على رغم الظروف العصيبة التي يمر بها نادي ريال مدريد لكرة القدم في الموسم الحالي وتراجع نتائج وعروض الفريق بشكل خطير، يعتقد بيديا مياتوفيتش مدير الكرة بالنادي الاسباني أن فريقه سيحرز لقب إحدى البطولات التي يخوض غمارها هذا الموسم ولكنه طالب الجماهير بالصبر على الفريق الذي لم يفز بأي بطولة منذ مدار ثلاث سنوات.

وقال مياتوفيتش في مقابلة خاصة مع وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ): «إنهاء العام دون الفوز بأية بطولة لا يخطر على بالي».

وتناول مياتوفيتش بالتحليل جميع القضايا التي يواجهها ريال مدريد حاليا مثل العروض الهزيلة وأسلوب المدرب الايطالي فابيو كابيللو والاستبعاد المؤقت للانجليزي ديفيد بيكهام واحتمالات التعاقد مع البرازيلي كاكا والبرتغالي كريستيانو رونالدو.

وقال: «بالنظر لما حدث خلال السنوات القليلة الماضية عرفنا أن المهمة لن تكون سهلة. ولكن المشكلات ليست خطيرة مثلما يقول البعض. مازالت فرصنا جيدة في بطولتين ومازلت آمل في أن نحتفل بلقب أي منهما في نهاية الموسم».

وعلى رغم هذا التفاؤل البادي، يدرك مدير الكرة في ريال مدريد أن الفريق يواجه تحديات كبيرة في المباريات المقبلة وأبرزها أمام بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا وأتليتكو مدريد في الدوري الاسباني.

وقال مياتوفيتش: «في كرة القدم، جميع الاندية تعتمد على المباراة المقبلة وعلى النتائج. ونحن مقبلون الان على شهر صعب جدا يمكن أن تنجلي فيه الكثير من الامور. سنستأنف مسيرتنا في دوري أبطال أوروبا أمام فريق كبير (بايرن ميونيخ) الذي يمر هو الاخر بظروف صعبة في الفترة الحالية لكنه دائما يحظى بتقديرنا».

وأضاف: «سنعرف خلال هذا الشهر أين نقف وإلى أي مدى يمكننا أن نستمر في مسريتنا».

وأكد مياتوفيتش أنه يرتبط بعقد يمتد أربع سنوات مع ريال مدريد ورفض ما يتردد من شائعات بشأن احتمالات رحيله في نهاية الموسم الحالي مع المدرب الايطالي فابيو كابيللو المدير الفني للفريق.

وأضاف: «التعاقد مع كابيللو كان قراري وما زال مرتبطا مع ريال مدريد بعقد يمتد لعامين آخرين. ولا أعلم لماذا يكثر الحديث دائما عن رحيلنا على رغم أن عقدينا يمتدان لسنوات أخرى مع الفريق».

وأعرب مياتوفيتش عن امتعاضه من الانتقادات الاعلامية الشرسة لريال مدريد في الفترة الحالية بشكل لم يشهده الفريق سابقا مشيرا إلى أن انتقاد الفريق أصبح «موضة».

وأضاف: «لم يعد هناك صبر. هناك توتر شديد وهذا أمر عادي. لكن اللوم لا يقع على رئيس النادي أو المدرب أو علي أنا في (أخطاء) الماضي. سنحاول ترتيب الأوضاع ونحتاج وقتا لذلك. وعندما نطالب بالصبر والوقت، فإننا لا نطالب بثلاث سنوات وإنما بالتمهل قليلا».

ولا يرى مياتوفيتش تعارضا بين مطالبته بالتمهل خلال المرحلة الانتقالية وتأكيده أن ريال مدريد سيفوز بلقب إحدى البطولات في الموسم الحالي.

وقال مدير الكرة بثقة: «أعتقد أننا نستطيع تحقيق جميع أهدافنا. إنهاء العام دون الفوز بأية بطولة أمر لا يخطر على بالي».

وبالنسبة إلى وضع ريال مدريد كفريق يضم في صفوفه كوكبة من النجوم العالميين ولكنه يفتقر إلى الفاعلية، قال مياتوفيتش: إن من الضروري ألا ينظر أحد إلى السنوات الثلاث الماضية.

وأكد مسئول ريال مدريد: «عندما تفكر في لاعبينا اسما اسما، ستدرك أنه لا يوجد فريق أفضل منه في الوقت الحالي».

