تحلى مشجعو كرة القدم في اليونان بالهدوء على رغم إخفاق منتخبهم في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2008) المقامة حاليا في النمسا وسويسرا وخروجه من الدور الأول إثر هزيمته في أول مباراتين له لتتبخر أحلامه في الحفاظ على اللقب الذي أحرزه قبل أربعة أعوام في البرتغال.

وقال مالك أحد المقاهي طلب عدم الكشف عن هويته «لن نلقي بأنفسنا في البحر مثلما يظن البعض. كرة القدم لا تنتهي أبدا».

ولخصت صحيفة «جول نيوز» الرياضية المزاج السائد بين اليونانيين قائلة «الخروج (من الدور الأول) جاء، ولكنها ليست كارثة، لا تبكوا ولا تحزنوا».

بدأ المنتخب اليوناني، الذي يدربه المدير الفني الألماني أوتو ريهاغل، رحلة الدفاع عن لقبه بالهزيمة أمام نظيره السويدي صفر/2 ثم خسر أمام المنتخب الروسي صفر/1 مساء أمس الأول (السبت) في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الرابعة ليتأكد خروجه من دور المجموعات علما بأنه كان قد فجر واحدة من أضخم المفاجآت في تاريخ كرة القدم عندما أحرز لقب يورو 2004.

وكانت مباريات يورو 2004 خلقت نوعا من الشغف بكرة القدم في اليونان ولكن الوضع ظل هادئا على رغم خروج المنتخب من البطولة الحالية.

وقال كوستاس ديمو الذي يعمل مدرسا «لا توجد حال من الكآبة. وإذا كان أحد يعاني من شعور سيىء فإنه يذهب إلى الحانة ويشرب. هذا كل ما في الأمر».

كذلك لم يحسم ريهاغل مسألة بقائه مع المنتخب، بينما قال حارس المرمى أنطونيوس نيكوبوليديس والمدافع باراسكيفاس انتزاس إنها سينهيان مسيرتهما على المستوى الدولي عقب مباراة المنتخب أمام نظيره الإسباني يوم الأربعاء المقبل في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الرابعة.

وارتكب نيكوبوليديس خطأ في مباراة أمس الأول تسبب في إحراز المنتخب الروسي هدف الفوز وتأكد خروج اليونان حاملة اللقب من الدور الأول.

لكنه أكد «توصلت إلى هذا القرار منذ فترة طويلة.

ويعد نيكوبوليديس واحدا من مجموعة من أفراد الحرس القديم الذين تتوقع وسائل الإعلام اليونانية أن يفسحوا المجال أمام جيل جديد لديه مستقبل مشرق.

وقال نيكوبوليديس: «الجيل الجديد لن يتحمل عبء لقب يورو 2004 ولن يعاني من ضغوط من أجل تحقيق الفوز.

وشارك نيكوبوليديس (37 عاما) ضمن التشكيلة الفائزة بكاس أمم أوروبا 2004 ولعب 89 مباراة دولية لمنتخب اليونان فيما لعب انتزاس (31 عاما) 25 مباراة دولية.

وقال انتزاس إن الوقت حان لإعطاء الفرصة للمواهب صغيرة السن للانضمام إلى المنتخب.

وقال نيكوبوليديس: «بالنسبة إلي ستكون مباراة يوم الأربعاء هي الأخيرة».

وأضاف «عشنا أياما حلوة وأخرى مرة لكن الشيء المهم هو إننا كنا دائما عائلة واحدة».

وذكرت صحيفة «براسيني»، «الراية ستسلم إلى الجيل الجديد الذي يترعرع تحت ظل اللاعبين الكبار منذ 2004» وكان لصحيفة «إكسيدرا» رأي مشابه إذ قالت «إنها نهاية عصر، والجيل الجديد قادم».

واتفقت تقارير التليفزيون اليوناني والصحف على أن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا تعد فرصة لتكوين فريق جديد إذ إن المنتخبات المنافسة، مثل منتخبي سويسرا والكيان الصهيوني، لم تعد تشكل خطورة كبيرة.

وذكرت صحيفة «سبورت داي» أمس «لتنهضوا يا أولاد! لتقودونا إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا.