العدد: 2200 | السبت 13 سبتمبر 2008م الموافق 12 رمضان 1429هـ
في قالب تراثي كوميدي
جابر النغموش في «حظ يا نصيب»
تتألق فضائية «سما دبي» كونها واحدة من المحطات التي يعول عليها في إبراز الوجه الجميل للدراما الإماراتية، والحضور المحبب للممثل الإماراتي بعد فترة ركود وانقطاع عن الشاشة. وقد جهزت هذه القناة عدتها وعتادها من أجل تقديم أعمال ترقى إلى مستواها الإعلامي والفني، وإلى شعبيتها لدى الجمهور الإماراتي تحديدا.
مسلسل «حظ يا نصيب» يعتبر أحد العلامات الفارقة في الأعمال الدرامية التي تعرض هذا الموسم على قناة «سما دبي»، سواء لجهة النص أو الإخراج أو أداء الممثلين الذين يتزعمهم النجم جابر نغموش، الذي يقدم للمرة الأولى عملين دفعة واحدة خلال شهر رمضان. وإذا كانت كفة جابر نغموش تميل في مسلسل «حظ يا نصيب» فإن «حاير طاير» لهذا العام الذي يقدم على شاشة «تلفزيون دبي» يحقق حضورا طيبا أيضا، ولكن ربما كان بحاجة إلى إعادة جدولة بعض القضايا التي لم تقدم جديدا، لافتا إلى بعض الاستثناءات التي يطرحها مؤلف هذه السلسلة جمال سالم.
وتدور أحداث مسلسل «حظ يا نصيب»، الذي يقدم في قالب تراثي كوميدي، في معلم تراثي قد يكون قرية تراثية في فترة الخمسينيات من القرن الماضي، ويعتمد على البطل «نصيب» الذي يقوم بدوره الفنان جابر نغموش، وهو يحاول أن يحصل على إرثه من عمته، بعد أن اضطر إلى السفر وترك بيته. وتبعا لهذا الأمر الذي تقوم عليه حبكة العمل الأساسية، تنشأ الكثير من المواقف الطريفة والمقالب التي يحاول من خلالها نصيب الحصول على حقه. وبطبيعة الحال العمل يمضي باتجاه تعريف المشاهد على بعض تفاصيل تلك المرحلة، وتقديم تصور فني وفكري عن الآلية التي كان الناس يعيشون فيها، وبالتالي كانت اللعبة الكوميدية هنا قائمة على الألفاظ والمواقف، ما جعل العمل يمضي في اتجاهات جديدة على صعيد الكوميديا التي تعتمد على الزمان والمكان بالدرجة الأولى. وبحكم اختيار هذين العنصرين الأساسيين في لعبة الدراما، فإن ثمة فرزا للأحداث وللمواقف تبعا لهما، ونعتقد أن المؤلف جمال سالم قد لعبها بحرفية واهتمام، كما أن المخرج عارف الطويل - الشريك الإبداعي لجمال سالم - اجتهد لتوفير البيئة الخصبة للنص، كي تولد من خلالها المواقف المتتالية.
«نصيب» بمواقفه الكوميدية العفوية، وطريقة مطالبته بحقه وإرثه، قدم أنموذجا راقيا للكوميديا، وجابر نغموش في هذا العمل عمل على رؤية مغايرة سعى من خلالها لتغيير تلك النظرة التي انطبعت في ذهن المشاهد العام الماضي، وهو يتابع له عملا مختلفا، وأظن أن جمال سالم أيضا، قد سعى لتقديم رؤيا كوميدية قائمة على ثقل في الفكرة والتوجه العام، مما جعل «حظ يا نصيب» حديث المشاهدين في الأماكن العامة، وهم يتابعونه بحب وفرح.
استغرق تصوير العمل شهرين، إذ ضم نخبة من نجوم الإمارات الذين سبق وتعاون المخرج مع معظمهم في التجارب السابقة، ويمثل في العمل: جابر نغموش وأحمد الجسمي وأحمد الأنصاري ورزيقة الطارش... وغيرهم من نجوم الدراما الإماراتية الذين شكلوا بمجملهم حضورا طيبا على صعيد الأداء الذي يقارب العفوية والتلقائية في الكثير من تفاصيله ولوحاته.
«حظ يا نصيب» جهد كبير وشراكة مهمة تؤكد حضور المؤلف جمال سالم، والمخرج عارف الطويل، والبطل جابر نغموش
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/14821.html