العدد: 320 | الثلثاء 22 يوليو 2003م الموافق 23 جمادى الأولى 1424هـ
جزّار إفريقيا على فراش الموت
دخل الدكتاتور الأوغندي السابق المنفي عيدي أمين دادا، في غيبوبة أمس الاول في أحد المستشفيات السعودية، إذ أصبحت حاله الصحية حرجة.
وقد أدخل عيدي أمين مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة بالمملكة العربية السعودية يوم الجمعة الماضي، ووضع على جهاز الانعاش منذ ذلك اليوم. وصرح أحد المسئولين في المستشفى ان «حالته سيئة جدا، ونحن لا نتوقع أن يستمر على قيد الحياة حتى الغد». مضيفا ان القائد السابق كان يعاني من ارتفاع ضغط الدم.
إحدى زوجات عيدي أمين، «مدينة» قالت: «لقد اتصلنا بالحكومة (الأوغندية) لنطلب منها في حال وفاته السماح بعودته إلى أرض الوطن من أجل دفنه بصورة لائقة». وقد كان الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني رفض سابقا طلبا من العجوز البالغ من العمر ثمانين عاما، للسماح بعودته إلى أوغندا ليموت في سلام، ردا عليها بان على زوجها ان «يُساءل عن خطاياه».
وصرح متحدث باسم موسيفيني في العاصمة التنزانية دار السلام، ان أمين كان يقيم في المملكة العربية السعودية طوعا ومن دون إكراه، وان أقاربه «أحرار في إعادته إلى أوغندا».
وقال أونابيتو أيكونيولويت: «يعرف الجميع ان له ماضيا، فإذا كانت هناك أية قضية تقتضي التحقيق، فسيتم التعامل معها وفقا للقانون. فهو مواطن حر، وانها مسألة شخصية بين أمين وعائلته، فيما إذا كانوا يريدون إعادته حيا أو ميتا».
ويعتقد الكثير من الاوغنديين ان أمين سيواجه محاكمة إذا عاد إلى أوغندا حيا. وهناك عدد من أبنائه يعيشون ويعملون في اوغندا.
وعيدي أمين، الذي أكسبه حكمه العسكري الدكتاتوري الوحشي من العام 1971 حتى 1979 لقب «جزار إفريقيا». وعاش مع حاشيته في السعودية لأكثر من عشر سنوات، فيما قضى عقدا آخر سابقا في المنفى بين العراق وليبيا. وقد نشرت «الصنداي مونيتور» ان ثلاثة من أبناء عيدي أمين الـ 43، كانوا معه في المستشفى، اذ كان الدكتاتور يتلقى العلاج عن ارتفاع ضغط الدم والإجهاد للأشهر الثلاثة الأخيرة.
وأمين مسلم الديانة، وينتمي إلى قبيلة «كاكوا» الصغيرة، من شمال غرب أوغندا. ترأس واحدا من أكثر الأنظمة الدموية في تاريخ إفريقيا. وفي فترة استقلال أوغندا عن بريطانيا في العام 1962، كان ضابطا له مرتبة مهمة، وخدم في كتيبة الرماة الملكية الإفريقية وقاتل مع البريطانيين في الحرب العالمية الثانية في ميانمار.
وترقى بسرعة ليصبح رئيس الأركان في الجيش الأوغندي والقوة الجوية في العام 1966، ولكنه تصارع مع الرئيس ميلتون اوبوتي الذي طرده من الحكم بانقلاب عسكري العام 1971، بينما كان رئيس الدولة يحضر مؤتمر القمة الإفريقية في الخارج. وحكم أمين الذي بدأ بشعبية سرعان ما تحوّل إلى نظام أكثر دكتاتورية، وكان نزّاعا إلى التقلبات المزاجية الحادة وغرابة الأطوار المرضية. وأحد الحوادث الذي يتذكر من أيام حكمه السابقة انه كان يقف أمام الرؤوس المقطوعة لمناوئيه السياسيين يوبخها خلال حفلات تنكرية.
وفي محاولة «لأفرقة» الاقتصاد الأوغندي أعطي 60 الفا من الآسيويين، غالبيتهم من الهنود، تسعين يوما لمغادرة البلاد، وهرب الكثيرون منهم إلى بريطانيا خوفا من الإعدام. وقدّر عدد من لقوا حتفهم في حكمه بأربع مئة ألف شخص، بسبب العنف الذي قادته الدولة خلال وجوده في السلطة.
وفي العالم الخارجي نظر إليه على نطاق واسع على انه شخص مضحك وسخيف. فقد أعلن نفسه ذات يوم انه ملك اسكتلندا والمنتصر على الامبراطورية البريطانية في إفريقيا. كما عرض أن يقوم بنفسه بزيارة ايرلندا الشمالية كوسيط للسلام!
وتمت الإطاحة بحكم أمين في النهاية في أبريل/نيسان من العام 1979 على يد منفيين أوغنديين، من بينهم موسيفيني نفسه، بدعمٍ من الجيش التنزاني الذي قاد ضده عددا من محاولات الغزو الفاشلة.
ينشر المقال بالاتفاق مع صحيفة «الاندبندنت» البريطانية
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/327434.html