العدد: 37 | السبت 12 أكتوبر 2002م الموافق 05 شعبان 1423هـ
أميركا تعتزم احتلال العراق بعد الحرب
تعتزم إدارة بوش فرض الاحتلال على العراق في اعقاب الحرب، إذ سيتم تنصيب قائد اميركي رفيع ليصبح حاكما للبلاد، يشرف على نزع اسلحة الدمار الشامل وفرض السيطرة الاميركية على اغنى موارد العراق الطبيعية: حقول النفط.
والخطة التي تحتذي نموذج احتلال اليابان لست سنوات بعد الحرب العالمية الثانية، كشفت النقاب عنها صحيفة «نيويورك تايمز» واتخذت سبيلها لتتصدر الصفحات الاولى في الصحف يوم الجمعة الماضي. وهي آخر ما كان يتسرب لفترة طويلة من معلومات تتعلق بالخطط العسكرية الاميركية بشأن العراق. وهي اشارة محتملة عن القلق العميق السائد في الدوائر الاميركية العليا حول الحكمة من غزو واحتلال هذا البلد. وتبعا إلى ما نشرته «التايمز»، فإن ادارة بوش تريد متابعة استراتيجية ما بعد الحرب التي اتبعتها في افغانستان - أي فرض حكومة يديرها مدنيون محليون - لأنها تريد التقليل من نوع المهمات التي شملت افغانستان خلال الاشهر العشرة الاخيرة والتأكد بوضوح من عدم سقوط اي اسلحة بيولوجية أو كيماوية يمتلكها صدام في أيد غير مأمونة.
وبالتالي فإن جماعات المعارضة العراقية، التي برزت في الاشهر الاخيرة وتم تشجيعها على القيام بانقلاب ضد صدام، سيتم اخراجها من الصورة لأشهر، ان لم يكن لسنوات. وحتى لو نجحت في اسقاط صدام بنفسها، فإن عليها أن تتوقع حضورا عسكريا اميركيا مكثفا والسعي إلى الانتقال إلى نظام اكثر استقرارا وموالاة لواشنطن ، كما قال مسئولو الادارة الاميركية لـ «التايمز».
ونحن فقط غير متأكدين أي من المجموعات الموجودة في الخارج سيكون لها تأثير في الداخل. كما ستكون هناك اختلافات ايضا بين العراقيين، ونحن لا نريد شيوع الفوضى في بداية العملية. وفي المرحلة الاولى التي قد تستمر عاما أو اكثر، سيتم حكم العراقيين من قبل قائد عسكري اميركي، ربما تومي فرانكس، قائد القوات الاميركية في الخليج الذي اشرف على الحملة الافغانية ويتوقع ان يقوم بالدور نفسه اذا ما تواصل غزو العراق، وهو دور شبيه بالدور الذي لعبه الجنرال مكارثي في اليابان بعد استسلامها في العام 1945.
وصرّح مسئولو الادارة الاميركية لـ «التايمز» انهم يتصورون عقد محاكمات حرب لكبار القادة العراقيين. كما ستكون هناك سيطرة فعلية على حقول النفط، التي تشكل 11 من مجموع الانتاج العالمي من النفط الخام. ولم تتضح كيف ستكون ردة فعل العالم على احتلال من هذا القبيل. ولكن الهبات القوية في وجه الامبريالية يتوقع ان تؤجج المشاعر المعادية للاميركان في العالم العربي وربما ما وراءه.
والكثير من أصحاب الرأي في الولايات المتحدة بمن فيهم القادة العسكريون. عبروا عن قلقهم من احتمال الاحتلال الطويل وآثاره على العلاقات الاميركية بالدول الاخرى في المنطقة، بالذات تلك المساهمة في «الحرب ضد الارهاب»، وما قد يسفر عنه ذلك من تنبيه وتحريك للقاعدة والحركات الاخرى المعارضة للاميركان.
وزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر الذي ينظر إليه كمرجع بارز في السياسة الخارجية قال الاسبوع الماضي انه يعارض «الاحتلال الطويل لدولة اسلامية تقع في قلب العالم الاسلامي». ولكن الرئيس بوش الذي جرأه قرار مجلس النواب والشيوخ بشأن تخويله استخدام القوة ضد العراق قال: «ان النظام العراقي يشكل تهديدا للمنطقة والعالم والولايات المتحدة. وعدم العمل ليس خيارا، بينما نزع السلاح أمر واجب»
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/165963.html