العدد: 385 | الخميس 25 سبتمبر 2003م الموافق 29 رجب 1424هـ
محمود شاكر
ولد الشيخ محمود شاكر في مدينة الإسكندرية العام 7231هـ - 9091م ثم انتقل في السنة نفسها إلى القاهرة بعد انتقال والده إليها وكيلا للجامع الأزهر، وبعد تلقيه تعليمه الأساسي التحق بالجامعة المصرية عام ولكن نشب خلاف بينه وبين طه حسين فترك الجامعة وسافر الى المملكة العربية السعودية وأنشأ مدرسة جدة الابتدائية وعمل مديرا لها بعض الوقت.
انتخب عضوا مراسلا لمجمع اللغة العربية في دمشق وعضوا عاملا في مجمع اللغة العربية، وعـضــوا بـمـجمع الخالــديـن العــام.
حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب العام.
حصل على امتياز مجلة العصورî وصدر منها عددان ثم توقفت.
له ما يزيد على مقال موزع بين الدوريات المصرية القديمة والحديثة والدوريات العربية، من أشهر مؤلفاته: المتنبي و أباطيل وأسمار.
له من الأبناء فهر وزلفى.
حصل على جائزة الملك فيصل العالمية عن كتابه المتنبي الذي يقع في مجلدين من القطع الكبير وقد أنجز هذا الكتاب ثم أعاد تحقيقه وتنقيحه وتزويده بوثائق جديدة العام... وبذلك يعد المصري الرابع الذي يحصل على هـــذه الـجــائــــزة.
عظيم الناس من يُبكي العظاما
ويندبهم ولو كانوا عظاما
الشيـخ الشعــراوي «يبكيه» بعد رحيلـه
المحقق والمفكر الإسلامي الكبير محمود شاكر في رحاب الله
العظماء في التاريخ... ومن يحذو حذوهم أيضا.
محمود شاكر كالحبة التي ينبِت الله بها سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة.
فنّد مزاعم أستاذه طه حسين في كتابه الشعر الجاهلي وهو ما زال طالبا.
تصدى في كتابه أباطيل وأسمار لمحاولات لويس عوض تغريب الأمة.
له آثار جليلة في تحقيق التراث من تفسير وحديث وشعر ونثر.
تبحث الأمم عن آثار عظمائها وفي أزماتها... وفي أزمة التراث الإسلامي يجب أن نبحث عن آثار هذا العظيم الذي رحل عنا قريبا محمود محمد شاكر.
كما يكون الخير في حياة العظماء يكون الخير في موتهم أيضا. ذلك لأن حياتهم عطاء كبير. ولأن موتهم تنبيه لمن بعدهم ليحملوا الرسالة ويواصلوا المسيرة.
وكما أن العظماء في التاريخ قلة، فإن من يحذو حذوهم قلة أيضا، وتلك حكمة الله في البشر، فالله سبحانه وتعالى يصلح أمة بصلاح فرد... وهكذا كان الأنبياء الذين بلّغوا رسالات الله إلى البشر، لأن البشر عجزوا عن القضاء على آفات البشر بأدوية البشر. فكان لابد أن تتدخل السماء لحسم هذا الداء وحتى لا يتأبى بشر على من خلق البشر.
إن من هؤلاء العظماء القليلين إمام المحققين للتراث الإسلامي في العصر الحديث الشيخ محمود شاكر.
لقد نبه هذا الرجل بحياته أمته إلى النظر في تاريخ أعلامه والأخذ من هذا التاريخ سيرة وعلما، ونبه أمته بموته إلى أن عليها مسئولية المواصلة على الطريق، والسير على الدرب والأمل في الله سبحانه قائم أن من مأثوراتنا الإسلامية ان الله يبعث على رأس كل مئة سنة من يجدد لهذه الأمة أمور دينها، ويبعث النهضة التي غفلت عن جذورها في علم الآباء والأجداد ليظل منهج السماء واضحا من كل لبس وهاديا لكل إلحاد.
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/333951.html