العدد: 2078 | الأربعاء 14 مايو 2008م الموافق 08 جمادى الأولى 1429هـ
عطية الملك «شاه راكان»... القرية التي حافظت على عذوبتها
يغمرك هذا الرجل الكبير في السن الذي لا تفارق محياه ابتسامة أهالي القرية وطيبتهم بالسرور. السيدعلي السيدأحمد الموسوي واحد من كبار السن من أهالي قرية شهركان، ممن تحكي ذكرياته الشيء الكثير عن هذه القرية، نخيلها وعيون مائها العذبة، والأهم من ذلك قصة إنسان هذه الأرض، وعشقه لها وذوده عن ترابها.
تأخذك الجولة تلو الجولة، ويسير بك الطريق الى طريق آخر في لها ألق تاريخي عجيب.
شهركان قرية صغيرة تقع في الجزء الغربي لجزيرة البحرين على الحزام الأخضر منه، بين قرية صدد (من جهة الشمال الغربي) وقرية داركليب (من جهة الجنوب الشرقي)، تحيطها المزارع والبساتين من جميع الجهات ما عدا جهة الشرق والجهة الجنوبية الشرقية حيث توجد تلال عالي الأثرية تتلوها مدينة حمد.
ويرجع سبب تسمية شهركان بهذا الاسم إلى أنها كانت عبارة عن منطقة زراعية تعود ملكيتها لرجل يقال له شاه راكان، وهو شخصية فارسية ربما سكنت المنطقة من قبل الدولة الصفوية، عندما كانت البحرين تخضع للحكم الصفوي، وحرفت من قرية شاه ركان الى شهركان مع مرور الزمن، وهذه الرواية يدعمها الشيخ علي بن يوسف آل بن رضي وكثير من كبار القرية نقلا عن الأولين.
ونقل الزميل في صحيفة «الوسط» أحمد مرهون شبيب في كتيب أعده تحت عنوان: «إضاءات في تاريخ شهركان»، عن الشيخ محمد علي التاجر في كتابه المخطوط :»عقد اللآلئ في تاريخ أوال» أن شهركان محرفة من شاه راكان ومعناها: عطية الملك.
عيون الماء الشهيرة
أبرز ما يميز قرية شهركان تلك العيون ومسمياتها. فقد «كان يا ما كان» أن هذه القرية الصغيرة تحوي بعض عيون الماء العذبة التي تمتلئ في بعض الأحيان فيتدفق الماء الى خارجها كما هو حال عين الجوجب أو عين الإمام، حيث كانت كثيرة المياه وفي أغلب الأحيان يفور الماء منها فتصبح كالبحيرة. بل إن الأولين يحكون عن أن الماء كان يرتطم بالتلة التي بني فوقها مسجد الشيخ عبدالحسين ونهايته عند مسجد راس النخيل، وقد غرق فيها بعض الشباب من بينهم فردان بن علي بن شبيب ومكي بن حسن بن حبيب بن شبيب. والماء الذي يجري تحت الأرض فيه سرداب (تجويف) متجه نحو الشرق ثم يعرج على الجنوب حتى بيت جاسم طلاق حاليا.
وكان الأهالي يعتمدون على هذه العين في السابق، وقد طمرت ولم يبقَ منها سوى الينبوع ينزل له بدرجات، وسميت عين الإمام نسبة للإمام المهدي (عج)، وهناك الكثير من أسماء عيون الماء التي اشتهرت بها القرية قديما منها عينا الحكيم، عين أحسين الشرقية، عين قرقور، عين الصبخة، عين المدرة، عين لمصبر، عيون لعيادي، عين لجبيلة، عين دولاب مرزبان، عين الشمالية، بئر شيخ ليث، عين السادة، عين دالية علي، عين أحسين الغربية - المالحة، ساقية أم الحصم، عين إصخاره، عين الإجهنميات، عين دالية بن خميس، ساقية مشيكر، عين قنطور، عين الجوهرية، عين أم الحلو.
أما على مستوى العلم والعلماء فقد كانت القرية تفخر بالأسماء التي برعت في العلوم الإسلامية، ومنهم الشيخ حسن الذي لم يعرف عنه الكثير أو موضع دفنه سوى أنه من عائلة آل الشيخ، والشيخ عبدعلي بن يوسف آل رضي، والعلاّمة السيدحسين الشريف الإحسائي، الشيخ علي بن يوسف آل رضي، السيدعلوي الشهركاني، الشيخ إبراهيم الشهركاني، الشيخ محمد منسي، الشيخ صادق العافية، السيدجابر الشهركاني والشيخ عبدالكريم الصددي، ومن طلبة العلوم الدينية الشيخ حسين أبورويس، السيدمحمد السيدعلوي، جعفر أبورويس ومحمد عيسى العافية.
احتياجات القرية
لقرية شهركان - كما هو حال الكثير من القرى - احتياجات خدماتية متعددة، وأحوال القرية طرحت على محافظ الشمالية جعفر بن رجب في لقاء جرى قبل فترة وجيزة مع أهالي القرية في مجلس علي بن طلاق، حيث قدم المحافظ تصورا مختصرا عن الجهود المبذولة من جانب المحافظة بالتنسيق مع الوزارات الخدمية والمجلس البلدي لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية في ما يتعلق بخطة تطوير القرى، وأن هذه الخطة تسير وفقا للأولويات وطبقا للمتاح من الموازنات المخصصة لكل مشروع. ولكنه في الوقت ذاته أكد أن برامج العمل غير المستكملة أو التي تتطلب اعادة نظر يتم اخضاعها للتقويم والتصويب.
