العدد: 5247 | الثلثاء 17 يناير 2017م الموافق 19 ربيع الثاني 1438هـ

استغلال ملاحظات البلديين والمواطنين على أعمالنا للالتفات لمكان الخلل وتطوير الأداء فيها

مدير «مدينة الخليج»: وصول أسطول مُساند من آليات ومعدات النظافة... و«العاصمة» و«المحرق» تحت السيطرة

مدير «مدينة الخليج»: وصول أسطول مُساند من آليات ومعدات النظافة... و«العاصمة» و«المحرق» تحت السيطرة

صرح مدير عام شركة «مدينة الخليج» للتنظيف، ستيفن وليام، بأن «النسبة الأعلى من أسطول معدات وآليات أعمال الكنس والنظافة ورفع القمامة التابعة للشركة ضمن عقدها الجديد الممتد حتى العام 2020 وصلت لمملكة البحرين ودخل جزء منها حيز العمل، وأخرى مساندة ستصل قريباً أيضاً».

وأكد وليام في حديث إلى «الوسط» أن «مستوى النظافة في محافظتي المحرق والعاصمة الموكلة إلينا المهام فيها: تحت السيطرة»، مشيراً إلى أن «الشركة اعتمدت نظاماً مبتكراً تستغل من خلاله الملاحظات الواردة من البلديات والأعضاء البلديين وكذلك المواطنين على مستوى الأعمال في بعض المواقع واستخدامها كحافز للتطوير ورفع الجاهزية هناك، وألا نتعامل معها كشكاوى محبطة باعتبار أن هذا الجانب تحد يومي وليس عائقاً».

وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته «الوسط» مع مدير عام شركة «مدينة الخليج» للتنظيف:

هناك الكثير من الأعضاء البلديين، وكذلك من المواطنين والمقيمين ممن يتشكون من استمرار وجود القمامة والأوساخ في مختلف المناطق بالتزامن مع العقد الجديد، وفي المقابل أنتم وعدتم بالأفضل دائماً، فما هو تعليقك؟

- هذا هو تحدينا بالفعل، فتنظيف الشوارع وإزالة القمامة منها بمختلف أنواعها بشكل يومي، وضمان عدم بقاء أي دفعات في المناطق من دون إزالة في نفس اليوم أكبر تحد. والمهم معرفته هو أن ظروف القمامة ليست مستقرة بشكل يومي في كل موقع، فهي في تفاوت بشكل مستمر، ولا ننسى المواسم أيضاً التي تكثر فيها النفايات، ولذلك ننظم برامج عمل وحملات لضمان أفضل عمليات.

وللإجابة على السؤال، فإنه تحصل لدينا مشكلات عملية على الأرض ونسعى لمعالجتها يوماً بيوم بالتنسيق مع البلديات مباشرة أو حتى من خلال المواطنين، فالمفتشون والمراقبون متواجدون طوال اليوم بمختلف المناطق التي يجري العمل فيها، والمناطق التي نرصد فيها أي مشكلات تتعلق بالنظافة نزيد من مستوى حضور العمال والآليات فيها في أكثر من نوبة، وهذا بخلاف المواقع الحيوية التي يكون لها برنامج خاص للتنظيف ورفع القمامة على مدار الوقت مثل الأسواق وغيرها.

إذاً يبدو أن هناك مشكلة من حيث الوعي وإلمام الناس بملف النظافة أو برامج عملكم وجهودكم كشركة، أم أنهم يبالغون؟

- أرغب في التأكيد على أن غالبية ما يردنا سواء عبر البلديات أو المواطنين لا نعتبره شكوى بقدر ما نسميه ملاحظات، وهو بطبيعة الحال عنصر جيد لتطوير أعمالنا ونشاطنا، وهذه المهمة تختصر علينا جهداً كبيراً في الرقابة والتفتيش سواء على المواقع التي نغطيها أو حتى أداء الموظفين والعمال ميدانياً.

