العدد: 1590 | الجمعة 12 يناير 2007م الموافق 22 ذي الحجة 1427هـ
السعودية توازن بين التشدد في سعر النفط وإثارة قلق الهند
يواجه وزير النفط السعودي علي النعيمي ونظيراه في أوبك من إيران ونيجيريا معضلة عندما يتجهون إلى الهند الاسبوع المقبل... هل يستخدمون حلو الكلام مع مستهلك رئيسي أم يتشددون بشأن تدهور أسعار النفط ويخاطرون بإثارة استياء مضيفهم؟. وفي حين يقول كثير من المحللين إن «أوبك» ستجد نفسها مضطرة إلى اتخاذ اجراء جديد بخصوص المعروض لكبح تراجع في الأسعار بلغ 14 في المئة منذ مطلع العام إلا أن مؤتمرا للصناعة في سادس أكبر مستهلك للنفط في العالم لن يكون المكان المثالي.
وقال يونجهون جونج من مركز أبحاث الطاقة في آسيا والمحيط الهادي إن المؤتمر يعقد «في الهند... (وهي تمثل) جزءا كبيرا من الطلب. مع تراجع الاسعار يصبح أمن الطلب مهما لاوبك وخصوصا إيران». وعن طريق عقود توريد طويلة الآجل واستثمارات مشتركة في مصافي التكرير أو تعهدات حكومية يقدم مستهلكون آسيويون آخذون في التوسع مثل الهند والصين مصدرا مضمونا وناميا لمبيعات النفط لعقود قادمة ومن شأن تراجع الاسعار أن يحفز هذا الطلب.
وقال جونج : «الهند تريد سعرا أقل من هذا». وزير النفط السعودي مؤتمر بتروتك في نيودلهي وهو أبرز فعاليات صناعة النفط والغاز الهندية من 15 إلى 19 يناير/ كانون الثاني مع وزير النفط الإيراني كاظم وزيري هامانه ووزير الطاقة النيجيري ادموند داوكورو. كما يحضر المؤتمر وزراء من اليمن والسودان. والاستثمار أحد الموضوعات المطروحة على جدول أعمال المؤتمر. ويسعى المنتجون من الشرق الأوسط برام صفقات تكرير مع دول مثل الهند والصين بحيث يقدمون الخام إلى قطاع التكرير بالمنطقة الاخذ في النمو. وتجري إيران محادثات مع مجموعة ايسار الهندية لبناء مصفاة تكرير في إيران. وسيكون المنتدى أول فرصة عامة للنعيمي لتناول تراجع أسعار النفط بما يصل إلى 9 دولارات في الاسبوعين الاخيرين فقط حيث يكبح طقس شتوي دافيء على غير المعتاد في هذا الوقت من السنة الطلب الأميركي على النفط ويعزز المخزونات مما يساهم في موجة من مبيعات الصناديق. وأضعفت هذه العوامل من أثر خفض إنتاج أوبك 1.2 مليون برميل يوميا من أول نوفمبر/ تشرين الثاني ويقول محللون إنه حتى الخفض الإضافي بواقع 500 ألف برميل يوميا المقرر سريانه من أول فبراير/ شباط غير كاف فيما يبدو نعاش الأسعار.
وقال طوني نونان من وحدة إدارة المخاطر بميتسوبيشي كورب «على أوبك أن تستيقظ... ينبغي أن يدركوا أن الطقس استقطع جزءا كبيرا من الطلب. إذا أرادوا إنقاذ السوق فإن أفضل طريقة للقيام بذلك هي زيادة خفض فبراير. وشدد النعيمي في الاونة الاخيرة على الحاجة لخفض مخزونات الخام المتضخمة لدى المستهلكين بدلا من استهداف أي اسعار محددة للنفط لكن وزراء آخرين منهم وزيرا إيران وفنزويلا المتشددتين بشأن الأسعار لا يخفون رغبتهم في الحفاظ على سعر 60 دولارا للبرميل.
ومن المستبعد أن تلقى هذه الرسالة ترحيبا في الهند. ومع اجتماع المنتجين الثلاثة في الهند يتكهن محللون بشأن فرصة عقد اجتماع طارئ قريبا لاتخاذ اجراء سريع لتصحيح هبوط السعر. والاجتماع المقرر التالي للمنظمة التي تضم 12 بلدا في 15 مارس/ آذار. وصرح رئيس أوبك محمد بن ظاعن الهاملي لـ «رويترز» أمس الخميس بأنه لا قرار بعد لعقد اجتماع طارئ لكنه قال إن أوبك قلقة من التراجع الحاد للاسعار وستتخذ اجراء جديدا إذا اقتضى الامر لتحقيق الاستقرار في سوق بها إمدادات فائضة. ونزل الخام الأميركي يوم الخميس عن 52 دولارا للبرميل للمرة الاولى منذ مايو/ أيار 2005 مع استمرار عمليات البيع بعد الإعلان عن زيادة كبيرة في مخزونات الوقود الأميركية الاسبوع الماضي لكن الاسعار انتعشت اليوم. وقال ادم سيمينسكي كبير اقتصاديي الطاقة في دويتشه بنك «المتعاملون يريدون معرفة إن كان بمقدورهم اختراق مستوى 50 دولارا نزولا. إذا حدث هذا أتوقع رد فعل قويا من أوبك».
انتعاش النفط بعد هبوطه لأدنى مستوى له منذ 19 شهرا
انتعشت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي متخطية 52 دولارا للبرميل أمس (الجمعة) في اعقاب هبوطها، الى أدنى مستوى لها منذ 19 شهرا بفعل عمليات بيع من جانب صناديق الاستثمار وضعف الطلب على وقود التدفئة.
وارتفع سعر عقود النفط الأميركي الخفيف لاقرب استحقاق شهر فبراير/ شباط 34 سنتا الى 52.22 دولارا للبرميل في منظومة التعامل الالكتروني جلوبكس. وكان الخام قد هوى 2.14 دولار أو 4 في المئة الى 51.88 دولارا يوم الخميس مواصلا الهبوط للجلسة الرابعة على التوالي. ومنذ بداية العام هبطت أسعار عقود اقرب استحقاق للنفط الخام أكثر من 9 دولارات أو 15 في المئة الامر الذي اثار قلق منظمة اوبك التي خفضت الإنتاج منذ الخريف لإيقاف هبوط الخام من مستوياته القياسية المرتفعة في الصيف الماضي. من جهة أخرى قالت منظمة أمس إن سعر سلة خامات نفط المنظمة انخفض الى 49.13 دولار للبرميل أمس الخميس من 50.56 دولارا يوم الاربعاء الماضي. وكانت اخر مرة يهبط فيها السعر عن 50 دولارا للبرميل في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2005. ولم يحدد وزراء أوبك سعرا مستهدفا رسميا للدفاع عنه لكن بعض الدول مثل إيران تفضل أن يكون سعر السلة 60 دولارا وهو ما يعادل نحو 65 دولارا للخام الأميركي الخفيف. وتضم سلة أوبك 11 نوعا من النفط الخام. وهذه الخامات هي خام صحاري الجزائري وميناس الاندونيسي والإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الإماراتي وخام بي. سي. اف 17 من فنزويلا.
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/210560.html