العدد: 133 | الخميس 16 يناير 2003م الموافق 13 ذي القعدة 1423هـ
نقلا عن مصادر دبلوماسية إماراتية ومصرية وروسية وتركية
أنباء عن موافقة صدام حسين على قبول المنفى بشروط
تصاعدت وتيرة الأنباء عن عزم الرئيس العراقي صدام حسين التنحي عن السلطة ومنحه حق اللجوء السياسي في احدى الدول الإفريقية أو روسيا تفاديا لنشوب حرب محتملة على العراق.
وقال سفراء عرب وغربيون في دولة الإمارات أمس إن الجهود الاقليمية العربية وغير العربية التي بذلت من اجل تجنيب المنطقة الحرب أثمرت عن موافقة القيادة العراقية على الرحيل مقابل ضمانات أميركية وأوروبية بعدم محاكمة الرئيس صدام حسين وأعضاء قيادته أو ملاحقتهم.
وقال أحد الدبلوماسيين إنه كان يفترض أن تتسلم الادارة الاميركية أمس الخميس رسالة من العراق تفيد بموافقة صدام على «الرحيل» مقابل تجنيب المنطقة الحرب، كان سيحملها عضو مجلس قيادة الثورة علي حسن المجيد لتسليمها إلى القيادة المصرية.
وقال المصدر إن الرسالة العراقية احتوت على «ضرورة أن تقوم أميركا بسحب قواتها التي حشدتها في منطقة الخليج وأن توفر ضمانات بعدم الملاحقة القضائية وان تعمل على إزالة أسلحة الدمار الشامل الموجودة لدى إسرائيل وتوقف برنامج التفتيش الدولي وتلغي القيود المفروضة على العراق».
وأوضح أن الادارة الاميركية سارعت «برفض» محتوى الرسالة قبل تسلمها لتضمنها ما اعتبرته «شروطا عراقية» غير قابلة للتطبيق.
ووفقا للمصدر، سارعت مصر بعد تأجيل زيارة عضو القيادة العراقية علي حسن المجيد إلى إرسال السفير المصري محسن خليل أمس الأول (الأربعاء) إلى بغداد لمحاولة «إقناع القيادة العراقية بضرورة إلغاء الشروط كافة في الرسالة العراقية للادارة الاميركية».وقالت المصادر إنه على رغم نفي كل من مصر والاردن وسورية وموريتانيا وليبيا والعراق إمكان قبول الرئيس العراقي بالنفي للخارج فإنها أشارت إلى أن هناك «استعدادات في دولة افريقية تجري حاليا لاعداد مقر للرئيس العراقي صدام حسين وأعضاء قيادته يمكن اللجوء إليه في اللحظات الاخيرة».
وفي موسكو، ذكرت صحيفة «نيزافيسيمايا جازيتا» الروسية أمس نقلا عن مصدر في وزارة الخارجية ان روسيا لا ترفض من حيث المبدأ منح الرئيس العراقي حق اللجوء السياسي على اراضيها ولكنها لن تقرر مسألة كهذه من خلال صفقة سرية مع الولايات المتحدة تتم في الكواليس الخلفية. وأضاف المصدر للصحيفة ان تقرير مصير رئيس دولة من قبل دول أخرى من شأنه ان يشكل سابقة خطيرة، وأوضحت «ان بعض وسائل الإعلام الغربية الرئيسية تقدم باستفسار الى وزارة الخارجية الروسية لكشف ملابسات احتمال منح روسيا حق اللجوء السياسي لصدام حسين». وقالت «نيزافيسيمايا» إن الأفضل بالطبع هو انسحاب صدام وأتباعه من مسرح السياسة بهدوء.
وعلى صعيد متصل، كشفت مصادر دبلوماسية عربية في أنقرة أمس النقاب عن أن تركيا تعمل من اجل تنفيذ اقتراح بإبعاد الرئيس العراقى صدام حسين الى بلد آخر.
ونسبت صحيفة (تركيا) الصادرة أمس الأول وشبكة (ان تي في) الاخبارية الى المصادر، التى فضلت عدم ذكر اسمها، قولها «إن اقتراح ابعاد صدام حسين الى دولة اخرى طرحته تركيا اثناء مباحثات رئيس الوزراء عبدالله جول مع دول المنطقة».
عواصم - وكالات
فيما أعربت روسيا أمس عن القلق إزاء «ضغوط متنامية» تمارسها «بعض الأوساط الأميركية» على المفتشين عن الأسلحة في العراق، دعت تركيا رسميا أمس كلا من مصر وإيران والأردن والسعودية وسورية إلى عقد «اجتماع» في أنقرة من أجل إيجاد حل سلمي للازمة العراقية.
