العدد: 1732 | الأحد 03 يونيو 2007م الموافق 17 جمادى الأولى 1428هـ

طلبت إجراء منظار منذ البداية... والأطباء: «تتدلع»

استؤصل رحمها بعد 3 سنوات من تشخيص حالتها بـ «الحموضة»!

أنا مواطنة بحرينية الجنسية من مواليد 1974م. في العام 2005م أحسست بآلام في المعدة والبطن قوية وتمتد إلى العظام والظهر، ذهبت إلى الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي وشكيت الحال، وقال لي الطبيب إنها أعراض حموضة في المعدة، فأعطيت إبرة ومسكنات. لكن هذه الحالة تكررت عدة مرات، ثم ذهبت إلى المركز الصحي التابع لمنطقتنا وشخصت بالشيء نفسه، فطلبت من الطبيب المعالج تحويلي إلى اختصاصي. وفعلا حصلت على موعد عند اختصاصي باطنية بعد خمسة أشهر، وعملت لي أشعة فوق الصوتية وأعطيت موعدا آخر للاطلاع على تقرير نتيجة الأشعة التي كانت سليمة، ثم زاد الألم فصرت أراجع المركز الصحي والطوارئ مرارا فأعطى مسكنا فقط.

بتاريخ 14 مارس/ آذار 2006 راجعت المركز الصحي فحولت إلى مركز النعيم الصحي لإجراء أشعة ملونة، وأجزم الأطباء بأن حالتي المرضية هي ارتجاع في المعدة. وبعد ثلاثة شهور فقدت الشهية وبدأ وزني ينقص، وأحسست بتقلصات قوية في البطن، وبعد فترة وجيزة حدث انتفاخ مفاجئ وبشكل غريب وملحوظ في البطن، وكأنني حامل في الشهر التاسع، فراجعت المركز الصحي مرة أخرى وطلبت تحويلي مرة أخرى إلى اختصاصي فتم تحويلي إلى الاختصاصي السابق. بتاريخ 21 فبراير/ شباط 2007 تمت معاينتي من الطبيب المساعد للاختصاصي فأخبرته بما أعانيه حتى أنه لم يحاول فحصي، وقال لي ليس لديك أي شيء، فطلبت منه عمل فحص منظار للمعدة وأنا أبكي لأنني قلقة، وقلت له إن لدينا حالة في العائلة توفيت منذ فترة طويلة كانت تعاني من الأعراض نفسها، فرفض وقال لي «ليس بك أي شيء وأنت تتدلعين وتوسوسين وأبصم لك بالعشر بأنك لا تعانين من أي شيء والأشعة الملونة التي قمت إجرائها تكفي»، وسألته الممرضة: هل تحتاج إلى موعد آخر؟ أجاب بالنفي، وبكيت وقلت له إذا حدث لي أي مكروه سأشكوك وسأكتب عنك في الصحف، فابتسم وقال أكتبي ما شئت. وذكر لي اسمه ثم ازدات حالتي سوءا وذهبت إلى طوارئ السلمانية بتاريخ 16 مارس 2007م والتشخيص نفسه (حموضة في المعدة من غير فحص ومن غير أشعة أو منظار). بكيت وطلبت من الطبيب المعالج في قسم الطوارئ أن يدخلني المستشفى وسردت عليه قصتي وقال «إننا لا نستطيع ادخالك عن طريق الطوارئ، كل الذي أستطيع أن أساعدك فيه هو تحويلك إلى اختصاصي باطنية آخر، إذا أنت لم تطمئني إلى الاختصاصي السابق» فأعطيت موعدا بتاريخ 25 ابريل/ نيسان 2007م ثم راجعت الطوارئ مرة أخرى بتاريخ 11 من الشهر نفسه، بسبب استمرار الألم الذي امتد إلى أسفل الظهر، وأصبحت لا أستطيع المشي بسبب آلام فظيعة في الرجل اليمنى، فذهبت إلى مراخة خبيرة وهي قابلة أيضا فلاحظت بطني وسألتني هل أنت حامل؟ قلت لا. وقالت بطنك غريب! وفحصتني وقالت لي بأن رحمي غير طبيعي فهو في الأعلى ومتضخم وتنفسي قليل، وسألتني مرة أخرى هل أنت متأكدة بأنك لست حامل؟

وبتاريخ 13 أبريل ذهبت إلى طوارئ قسم أمراض النساء والولادة، بحجة انني حامل لأجد الحل لمشكلتي لأنني قلقة وأريد أن أعرف ما المشكلة التي أعاني منها، وبعد معاينتي اتضح أنه لا يوجد حمل وأخذت لي اشعة فوق الصوتية على البطن ولم يتبين ما المشكلة ثم اشعة صوتية من عنق الرحم مرتين، ثم استدعت الطبيبة طبيبتين أخريين للتأكد من الفحص، فشككن في أن هناك ماء بكثرة في البطن ونادين طبيبا آخر للتأكد، وخلال أربع ساعات تأكدوا بأن هناك مشكلة خطيرة ثم طلبوا من اختصاصية أشعة فوق الصوتية للبطن للتأكد، ثم نادت اختصاصيا آخر، وتم التأكد بأن هناك تضخما في المبيضين والرحم ووجود كمية كبيرة من الماء وتم ادخالي المستشفى وعملت لي التحاليل اللازمة، ولولا رحمة وتعاطف طبيبات طوارئ أمراض النساء والولادة لما عرفت المشكلة وأني أشكرهن جزيلا، كما اشكر الطبيبات اللاتي اشرفن على علاجي واخذن لي اشعة مقطعية والمفروض هذه الاشعة تؤخذ من البداية حتى لا تتفاقم وتتطور المشكلة.

المهم، تبين انه هناك ورم في المبيضين وشكوا بنسبة 70 في المئة خبيث، واجريت لي عملية استئصال المبيضين والرحم وقناة فالوب والغدد اللمفاوية والغشاء المبطن للكرش، وأخذت لي عينة إلى المختبر فاتضح ان الورم الذي في المبيض ثانوي والورم الابتدائي جاء من مكان آخر، وعملت لي بعض التحاليل وتم تحويلي إلى قسم الجراحة فأجريت لي عملية منظار في المعدة والقولون التي طالما رجوت الاطباء بإجرائه، ولو عمل لي منذ البداية لما تطورت حالتي واستؤصل رحمي ومبيضي، علما بأن نتيجة المنظار كانت تشير إلى وجود قرحة صغيرة في المعدة واحتمال هي التي سببت لي الورم، كما أخذت عينة من المعدة والنتيجة كانت بأن الورم الابتدائي هو في المعدة التي طالما ذهبت مرارا إلى الطوارئ والمركز الصحي ولاختصاصي الباطنية وطلبت منهم إجراء منظار، لكنهم للأسف الشديد لم يساعدوني والنتيجة ورم في المعدة وتطور وانتشر.

وها أنا الآن أخضع للعلاج الكيماوي... وأكرر شكري لطبيبات أمراض النساء والولادة اللاتي أشرفن على علاجي والاهتمام بي بشتى الطرق... أشكرهن جزيل الشكر.

(الاسم والعنوان لدى المحرر)


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/235193.html