ومن أهم احتياجات القرية تحديد منطقة لامتداد القرية تخصص للوحدات السكنية، حيث يقول الشيخ صادق العافية: «مشروع الإسكان الذي يجري بقرية داركليب يشمل أهالي القريتين معا، على حين هناك أراضٍ مملوكة للدولة يمكن استخدامها لإنشاء وحدات سكنية خاصة بأهالي القرية ممن هم على قائمة الانتظار أو ممن يواجهون صعوبة في إيجاد حلول لمشكلات السكن، أو ممن لم تشملهم مكرمة البيوت الآيلة للسقوط. فهناك 80 وحدة فقط وهي لا تغطي احتياجات قريتي داركليب وشهركان»، موجها الى أن هناك حاجة للدفع في اتجاه حصول الصندوق الخيري على قطعة أرض مقرا وخصوصا أن العمل للحصول على قطعة أرض استمر 18 عاما طرقت خلالها الأبواب ولم يتم التوفيق.
ويشير رئيس الصندوق الخيري عبدالأمير أبورويس الى وضع القرية في موسم الشتاء! فموسم الأمطار بالنسبة لأهالي القرية مشكلة كبيرة يتوجب التحرك لوضع حلول لها حيث تتكون المستنقعات التي تحاصر القرية من دون تصريف لها.
وبالنسبة للبيوت الآيلة للسقوط، فإن الأهالي حددوا نحو 5 حالات لم تنطبق عليها الشروط، داعين الى البحث عن إعفاءات لهم وخصوصا في ظل عدم مقدرة أصحابها على صيانتها، بالإضافة الى طرح رغبة الأهالي في تخصيص قطعة أرض لإقامة مقر صندوق شهركان الخيري عليها.
أوائل القرية
وقبل ختام الجولة الشيقة، نعود الى كتيب «إضاءات في تاريخ شهركان» للزميل شبيب الذي خصص فيه جزءا لـ «أوائل» في القرية:
- أول من وضع جهاز تكييف في منزله هو أحمد مرهون طواش ثم الحاج علي بن حسن الذي اشترى مكيفين له ولأخيه الحاج جمعة.
- أول من جلب ثلاجة الحاج علي حسن ثم أحمد مرهون طواش.
- أول من استخدم اسطوانات الغاز للطبخ هو أحمد مرهون طواش ثم علي حسن.
- أول من جلب جهاز راديو هو ميثم آل نصيف وكان عبارة عن صندوق كبير الحجم له هوائي خارجي يوضح وآرت (سالب) يوضع في الماء وكان مصدرا للأخبار والأغاني العراقية، وقد لقي جلب هذا الجهاز معارضة شديدة واتهم بأنه صنم يعبد من غير الله.
- أول من اشترى سيارة خاصة هو أحمد مرهون طواش وكانت «سيدان»، أما الحاج محمد علي بن حسين فقد اشترى أول لاري في القرية.
- أول من اشترى دراجة هوائية (سيكل) هو عبدالأمير العافية وكانت تسمى «خيل إبليس» والطريف في الأمر أنه كان يؤجر ركوب الدراجة بخمسة وعشرين فَلسا، وكان الكثير في بادئ الأمر يستصعب قيادتها.
- أول من اشترى دراجة نارية هو أمير حسن خميس.
- أول من التحقت بالمدرسة من البنات فايزة أحمد مرهون طواش حيث ألحقها أبوها بمدرسة بالمنامة ثم افتتحت مدرسة الزلاق للبنات، فألحق بعض الآباء بناتهم ولكن الكثير امتنع حتى ألحق مهدي عبدالوهاب ابنته مريم بالمدرسة فتبعه الكثير.الموقعمن قرى المحافظة الشمالية، ولكنها واقعة ضمن قرى المنطقة الغربية ضمن الحزام الأخضر بين قريتي صدد من الشمال الغربي وداركليب من الجنوب الشرقي.
تعداد سكانها
يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 3 آلاف نسمة في مجمعي 1042 و1044.
أشهر عوائلها
1. من آل سبسب: السادة، آل حماد، آل طواس، آل مدن، آل شبيب، آل زكريا، آل بن رضي، آل بن خميس، آل الشيخ، آل حسن. والسبسب في اللغة الأرض المستوية، وكما يقول الشاعر السيدمحمد الحميري:
أيَا راكبا نحو المدينة جسر
عذافرة يطوى بها كل سبسب
2. الزراريع: آل بورويس، آل العافية، آل طلاق، آل شريم، آل سويد.
أشهر مساجدها
مسجد الزهراء (ع)، مسجد الشيخ عبدالحسين، مسجد الشيخ ليث، مسجد أبوصفي، مسجد الإمام الجواد، مسجد القدم (الوطية)، مسجد المعدى، مسجد النور.
المآتم والحسينيات
مأتم السيدناصر، مأتم السباسبة، مأتم الزراريع، حسينية السادة، حسينية بن رضي، مأتم الزهراء للنساء.المدارس
مدرسة شهركان الابتدائية للبنات ومدرسة شهركان الابتدائية للبنين.ا
لمؤسسات الأهلية
نادي اتحاد الريف وصندوق شهركان الخيري.
المهن والحرف
الغوص والزراعة والملاحة (جلب الملح) وقص الصخر والجص وجلب الماء.
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/294654.html