العدد: 5053 | الخميس 07 يوليو 2016م الموافق 02 شوال 1437هـ

في دراسة أجراها «بتلكو لرعاية حالات العنف الأسري» شملت 100 حالة زواج

نصف «زيجات الحبِّ» تنتهي بالطلاق... و40 % منها تشهد خيانات زوجية

نصف «زيجات الحبِّ» تنتهي بالطلاق... و40 % منها تشهد خيانات زوجية

كشفت دراسة حديثة أجراها مركز بتلكو لرعاية العنف الأسري، أن نصف حالات الزواج التي تسبقها علاقة حب بين الزوجين، تنتهي بالطلاق، فيما تشهد 40 في المئة من هذه الحالات خيانات زوجية.

الدراسة التي شملت 100 حالة، واستغرق جمعها نحو عام، أعدَّتها الباحثة والمرشدة والمدربة الأسرية بالمركز إيمان الفلة، وجاءت من خلال الملاحظة الميدانية والمقابلات الشخصية التي ترِدُ إلى المركز، ومن خلال الدورات وورش العمل والتواصل عن طريق الخط الساخن الخاص بالمركز، وهو الذي أبرز القضية، وخصوصًا أن الطرف المتصل عادة ما يكون مجهول الهوية، ما يجعله يتحدث بإسهاب عن جميع مشكلاته.

وقالت الباحثة الفلة إن الدراسة أظهرت أن 45 في المئة من حالات الزواج عن حب تنتهي بالطلاق، وأن 40 في المئة من هذه الزيجات الناتجة عن حب، تشهد خيانات زوجية.

وبلغة الإحصاءات، أوضحت الفلة في الدراسة، أن 35 في المئة من عدد حالات الدراسة، شهدت تجربة زواج ثانٍ، فيما بلغت نسبة المشاكل والعنف نحو 75 في المئة.

وأفادت بأن 10 في المئة فقط من عدد الحالات المذكورة، تعتبر حياتهم مستقرة، فيما 30 في المئة من العدد يمرّون بمرحلة الطلاق العاطفي.

وأفصحت عن تعرض 50 في المئة من الحالات للعنف الجنسي والجسدي، و70 في المئة للعنف النفسي واللفظي، بينما العنف القانوني بلغ 50 في المئة، مشيرة إلى أن 80 في المئة من الحالات تكون المرأة هي المسئولة عن الإنفاق الأسري وتحمل أعباء التزامات الأسرة، وهو ما يعتبر عنفاً اقتصاديّاً.

وأوضحت الفلة أن نسب العنف بأنواعه ترتفع في الزواج الناتج عن علاقة حب، وهو ما يعبر عن حالة الصراع بين الزوجين ضد التيار.

وذكرت أن الدراسات تعرف الحب على أنه «مجموعة من الهرمونات (جينية - مكبوتة)، مجرد أن تتفرغ يبدأ الوعي والنظر بمنطقية وعقلانية للأمور».

ورأت أن هناك «غياباً للقيم المتوافقة بين المتزوجين، وعلى رغم حالة الحب بين الزوجين والرضى، إلا أنه يتضح بعد ذلك أن قيم واهتمامات كل زوج تختلف تماماً عن الآخر فيبدأ الصراع القيمي، وتتسع دائرة الابتعاد».

وأشارت إلى أن الرجال يميلون إلى الرفيق الاسترخائي، فالرجل يرغب في التجمع مع رفيق يشاركه الاهتمامات والميول والقيم، فيكون محور اهتمامه ويبتعد عن الأجواء التي لا توفر له هذا الأمر.

وتحدثت الفلة عمّا وصفته «بدائل سريعة» يتخذها الزوجان للهروب مما يواجههما في حياتهما، وبلوغ رغباتهم، وهو ما وفرته وسائل وتطبيقات التواصل الاجتماعي، ومنها «واتس أب، انستغرام، وسناب شات»، مشيرة إلى أن هذه الوسائل جعلت تطوير العلاقات سهلاً، وهو ما يُعتقد أنه سبيل للوصول إلى «الارتياح الأثيري القلبي والجنسي الفنتازي»، وهو أمر ينتهجه الرجل والمرأة، لتكوين علاقات سريعة أو مستمرة.