وقد دخل المفتشون الدوليون التابعون للجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (الانموفيك) والوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس منزلين عائدين لاثنين من العلماء العراقيين في بغداد. كما قام فريق خبراء كيماوي تابع لانموفيك بزيارة موقع تابع لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة التي تتخذ من الأراضي العراقية مقرا لها في منطقة أبى غريب غرب بغداد.
وأعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان ان تركيا دعت رسميا أمس كلا من مصر وإيران والأردن والسعودية وسورية إلى عقد «اجتماع» في أنقرة من اجل إيجاد حل سلمي للازمة العراقية.
وكان مصدر دبلوماسي تركي أفاد في وقت سابق أمس ان تركيا تعتزم تنظيم قمة إقليمية الأسبوع المقبل تخصص لدرس الأزمة العراقية.
واوضح المصدر للصحافيين طالبا عدم كشف هويته ان رؤساء دول او حكومات خمس دول، هي سورية ومصر والسعودية والأردن وإيران، مدعوون الأسبوع المقبل إلى أنقرة.
من جهته قال وزير الخارجية الروسي: «إننا قلقون إزاء ضغوط متنامية تمارسها بعض الأوساط في واشنطن على المفتشين عن الأسلحة في العراق وقياداتهم». وتابع «ان بعض المطبوعات والتصريحات الرسمية تشكك في نشاط المفتشين».
وأكد «إننا نعتبر ان هذا الموقف يتعارض مع ذهنية وحرفية القرار 1441».
بينما دعا كبير المفتشين الدوليين لنزع الأسلحة العراقية هانز بليكس ضمنا الولايات المتحدة أمس في بروكسل لكي تكشف عن معلومات تؤكد أنها تملكها عن مخابىء مفترضة لأسلحة دمار شامل في العراق.
وأضاف أمام الصحافيين عقب لقاء مع المفوض الأوروبي للعلاقات الخارجية كريس باتن، «الأجدر ان نكشفها قبل ان يقصفوا».
إلى ذلك دخل المفتشون الدوليون أمس منزلين عائدين لاثنين من العلماء العراقيين في بغداد.
وتعد هذه هي المرة الأولى منذ استئناف أعمال التفتيش عن الأسلحة المحظورة في العراق في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
من جهة أخرى قام فريق خبراء كيماوي تابع لانموفيك بزيارة موقع تابع لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة التي تتخذ من الأراضي العراقي مقرا لها في منطقة أبى غريب غرب بغداد. كما أجرى فريق خبراء نوويين تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية مسحا اشعاعيا لمنطقة الغزالية السكنية في بغداد.
وأكد رئيس الهيئة الدولية للطاقة النووية محمد البرادعي في مؤتمر صحافي عقده في موسكو أمس ان المدة الممنوحة من قبل مجلس الأمن الدولي والتي تنتهي في السابع والعشرين من الشهر الجاري لإنجاز مهمة التفتيش الدولية في العراق لا تكفي وطالب بتمديدها لبضعة أشهر أخرى.
وعلى الصعيد نفسه وافقت لجنة انموفيك برئاسة هانز بليكس على قبول عدد من الخبراء العرب ضمن فرقها العاملة في العراق.
وقال مصدر مسئول في جامعة الدول العربية إن بليكس أبلغ الجامعة رسميا موافقته على انضمام خبراء عرب إلى عضوية فرقها لممارسة المهمات الموكلة إليها بالعراق.
وعلى صعيد الجهود الأميركية لحشد الدعم الدولي لضرب العراق، أعلن الامين العام لحلف شمال الأطلسي جورج روبرتسون في اثينا أمس ان الحلف لم يتخذ بعد أي قرار بشأن الدعم الذي تطلبه منه الولايات المتحدة ولكنه سينظر في المسألة حسب الإجراءات العادية.
وقال روبرتسون عقب حديث مع رئيس الوزراء اليوناني كوستاس سيميتيس: «إن الاميركيين وغيرهم قدموا اقتراحات ستؤخذ بالاعتبار في إطار المسار العادي (لتسيير الأعمال) ولكن لم يتم اتخاذ أي قرار بعد».
وفي بريطانيا، توجه رئيس الوزراء طوني بلير أمس إلى اسكتلندا في مسعى لإقناع معارضيه من النواب الاسكتلنديين بتقبل موقفه من العملية العسكرية ضد العراق وأنه لا توجد مؤامرة مع الولايات المتحدة في هذه المسألة.
