العدد: 215 | الثلثاء 08 أبريل 2003م الموافق 05 صفر 1424هـ

مدينة البحر في شربور: للتعرف على الأعماق

إنه معلم سياحي جديد، فريد من نوعه في أوروبا، افتتح أبوابه في مبنى محطة شربور البحرية الجميل. وهو مدينة البحر التي تسمح بزيارة الغواصة النووية «لو ريدوتابل»، كما تقود الزائر نحو أعماق البحر في غواصة «أرشيميد» الهائلة التي تبهر بحوضها الرائع. يمكن للزوار التعرف خلال ثلاث ساعات ونصف الساعة على مختلف جوانبها الغنية بتنشيطات تفاعلية والخاصة بأعماق البحار.

مدينة البحر التي افتتحت أبوابها في 30 أبريل/ نيسان 2002 هي مجمع سياحي وعلمي وثقافي فريد من نوعه في أوروبا. أقيمت في موقع تاريخي شهير هو محطة شربور البحرية سابقا (على ساحل النورماندي غرب باريس). جدّد المبنى ووسّع مع المحافظة على معماريته التي تعود إلى «الفن التزييني». تجدّد المحطة البحرية مع المشروع الجديد إرثها التاريخي، فقد كانت خلال قرن مرفأ انطلاق السفن الكبيرة العابرة للأطلسي، ومنها: مركب «لوفرانس» وكوين ماري» و«كوين أليزابيت».

الغواصتان: «لو ريدوتابل» و«أرشيميد»

لقد كانت مدينة شربور المركز الرئيسي لبناء الغواصات ومازالت. وكانت فرنسا رائدة في هذا المجال. لهذا فإن نشاط مدينة البحر يدور حول «لو ريدوتابل»، أول غواصة نووية فرنسية أعلن عنها الجنرال في المكان نفسه العام 1967. هذا الوحش الهائل الذي يبلغ طوله 128م هي اليوم أكبر غواصة في العالم تستقبل الزوار بعد أن جردت من السلاح. يحتوي «قطب الغواصات» في شربور أيضا معرضا عن الآلات التي اخترعت مع مرور الزمن منذ غواصة «نوتيلوس» التي حلم بها جول فيرن في روايته السباقة علميا تحت عنوان «عشرون عقدا تحت البحر» (1870) وحتى الغواصات الحالية. كما يمكن التعرف على قيادة الغواصة بفضل مماثلة مقود. لكن أكثر ما يثير هناك هو التعرف على مهن «الآذان الذهبية»، هؤلاء البحارة الذين يتمكنون من التعرف على أصوات البحر، وبإمكانهم التمييز خلال برهة بين سرب من القريدس أو عبور باخرة نقل.

يسلك الزائر في «قطب المحيط» الدرب على خطى غزاة الأعماق. ويعيش هذه الفترة مستمعا إلى شرح مثير وعملي. ويتحسس مشاعر الغطس في الغواصة «أرشيميد» التي تقوده نحو القاع. نذكر في هذا المجال أن «أرشيميد» وصلت العام 1962 إلى عمق 9545م. وهنا يكتشف الزائر وسط المستويات البحرية المختلفة منذ سطح الماء وبين 3000 و6000 في الأعماق، وبين 6000 و11000م.

حوض هائل وأحواض حيوانات غريبة

أقيمت استعراضات كثيرة مع أفلام وأجهزة لتعريف الزائرين بأعماق البحار، كل هذا بطريقة تربوية ومسلية. كما هناك في مدينة البحر حوض هائل مثل لجة، يعتبر الأكبر في أوروبا، بقطر يبلغ 10م علو 12م، ويمكن رؤية الصخور المرجانية منه وأعماق المحيطات. أما الحوض الصغير فلتسلية الجميع من كبار وصغار. يكفي وضع اليد في الماء لتتقدم أسماك مثل الشبوط والترس لملامستها. إنها تجربة جميلة. وهناك أيضا 16 حوضا تقدم إلى الزائر أنواعا من الحيوانات الغريبة، من قناديل وعناكب بحر اليابان. وتقام أيضا معارض كثيرة ودائمة عن وسائل اكتشاف الأعماق، وعن التكنولوجيات الحديثة في هذا المجال، من روبو وكاميرات حديثة جدا باستطاعتها سبر أغوار عالم غريب.

استفادت مدينة البحر، كمركز لمصادر الاستعلام عن اعماق المحيطات وللاكتشافات العلمية الحديثة، من شراكتها مع الهيئات المحلية الفرنسية، ومع الاتحاد الاوروبي، ووزارات الدفاع والثقافة والبحرية الفرنسية، ومتحف البحرية في باريس، والمعهد الفرنسي للبحث ولاستثمار البحر (ايفرمير).

تحظى باهتمام كبير من الجمهور ويتوقع لها مستقبل زاهر، فقد استقبلت خلال فترة 6 اشهر حوالي 180000 زائر وهذا ما تجاوز التوقعات، كما ينتظر إقامة مشروعات أخرى.

اخبار فرنسا - بالاتفاق مع السفارة الفرنسية


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/201660.html