العدد: 1882 | الأربعاء 31 أكتوبر 2007م الموافق 19 شوال 1428هـ
«قرآن فست»... لحماية هوية كوسوفو
«نحاول مواجهة الأنشطة التغريبية التي يموج بها إقليم كوسوفو، وتستهدف هويتنا الإسلامية»... «هذا الحدث السنوي هو الأول من نوعه في البلاد؛ فالهدف ليس الحفظ، وإنما الالتزام بأحكام التلاوة». بهذه العبارات يلخص القائمون على مسابقة «قرآن فست» (احتفال القرآن) طبيعة أول مسابقة للقرآن الكريم وهدفها، والتي تركز فقط على التلاوة الصحيحة لكتاب الله.
ينظم المسابقة مجموعة من الدعاة الشباب وحفظة القرآن الكريم في محافظة بريزرن جنوب شرقي كوسوفو، برعاية الجمعية الثقافية التربوية (أكيا).
وفي حفل كبير بُثَّ عبر تلفزيرون «بيسي» الإسلامي المحلي في الساعة السابعة مساء من يوم الأحد الماضي الموافق 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2007 توزيع الجوائز بعد إجراء لجنة التحكيم التصفيات النهائية بين 13 متسابقا اجتازوا تصفيات تمهيدية أجريت بين 4 و23 أكتوبر الجاري، وسط حضور الجمهور.
وتضم لجنة التحكيم خمسة أفراد تخرّج جميعهم من جامعات إسلامية في الدول العربية، ويقول أحدهم وهو فاطون بيتيشي: «خططنا للمسابقة لتكون سنوية، وهذه السنة ستجرى على مستوى كوسوفو فقط، والسنة المقبلة على مستوى البلقان، أما في سنة 2009 فنأمل في أن تتحول إلى مسابقة دولية».
وهذه السنة خصصت المسابقة للبنين فوق سن الخامسة عشرة، على أن تتسع المشاركة السنة المقبلة للنساء والأطفال.
ويؤكد بيتيشي تميز المسابقة بقوله: «يسمح للمتسابقين بفتح المصحف والقراءة منه مباشرة، فالمغزى ليس الحفظ، وإنما التلاوة الصحيحة بمراعاة أحكام التجويد».
ويعاني إقليم كوسوفو من غياب مسابقات القرآن الكريم، فلم تنظم من قبل سوى مسابقتين، وكان ذلك في بريزرن قبل سنوات.
أنشطة تغريبية
«نهدف بهذه المسابقة إلى مواجهة الأنشطة التغريبية التي تستهدف هويتنا الإسلامية وتموج بها بريزرن خصوصا، وكوسوفو عموما. أردنا تفعيل المسابقات الدينية، فبدأنا بكتاب الله»، هكذا يوضح مسئول اللجنة المنظمة إلير جاشي الهدف من «قرآن فست».
وعن كيفية التسجيل يقول جاشي: «إن بعض المشاركين أرسلوا إلينا عبر البريد الإلكتروني تسجيلات لقراءتهم لا تزيد على خمس دقائق، على حين سجل آخرون قراءتهم على قرص مدمج (سي دي) أو على شريط كاسيت، وأرسلوها عبر البريد العادي إلى عنوان اللجنة المنظمة في بريزرن».
وتعدد وسائل الدعاية لهذه المسابقة، فبحسب جاشي جرى الإعلان عنها من خلال ملصقات بمعظم مدن كوسوفو، وعبر تلفزيون «بيسي»، وعلى المواقع الإسلامية الألبانية على شبكة الإنترنت، إضافة إلى إطلاق موقع إلكتروني للمسابقة.
تمويل محلي
وقال بيتشي مستعرضا الجوائز وتمويلها: «سيتاح للفائز الأول أداء مناسك الحج هذا العام، على حين حصل الثاني على 100 يورو والثالث على 50، أما الفائزون العشرة الباقون فنصيبهم سيكون جوائزَ مادية مقدمة من مكتبات وشركات خاصة في بريزرن».
وأشار إلى أن جميع المتبرعين للمسابقة هم من بريزرن، غير أنه أكد أهمية التعاون مستقبلا مع المؤسسات العربية خصوصا لدعم مسابقة «قرآن فست» بالكوادر العلمية، إلى جانب الجوائز.
وعن انطلاق المسابقة من بريزرن، وليس من العاصمة (بريشتينا)، قال بيتشي: «بريزرن هي العاصمة الروحية لكوسوفو، فالمدينة يعود تاريخها إلى آلاف السنين، حيث كانت مهد الثقافة ومركز الأنشطة التجارية للشعوب الألبانية على مر القرون».
وأردف «منذ فتحها الأتراك العام 1425م، صارت بمثابة العاصمة الروحية للشعب، وفيها تركز الكثير من حفظة القرآن الكريم في الماضي، والآن يوجد بها 15 حافظا للقرآن الكريم، و27 مسجدا.
وإلى جانب جهود أئمة كوسوفو في تحفيظ القرآن الكريم بالمساجد، لا توجد سوى مدرسة واحدة لتخريج حفظة كتاب الله».
يذكر أن مساحة كوسوفو تبلغ نحو 11 ألف كيلومتر مربع، وعدد سكانه 2.5 مليون نسمة، يمثل الألبان منهم 92 في المئة، على حين تشمل الأقليات الأخرى الصرب والمونتنيغري والبوسنيين والغجر والأتراك. والإسلام هو الدين الرسمي في الإقليم، إذ تزيد نسبة المسلمين على 95 في المئة، وتبلغ نسبة المسلمين بين الألبان نحو 99 في المئة.
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/260243.html