وقالت شبكة (بي بي سي) الإخبارية البريطانية إن نواب الحزب القومي الاسكتلندي تحدوا رئيس الوزراء البريطاني بأن يطرح موضوع اشتراك بريطانيا المحتمل في الحرب على العراق في مداولات برلمانية كاملة لاسيما وأن البرلمان الاسكتلندي سيطرح هذا الموضوع للنقاش البرلماني ويفسح المجال لكل نائب في التعبير عن رأيه في مسألة التعامل مع العراق. وعلى صعيد التصريحات المعارضة لشن الحرب، حذر نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام في مؤتمر صحافي عقده في موسكو أمس الولايات المتحدة من عواقب شن حرب جديدة علي العراق وأكد رفض سورية والدول العربية كافة اللجوء إلى القوة لتسوية المسألة العراقية.
بينما أكد وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر ان ألمانيا لن تشارك في حرب ضد العراق وذلك في مقابلة مع مجلة «لوبوان» الفرنسية الصادرة أمس. وقال إن «موقفنا واضح: لن نشارك في الحرب». واعتبر فيشر ان المفتشين الدوليين في العراق «يقومون بعملهم ويجب إلقاء الضوء على بعض المسائل» مضيفا ان «هدفنا هو نزع أسلحة العراق سلميا في حال تبين ان هذا البلد يملك أسلحة دمار شامل».
هامبورغ - أ ش أ
انتقد الأديب الروائي الألماني الحائز على جائزة نوبل للعام 1999 جونتر جراس الرئيس الأميركي جورج بوش واتهمه بالسعي المتعمد إلى شن حرب على العراق.
واشنطن - رويترز
قالت وزارة الدفاع الأميركية إن العراق احتج لدى الأمم المتحدة على موافقة المنظمة الدولية على عرض من الولايات المتحدة لاستخدام طائرات التجسس الأميركية يو/2 التي تحلق على ارتفاعات منخفضة لمساعدة مفتشي الأسلحة في عملياتهم في العراق. وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشاركة الجنرال ريتشارد مايرز للصحافيين في مقر وزارة الدفاع: «إننا جاهزون للعمل. عرضنا الطائرة يو/2 والطائرة بريداتور (التي تعمل من دون طيار). وحتى الآن فإنهم (مفتشي الأمم المتحدة) وافقوا على استخدام الطائرة يو/2» لكن مايرز قال ان بغداد احتجت على الرحلات المنتظرة للطائرة يو/2 والتي ستكون تحت إشراف الأمم المتحدة وذلك في رسالة بعثت بها الى لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التي تتولى أعمال التفتيش عن أسلحة مزعومة للدمار الشامل في العراق. وتحشد الولايات المتحدة وحليفها الرئيسي بريطانيا طائرات حربية وسفنا وعشرات الألوف من الجنود في منطقة الخليج في الوقت الذي تطالبان فيه العراق بالتقيد بقرار لمجلس الأمن الدولي لنزع أسلحته أو مواجهة حرب.
واشنطن - محمد دلبح
يضغط البيت الأبيض على رئيسي لجان التفتيش في العراق هانز بليكس ومحمد البرادعي لإخراج بعض العلماء من العراق للتحقيق معهم ودفعهم إلى تقديم ما تعتقده واشنطن «معلومات سرية» عن برامج التسلح.
وعلم في واشنطن أن مستشارة الرئيس الأميركي لشئون الأمن القومي كوندوليزا رايس ذهبت إلى نيويورك واجتمعت لهذا الغرض مع بليكس في مقر البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة. وتقول مصادر مطلعة أن افتقاد البيت الأبيض لمعلومات ذات صدقية تغاير ما قدمه العراق في تقريره إلى لجنة التفتيش عن برامج تسلحه هو الذي يدفع المسئولين الأميركيين إلى ممارسة الضغط على بليكس لإجراء مقابلات مع علماء عراقيين خارج بلدهم وخصوصا مع اقتراب موعد تقديمه تقريره إلى مجلس الأمن في 27 الشهر الجاري.
وتقول المصادر إن رايس طلبت من بليكس إلغاء خططه وتقديم تقريره إلى مجلس الأمن في نهاية شهر مارس/آذار المقبل بدلا من 27 يناير/كانون الثاني الجاري استنادا إلى قرار إنشاء لجنته في العام 1999، إذ أن قراره تأخير التقرير يضعه في خصومة مع البيت الأبيض. وقال المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا: «لا أعتقد أن 27 يناير هو النهاية. إنه موعد مهم ولكن أمام بليكس موعد آخر في مارس»
وتضيف المصادر أن رايس بحثت مع بليكس برنامج زيارته مع البرادعي لبغداد الأسبوع المقبل، وحثته على ضرورة التمسك بمقابلة العلماء العراقيين خارج العراق. وكان بليكس أبلغ مجلس الأمن الأسبوع الماضي أنه يعتزم بدء إجراء مقابلات مع العلماء في بغداد على انفراد من دون حضور مسئولين عراقيين، لكنه أكد أنه لن يرغم العلماء على مغادرة بلادهم
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/193281.html