صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4647 | الخميس 28 مايو 2015م الموافق 19 رمضان 1445هـ

مسدّسات وأسلحة و «أكشن»!

الكاتب: مريم الشروقي - maryam.alsherooqi@alwasatnews.com

لا نستطيع تخيّل وجود مسدّسات وأسلحة و«أكشن» على الطريقة الهوليوودية في البحرين، فإنّك ما أن تحط على أرضنا، حتى تستشف طيبة أهلها وثقافتهم وأدبهم، ولكن بعد أحداث فبراير 2011، والتحشيد والمناداة بالطأفنة والتقسيم والتمييز الذي حدث أثّر فينا، وجعلنا نتابع الأفلام الهوليودية بكثرة على مدى 4 سنوات.

أسلحة ومسدّسات ما لم نتوقّعه في البحرين، ولكن إبان أحداث 2011، انتشرت مطالبات برصد الأسلحة الموجودة عند المدنيّين، والمطالبة بمصادرتها من أجل الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي. وحاولت وزارة الداخلية مصادرة بعض الأسلحة، إلاّ أنه اتضح وجود أسلحة لم يتم مصادرتها بعد، والدليل إطلاق مجهولٍ الرصاص الحي على مشاركين في مسيرة في قرية المعامير عصر الاثنين (25 مايو/ أيار 2015)، تضامناً واستنكاراً لما حدث في مسجد القديح بالمملكة العربية السعودية، حيث اخترقت رصاصة زجاج واجهة أحد المحلات دون أن ينتج عنها أية إصابات، كما شهدت المنطقة الواقعة بين جري الشيخ وعالي إطلاق نار من مجهولين!

أحد المواطنين روى أيضاً تعرّضه لتوجيه سلاح عليه، وإطلاق النّار عشوائياً من دون حسيب أو رقيب، ورواية المواطن هي أنّه في حدود الساعة التاسعة من مساء الاثنين، كان متواجداً في باحة منزله الواقع بالقرب من الشارع المغلق بين منطقة جري الشيخ وعالي بغرض تنظيف سيارته، وسمع حينها صوت حجر سقط داخل المنزل، إلا أنه لم يعر ذلك اهتماماً، ظناً منه أن ذلك يعود إلى مشاغبة بعض الأطفال خارج المنزل، ولم تمض لحظات حتى سقط داخل المنزل طوب أحمر مع صوت كسر الإنارة الخارجية، وعلى الفور خرج من المنزل ليتبيّن السبب، فلاحظ شخصين لا يتجاوز عمرهما 18 عاماً، وفور مشاهدته وضعا لثاماً على وجهيهما! هل يتكلّم هذا المواطن عن منطقة في البحرين، وشباب من أهل البحرين؟ أمّ أنّ أفلام الأكشن جعلته يختلق القصّة؟

بالطبع ليس فيلم أكشن ولا هم يحزنون، فلقد أضاف المواطن في ثقة أنّه توجّه لهما مستفسراً عن سبب قذف منزله بالحجارة، فأجابه أحدهما بأنه يتقصد إيذاء من في المنزل! وأنه سيستمر في هذا الفعل، بحجة أن هناك أشخاصاً يحرقون الإطارات في الشارع العام، وما يفعلونه هو رد على ذلك، ومسك بيد أحدهما وأبلغه بأنني سأبلغ الشرطة، إلا أنه قال من دون خوف: الشرطة معنا، وأثناء ذلك قال الآخر سأريه ما لدينا، وأخرج من حقيبة سوداء سلاحاً نارياً، ما جعل المواطن يترك أحد الملثّمين خشية إيذائه، وتراجع إلى منزله، وما هي إلا لحظات من دخوله المنزل حتى سمع صوت إطلاق طلقتين من السلاح!

إن كانت قصّة المواطن حقيقية، ونحن لا نشك بها لأنّه أعلنها بأدلّة الطلقات ونشر القصّة، فإنّنا أمام احتمال أن تكون هذه المجموعة من ضمن جماعة «داعش» المخرّبة والمدمّرة لأرض الخليج، لتحدث التفرقة والقلاقل والتقسيم وإحراق الأرض. وسواء كان الموضوع كذلك أو هناك احتمالات أخرى، فإنّه غير مقبول عرفاً ولا قانوناً ولا ديناً، لأنّ الفتنة أشد من القتل، ونحن شهدنا منذ أيّام الفتنة التي حدثت في المملكة العربية السعودية، وراح ضحيّتها أبرياء.

نضيف إلى ذلك إساءة استخدام اسم وزارة الداخلية من قبل مدنيّين بأسلحة ناريّة حيّة يتم إطلاقها على خلق الله، وهو أمر عظيم وخطير جدّاً، ولابد من اتّخاذ الإجراءات اللازمة لردع من تسوّل له نفسه التقوّل على وزارة الداخلية، التي يتركز عملها على استتباب الأمن والوقوف بوجه من يخرقه أو يهدّد الآمنين.

هذه الأجندات التي نقرأ عنها في الصحف تقشعر لها الأبدان، فاليوم اخترقت الرصاصات جدران بيوت ودكاكين، وفي الغد إن لم يتم إيقاف هؤلاء سنجد الرصاصات تخترق الأجساد وتحرق البلاد، فقط سقوط ضحايا في هذا الفريق، ويتبعه سقوط ضحايا في الفريق الآخر، حتى تشتعل نار الفتنة والعياذ بالله، وهذا ما لا يريده أهل البحرين قاطبةً. فليحفظ الله أهلنا جميعاً في سترة والحد والمعامير والمحرّق وسار والرفاع، ممّن يقتات على دمار الوطن. وجمعة مباركة.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/995517.html