إن أحد أكبر مشروعاتنا ومهماتنا الآن هي زيادة الوعي المجتمعي في كيفية التعامل مع القمامة، بحيث نتدارك إلقاء الأوساخ في المواقع العامة مثل الأسواق والحدائق والمماشي، فضلاً عن تنظيم عملية إخراج القمامة المنزلية والتخلص من انقاض البناء والزراعة وغيرها، فمتى ما تمكنا من ذلك فإنه بلا شك سيكون أداؤنا أكثر تنظيماً ودقة. ونعول كثيراً على التعاون المجتمعي معنا في أعمالنا، وقد أشركنا المجتمع المدني في الكثير من الفعاليات التي نقوم بها من باب التوعية.

جهودكم تعتبر ثنائية مع البلديات والمجالس البلدية ممثلة في أعضائها البلديين، كيف هي هذه العلاقة؟ أم أن هناك انتقادات متواصلة كما جرى في بعض المجالس البلدية؟

- نحن نعمل مع البلديات والمجالس البلدية يداً بيد، وهناك دور كبير تقوم به في سبيل فرض أعلى مستوى من النظافة في مختلف نطاقات محافظتي المحرق والعاصمة، ولا يوجد بيننا أي انتقادات بقدر ما هي ملاحظات قد تغيب عن أعيننا، وهذا هو هدف العمل الجماعي الذي يكمل الآخر.

إن البلديات (المحرق والعاصمة) فضلاً عن وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني على تواصل مستمر معنا في سبيل رفع مستوى النظافة ومعدلات السرعة في رفع القمامة والحرص على عدم تكدسها في أي موقع، ويتم التنسيق المباشر معنا قبل أي موسم أو فعالية ستقام حتى نضمن توافر الموظفين والعمال والمعدات لتغطية النظافة فيها، ونحن مستعدون أيضاً لاكثر من ذلك ولاسيما في ظل تعاون المسئولين في البلديات والمجالس البلدية.

ويذكر أننا نعمل في مصلحة واحدة ونحو هدف واحد أيضاً، ونتفهم بعضنا الآخر من حيث المهام والمسئوليات والقدرات، ونفهم جيداً ما تريده البلديات والمجالس البلدية منا كشركة نظافة.

هل نستطيع القول إنكم تجاوزتم المرحلة الانتقالية من العقد السابق إلى الآخر الجديد؟

- كنا ندرك حجم المرحلة الانتقالية، وحاولنا السيطرة على الأوضاع ولاسيما أننا كنا نمسك بالمهام في نفس الفترة ضمن العقد السابق، ولذلك كانت برامج الكنس ورفع القمامة مستمرة. وإن بعض الصعوبات التي كانت تواجهنا اقتصرت على انتهاء العمر الافتراضي لبعض الآليات والمعدات الضخمة، وقد تفهمتها البلدية والمجالس البلدية على حد سواء رغم أنه لم يلحظ أحد ذلك على الأرض.

ولعل التحدي الوحيد الذي واجهنا في عملية الانتقال إلى العقد الجديد هو تلبية رغبات ما كان يطمح إليه الناس فضلاً عن البلديات والمجالس البلدية، ولذلك قدمنا عروضاً متكاملة للجميع بمن فيهم أعضاء مجلس أمانة العاصمة ومجلس بلدي المحرق حول برامجنا وحجم وعدد معداتنا وعمالنا والإمكانيات المبتكرة والمتطورة التي ستدخل مواقع العمل من أجل إيصال الفكرة للناس.

وكيف أشعرتم الناس بأن لديكم جديداً ستقدموه على مستوى النظافة في مناطقهم، فضلاً عن البلديات بالتأكيد؟

- نعم، قدمنا برامج عمل لنا مغايرة أو متطورة عن الفترة السابقة من حيث أعمال الكنس اليدوي والآلي ورفع القمامة من مختلف المناطق، واستحدثنا آليات جديدة لغسل وكنس الشوارع والطرقات، ووفرنا أنظمة جديدة لمراقبة عملية تفريغ الحاويات في الأحياء السكنية، وزدنا من عدد الشاحنات لنقل النفايات الكبيرة التي يتم التخلص منها وغير الصالحة لأن تضغط في الكابسات الاعتيادية، واستبدلنا الزي الموحد للعمال وجعلناه يوائم اشتراطات السلامة، وغيرها الكثير.

