العدد: 1801 | السبت 11 أغسطس 2007م الموافق 27 رجب 1428هـ
20 جريحا إثر اقتحام القوة التنفيذية زفافا واعتقال عناصرَ في «فتح»
السلطة تنشر اعترافات «عميل» و «حماس» تصفه بـ «المجاهد»
اتخذ الصراع بين حركتي «فتح» و«حماس» طابعا جديدا أمس (السبت)، إذ عرضت السلطة اعتراف معتقل لديها من أعضاء «حماس» قال فيها إنه تعامل مع العدو، فيما أقدمت القوات التنفيذية على اقتحام حفل زفاف في غزة واعتقلت الكثير من الحضور التابعين إلى «فتح».
وعرض التلفزيون الفلسطيني على مدار ساعة اعترافات معتقل لدى أجهزة السلطة، قال خلالها إنه كان يعمل مع المخابرات الإسرائيلية منذ أربعة أعوام كما شارك في عمليات تصفية ناشطين.
ولكن «حماس» وعائلة الشاب نفتا ذلك مؤكدتين أنه أدلى باعترافاته تحت التعذيب. وأعلن مؤيد بني عودة (22 عاما) وهو من قرية طمون (شمال الضفة الغربية)، أنه انضم إلى «حماس» في 2001.
وروى كيف ارتبط مع المخابرات الإسرائيلية في العام 2003، بعد اعتقاله على حاجز إسرائيلي. وقال إن فتاة إسرائيلية أغوته داخل زنزانته ومارس معها الجنس، وتم تصويره.
وأضاف «بعد أن أنهيت ممارسة الجنس مع الفتاة، طلبني ضابط وعرض عليّ صور ما قمت به، وقال: إذا لم أعمل معهم فسيتم فضحي، فوافقت». وأفاد عودة أن المخابرات كلفته بمهمة متابعة مطلوبين في قريته (طمون)، وافتعال خلافات بين «فتح» و«حماس».
وقال ردا على أسئلة المحققين: «طلبت المخابرات الإسرائيلية مني أن افتعل مشكلات بين (فتح) و(حماس)، بأن أطلق الرصاص على الجانبين، ولكني رفضت».
وقدم الشاب أسماء خمسة فلسطينيين، قتلهم جنود إسرائيليون خلال اقتحام طمون قبل نحو عامين، وقال إنه شارك مع الجيش الإسرائيلي خلال تلك العملية، وإنه أطلق النار في الهواء.
وأكدت مصادر فلسطينية من شمال الضفة، مقتل خمسة من حركة «الجهاد» والجبهة الديمقراطية و «فتح» قبل أكثر من عامين في طمون، وأن الأماكن التي تحدث عنها عودة في المقابلة كانت صحيحة.
وقال عودة في المقابلة إنه تلقى قبل تنفيذ العملية اتصالا من الضابط الإسرائيلي الذي كان يتصل به ليلتقيه على مشارف طمون. وتابع «التقيته هناك، وأعطاني بدلة عسكرية إسرائيلية ودخلت معهم في الجيب ودخلنا البلدة. أطلق شبان من القرية النار على الجيبات وقام الجيش بقتل خمسة منهم (...) وإعطاني الضابط 2000 شيكل (نحو 460 دولارا) بعد تنفيذ المهمة».
وظهر عودة خلال الحديث مرتاحا وهو يروي كيف ارتبط مع المخابرات الإسرائيلية، ونفى أنه كان «مجاهدا» كما وصفته «حماس».
ودعت المخابرات الفلسطينية وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان إلى زيارته في سجنه في نابلس؛ للتأكد منه مباشرة انه لم يجبر على الاعتراف بالقوة والتهديد والتأكد من سلامته.
ومن جانبها، نفت «حماس» ما ورد في الشريط. واعتبر المتحدث باسمها فوزي برهوم ذلك «لعبة مفبركة من المخابرات العامة». وكانت الحركة ذكرت أن عودة «نقل إلى مستشفيات إسرائيلية بسبب تدهور وضعه الصحي نتيجة تعرضه للتعذيب»، وحذرت السلطة من تدهور صحته، كما حمّلت عباس المسئولية عن حياته.
ولكن عودة قال خلال المقابلة انه لم يتعرض لأي تعذيب، وإن صحته جيدة. وعلى رغم ذلك، قالت عائلته في بيان: «إننا نحذر من تشويه صورة ابننا وعائلتنا ولن نقبل أن يكون ابننا لعبة سياسية بيد أحد كائنا من كان».
إلى ذلك، ذكر شهود عيان أن نحو عشرين شخصا جرحوا ليل الجمعة (السبت) بعد اعتقال القوة التنفيذية التابعة إلى «حماس» نحو عشرة من عناصر «فتح» في قطاع غزة.
وقال الشهود إن «أفرادا من القوة التنفيذية قاموا باقتحام حفل زفاف وأطلقوا النار على الموجودين فيه ثم قاموا باعتقالات واسعة لأفراد في الحفل تابعين إلى (فتح)». وأضافوا أن «النساء توجهن إلى مقر القوة التنفيذية في بيت حانون للاحتجاج على اعتقال أبنائهن ولكن أفراد القوة أطلقوا النار في الهواء لتفريق المسيرة الاحتجاجية».
وأكدت مصادر طبية فلسطينية أن «ما يقارب من عشرين شخصا معظمهم مصابون بكسور، بعضهم من المعتقلين الذين أفرج عنهم وبعضهم من المحتجين وصلوا إلى مستشفى بيت حانون».
في غضون ذلك، قال رئيس السلطة محمود عباس إن الأمور ستكون «أكثر صعوبة وتعقيدا» إذا لم تشهد عملية السلام تحركا خلال الأشهر المقبلة.
وأضاف عباس خلال اجتماع اللجنة الوطنية لاحتفالية «القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009»: «لا أقول بدأنا حوارا ولكن لابد أن يبدأ هذا الحوار وخصوصا أننا مقبلون على مؤتمر دولي وإذا لم يكن هناك شيء مهم فيه يمكن أن يبنى عليه، فلا فائدة منه (...) هذا ما قلناه لكل الأطراف المعنية».
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/246707.html