العدد: 2258 | الإثنين 10 نوفمبر 2008م الموافق 11 ذي القعدة 1429هـ
في حديث شامل عن معرض الكتب المستخدمة بالمنطقة الشمالية //البحرين
البوري: نسعى لإثراء الجانب المعرفي بعيدا عن مبدأ الربح والخسارة
كشف رئيس مجلس بلدي المنطقة الشمالية يوسف حسين البوري، أن المجلس يعتزم إقامة معرض للكتب المستخدمة في الفترة من 19 إلى 26 ديسمبر/ كانون الأول المقبل في نادي سار، بهدف خلق جو ثقافي مميز وإثراء الجانب المعرفي لدى الجميع بعيدا عن مبدأ الربح والخسارة.
وأكد البوري أن المجلس يسعى إلى تشجيع الناس على البذل والعطاء، فهناك كثيرون يمتلكون كتب مهملة ولا يقرأون محتوياتها، فيما في الطرف الآخر فئة محرومة تراود المكتبات العامة وتقضي الساعات في القراءة، وبالتالي سيتيح المعرض لمن يملك الكتاب أن يهبه لمن لا يملكه.
وفي مقابلة شاملة أجرتها معه «الوسط» للحديث عن هذه الفعالية والبرامج المصاحبة لها، دعا البوري جميع المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة والأفراد للمشاركة الفاعلة في المعرض الذي سيتزامن مع احتفالات البحرين بالعيد الوطني وعيد جلوس عاهل البلاد.
كما تطرق رئيس «بلدي الشمالية» إلى نقاط أخرى تتعلق بالمعرض في سياق الحوار الآتي:
ما هي الأهداف التي تصبون إليها كمجلس بلدي من إقامة هذا المعرض؟
- لعل أهم ما يميز تجربة المجالس البلدية في البحرين، أن هناك طموحا ورؤية متحفزة ومتقدمة على الواقع الذي يراد له أن يكون مع مرادفات الصورة النهائية المختزلة في بعد معين، والذي تجاوزته تجارب معظم الدول، لذلك نرى الكثير من المبادرات من قبل المجالس البلدية التي تحاول أن ترسم ملامح أخرى لحركية العمل البلدي، وإعطاءه زخم أكبر من المفهوم السائد لدى غالبية الناس فيما يتعلق بطبيعة الدور المنوط به.
إضافة لما سبق فإن قانون البلديات رقم (35) لسنة 2001، بين في لائحته التنفيذية في المادة 14 الفقرة (ي) أن من اختصاصات المجالس البلدية تنظيم وتنفيذ المهرجانات والاحتفالات في المناسبات الوطنية والقومية، وفي الفقرة (د) العمل على نشر الوعي القومي والثقافي والصحي والبيئي.
التقارير تقول إننا أقل أمة تقرأ ويظهر البون الشاسع بيننا وبين المجتمعات الأخرى. نحن ابتعدنا كثيرا عن هذا المضمار الخصب، واستهلكنا واستغرقنا في ملفات متعددة وابتعدنا كثيرا عن المنهل الوافي ألا وهو الكتاب الذي يعبر عنه أنه خير جليس في الأنام.
ابتعدنا عن نبع يغذي الفكر والروح وينمي فينا الإبداعات المختلفة ويؤصل النتاج الثقافي الذي يجب أن تعيشه المجتمعات دائما وأبدا، فالأمة التي لاتقرأ لا يمكنها أن تواكب العالم المتطور، لذلك كان لا بد من عودة سريعة إلى هذا النبع.
أردنا أن نشد هذا الجيل، وخصوصا جيل الشباب إلى الكتاب ونشير إلى أهميته، ونؤكد أن الأمة التي لا تقرأ هي أمة ميتة ولا يمكنها أن تحتل مكانا مرموقا تحت أشعة الشمس.
هناك شريحة في مجتمعنا تواقة إلى اقتناء الكتب المختلفة، ولكن نتيجة ضعف حالتها المادية فإنها لا تستطيع تحقيق هذه الرغبة،ومن هذا المنطلق أردنا من خلال شعار المهرجان «الكتاب حق للجميع» أن يكون هذا الكتاب متاح للجميع ولكل الشرائح دون استثناءات، وخلق جو ثقافي مميز، إذ إنه من الملاحظ أننا ابتعدنا كثيرا عن هذا المضمار رغم الدور الريادي والثقافي لمملكتنا، وآن الأوان لنستعيد شيئا من ذلك الوهج المتأصل في المملكة عموما والشمالية خصوصا.