نحن نتطلع إلى التغيير والتطوير باستمرار، والبلديات تقدر ما نقوم به.

كثير الحديث عن موضوع تدوير النفايات أو فرزها على الأقل، هل لديكم شيء في إطار عملكم؟

- إعادة تدوير النفايات تعتبر هدفاً رئيسيّاً لدينا، فهو يخفض من حجم جهودنا، وبالتالي الكلفة على الحكومة، بل يخدم البيئة في البلد والعالم ككل، ونامل من جميع المواطنين والمقيمين أن يساعدونا في ذلك من خلال البرامج التوعوية التي نقوم بها لنشر فوائد ومميزات عملية التدوير وآثار بقاء الوضع على حاله، فهي عملية جماعية بين البلديات والمواطنين وكذلك شركة النظافة، وليست قصراً على احد باعتبارها مسألة وعي.

... هل نفهم من تصريحك أنه لا يوجد لديكم مشروع داخلي لتدوير النفايات؟

- فعلاً، مهمتنا الكنس والتنظيف وجمع القمامة ونقلها لموقعها في منطقة عسكر (المدفن). والسبب واضح، أنه في البحرين لا توجد الصناعات التحويلة التي تتعامل مع النفايات القابلة للتدوير إلا بشكل محدود إن وجدت. ورأيي أنه يجب أن نتابع ما تحتاجه الصناعات التحويلة الموجودة وبحث إمكانية الاستفادة من المخلفات بمختلف أنواعها، فالعملية تكاملية بين مختلف أطراف هذه الصناعة.

ستتولون أعمال النظافة في المحرق والعاصمة حتى العام 2020، وقد توسعت رقعة محافظة العاصمة مع إلغاء المحافظة الوسطى في العام 2014، وهذا يعني أنه يجب أن تستعدوا لهذه السنوات بكادر وآليات وبرامج متطورة تتماشى وحجم الزيادة في عدد السكان والمساحة الجغرافية لنطاق عملكم؟

- سبق وأن تعهدنا بتوفير أكثر من 11300 حاوية وبرميل وآلية وصهريج وشاحنة للتكفل بأعمال النظافة في محافظتي العاصمة والمحرق، وقد اكتمل توافر النسبة الأعلى منها مع نهاية العام 2016، فضلاً عن عدد ضخم من الأيدي العاملة، فنحن نتكفل بأعمال النظافة في البحرين منذ أكثر من 15 عاماً.

... حدثنا أكثر عن استعدادكم الفني من حيث الآليات والمعدات؟

- الشركة ستوفر لمرحلة العقد الممتد حتى العام 2020 نحو 50 شاحنة (كابسة) لجمع المخلفات المنزلية، بالإضافة إلى 3 شاحنات مزودة برافعة هيدروليكية، وعدد 3 شاحنات مزودة بخطاف وذراع رافع، و6 مركبات للكنس الآلي، وشاحنة شفط المخلفات السائلة (شاحنة مياه غير صالحة للشرب وتستخدم لشفط مياه الأمطار والمجاري وغيرها)، وشاحنتين لنقل الحاويات سعة 6 أمتار مكعبة، وعدد 4 شاحنات لغسل الشوارع (صهاريج مياه)، و3 شاحنات مزودة برافعة للمركبات، و6 شاحنات جمع مخلفات منزلية صغيرة، و10 شاحنات تتضمن قلّاباً ذا قمرة وقمرتين، و3 شاحنات نقل مزودة بباب خلفي هيدروليكي، وصهريج واحد لشفط مخلفات سائلة ذات كفاءة عالية.

الكثير من الأعضاء البلديين يحتجون بالتحديد على غياب حاويات أكياس القمامة في مناطقهم السكنية، فهل أخذتهم هذا الجانب في الحسبان؟

- فعلاً، خطتنا هي توفير 1750 حاوية سعة 240 لتراً (الحاوية البلاستيكية ذات الدراجتين)، و2000 حاوية نوعية «شيفر» سعة 1100 لتر ذات الغطاءين البلاستيكي والمعدني، و6720 حاوية نوعية «بيرنجر» سعة 1100 لتر ذات الغطاء البلاستيكي (الأكثر استخداماً). بالإضافة إلى 16 حاوية حديدية سعر 6 أمتار مكعبة، و30 حاوية مزودة بخطاف، و7 حاويات مزودة بمكنسة، وشاشتين تحذيريتين مقطورتين، و6 شاحنات لجمع المخلفات المنزلية المخصصة لإعادة التدوير.

