العدد: 333 | الإثنين 04 أغسطس 2003م الموافق 06 جمادى الآخرة 1424هـ
ابنتا صدام تدفعان ثمن عنف والدهما قبل 8 أعوام
كانت ابنتا الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين اللتان لجأتا إلى الأردن قبل أيام ضحية عنف والدهما الذي قتل زوجيهما وغالبية أفراد عائلتهما قبل ثمانية أعوام. ففي الثامن من أغسطس/آب العام 1995 توجهت رغد ورنا ابنتا صدام حسين مع زوجيهما، الفريق حسين كامل حسن المجيد وشقيقه صدام كامل فضلا عن حوالي ثلاثين من أفراد العائلة إلى عمّان بعد أن أعلنوا انشقاقهم عن النظام، ما أثار مفاجأة كبيرة نظرا لموقع حسين كامل في السلطة وعلاقة القرابة التي تربطه بصدام حسين.
وفي العاشر من أغسطس دعا الفريق المنشق عن النظام إلى الإطاحة به محرضا الجيش على التمرد، وردت بغداد باتهام وزير التصنيع العسكري بسرقة ملايين الدولارات. واثر ذلك، تهافت الزوار العرب والأجانب للقاء حسين كامل في عمّان على أمل الحصول على معلومات.
وقدم كامل آنذاك إلى رئيس اللجنة الخاصة لدى الأمم المتحدة لنزع سلاح العراق (ينسكوم) رالف ايكيوس معلومات عن الترسانة العسكرية العراقية وصفها المسئول في الامم المتحدة بأنها «مهمة جدا»، الأمر الذي دفع بغداد إلى الاعتراف بأنها جهزت صواريخها برؤوس جرثومية.
غير ان المعارضة العراقية شككت بحسين كامل ورفضت التعامل معه بسبب مسئوليته عن أعمال القمع في العراق. وسرعان ما فقد العالم الغربي والعربي اهتمامه بقضية حسين كامل كما أن العاهل الأردني الراحل الملك حسين الذي استقبله بذراعين مفتوحين، لم يعد يذكره في حديثه. وبعد أن بات حسين كامل شخصية مزعجة، بدأ يفكر في العودة إلى العراق، كما كانت تناشده منذ وقت زوجته وشقيقتها.
وقد فاجأ العالم عبر تأكيده في 14 فبراير/شباط العام 1996 بأنه يريد العودة إلى العراق وانه يجري اتصالات بهذا الصدد مع الحكومة العراقية. واستخدم صدام حسين آنذاك وساطة رجل أعمال عراقي حمل رسالة إلى حسين كامل تضمنت الآتي: اشهار توبته وعودة كل أفراد العائلة الذين تركوا العراق وإعادة الأموال وكشف المعلومات التي حصل عليها خلال ستة اشهر، وخصوصا عن نشاطات المعارضة، مقابل العفو عنه، كما يروي قريب من العائلة.
وقد حصل حسين كامل على العفو وعاد إلى العراق في 20 فبراير العام 1996 إذ كان في استقباله في المركز الحدودي في الطريبيل عدي صدام حسين الذي بادر إلى احتضانه، كما يروي شهود. وبعد ذلك، تم فصل ابنتي صدام وأولادهما التسعة عن الشقيقين ولم يروهما أبدا بعد ذلك. وأعلن عن طلاقهما من زوجيهما في 23 فبراير. وفي اليوم نفسه، هاجمت مجموعة من الرجال المسلحين الذين قدموا رسميا على أنهم اعضاء من عائلة المجيد، المنزل العائلي حيث لجأ حسين كامل وأفراد العائلة المتبقون في حي الصعيدية. وبحسب الشهود، فإن قذائف هاون أطلقت على المنزل حيث قام الشقيقان حسين وصدام كامل المسلحين بمقاومة هذا الهجوم. وكان يشرف على الهجوم عدي وقصي فضلا عن عم الشقيقين علي حسن المجيد المعروف باسم «علي الكيماوي». وقد دعي أهالي الحي إلى مشاهدة «عقاب الخونة» وكان علي حسن المجيد من أعلن «النبأ السعيد» إلى الرئيس العراقي عبر الهاتف من سيارته قائلا له ان «الكلب الخائن حسين كامل وكل عائلته هلكوا». وقد قتل في الهجوم الأشقاء الثلاثة وشقيقة لهم كانت انضمت إليهم في الأردن مع أولادها الأربعة وشقيقة أخرى وابنها، ووالدهم. أما الوالدة فقد كانت غائبة عن المنزل لكنها قتلت لاحقا طعنا بالسكين
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/329252.html