ويؤكد مياتوفيتش أنه يعمل الآن على التعاقد مع لاعبين جدد لتدعيم الفريق بالتنسيق مع المدرب وأوضح أن هدفه هو الالتزام بتقاليد النادي في التعاقد مع نجوم عالميين.

وفي نهاية عصر النجوم العمالقة «جالاكتيكوس» في ريال مدريد، أوضح مدير الكرة أن «ما نريده هو التعاقد مع نجوم مهمين للفريق وآخرين لتعويض النقص في صفوفنا جيدا».

وأكد مياتوفيتش سعي ريال مدريد للتعاقد مع البرازيلي كاكا نجم خط وسط ميلان الايطالي والبرتغالي الشاب كريستيانو رونالدو مهاجم مانشستر يونايتد الانجليزي.

وقال: «إنهما لاعبان مهمان لهما وزنهما عالميا. إنهما مهمان لاي فريق مثل فريقنا. وإذا قال أي مدير كرة إنه لا يريد كريستيانو رونالدو، فإنه يعاني من مشكلة».

ورفض مياتوفيتش الاتهامات بأنه يتقاضى «عمولات» نظير التعاقد مع لاعبين جدد وقال: إنه سيقاضي من يواصلون إطلاق هذه الإدعاءات مضيفا: «من يقول مثل هذه الاشياء يجب أن يقدم أدلته.

ولانني لم أر شيئا سوى المزاعم، فلا مناص من اللجوء للقضاء».

واستهجن مسئول ريال مدريد الجدل المثار عقب رحيل النجم البرازيلي رونالدو عن الفريق وانتقاله إلى ميلان الايطالي ونجاحه في تسجيل هدفين للفريق في مباراته أمام سيينا يوم السبت الماضي.

وقال مياتوفيتش: «رحيل رونالدو عن ريال مدريد بدا سريعا ولكن الامر ليس كذلك. كان خيارنا هو بقاء رونالدو حتى نهاية الموسم.

ولكن الامور لم تسر كما نريد .. لذلك اتخذنا القرار بالاتفاق مع اللاعب ورأينا أن رحيله الآن أفضل. نتمنى له حظا سعيدا».

أما فيما يتعلق بديفيد بيكهام قائد المنتخب الإنجليزي سابقا والذي قضى نحو شهر بعيدا عن صفوف ريال مدريد بقرار من كابيللو بعد أن أعلن اللاعب رحيله عن الفريق نهاية الموسم للانضمام إلى صفوف لوس أنجليس جالاكسي في يوليو/ تموز المقبل، فقد رفض مياتوفيتش توضيح ما إذا كان العفو الذي أصدره كابيللو عن اللاعب نهائيا أم مؤقتا قائلا: «إنها مسألة ترجع للمدرب. إنه يختار من يلعب ومن يسافر».

وأوضح مياتوفيتش أنه لا يعطي أي نصائح في مثل هذه الامور مضيفا: «الطريقة الوحيدة لكي تسير الامور بشكل جيد هي ترك الفرصة لكل مسئول لان يتخذ قراراته بنفسه وأن يتحمل مسئولياته».

وأوضحت صحيفتا «آس» و»ماركا» الرياضيتان أمس أن العقبة الرئيسية التي تحول من دون إقالة كابيللو هي التعويض المالي الكبير الذي سيصرفه له ريال مدريد في حالة إقالته والمقدر بنحو 16 مليون يورو.

وتنتقد كلتا الصحيفتين بشدة موقف كابيللو الذي يصرعلى الحصول على حقوقه المالية كاملة قبل الرحيل بعكس مدربي ريال سابقين أمثال: خوسيه أنطونيو كاماتشو وماريانو جارسيا ريمون في 2004.

وفيما يتعلق برحيل كابيللو فإن الصحافة الاسبانية تتفق على ثلاثة أشياء. أولها أن كابيللو سيرحل قريبا. والثاني أن خليفة كابيللو الذي سيأتي في يونيو/ حزيران على أبعد تقدير سيكون مدرب الشباب بالنادي خوسيه ميجيل جونزاليس مارتن ديل كامبو الشهير بميشيل. والشيء الثالث أن جميع الشائعات الحالية ستفقد ريال مدريد استقراره أمام بايرن ميونيخ اليوم.