العدد: 1743 | الخميس 14 يونيو 2007م الموافق 28 جمادى الأولى 1428هـ
جدل حامي الوطيس بين اللوثريين والمسلمين في ألمانيا
انتقد زعماء مسلمون ألمان بشدة «ورقة موقف» أصدرها في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي مجلس الكنائس المسكونية الألماني وهي منظمة جامعة تنضوي تحت لوائها 23 كنيسة لوثرية في ألمانيا.
وألمحت الوثيقة بأسلوب بروتستانتي قح إلى أن على المسلمين أن يمارسوا النقد الذاتي بقدر أكبر، كما حددت صراحة أسباب عدم اتفاق اللوثريين مع الإسلام.
وسببت الورقة - التي جاءت في وقت ينشغل فيه الألمان بما يُدعى «التهديد الإسلامي» - توترا لم يتم التغلب عليه بعدُ بين مجلس الكنائس المسكونية والزعماء الإسلاميين.
وكان رئيس مجلس المسلمين أيوب اكسيل كولر والمتحدث باسم الرابطة الإسلامية التركية بكير البوجا حادان خلال مناقشات مع قادة لوثريين خلال مؤتمر كنسي في مدينة كولونيا الالمانية.
فقد احتشد أكثر من ألف لوثري في مدينة كولونيا للاستماع إلى حوار عن الحرية الدينية.
وربما كانت المواءمة السياسية تقتضي نوعا من المجاملات ومداراة الخلافات ولكن الأمر لم يكن كذلك. فقد قال كولر لشعب الكنيسة: «يتعين على أوروبا أن تخجل من (آثار الدم) التي خلفتها وراءها في جميع أنحاء العالم عبر قرون من الزمان».
وقال: «إنها لخطوةٌ في الاتجاه الصحيح أن يتحدث الجانبان مع بعضهما بعضا»، ولكنه أنهى كلمته بتوجيه انتقادات حادة إلى رئيس مجلس الكنائس المسكونية الألماني الأسقف فولفغانغ هوبر «لإثارته فرقة لا داعي لها بين المسيحيين والمسلمين».
وتساءل كولر - وهو ألماني اعتنق الإسلام في العام 1963 -: «لماذا يقول الزعيم البروتستانتي ويلح في القول وبصورة لا داعي لها: إن أتباع الديانتين يعبدون إلهين مختلفين؟».
وقال: «إن اللوثريين يكرسون الفرقة وإن الورقة التي أصدروها في نوفمبر الماضي احتوت على لغة تكرس الانفصال وتحاول إبراز الذات في صورة أفضل».
في المقابل، ألقى هوبر - الذي يترأس الكنيسة اللوثرية في برلين - خطابا دراماتيكيا دفاعا عن الموقف اللوثري قال فيه: «من واجب كل مسيحي أن يعلن معتقداته عندما يلتقي شخصا يعتنق دينا آخرَ».
وأضاف أن «المسيحيين يحترمون حق الأديان الأخرى في أن تفعل الشيء نفسه»، نافيا أن هذا التعصب للعقيدة المسيحية له أية علاقة بمهمات تبشيرية لتحويل المسلمين عن عقيدتهم.
وكانت جماعات إسلامية قد اتهمت اللوثريين بالافتراء على المسلمين الألمان الذين يزيد عددهم على ثلاثة ملايين بالادعاء أنهم عرضة للتأثر بتيار العنف الإسلامي.
وقدم كولر اقتراحا تم تجاهله ربما في خضم الجدل المحتدم. وقال في اقتراحه الرامي إلى تبني نهج عملي براغماتي للتعايش بين الأديان على التراب الألماني: «آمل في أن نخلق نوعا من الحوار من خلال أفعالنا».
وفي ألمانيا حيث يعيش أكثر من 80 مليون نسمة، هناك نحو 26 مليون بروتستانتي ونحو العدد نفسه من الكاثوليك.
وصرح هوبر بأن «المناقشات المثيرة للمشاعر ربما لن تسوي الخلافات ولكنها على الأقل ستحدد أين نقف على وجه التحديد».
وقال البوجا: «على رغم الخلافات الحادة التي ثارت منذ إصدار الورقة فإن البروتستانت يمكنهم أن يعولوا على المسلمين في الابقاء على خطوط الاتصال مفتوحة».
وكان مسئولون كبار من كلا الجانبين قد التقوا في مدينة مانهيم، بيد أنه لم يتم إحراز تقدم. وكال البوجا الاتهام بأن الكنيسة اللوثرية لاتزال ترفض تشكيل لجنة مشتركة لمناقشة الخلافات العقائدية.
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/236992.html