العدد: 4690 | الجمعة 10 يوليو 2015م الموافق 23 رمضان 1436هـ

نساء من المالكية يتفنَّنَّ في إعداد «خبز التاوَه» خلال رمضان

نساء من المالكية يتفنَّنَّ في إعداد «خبز التاوَه» خلال رمضان

في كل عام من شهر رمضان المبارك تجلس أم ناهد وأم علي وأم عبدالله يومياً أمام موقد النار في فناء منزلهنّ، قرابة ثلاث ساعات ونصف، يقضينها بين تعب العمل، وحرارة النار، لإعداد إحدى أقدم الأكلات الشعبية الرمضانية والتي تعرف محلياً باسم «خبز التاوه». هذا الخبز الشعبي الذي اكتسب اسمه من قرص التاوه الحديد الذي يُعَدُّ عليه، ارتبط اسمه ارتباطاً وثيقاً بشهر رمضان، فلا يكاد في هذا الشهر الفضيل، يختلي منه منزل، فيُستخدم للتحلية ويوضع في المجالس كما يستخدمه البعض للثريد.


أم ناهد: تعلمنا إعداده منذ سن التاسعة... أم علي: الجيل الحالي يحب أكله ولا يحب إعداده

نساء من المالكية يتفنَّنَّ في إعداد «خبز التاوَه» خلال رمضان

المالكية - عبدالله حسن

في كل عام من شهر رمضان المبارك تجلس أم ناهد وأم علي وأم عبدالله يومياً أمام موقد النار في فناء منزلهم، قرابة الثلاث ساعات ونصف، يقضينها بين تعب العمل، وحرارة النار، لإعداد إحدى أقدم الأكلات الشعبية الرمضانية والتي تعرف محلياً باسم «خبز التاوه». هذا الخبز الشعبي الذي اكتسب اسمه من قرص التاوه الحديد الذي يعد عليه، ارتبط اسمه ارتباطاً وثيقاً بشهر رمضان، فلا يكاد في هذا الشهر الفضيل، يختلي منه منزل، فيستخدم للتحلية ويوضع في المجالس كما يستخدمه البعض للثريد.

هؤلاء النسوة وفي منزل الحاج عبدالوهاب كاظم بقرية المالكية، يجدن في إعداد هذا الخبز الذي يعرف أيضاً باسم «خبز الرقاق» نسبة لهشاشته، جزءاً من تراث شهر رمضان المبارك رغم ما يعانينه من تعب أثناء إعداده؛ والذي تعلمنه منذ كن في عمر التاسعة. حينها لم يكن يباع في الأسواق بل كانت أغلب بيوت العوائل يقومون بإعداده في منازلهم ليوزّعوه على الأقارب والأصدقاء.

أم ناهد تحدثت إلى «الوسط» عن بداية ارتباطهم بإعداد خبز التاوه قائلة: «منذ فتحت عيوننا على الحياة كان أفراد العائلة يعدون خبز التاوه في المنزل بشهر رمضان المبارك. كنا نقوم بدور المتفرجين على من هن أكبر منا سناً لحين بلوغنا سن التاسعة، إذ جلب لنا أبي تاوة خاصة قائلاً «دعوهم يتعلمون حتى لو نفذ الطحين» ومن هنا بدأنا التعلم إلى أن أتقنا إعداده».

كانت حينها وبحسب أم ناهد «أدوات إعداد الخبز مختلفة عما هي عليه الآن، لذلك الآن أصبح أسهل. فالتاوه كانت مصنوعة من الحديد والآن هي من الألمنيوم وعليه فإن تنظيفها أسهل. وكذلك كان الخبز يتم إعداده عن طريق النار الناتجة عن سعف النخيل والخشب أما الآن فقد حل محله الغاز. أيضاً كنا ندهن قرص التاوة بشحوم اللحوم فحل محله الدهن الجاهز».

ما تريد قوله أم ناهد إن إعداد خبز التاوة في هذا الزمان أسهل بكثير مما بدأن العمل عليه وعمرهن تسع سنوات. ومع هذا «تراجع عدد التاوات في منزلنا إلى ثلاث فقط من بعد أن كان العمل على تسع. والسبب أن بناتنا يرفضن التعلم عليها كما تعلمنا».

وترجع أم علي سبب عزوف بنات هذا الجيل عن إعداد خبز التاوه لسبب أنها «صعبة ومتعبة وتحتاج الكثير من الوقت، إضافة لسبب توفره في الأسواق بأسعار في متناول الجميع» مستدركة أن «بناتنا يحبون أكله ولا يحبون العمل على إعداده. والخبز المعد في المنزل هو فعلاً يتطلب جهداً ووقتاً إلا أنه ألذ من الذي يباع في الأسواق». أما عن مصير التاوه من بعدهن فتقول أم علي «ستباع لأنه لن تجد من يعمل عليها».

وعن طريقة إعداده توضح أم ناهد «أولاً نقوم بنخل الطحين وتنظيفه. بعدها نقوم بتحويله إلى عجين، ثم نقوم بتجهيز خلطة التحلية والتي عادة تتكون من البيض والهيل والسكر والزعفران. بعد ذلك تأتي المهمة الأكثر صعوبة وهي الجلوس لساعات أمام التاوه وتحمل حرارة النار».

وتشير إلى أن الكمية التي يقومون بإعدادها ليست للبيع. فالجزء الأكبر يذهب لمجلس العائلة الرمضاني إذ يوضع للضيوف كوجبة تحلية خفيفة مع الشاي. والباقي يوزع على أفراد العائلة والأصدقاء. أما لو أردوا بيعه فذلك «يحتاج لإعداد ضعف الكمية التي نوفرها حالياً وهذا يتطلب وقتاً وجهداً إضافياً نحن في غنى عنه».

خبز التاوه يُعد الآن بأشكال وطرق مختلفة لتلبية الأذواق كما تقول أم ناهد وتضيف «يوجد خبز التاوه الأبيض وهو الذي يرفع بسرعة عن النار قبل أن يحمر. ويوجد الخبز الخالي من أي إضافات، بالإضافة للخبز المحلى سواء بالخلطة التي سبق ذكرها أو بنكهات أخرى بحسب الرغبة. وبحسب الطلبات فإن المُحلى بالبيض هو الأكثر رغبة».

وحتى الخبز المُحلى تفنن البعض في طرق تحليته، فأضيفت له المهياوى والشوكولاته. وأما الأكثر غرابة هو ما كسرت به أم عبدالله صمتها لتقول «عن نفسي لا أفضله محلى، بل مملحاً، لأتناوله مع الشاي».


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/1007273.html