حفل الأوسكار هذا العام، كان حافلا بالمفاجآت... أولها إلغاء الحفل الكبير الذي كان من المقرر ترتيبه بمناسبة مرور 75 عاما على أول حفل للأوسكار. والثانية الفوز الكبير الذي حظي به فيلم (شيكاغو)، وفيلم (عازف البيانو)... بينما كان الخاسر الأكبر في هذا الحفل هو المخرج الكبير سكورسيزي مع فيلمه (عصابات نيويورك)، وفيلم (الطريق إلى الجحيم) للمخرج البريطاني سام منديس.

وللمرة الاولى منذ العام 1969 وفيلم (اوليفر) يفوز فيلم غنائي بأوسكار افضل فيلم، هذا الفيلم هو (شيكاغو). حصد هذا الفيلم ما مجموعه عشر جوائز أوسكار من بينها أوسكار افضل ممثلة في دور ثانوي لكاثرين زيتا جونز وأوسكار افضل ازياء وأفضل صوت وأفضل ادارة فنية وأفضل مونتاج.

كما فاز فيلم (عازف البيانو) بثلاث أوسكارات لأفضل سيناريو مقتبس، وأفضل ممثل لأدريان برودي (29 عاما) الذي يعتبر أصغر ممثل ينال هذا الشرف، وأفضل مخرج لرومان بولانسكي.

وحصلت الاسترالية نيكول كيدمان على أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم (الساعات The Hours) عن الكاتبة البريطانية فرجينيا وولف.

الأوسكار الحزين

وكان لابد أن تؤثر الحرب على العراق، على فعاليات هذا الحفل السنوي، فكان السواد يلف المكان، إذ الفساتين السود والنداءات إلى السلام والانتقادات للرئيس الاميركي جورج بوش، جعلت الحرب تقتحم الحفل الخامس والسبعين لتوزيع جوائز الأوسكار في هوليوود.

حتى قبل بدء الحفل، كانت هناك ترتيبات غير اعتيادية لبرنامج الحفل... فقد شهد مسرح كوداك في هوليوود، توزيع الجوائز مباشرة، من خلال حفلة ارادتها اكاديمية السينما الاميركية ان تكون بعيدة عن اي بذخ بسبب النزاع الدائر فألغت مرور النجوم على السجاد الاحمر قبل دخولهم الى المسرح كما هي العادة كل سنة.

وقد اختارت الكثير من الممثلات اللون الاسود تماشيا مع الاوضاع وبينهم كامرون دياز ومايرا سورفينو وجوليا روبرتس ونيكول كيدمان وجنيفير كونيللي وانجليكا هيوستن وجينا ديفيس. كما وضع الكثير من الممثلين والممثلات امثال دانيال داي لويس وريتشارد جير وسلمى حايك شارات على شكل حمامة ترمز للسلام في اشارة متكتمة إلى معارضتهم للحرب.

مور ينتقد الرئيس

في المقابل لم يتردد المخرج الاميركي مايكل مور الذي حاز جائزة افضل فيلم وثائقي عن (بولينغ فور كولومباين9 في استخدام كلام قوي لانتقاد الرئيس الاميركي جورج بوش مشددا على انه «ارسلنا إلى الحرب لأسباب وهمية». وقال صارخا: «نحن ضد الحرب... سيد بوش عار عليك» وقد اثار كلامه صيحات استجهان في الحضور الذي كان قد وقف له في البداية احتراما. وقال مور في وقت لاحق للصحافيين: «الامر غير الوهمي هو اننا هناك (في العراق) لأن العراقيين يملكون ثاني اكبر احتياطي من النفط في العالم».

المودوفار ضد الحرب

ومن جهة أخرى حرص المخرج الاسباني بدرو المودوفار، الذي فاز بجائزة افضل سيناريو اصلي عن فيلم (تحدث معها)، على شكر كل الذين يسمعون صوتهم من اجل السلام، في اشارة إلى التظاهرات العالمية المناهضة للحرب. وقال بعد ذلك للصحافيين انه يخجل كثيرا من دعم الحكومة الاسبانية برئاسة خوسيه ماريا الهجوم على العراق معتبرا انه اكثر الاعمال المخالفة للديمقراطية عنفا منذ عودة الديمقراطية إلى اسبانيا.

