الدكتورة سلوى المحروس شكرا على مقالاتك المفيدة في مجال الصحة، وانتهز هذه الفرصة لأشكر صحيفة «الوسط» على دورها الريادي في الصحافة الخليجية والعربية.

انا في الحادية والستين من عمري، وقد اصبت بكسر في الفخذ الايمن اثر سقطة بسيطة. وقد دهشت لحدوث الكسر وحينما سألت الطبيب قال ان الكسر الذي اصبت به هو بسبب هشاشة العظام الشائع بعد سن الستين. وارجو منك الاجابة على سؤالين الاول: ما هو مرض هشاشة العظام وكيف يمكن الوقاية منه؟ والسؤال الثاني لماذا يحتاج رأس عظم الفخذ بعد الكسرالى إزالة واستبداله برأس اصطناعي؟ ألا يلتئم الكسر عادة خلال شهور؟.

ح . م

من المعروف أن الجهاز العظمي في الجسم هو المسئول عن المحافظة على الشكل العام للجسم من رأس وصدر وبطن واطراف. ومن المميزات الاساسية يستطيع العظم المحافظة على وظيفته هي صلابته. فاذا اصيب بأي وهن او ضعف يلين ويتعرض الى كسور مختلفة وبإصابات بسيطة.

والعظم جهاز معقد التكوين وأهم ما فيه للمحافظة على صلابته هو مادة الكالسيوم. وهناك خلايا مسئولة عن الهدم والبناء في العظم. والعظم هو مخزن لمادة الكالسيوم الاساسية جدا للجسم ولوظائفه المختلفة. واذا قلَّت كمية الكالسيوم في الدم قامت الخلايا بازالة الكالسيوم من العظام وتحويله الى الدم، والعكس صحيح حينما تزداد كمية الكالسيوم في الدم تخزن في العظام وتقوي صلابته.

وهشاشة العظام تعرف بمرض نقص كتلة العظم الطبيعي في كل وحدة حجم في العظام. ويسمى بالسارق الساكت للعظم. فتنقص كمية العظم في كل عظام الجسم وبسكوت ما يؤدي الى هشاشته وضعفه وسهولة اصابته بالكسر. وهو من الأمراض الشائعة في العالم. ومع الأسف الشديد لا يتم تشخيصه إلا متاخرا جدا وعادة بعد ان يضعف العظم ولا يستطيع تحمل الضغوط العضلية اليومية ما يؤدي الى الاصابة بالمضاعفات كالكسور المضغوطه لعظام العمود الفقري ، وعظم الفخذ، وعظام الطرف العلوي. والنساء بشكل خاص وفي سن ما يسمى باليأس عرضة لهذا المرض.

وأعراض هشاشة العظم المبكرة هي الآم متكررة في الجزء السفلي من القفص الصدري او الجزء السفلي من العمود الفقري. وتبدأ هذه الآلام فجأة من دون انذار ويتذكر المريض بسهولة بداية حدوثها . وحركة العمود الفقري تكون محدودة ويزداد الألم بالجلوس او الوقوف، بالاضافة الى ان السعال والعطس والتبول والتغوط يمكن ان يزيد من هذه الآلام. ومع الوقت يتعرض المريض الى كسور متكررة. و من أهم الكسور التي يتعرض لها المريض هو كسر عظم رأس الفخذ.

يتم تأكيد تشخيص هذا المرض بالأشعة، وبقياس كثافة المواد المعدنية في العظم والذي يقرر كيفية العلاج.

ويعتمد علاج هشاشة العظام بالوقاية من الاصابة بالكسور، والتغذية الصحيحة، وتجنب التدخين والامتناع عن المشروبات الكحولية، والمحافظة على النشاطات العضلية، بالاضافة الى أخذ كمية كافية من الكالسيوم والفيتامين دي. أما الأدوية اللازمة للعلاج فتعتمد على شدة المرض وهي في تطورسريع جدا. ومن الأدوية المتوافرة الندرونات والكلسيتونين. و يحتاج المريض الى ادوية لعلاج الآلام، بالاضافة لعلاج الكسور.

ومن أهم الكسور هو كسر عظم رأس الفخذ. ومن المعروف بأن الكسور تعالج بتثبيت الكسر وبالراحة التامة وبوضعها في الجبس. ولكن خطورة الراحة التامة للأطراف السفلية هي اصابة أوردة الرجل بتجلطات، وخطورة هذه التجلطات في انها تنتقل من أوردة الرجل الى الرئة وتكون سببا لاحتشاء الرئة والموت الفجائي. لذلك يؤكد جراحو العظام ضرورة استعمال علاجات بحيث يتحرك المريض ويمشي بسرعة بعد الكسر لمنع الاختلاطات المذكورة.

ويعتمد العلاج على مكان حدوث الكسر. وعادة يصاب عنق رأس الفخذ بالكسر. فاذا كان الكسر خارج محفظة المفصل احتاج المريض الى عملية بسيطة باستخدام مادة معدنية لتثبيت الكسر. واما اذا كان داخل محفظة المفصل فلا يمكن لرأس عظم الفخذ الحصول على تغذيته بسبب انفصال شرايينه. لذلك يحتاج المريض في هذه الحالة الى استئصال رأس الفخذ واستبداله برأس فخذ اصطناعي.

استشاري الأمراض الباطنية والسكري

(1)

رأس عظم الفخذ وبه كسر (1) داخل محفظة المفصل وهذا النوع من الكسر لا يلتئم ويحتاج الى استئصال الرأس واستبداله برأس فخذ اصطناعي. وكسر آخر(2) خارج محفظة المفصل وهذا النوع يمكن علاجه بتثبيت الكسر جراحيا.

(2)

مقطعية في العظم هناك خلايا (1) تآكل في العظم وتنطلق مادة الكالسيوم للدم وتسمى اوستيوكلاست، وخلايا (2) تبني العظم وتمتص مادة الكالسيوم من الدم لتضيفه على العظم وتسمى الاستيوبلاست وتتشكل منها الاستيوسيت.

(3)

تلاحظ (1) الغدة المجاورة للغدة الدرقية وهي تفرز هرمون الباراثيرويد ويؤدي الى زيادة الكالسيوم في الدم وذلك بازالته من العظام، والكلية (2) تقوم بتحويل فيتامين دي للشكل النشط ما يؤدي الى زيادة امتصاص الكالسيوم في الأنابيب البولية، والغدة الدرقية (3) تفرز خلاياها مادة الكلسيتونين التي تقلل الكالسيوم في الدم وتزيد من ترسبه على العظام