وفيما يتعلق بالفتور الجنسي، نوّهت إلى أن «هذا قد يصاب به غير المتزوجين عن حب، استوقفتني هذه النقطة لكون الرغبة في البدايات عند المتزوجين عن حب تكون عالية جدّاً والانجذاب كبير، إلا أنه وبمرور الوقت، وتجمع المتاعب والصعوبات، تقل الرغبة والملامسة بينهما، لحد الوصول إلى الهجر وما يعرف بالطلاق العاطفي».

وذكرت أن نصف عدد الحالات في الدراسة أكدت أن الزواج عن حب يمر بمرحلة مفصلية، وأزمة بعد الزواج».

ولفتت إلى أنها وجهت سؤالاً إلى عينة الدراسة تمثل في «هل ندموا على خيارهم في الزواج عن حب؟»، فأظهرت النتيجة أن 57 في المئة من العينة تمنوا تغيّر أمورهم، أو وجود فرصة للتراجع.

وأشارت إلى أن العمر الافتراضي للوصول لحالة الملل الزواجي أسرع في الزواج عن حب، مبينة أن مرحلة تبدأ عندما يكتشف الزوجان أن علاقة الحب قبل الزواج ومهما كانت مُدَّتها، فإنها تختلف كليّاً في العلاقة الزوجية، ويتضح ذلك في أول الأيام.

وأضافت «لو أمضى الزوجان في علاقة حب تستمر 10 أعوام، فإنها لا تعادل ليلة واحدة في بيت واحد في العلاقة الزوجية، إذ تكون العلاقة مختلفة تماماً».

وذكرت أن الزواج الذي تسبقه علاقة حب، تُستنفد فيها التضحيات والتنازلات، بهدف الوصول إلى مرحلة الزواج، حتى وإن كان أحد الزوجين غير مقبول لدى الأهل.

وتطرقت الفلة إلى ما تعتبره «القشة التي تقصم ظهر البعير»، إذ إن الزوجين يستنفدان كل طاقاتهما للوصول إلى الزواج، ولذلك تصبح أية مشكلة أو اختلاف بينهما، نقطة النهاية، ومفترق الطرق بالنسبة إليهما.

20 حالة زواج عن طريق «التواصل الاجتماعي»

وفي السياق نفسه، أفصحت الباحثة والمرشدة والمدربة الأسرية بمركز بتلكو لرعاية العنف الأسري، عن 20 حالة رصدها المركز، تمت عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي (فيس بوك، انستغرام، سناب شاب)، وهو ما يُسمى «الحب التكنولوجي التواصلي».

وكشفت عن حالة من الاضطرابات الزوجية والنفسية يشهدها من خاضوا هذا النوع من الزواج، إذ تبيّن من خلال دراسة حالاتهم أن 11 من أصل 20 حالة انتهت العلاقة الزوجية في العامين الأولين من الزواج، و5 حالات ما زالت العلاقة مستمرة بشكل متوازن ومستقر تقريباً، بينما 4 حالات تمر بالصدمة العاطفية بسبب اختلاف الحياة الزوجية عن الحياة اللحظية التي تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

‎وخلُصت الفلة إلى أن المشكلة التي يواجهها المتزوجون عن حب، ليست في الحب نفسه، بل بسبب مشكلة التعلق المفرط، وغض الطرف عن سلبيات وآلام كثيرة تفتح نوافذها خلال علاقة الحب، وتبقى مفتوحة لما بعد الزواج، فتدخل إليها تيارات مختلفة يصعب التعامل معها.

وقالت إن الزوجين يدخلان للحياة الزوجية بالحب، فتتغير الأدوار والمسئوليات التي لم يكن يتم الاستعداد لها، وبالتالي تبدأ مرحلة الصدام بينهما.

وأكدت أن هناك حاجة ملحة للحب بمفهوم القبول والتقبل للآخر قبل الزواج، ولكن الحب والإفراط فيه يحتاج له بعد الزواج، وليس العيب في الحب، وإنما في كيفية التعاطي معه.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/1135102.html