهاء فترة المستشار الإعلامي لمجلس النواب محمد ثروت، حضره عدد من المسئولين والمستشارين والإعلاميين والسفراء والنواب وجمع من الجالية المصرية، وتسلم ثروت تكريماً خاصاً، وألقى كلمة جاء فيها: «ليس وداعاً، فلدي أصدقائي وعلاقتي بالأرض الطيبة والألفة مع الناس، عملت في البحرين وخلال هذه الفترة تلمست أهل الكرم والجود ولم أشعر بالغربة».

وبدوره ألقى ممثل السفارة المصرية في البحرين أسامة حمدي كلمة قال فيها بأن السفارة طوال عمله تلمست فيه مثال المصري المتعاون ونعم المستشار، وتمنى له التوفيق في محطته المقبلة آملاً بأن يكون على تواصل مع الجميع.

وكانت للنائب البرلماني جمال أبوحسن كلمة قال فيها: «يشرفني أن أقف أمامكم في هذا الحفل والذي يعد حفل احتفاء وتكريم لا وداع، وشخصياً فقد سعدت خلال فترة وجودي القصيرة في البرلمان بالعمل مع ثروت، وأتمنى أن يعود مجدداً فقد فقدَ المجلس بسفره شخصاً بخلقه وإخلاصه ومهنيته.

أما مدير العلاقات العامة والمراسم في مجلس النواب غازي عبدالمحسن فقد قال: «حينما أحييك فإنما أنا أحيي مصر التي في خاطري وشعب مصر».

كما قال المهندس سيد مسعود: «استطاع ثروت في فترة عمله أن يصنع جسوراً من المحبة والصداقة بين شعب البحرين ومصر. كنت مكسباً للبحرين وستكون كذلك لمصر، ولاسيما في هذه الفترة والتي تحتاج وجودك في حراكها السياسي والمعرفي والإعلامي الحالي».

وكان لمستشار وزير الصناعة والتجارة محمد رشدي عبدالقادر كلمة بأن ثروت مكسب للجميع ولكل من عمل معه وصرح إعلامي وصحافي ومهني.

أما النائبة السابقة ابتسام هجرس فقد قالت: «أقولها كلمة من القلب عرفتك لفترة بسيطة كشخصية ذات أخلاق عالية ومهنية كبيرة وأنا حزينة لسفرك والبرلمان البحريني خسر شخصية إعلامية بمؤهلاتك وأتمنى لك النجاح في محطتك المقبلة».

«الوسط» من جانبها التقت بالمستشار الإعلامي محمد ثروت، وتحدث خلال اللقاء عن حاجة البحرين لقانون عصري للإعلام يلبي الاحتياجات الجديدة ويضمن مساحة أكبر لتداول المعلومة كما ويتضمن إنشاء قنوات على اليوتيوب والتسهيل لإنشاء صحف إلكترونية وتقنينها.

هلا حدثتنا عن عملك في مملكة البحرين طوال السنوات الثلاث التي قضيتها فيها؟

- في البداية أود أن أشكر صحيفة «الوسط» على اهتمامها بحضور الحفل، وأقولها صادقاً بأني ومن خلال التعامل مع الصحيفة خلال فترة إقامتي في مملكة البحرين وجدت فيها نخبة من أبرز الصحافيين الذين يتميزون بالمهنية والحرص على جلب المعلومة للقراء، وفيما يخص سؤالكم فقد عملت لثلاث سنوات كمستشار لمملكة البحرين في مجلس النواب وأشرف على صحيفة النواب، وقد حرصت أن تكون صحيفة للشعب وتعبر عن تطلعاتهم، ولاسيما الشباب منهم.

كما وعملت كأستاذ للإعلام بالجامعة الأهلية وعقدت عدداً من الندوات المتخصصة التي تهتم بقضايا البحرين كملف سكن العمال الأجانب وأزمة قطاع الطيران وأزمة اللحوم وغيرها، وقد تعلمت كثيراً من خلال عملي بمملكة البحرين أن أهتم بقضايا الناس كما تعلمت أن الإعلام صوت المواطن للمسئولين، وهو عبارة عن مثلث أضلاعه الثلاثة السلطة والصحافة والرأي العام.

