العدد: 72 | السبت 16 نوفمبر 2002م الموافق 11 رمضان 1423هـ

أميركا توسع قرار الأمم المتحدة ليشمل منطقتي حظر الطيران

قال الرئيس العراقي صدام حسين أمس انه قرر القبول بشروط القرار الصارم الذي صدر عن الامم المتحدة بشأن نزع التسلح تجنبا لهجوم محتمل من قبل الولايات المتحدة التي قالت أمس ان لديها الخيار لاعلان ان العراق ارتكب انتهاكا خطيرا لقرار مجلس الأمن الدولي الجديد اذا اطلقت بغداد النار على الطائرات الاميركية في منطقتي «حظر الطيران».

بينما وجه كبير المفتشين الدوليين عن الاسلحة في العراق هانس بليكس تحذيرا الى العراق من اعاقة عمل المفتشين الدوليين.

وفي رسالة بعث بها الى المجلس الوطني العراقي أمس، اعرب الرئيس العراقي عن امله في ان يثبت هذا القرار ان العراق لا يخفي أسلحة للدمار الشامل.

وقال صدام انه درس توصيات المجلس بان ترفض بغداد القرار ولكنه اختار ان يسمح بعودة المفتشين للنيل من الولايات المتحدة وافشال خططها بشن الحرب.

وقالت الولايات المتحدة ان لديها الخيار لاعلان ان العراق ارتكب انتهاكا خطيرا لقرار مجلس الأمن الدولي الجديد اذا اطلقت بغداد النار على الطائرات الاميركية في منطقتي «حظر الطيران» وهو تفسير لا تشترك معها فيه حتى بريطانيا حليفها الوثيق.

ويدور الخلاف حول ما اذا كان هناك بند في القرار الجديد الذي صدر في الثامن من نوفمبر /تشرين الثاني ينطبق على منطقتي حظر الطيران اللتين أعلنتهما الولايات المتحدة وبريطانيا من جانب واحد حيث يقع يوميا تقريبا اطلاق لنيران الدفاعات الارضية المضادة على الطائرات الاميركية.

وعلى سبيل المثال قالت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان طائرات حربية اميركية وبريطانية قصفت امس الأول الجمعة موقعا للرادار في جنوب العراق بعد ان فتحت بغداد النار على الطائرات الحربية في منطقة حظر الطيران.

وكان الجدل بشأن منطقتي حظر الطيران احد قضيتين رئيسيتين مثار نزاع في مجلس الأمن مع روسيا وفرنسا ودول اخرى اعضاء في المجلس تشعر بالقلق من ان تفضي هذه الامور الى حرب بموجب قرار مجلس الأمن وان تسمح بعمل عسكري منفرد من جانب واشنطن.

من جانبه وجه بليكس أمس في باريس تحذيرا الى العراق من اعاقة عمل المفتشين الذين يصلون الى بغداد ابتداء من غد الاثنين.

وقال بليكس خلال تصريح صحافي في ختام لقائه مع وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان ان «اي رفض لدخول (المفتشين الى موقع)، او تأخير او محاولة لاعاقة وصولهم الى شيء، سيكون على درجة شديدة من الخطورة».

ويصل بليكس غدا الاحد الى قبرص التي ستشكل القاعدة الخلفية للجنة انموفيك، ثم يتوجه الى بغداد يرافقه رئيس اللجنة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي.

وقد اتهم العراق الولايات المتحدة وبريطانيا أمس بتعطيل تعاقدات بمشتريات عراقية في اطار اتفاق النفط مقابل الغذاء بقيمة تزيد على 7,5 مليارات دولار.

وقال وزير التجارة العراقي محمد مهدي صالح ان 2144 تعاقدا بقيمة 7,583 مليارات دولار ما زالت مجمدة بسبب عقبات وضعها ممثلا الولايات المتحدة وبريطانيا في اللجنة.

وكان صالح يشير الى لجنة العقوبات المفروضة على العراق والتابعة للامم المتحدة والتي تضم جميع اعضاء مجلس الأمن وعددهم 15 عضوا.

وتابع ان هناك طلبيات اخرى خاصة بقطاع التعليم والاسكان والنقل والكهرباء عطلت هي الاخرى. واضاف ان سلوك السفيرين الاميركي والبريطاني في لجنة العقوبات يبين سياقا عدوانيا تتبناه حكومتاهما ضد الشعب العراقي.

وعلى صعيد التكهنات المتوقعة، قال رئيس الحزب الكردستاني الديمقراطي المعارض لنظام الحكم في بغداد مسعود البرزاني أمس انه لا يعتقد أن الضربة الاميركية المحتملة على العراق ستلغى بعد موافقة الرئيس صدام حسين على عودة مفتشي الامم المتحدة غير المشروطة بل انها ستؤدي إلى تأجيلها.


جيمي كارتر يدعو الى نزع السلاح الأميركي «لإعطاء العبرة»

واشنطن - اف ب

دعا الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الحائز على جائزة نوبل للسلام للعام 2002 أمس إلى نزع سلاح الولايات المتحدة، في حين انها لا تتوقف عن مطالبة دول مثل كوريا الشمالية والعراق بنزع اسلحة الدمار الشامل التي في حوزتها.

وقال كارتر الذي استضافه لاري كينغ امس الجمعة في برنامجه على شبكة (سي. ان. ان) ان «احدى الامور التي لم تقم بها حكومة الولايات المتحدة هي محاولة الالتزام بالجهود الدولية الرامية إلى حظر ترسانات الأسلحة البيولوجية التي في حوزتنا نحن».

ودعا واشنطن الى بذل جهود اكبر «لاحترام الاتفاق من اجل ازالة الاسلحة الكيماوية، وكذلك الاسلحة النووية»، معتبرا أن «على الدول العظمى اعطاء المثل»، وذلك في وقت تهدد الولايات المتحدة بضرب العراق الذي تشتبه في حيازته مثل هذه الاسلحة.

وتابع كارتر «غالبا ما تقدم الدول الكبرى المسئولة عن السلام في العالم المثال السيئ للمتعطشين إلى السلطة الذين يعتقدون انهم يستطيعون الوصول اليها عبر الاسلحة النووية».

واضاف «انا واثق من ان هذا النوع من الامور هو الذي ادى إلى انتشار السلاح النووي في الهند وفي باكستان مثلا».

وأشار كارتر الذي سيتلقى جائزة نوبل في 10 ديسمبر/ كانون الاول في أوسلو عن جهوده من اجل تسوية الخلافات عن طريق التفاوض، الى ان الولايات المتحدة لا تخصص سوى جزء من الف من اجمالي ناتجها القومي للمساعدة الدولية، في حين ان الدول الاوروبية تخصص لهذه المساعدة اربعة اضعاف ذلك. وقال انه «كلما اعطى أميركي دولارا، اعطى مواطن نرويجي مقابله 17 دولارا».

ورأى الرئيس الأميركي الأسبق البالغ من العمر 78 عاما ان الولايات المتحدة أثارت بتصرفاتها مشاعر النقمة والحقد في الكثير من الدول في العالم.

وقال «ثمة شعور بأن الولايات المتحدة أصبحت متعجرفة ومتسلطة ومنطوية على نفسها الى حد بعيد، وبأننا فخورون بثرواتنا، مؤمنون بأننا نستحق ان نكون الامة الأكثر غناء وقوة ونفوذا في العالم. اعتقد انهم يشعرون بأننا لا نكترث لهم كثيرا، وهذا صحيح غالبا»


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/122226.html