واحد من أهداف المعرض تعويد الناس على البذل والعطاء، فهناك كثيرون يمتلكون كتب كثيرة ومهملة بينما هناك فئة محرومة تراود المكتبات العامة لساعات من أجل القراءة، وبالتالي فإن المعرض سيكون فرصة لمن يمتلك الكتاب أن يهبه لمن لا يملكه.
نريد أن نعود الناس على البذل المعنوي، وأن نؤصل هذه الثقافة والمبادرات الرائعة والإيجابية التي تشجع على التعاون فيما بيننا، ونقدم للآخر ما يحتاجه.
كم تبلغ أسعار الكتب المعروضة؟
- الهدف من إقامة المهرجان هو خلق جو ثقافي مميز، وتشجيع المواطنين والمقيمين على اقتناء الكتب المختلفة، وإثراء الجانب المعرفي لدى الجميع بعيدا كل البعد عن مبدأ الربح والخسارة، فالمعرض ليس تجاريا، وأسعار الكتب ستكون رمزية وفي متناول الجميع.
نريد للمعرض أن يكون للجميع كما يدل عليه شعاره، ففي المعارض الأخرى التي أقيمت شكا الناس من ارتفاع اسعار الكتب المعروضة فيها بسبب الشحن والتخزين والنقل، وهذه الأسباب في فعاليتنا منتفية، فبالتالي ثمن بيع الكتب زهيد.
كم عدد الجهات المشاركة في المعرض؟
- نطمح في مشاركة أكبر عدد ممكن، وأن يكون هذا المعرض حدثا ثقافيا مميزا، لذلك خاطبنا الكثير من المكتبات والجهات ذات العلاقة، والمجال مازال مفتوحا أمام جميع الجهات المختلفة، وأعتقد أنه قياسا للمدة الزمنية التي بدأنا فيها، فإنني أرى أن مستوى التجاوب مشجع جدا، فهناك نادي سار الرياضي والثقافي محتضن الحدث، وصحيفة «الوسط» الراعي الإعلامي والمساند الأول، وأنوه هنا إلى أن الفرصة مازالت متاحة لباقي الصحف المحلية للمشاركة، وعلى مستوى المكتبات هناك مكتبة فخراوي ومكتبة النورس، ومن الوزارات «الإعلام» و»التربية والتعليم».
أعتقد أن التجاوب سيزداد في الأيام المقبلة والمجلس يرحب بأي جهة، ونطمح أن يكون هناك دعم ومشاركة من قبل الشركات التجارية، لأننا نأمل تخصيص أجهزة حاسوب محمولة للأسر الفقيرة التي لا تستطيع شراء هذه الأجهزة.
إلى من سيوجه ريع هذه الفعالية؟
- سيخصص ريع المعرض لخدمة الجوانب الخيرية، كالتبرع للأيتام والمعوقين وأبناء الأسر الفقيرة، إذ إن هذه الشريحة تحتاج إلى رعاية دائمة والتفاتة مستمرة من قبل الجميع حتى لا يشعروا بالعزلة، لأن الافتقار والحاجة إلى أمر ما قد يشعر البعض بأنه غريب، لذلك يجب أن نستثمر كل فعالياتنا أيا كان توجها، حتى تصب جزأ من العوائد في مصلحة هذه الشريحة التي تستحق منا كل تقدير واهتمام.
هل هناك برامج وفعاليات ستصاحب الحدث؟
- لا نريد أن نختزل الحدث في معرض، وطموحنا أن تكون الفعالية أشبه بمهرجان. لعل واحدة من الهواجس التي تعترينا بأن هناك تراجعا وانحسارا للدور الثقافي في البحرين، وخصوصا على مستوى الأندية.
هناك اتفاق على مجمل الفعاليات، ولكن بشكل مبدئي ستكون هناك حلقة نقاشية بشأن انحسار الدور الثقافي في الأندية الوطنية، سنحاول من خلالها أن نقف على أسباب هذه الظاهرة والوقوف على أسبابها وطرق علاجها، كما سنتحدث من جانب آخر عن البعد الثقافي والتراثي للشمالية، بالإضافة إلى بعض الأفكار والمقترحات سيتم الاتفاق عليها لاحقا.
هل تتوقعون إقبالا كبيرا على المعرض والفعاليات المصاحبة له؟
- الفعاليات الثقافية في البحرين دائما ناجحة، وخصوصا أن هدف المهرجان ليس ماديا بل يرتكز على أهداف بعضها ثقافي والآخر خيري، لذلك نحن متفائلون بإقبال المواطنين والمقيمين على المعرض، والحملة الإعلامية المكثفة ستساهم في استقطابهم.
