العدد: 5064 | الإثنين 18 يوليو 2016م الموافق 13 شوال 1437هـ
كن مؤثراً إيجابياً
الكاتب: رملة عبد الحميد - comments@alwasatnews.com
يقال إننا لا يمكننا توجيه الرياح، ولكن يمكننا تعديل الشراع بحسب اتجاهها. فهناك فرق بين من يفكر في المشكلة، وبين من يفكر في الحل، نحتاج في أيامنا هذه التي نعيشها، والضنك من حولنا، وهمومنا ومشاكلنا، من يأخذ بيدنا لتحقيق أحلامنا والعيش بسلام مع ذاتنا ومن حولنا، فلنكن إيجابيين، بل لنكن مؤثرين إيجابيين على من حولنا.
الإيجابية في مفهومها العلمي هي الإيمان بقدرة الذات والتكيف مع الواقع المعاش، هي لا تخرج عن اطارين؛ كيف تفكر وكيف تتصرف. فالتفكير الايجابي يعني أن نحمل أفكار ايجابية بقدرتنا على العيش بالحياة التي نريدها، وبامتلاكنا القدرة على تغيير واقعنا إلى أفضل حال، على عكس تماما من يعيش في سلبية من اعتقاده بأن الواقع يعانده، وأنه خلق ليكون كما هو.
أن ننشر الإيجابية في ظل جو بائس مؤلم، هو تماما ما أراد الطباخ أن يعلم ولده، بأننا وحدنا من يستطيع تحويل ما حولنا إلى ما يشبهنا، فقد ملأ 3 أواني بالماء، ثم أشعل تحتهما النار، وعندما بدأ الماء في الغليان، وضع جزرة في الأول وبيضة في الثاني، ومسحوق البن في الثالث، وبعد دقائق، طلب من ابنه يتحسس ما صار إلى الثلاثة، فالجزرة أصبحت لينة والماء باق، والبيضة ازدادت صلابة والماء باق، والإناء الثالث تحول الى قهوة، على رغم أن الثلاثة واجهوا التحدي نفسه، وهو الماء المغلي، لكن البن المطحون وحده، هو من تمكن من تغيير الماء نفسه، حتى أصبح قهوة، وماذا عنا؟
المسألة لا تقف عند الإنسان نفسه ومدى سلبيته او ايجابيته بشأن ذاته، بقدر ما يكون من هم حوله، الذين يصاحبهم ويثق بهم، فهم أول من يزرع اليأس، وهم من يكبلونه بالسلبية على رغم قربهم منه، فالكاتب فرانس كافكا (1883-1924) رائد كتابة البؤس، وهو الذي يعد أحد أفضل أدباء الألمان في فن الرواية، يحاول ان يبعد حبيبته عنه بنشر السلبية عن علاقتهم المقبلة فيقول لها: «ميلينا تتوهمين، فلن تستطيعي البقاء إلى جانبي مدة يومين، أنا، صامت طول الوقت، انطوائي، كئيب، متذمر، أناني وسوداوي، هل ستتحملين حياة الرهبنة، كما أحياها؟ أقضي معظم الوقت محتجزا في غرفتي أو أطوي الأزقة وحدي. هل ستصبرين على أن تعيشي بعيدة كليا عن والديك وأصدقائك بل وعن كل علاقة أخرى، لا أريد تعاستك يا ميلينا، اخرجي من هذه الحلقة الملعونة» فترد عليه حبيبته ميلينا: «وإن كنت مجرد جثة في العالم، فأنا أحبك»، هي وعلى رغم انها ابتعدت عنه، لكنها أرادت أن ترسل إليه رسالة إيجابية مفادها أن فيك ما يستحق البقاء بقربك.
هناك أناس مؤثرون بالإيجاب، فقبل ايام نشرت «الوسط» خبرا بشأن فعالية نظمها النادي العالمي للإعلام الاجتماعي، بمناسبة اليوم العالمي للإعلام الاجتماعي، كرم خلالها مجموعة من المؤثرين الإيجابيين، وهم أصحاب المواقع الالكترونية المؤثرة، كونها وسيلة اتصال أكثر فاعلية وشعبية، من المكرمين جويرية الشوملي، والتي خصصت حسابها الخاص لمساعدة مرضى السرطان، فهي تشير إلى أن «مرض السرطان يخافه الكثير ويخافون الحديث عنه»، لكنها تحدت ذلك، فهي محاربة له منذ زمن إذ تقول: «أنا محاربة السرطان منذ كان عمري 12 عاماً» ولم تكتف بذلك؛ بل إنها أصدرت كتاب يوميات «طفلة ستقهر السرطان بإذن الله» في 2013، وخصصت ريعه بالكامل لعلاج مرضى السرطان، كما لا تألو جهدا في أن تكون بجانب مرضى السرطان لتشجيعهم على الانتصار على هذا المرض. كما يأتي تكريم عادل رجب عن مجموعة المؤثرين الايجابيين عن فئة التغذية الصحية، إذ ينشر في حسابه معلومات عن التغذية الصحية، معتمدا على قصته في تنزيل وزنه، وكيفية متابعة حياته الغذائية. بالفعل نستطيع أن نساهم بتجاربنا، بأفكارنا، بهمتنا في أن نأخذ معنا في قطار الحياة من يؤمن بإيجابيته في التغيير.
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/1138837.html