وفيما يتعلق بالأسواق والحدائق، ستوفر الشركة 677 حاوية صغيرة جانبية منمقة، فضلاً عن جهاز واحد لإعادة تدوير المياه لغسل المركبات.

صرحت في البداية بأن لديكم تقنيات وبرامج جديدة لإقناع البلديات والمواطنين بفاعلية أدائكم وتطوره عن العقد السابق بما يسهم في توفير أعلى مستوى من النظافة، أطلعنا على بعض هذه التقنيات؟

- قمنا حقيقة بالكثير من أعمال التطوير الداخلية لدينا بما ينعكس على مستوى الأداء على الأرض، وعلى سبيل المثال طورنا مستوى مسار مركبات جمع المخلفات (الكابسات)، وأصبحنا نتابع ونقيس فعالية المسارات التي تم اقتراحها وحسابها باستخدام نظام تحديد المسارات (GPS) عن طريق نظم قياس الأداء، لتشمل فعالية المسار والأوزان المحسوبة لكمية المخلفات المزالة. كما اعتمدنا نظاماً ذكيّاً جديداً لتحديد مواقع الحاويات (RFID)، وذلك من خلال إرسال إشارات لاسلكية تظهر لمستخدم النظام: أنه تم تفريغ الحاوية أم لا، مسار مركبة جمع المخلفات، موقع الحاوية وأعدادها.

هذا وفي تفاصيل أكثر عن استراتيجية التعامل لشركة مدينة الخليج للتنظيف مع أعمال النظافة في محافظتي المحرق والعاصمة حتى العام 2020، فقد تم اعتماد التعداد السكاني ونسبة الزيادة عن طريق التعداد الصادر عن إدارة الإحصاء للعام 2010، وذلك بزيادة سنوية نسبتها 3 في المئة. فعلى صعيد المحرق مثلاً، يقدر عدد السكان فيها خلال العام 2016 بنحو 220 ألف نسمة، على أن يصل خلال العام 2020 (مع نهاية مدة العقد) إلى نحو 24 ألف نسمة. علماً بأن 15.7 في المئة من تعداد مملكة البحرين تسكن في محافظة المحرق، والتوسع الوارد في هذه المحافظة سيتركز في مدينتي الحد وديار المحرق، وذلك بمعدل 1000 وحدة سكنية في العام الواحد.

ويزيد حجم المخلفات المنزلية سنويّاً بمعدل 8 في المئة، بحيث ستصل حتى العام 2020 على صعيد محافظة المحرق إلى نحو 145 ألف طن سنويّاً، أما بالنسبة إلى المخلفات الزراعية فستصل إلى نحو 35 ألف طن سنويّاً.

كما تم تقسيم محافظة العاصمة إلى 11 منطقة، والمحرق إلى 6 مناطق لتولي مهام النظافة فيها بحسب جدول زمني على طوال اليوم، يتوزع فيها مشرفو النظافة، حيث سيتم توزيع عمال الكنس اليدوي بحسب الشروط والمعايير المذكورة في المناقصة، كما سيتم تحديد مسارات محددة لكل عامل كنس يدوي، بالإضافة إلى تزويدهم بجميع الأدوات والآليات لانجاز العمل (مكنسة، عربة، برميل بسعة 240 لتراً، أكياس بلاستيكية، معاول، ملقط)، بحيث يتولى كل عامل مسافة لا تتجاوز 3 كيلومترات لكل عامل لضمان جودة العمل ونوع الإنتاج وحتى لا يتم تكليف العامل أكثر من طاقته لضمان جودة العمل والحفاظ على نظافة المناطق بحسب المعايير المرضية لوزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/1201637.html