العدد: 162 | الجمعة 14 فبراير 2003م الموافق 12 ذي الحجة 1423هـ
إلى متى سأبقى على هذا الحال؟!
أنا طالبة في المرحلة الثانوية وتحديدا في السنة الأخيرة منها... في شهر أغسطس/ آب أصيبت عيني اليسرى بحكة شديدة وحمرة، ما أدى إلى انتفاخ في جفنيها العلوي والسفلي ووجود هالات سوداء وشبه زرقاء حولها هي فقط من دون اليمنى، وعندما راجعت الطبيبة في المركز الصحي قالت: إن عيني متعبة قليلا وتجب إراحتها... وأعطتني قطورا ومرهما من دون إجراء حتى فحص نظر لها. وقال إذا لم تتحسن خلال يومين راجعي العيادة مرة أخرى، وأنا لم أترك المجال لها يومين فقط بل أربعة أيام وأراها زادت ولم تتحسن، ذهبت مرة أخرى وثالثة ولكن من دون جدوى، إلى أن تم تحويلي على مستشفى السلمانية (المتأخر في العلاج). في يوم موعدي قال لي الدكتور إنها سليمة وفحص نظري كان ممتازا، وأعطاني قطورا وقال لي إذا لم تتحسن راجعيني، وبقيت أستخدمه مدة خمسة أيام ثلاث مرات في اليوم، ولكنها لم تتغير، ذهبت مرة أخرى وفحصها وأعطاني قطورا آخر وقال بكل ثقة ستتحسن بعد القطرتين الأوليين، قلت له: وإذا ما استفدت هل أراجعك مرة أخرى؟ قال: لا، أنا متأكد ستتحسن. ما هذا الكلام، أهل يريد الهروب حتى يغطي فشله؟ نعم أراد ذلك، وبقيت استخدم الآخر لمدة أسبوعين بنية الشفاء، ولكن كما الأول... راجعت مركزنا الصحي عدة مرات وكل منهم يقول كلاما مختلفا عن زميله... كأن عيني أصبحت منظرا يعرض أمامهم ويبدو رأيهم فيه، نعم سئمت من مراجعتهم، وذهب بي أخي إلى عيادة خاصة بالعيون على حسابنا الخاص، علّهم يهتمون بالمريض!!!.
صرت لا أستطيع حتى قراءة ثلاثة أسطر متوالية... لأنها تحرقني وتدمع بمجرد أن أحاول التركيز... ساءت حالتي حتى صرت لا أستطيع النظر إلى السبورة أثناء شرح المعلمة، فعيني انتفخت أكثر وتكونت في أعلى الجفن العلوي حبيبات اصبحت تؤلمني وتساقط قليلا من رموش عيني وصارت الرموش جافة ومتقصصة الأطراف (كل هذا في عيني اليسرى فقط)... نعم، عانيت منها كثيرا، أنام نوم الليل بوجع وألم شديدين، وأُصبح بعين مفتوحة والأخرى عمياء، أحاول فتحها ولكن من دون جدوى تبقى لفترة 20 دقيقة أو حتى نصف ساعة مغلقة... حتى في الصف أحيانا تصبح عمياء... صرت لا أقدم اختبارات ولا أكتب واجباتي المدرسية، بعض المدرسات يعذرنني على ما أنا فيه والأخريات همهن فقط الواجب وتقديم الاختبار... حتى ان إحدى المدرسات هزأتني أمام الطالبات رافعة صوتها، وطلبت مني الذهاب إلى المشرفة لتسلمني ورقة تثبت بأني لا أستطيع المذاكرة! كما كتب لي الدكتور الخاص تقريرا طبيا يثبت لهم حالتي وإنني مازلت تحت العلاج. قرأوه ووقعوه ولكن كأن شيئا لم يكن... نعم عندما عانيت وسمعت الإهانات وجرح في المشاعر... خرجت من المدرسة ذاهبة إلى جهاز الامتحانات لتسجيلي ضمن طلبة المنازل لعل الفترة التي سأبقى فيها في المنزل سترتاح عيني!! وأستطيع المذاكرة! صرت أداوم على العلاج، أُخذت مني عينات دم وأشعة مقطعية على رأسي بكامله، وأشعتان على الصدر، كما تم حجزي في مستشفى السلمانية لمدة خمسة أيام حتى يتم أخذ بعض الإجراءات، ولكن كلها والحمدلله قد كانت نتائجها سليمة. وإلى الآن لم يكتشفوا ما بعيني اليسرى التي بقيت إلى الآن في الشهر السادس من دون حل لها... نحن حالنا المادية ضعيفة، فوالدي لا يعمل واخوتي كذلك عاطلون!!! ما عدا الأكبر وعليه هموم العائلة!
جاء وقت امتحانات المنازل وأنا لم أذاكر شيئا إلا الهوامش لأني لا أستطيع قراءة موضوعات طويلة.
سئمت وسئمت وسئمت من مراجعة هؤلاء، ولم يأتوا بحل، فذهبت إلى المستشفى العسكري (بعد الضغط على حالنا المادية) لعلهم يكتشفون ما بها! أعطاني الدكتور بعد أن قال لي إنها ملتهبة التهابا شديدا، أعطاني مرهما وحبوبا استخدمها لمدة شهر كامل وأراجعه بعد ذلك ليفحصها مرة أخرى. صرت أداوم على هذا الدواء ولكن من دون أية فائدة إلا قليل... فبين فترة وأخرى يأتي وجع شديد يجعلني أفقد نوم الليل الهانئ كما تفقده أمي واخواتي معي... كل طبيب أذهب إليه يترك في فمي (الحلاوة) ذاهبا... ما هذا، أهل أصبح الناس عبيدا لكم؟! لماذا لا تهتمون بالناس، إلا من لهم واسطة بينكم وبينهم، هل ستنفعكم واسطتكم هذه يوم الحساب الذي لا مفرّ منه؟!
أرجو مساعدتي من قبل وزارة الصحة، إذ قالوا لي إنه سيأتي طبيب متخصص لأخذ عينة من الغدة الدمعية، وذلك في شهر فبراير/ شباط. إذا تأخرتم في علاجي فسيتضاعف الأمر ومن سيكون الخسران؟! كل من يراني يسألني: ماذا عن عينك الآن؟ أجيبهم بالجواب الذي كنت أردده منذ خمسة شهور: إلى الآن لم يكتشفوا... وأقول لكم يا وزارة الصحة إذا لم تستطيعوا تشخيص حالي، فابعثوا بي إلى الخارج علهم يكتشفون ما بها أثناء بحثكم!!! فهذه عيني التي تهديني إلى الطريق... فلو أستطيع لذهبت منذ البداية ولكن لا يعلم الحال إلا من خلقنا سبحانه.
نصرة رضي
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/196568.html