العدد: 2310 | الخميس 01 يناير 2009م الموافق 04 محرم 1430هـ

مرايا الذات

لا بد أن نشير إلى أنَّ مفهوم الذات لغويا متعدد الدلالات والأغراض، ولكن أكثر تلك الدلالات قربا إلى المفهوم الاصطلاحي في العلوم الإنسانية على اختلاف فروعها هو الذات بمعنى النفس والشخص. وتحاشيا للوقوع في منزلق التقسيمات الكثيرة والمتنوعة للذات، أكتفي بالإشارة إلى التقسيم الشائع في حقول علم النفس الكثيرة، إذ تقسم الذات تحت مسميين هما: الذات الفردية، والذات الجماعية.

والذات الفردية ترتبط في الأساس بكل مايخص الفرد بما هو فرد من جميع جوانبها الجسمية والعقلية والوجدانية والنفسية والاجتماعية وسواها.

أما الذات الجماعية فهي التي تختص بدراسة جماعة محددة، وتستكشف ملامحها وسماتها العامة في الجوانب المختلفة وكيفية تعاملها مع قضاياها ومشكلاتها. وفي هذا المجال تبرز أسئلة كثيرة بالغة الحساسية والأهمية لها صلة بمجتمعاتنا:

أولا: ماعلاقة الذات الفردية بالذات الجماعية في مجتمعاتنا ماضيا وحاضرا، وكيف يتسنى لنا تصحيح هذه العلاقة في المستقبل.

ثانيا: هل يحق للفرد مهما كان شأنه الاجتماعي والديني والسياسي وما إلى ذلك أن ينتقد ذاتا فردية يصورها البعض على أعلى شأنا وأكبر من أن يمسَها أحدٌ بسوءٍ.

ثالثا: أليست ذاتنا الجماعية المستضعفة المنتهكة من قبل الذوات الجماعية الأخرى ممثلة بالدول والحكومات المتسلطة محتاجة لنقد صادق وجريء يضع الأمور في نصابها الصحيح، ويضيء مواطن الضعف والخلل في شئون وقضايا الدين والسياسة والاجتماع والثقافة.

رابعا: لماذا نرى ونلمس التفاوت والازدواجية والتمييز الصارخ الذي تقوم به ذاتنا الجماعية كشعب ومعارضة في مستوى التعامل وردات الفعل إزاء التعرض لذواتنا الفردية من قبل الجهات السلطوية.

عبدالله زهير


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/31464.html