والأهم من كل ذلك تعلمت من خلال تجربة عملي أن البحرين بلد ذات حضارة وهوية وخلال تلك الفترة فهمت طبيعتها وطبيعة مجتمعها وزرت معظم القرى البحرينية ومناطقها، فقد زرت سترة وكرانة والمحرق والرفاع ولم أكتفِ بالقراءة عن تاريخها فقد قابلت صيادي اللؤلؤ فيها وصانعي الخوص والفخار والمزارعين وتقربت من المجتمع أكثر وقد راعيت أن أكون على مسافة واحدة من الجميع وأن أكون محايداً في عملي وعلاقتي. أما النقطة الثانية في عملي فهي التدريب، وقد ركزت على أهمية نقل الخبرات التي أمتلكها فقد كنت أعمل قبل وجودي في مملكة البحرين كمدير لتحرير صحيفة «اليوم السابع» وهي صحيفة نجحت إلكترونياً وقراؤها يصل عددهم إلى 6 ملايين زائر يومياً. وقد قمت وفقاً لذلك بتدريب العاملين بهيئة شئون الإعلام ووكالة أنباء البحرين وتدريب كثير من منتسبي جمعية الصحفيين البحرينية والعاملين في الإذاعة والتلفزيون وفي الصحف المحلية. وقد تفاجأت بالنماذج الصحافية والإعلامية المبهرة فيها، ورأيت أن ما تحتاجه معظم الصحف هو الاهتمام بشكل أكبر بالقضايا التي تهم المجتمع البحريني، وفي الأخير كنت سعيداً جداً بهذه التجربة، وأتمنى أن أتواصل معهم، فالبحرين بلدي الثاني.

برأيك الصحف البحرينية هل هي قريبة من تطبيق الإعلام الجديد؟

- ليست كل الصحف البحرينية، فمازالت الصحافة الورقية تطغى على الصحافة الإلكترونية في مملكة البحرين على رغم أن البحرين ودول الخليج بشكل عام من أكثر الشعوب استخداماً لوسائل التواصل الاجتماعي كـ «تويتر» و «الفيسبوك» والمنتديات، ولكن مستوى تطبيقها على الصحف مازال يعاني من عجز.

وأرى أن صحيفة «الوسط» تتميز بالحيوية في ذلك من خلال تجربتها في الأون لاين. وقد نال إعجابي ما تقوم به حالياً فيما يتعلق بالتقارير المنشورة تحت عنوان شارك برأيك وتعليقات القراء والصحف المصورة، وفي المستقبل أتمنى أن تكون هناك مساحة أكبر فيها للصورة البصرية والتبويب في الموقع الإلكتروني.

ما رأيك بالإعلام البحريني؟

- حكومة البحرين سحبت مشروع القانون إلا أن هناك مشاريع كثيرة لم تدخل حيز التنفيذ. وقد دشنا ندوة في صحيفة النواب حول قانون الإعلام وأرى أنه لابد من قانون عصري للإعلام يلبي الاحتياجات الجديدة ويتضمن إنشاء قنوات على اليوتيوب والتسجيل لإنشاء صحف إلكترونية وضمان حرية الصحافي وحرية تداول المعلومة وتقنين الصحافة الإلكترونية، ولاسيما أن جلالة الملك سبق أن أكد في أكثر من مناسبة على حرية الإعلام، كما نص الميثاق على ذلك.

هلا حدثتنا عن الفرق بين الإعلام البحريني والمصري؟

- الإعلام المصري يمتاز بالخبرة الطويلة، وقد وصلت الصحافة الحديثة لمصر منذ أكثر من 70 عاماً، وفي البحرين مازالت نظرتها كلاسيكية وتقليدية للخبر ومازال مفهوم الصحافة الاستقصائية قليلاً جداً، كما تحتاج صحفها إلى أدب الكتابة الساخرة، وأن تهيئ صحافييها للسفر لإعداد تقارير وتحقيقات موسعة، ولصحيفة «الوسط» تجربة جيدة في ذلك في تغطية حادث العبيدلي.

وأنصح الصحافيين البحرينيين بأن ينوعوا في مصادر معلوماتهم بشكل أكبر ويطلعوا على قنوات الإعلام ويتواصلوا مع الصحافيين الأجانب ويركزوا على التدريب.

ماذا بشأن عملك في اليوم السابع؟

- سأعود للعمل مجدداً كمدير تحرير لصحيفة «اليوم السابع» ومشرف على «الويب تيفي» كما سأؤسس مشروعاً إعلامياً خاصاً بي، وهو عبارة عن موقع إلكتروني خاص بجلب وكتابة الأخبار بطريقة حديثة ويعتمد على التقارير المصورة. وقد اشتريت كاميرات حديثة وبعض الآلات لتطبيق فكرة كيف تربح من اليوتيوب وكيفية تسويق هذا الجهد.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/961678.html