العدد: 219 | السبت 12 أبريل 2003م الموافق 09 صفر 1424هـ

الوفاق: آن الأوان لأن تتجه الأنظمة إلى شعوبها

قالت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية «لقد آن الأوان لأن تتجه الأنظمة إلى شعوبها فاتحة صفحة جديدة معها ومؤذنة ببدء تاريخ جديد يكون للشعب دوره الحقيقي في المشاركة السياسية، وحينها فقط ستشعر الأنظمة بالقوة والعزة والكرامة وإلا كان مصيرها مشابها لما حدث للنظام العراقي. فالأنظمة تبقى بالوجود الحقيقي للشعوب لا بتغييبها».

وأضافت الوفاق في بيان صحافي أصدرته أمس على خلفية سقوط النظام العراقي «إن في ما حدث للنظام العراقي دروسا وعبرا، فلا يمكن أن تحفظ الأنظمة وتعزز مكانتها إلا بدعم وتعاضد شعوبها معها. وهذا لا يتأتى إذا قامت هذه الحكومات بتغييب صوت الشعب ودوره على مستوى القرار والتقرير. كما لا يمكن أن يغـرر بالشعوب واستغفالها بأي صور غير حقيقية وغير واقعية للديمقراطية. وكلما عززت هذه الحكومات من مستوى الشفافية مع شعوبها وعملت من أجل التغيير والإصلاح الحقيقي، نجحت في تثبيت موقعها في قلوب وأبناء هذه الشعوب على مر التاريخ».

وأشارت الوفاق إلى أنه «حتى نزرع مناعة ضد ما حدث ويحدث في العراق، يجب أن نعزز من الدور الشعبي لا أن نهمشه. ويجب أن نعطيه الأولوية لا أن ندرجه في المراتب المتأخرة. ويجب أن نؤسس لأنظمة المؤسسات لا لشخصنتها، فإذا زالت الأشخاص تبقى الأنظمة، على نقيض ما حدث في العراق. فكل شيء كان مرتبطا بشخص الرئيس العراقي، فما إن غاب، تحطم كل النظام. وليس من المصلحة السير في هذا الاتجاه».

وأضاف البيان «خلال ليلة وضحاها وفي حركة دراماتيكية مشوبة بالشك والريبة، دخلت القوات الأميركية بغداد، من دون أي أثر للمقاومة من قبل كل قوى النظام العراقي، معلنة سقوط ذلك النظام ورموزه ومنهية فترة من القـمع والاستبداد طالت كل فـئات الشعـب العـراقي على مدى اكـثر من 20 عاما».

وفصل البيان الموضوع بقوله: «لقد سقط النظام في بغداد في حال غياب ملحوظ لكل رموز وأركان ذلك النظام ليترك العراق في حال من انعدام الأمن وانتشار حال الفوضى والسلب على مرأى ومسمع من القوات الغازية للعـراق. إن شياع تلك الحال المنذرة بتوسع دائرة السرقة والقتل والفوضى والانتقام سيقضي على كل معالم السلم الاجتماعي والاقتصادي في العراق ما سيسوغ للقوات الغازية بقاءها مدة من الزمن وخصوصا بعد أن تأخذ هذه الأفعال بعدا عشائريا ومذهبيا وحزبيا مؤذنة بالبدء في حرب أهلية في العراق».

وقالت «إن المظاهر الشعبية الأولى بعيد سقوط النظام العراقي دليل على عدم شعبية هذا النظام على عكس ما كان يطبل له. فقد كان يحكم العراق بالنار والحديد وبكل أنواع السلاح بما فيها الكيماوي. كان النظم يحكم بمقولة (لا أريكم إلا ما أرى)، فلم تكن للشعب كلمة ولا قرار وكان يقاد من حرب إلى أخرى ومن غزو إلى آخر. لقد مسخت شخصية الشعب العراقي وزرع فيه الخوف وقتلت فيه الثقة والتفكير بالروح الجماعية، وإن ما يحدث من حالات السلب - مع معارضتنا الشديدة لها - لدليل على ذلك، وتبقى مسئولية القوات الغازية بأن تحافظ على الأمن وتسهل انتقال الحكم إلى حكومة مؤقتة تعمل على تسيير أمور البلاد».

واختتمت الوفاق بيانها بقولها «لم يكن للحكم في العراق تمثيل أو دعم شعبي وإذا كانت الولايات المتحدة - وبريطانيا - تزعمان بأنهما جاءتا من أجل رفاهية هذا الشعب وإعطائه الفرصة للتعبير عن نفسه، فإن الأولى بأن يحكم الشعب من يختاره ممثلا له. أما إذا ما سلب الشعب حقه في تقرير مصيره وانتخاب من يمثله، فان الدكتاتورية والانفراد بالقرار مازالا باقيين. هذا يعني بأن صدام بإرهابه وقمعه ذهب ليأتي محله دكتاتور ومتسلط آخر ولكن بوجه مختلف يتشدق بالديمقراطية والحرية والرفاهية. إن مبدأ ازدواجية المفاهيم مرفوض، فالظلم واحد وإن تعددت وجوه الظلمة وإن حق الشعوب في تقرير مصيره لا يميز بين شعب وآخر. وإن الشعب العراقي، وبعد المعاناة المريرة التي مر بها، لهو أولى بتحديد واختيار النظام الذي يرى من خلاله عزته وكرامته واستقلاله»


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/202031.html