واعتبر الممثل المكسيكي غايل غارسيا بيرنال وهو يتحدث عن الرسامة فريدا كالو «لو كانت فريدا هنا لكانت معنا ضد الحرب». أما كريس كوبر الذي حاز جائزة أفضل ممثل في دور ثانوي عن فيلم (اقتباس)، فقال: «في العالم المضطرب الذي نعيش فيه اتمنى لنا جميعا السلام».

حتى رئيس اكاديمية السينما فرانك بيرسون، تمنى عودة الجنود بسرعة، إذ قال: «ليحل السلام قريبا ولتنعموا بالسلام»، متوجها بذلك الى «الشعب العراقي». واستغلت محطة (اي بي سي)، التي تنقل الحفلة، محطتين اعلانيتين لتمرير موجزين اخباريين سريعين عن آخر تطورات الحرب في العراق.

عشر أوسكارات لفيلم (شيكاغو)

وحصد فيلم (شيكاغو) الغنائي عشر جوائز اوسكار في الحفل الخامس والسبعين لتوزيع الجوائز السينمائية العريقة. إذ حصل مخرج الفيلم بوب مارشال على أوسكار أفضل فيلم. ليحصد هذا الفيلم ما مجموعه عشر جوائز، أهمها أوسكار أفضل ممثلة في دور ثانوي، وأفضل مونتاج وأفضل صوت وأفضل أزياء وأفضل إخراج فني.

وقالت زيتا جونز، الحاصلة على أوسكار أفضل ممثلة مساعدة، والتي رافقها إلى الحفلة زوجها الممثل مايكل دوغلاس وهي حامل في شهرها الثامن: «لا استطيع ان اصدق. يا الهي!! ان مستوى الهرمونات في جسمي يجعلني لا اقوى على تحمل ذلك.. شكرا جزيلا». وأدت قبل تسلمها الجائزة اغنية مع زميلتها في الفيلم الممثلة كوين لطيفة، التي كانت تنافسها على الجائزة ذاتها. ومع ترشيحه لـثلاث عشرة جائزة أوسكار يعتبر فيلم (شيكاغو) الغنائي الأوفر حظا.

أما منتج الفيلم مارتن ريتشاردز فقال لـ (ريتشارد ورينيه وكاثرين): «اني اشكركم»، في اشارة إلى الممثلين الرئيسيين في الفيلم. وتسلم جائزته من كيرك دوغلاس ونجله مايكل دوغلاس.

بولانسكي أفضل مخرج

المخرج الفرنسي من اصل بولندي رومان بولانسكي فاز بجائزة أفضل مخرج عن فيلم (عازف البيانو) في الحفل الخامس والسبعين لجوائز الأوسكار في هوليوود. ولم يكن بولانسكي حاضرا لتسلم جائزته لأنه ملاحق قضائيا في الولايات المتحدة في اطار فضيحة جنسية مع مراهقة وقعت العام 1977. وكان ينافسه على هذه الجائزة المخرجون بوب مارشال (شيكاغو) ومارتن سكورسيزي (عصابات نيويورك) وستيفن دالدري (الساعات) وبيدرو المودوفار (تحدث معها). وحصل (عازف البيانو) على اوسكار أفضل ممثل لبطله ادريان برودي الذي سبق وفاز بجائزة «السعفة الذهبية» في مهرجان «كان» للسينما. كما أن الفيلم حصل على سبع جوائز «سيزار» السينمائية الفرنسية الشهر الماضي. ويروي الفيلم قصة يهودي نجا من الغيتو اليهودي في وارسو يهيم من مخبأ إلى آخر من دون ان يفقد عشقه للموسيقى.