بعض المدارس استفسرت عن موعد إقامة المعرض، مبدية رغبتها في الترتيب لزيارته، ومن جهتنا سنخاطب الصناديق الخيرية والأندية للحضور، ولا ننسى أن شعب البحرين بطبعه مثقف ويحتاج إلى مثل هذه المبادرات التي تشده وتستهويه.
هل تنوون الاستمرار في إقامة المعرض بشكل سنوي وتوسيع نطاقه ليشمل أكثر من قرية ومنطقة في المحافظة الشمالية؟
- نحن لا نركز على منطقة بذاتها، فعدة فعاليات تبناها المجلس كانت في مناطق مختلفة ولم تقتصر على مكان بعينه.
وفي الآونة الأخيرة دعم المجلس الكثير من الفعاليات والبرامج الثقافية المختلفة في مناطق الشمالية، وكان آخرها مهرجان الريف المسرحي، وبالتالي فإن مثل هذه الفعاليات ستكون انطلاقة لفعاليات أكبر، ولدينا الكثير من البرامج والفعاليات التي اقترحناها ولكن لم تر النور بسبب إرباكات العمل البلدي والضغوط المتواصلة، ولكننا نسعى من خلال إعادة هيكلية المجلس أن نستمر في هذا العطاء الذي كما أكدت منذ البداية لا ينفصل عن الجانب الخدمي، فالمجالس البلدية يجب أن تسير باتجاه موازٍ على اعتبار أنها جاءت من قناعة الناس وبإرادتهم، وعليها أن تحقق ما يصبون إليه ويخدمهم، والمجتمع لا يحتاج إلى تنمية في بنيته التحتية فقط بل يحتاج إلى تنمية ثقافية واجتماعية وفكرية.
رؤيتنا تتمثل في تعزيز جوانب مختلفة نعتقد أن المجتمع مازال يفتقر إليها، علما أننا في العام الماضي أقمنا مهرجانا ثقافيّا للمرأة، وهذا الأسبوع سيكون هناك منتدى كبير للمرأة، ويأتي هذا المعرض ليكون لبنة من اللبنات التي يسعى المجلس إلى تأصيلها لأننا معنيون بهذه الجوانب المختلفة وإثراء الجانب الثقافي.
هل هناك قيود على الكتب المشاركة واقتصارها على نوعية محددة؟
- لنجاح المعرض ولتفادي أي خلل، وأي إرباك لا بد من إيجاد إيقاع معين، إذ إننا لا نريد للمعرض أن يختزل في جانب معين، لذلك تم اقتصار نوعية الكتب في المجالات العلمية والفنية والثقافية والأدبية، والابتعاد عن الكتب السياسية الحزبية والدينية التبليغية.
هناك ترحيب بالكتب الدينية والسياسية العامة، ولكن السياسية الحزبية والدينية التبليغية فليس مرحب بها، لأننا نرغب في خلق ثقافة عامة بعيدا عن محاكاة طرف ومعاداة طرف آخر والدخول في تجاذبات وإحداث شرخ في وحدتنا الوطنية أو إثارة النعرات المذهبية والطائفية والعرقية.
نريد للزائر أن يتجول في معرض الكتاب وهو مطمئن ويقتني أي كتاب بكل ثقة واطمئنان، فنحن نسعى إلى أن نقدم له مادة علمية مفيدة تسهم في بث روح الفكر والثفافة في المواطنين.
هل لديكم كلمة أخيرة تودون توجيهها من خلال صحيفة «الوسط»؟
- هناك لجنة شكلت بين مجلس بلدي الشمالية والجهات الأخرى الداعمة، وهي في عمل دؤوب ومستمر للعمل على التنسيق والتواصل مع جميع الجهات، ونأمل أن يكون هناك إقبال وتعاون لأننا نريد للحدث أن يكون بحرينيّا ثقافيّا شاملا.
كما نؤكد مجددا أن الدعوة مازالت مفتوحة للجميع، سواء للمؤسسات الحكومية أو الخاصة أو الأفراد للمشاركة الفاعلة في هذا المعرض الذي سيقام تزامنا مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني وعيد جلوس عاهل البلاد، وسيستمر لمدة أسبوع ابتداء من 19 إلى 26 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، من الساعة التاسعة صباحا إلى الواحدة ظهرا ومن الرابعة عصرا إلى العاشرة مساء
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/23362.html