نيكول كيدمان أفضل ممثلة

الممثلة الاسترالية نيكول كيدمان فازت بأوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم (الساعات The Hours). وبكت الممثلة التي ارتدت فستانا اسود ما إن وصلت إلى المنصة واستدارت لإخفاء دموعها. وبعدما شكرت الفريق الذي عمل على هذا الفيلم قالت: «للذين يسألون كيف يمكننا ان نشارك في حفلة الاوسكار عندما يمر العالم بهذه الفترة المضطربة نقول: نقوم بذلك لأن الفن مهم ونؤمن بما نقوم به (...) وهذا تقليد يجب ان نبقي عليه». وتابعت تقول: «في الوقت ذاته نقول ان ثمة مشكلات كثيرة. ومنذ الحادي عشر من سبتمبر/ايلول حصل الكثير من الالم وفقدت عائلات احباءها والآن مع الحرب ثمة عائلات تفقد احباءها»، وذلك في اشارة إلى الحرب على العراق. وتقوم كيدمان بدور الكاتبة البريطانية فيرجينيا وولف في (The Hours) وهو دور اضطرت فيه إلى وضع انف مستعار.

أدريان برودي أفضل ممثل

أما الممثل الفرنسي ادريان برودي فقد فاز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم (عازف البيانو). وأصبح برودي (29 عاما) أصغر ممثل يحصل على هذا الشرف في تاريخ جوائز الاوسكار. وقال الممثل الشاب بعد تسلمه جائزته: «اود ان اشكر رومان بولانسكي (المخرج) لدور لن احظى بمثله في كل حياتي» مشيرا إلى ان الفيلم اشادة بالقدرة على الاستمرار في الحياة. وقد تجاوز برودي الوقت المحدد له بالكلام لأنه حرص على التطرق إلى الحرب في العراق. وقال: «فوزي بالأوسكار يملأني فرحا لكني ايضا حزين جدا لأني اتلقى هذه الجائزة في وقت غريب للغاية. خبرتي في هذا الفيلم جعلتني اعي جيدا الحزن ونزع الصفة الانسانية عن الناس في وقت الحروب فضلا عن انعكاسات هذه الحرب». وأضاف: «مهما كان الدين الذي ندين به (...) علينا ان نصلي من أجل حل سريع لهذا النزاع». وقد وقف الحضور مصفقا لتصريحات الممثل الشاب. وأضاف برودي: «لدي صديق من كوينز (حي في نيويورك) وهو جندي موجود الآن في الكويت». وختم حديثه قائلا: «توم.. آمل انك وزملاؤك ستعودون قريبا. ليحمكم الرب».

وهذه المرة الاولى التي يرشح فيها برودي للفوز بجائزة أوسكار وقد تغلب على اربعة ممثلين لهم خبرة بهذه الجوائز: نيكولاس كيدج (اقتباس) ومايكل كاين (الاميركي الهادئ) ودانيال داي لويس (عصابات نيويورك) وجاك نيكولسون (أبوت شميث).

الجوائز الرئيسية

وهذه قائمة بالفائزين بجوائز الأوسكار للعام 2003 عن الفئات الرئيسية: أفضل فيلم: (شيكاغو Chicago) ـ أفضل مخرج: رومان بولانسكي عن فيلم (عازف البيانو Pianist The) ـ أفضل ممثل: ادريان برودي عن فيلم (عازف البيانو The Pianist) ـ أفضل ممثلة: نيكول كيدمان عن فيلم (الساعات The Hours) ـ أفضل ممثل في دور ثانوي: كريس كوبر عن فيلم (اقتباس Adaptation) ـ أفضل ممثلة في دور ثانوي: كاثرين زيتا جونز عن فيلم (شيكاغو Chicago) ـ أفضل فيلم وثائقي: مايكل مور عن فيلم (Bowling for Columbine) ـ أفضل تصوير: كونراد هال عن فيلم (الطريق إلى الجحيم Bowling for Columbine) ـ أفضل فيلم ناطق بغير الانجليزية: (لا مكان في افريقيا Nowhere in Africa) من المانيا ـ أفضل فيلم رسوم متحركة: (رحلة شيهيرو) من اليابان ـ أفضل سيناريو أصلي: (تحدث معها) للمخرج والكاتب الاسباني بدرو المودوفار. أما فيلم (سيد الخواتم: البرجان)، فقد حصل على أوسكار أفضل مؤثرات بصرية