العدد: 425 | الثلثاء 04 نوفمبر 2003م الموافق 09 رمضان 1424هـ
اختراق في علاج سرطان الثدي
عمل علاج جديد لسرطان الثدي على خفض نسب الوفيات بهذا المرض بأكثر من 30 في المئة طبقا لدراسة بريطانية رائدة ثم نشرها أخيرا. اصيب العلماء بالذهول من النتائج التجريبية لتغيير الطريقة المعيارية لاستخدام المعالجة الكيماوية (CMF) التي تم تقديمها في الاجتماع السنوي للجمعية الاميركية لعلم الاورام الاكلينيكي الذي عقد في شيكاغو بالولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام. كانت التجربة من اكبر التجارب العالمية بالنسبة إلى استخدام المعالجة الكيماوية في علاج سرطان الثدي. وقد بينت التجربة أفضل وسيلة لاستخدام هذا النوع من العلاج. وتقول المؤسسات الخيرية الطبية ان النتائج يمكن ان تنقذ ارواح آلاف الاشخاص وتقلل بشكل كبير من احتمالات عودة المرض مرة أخرى إلى الشخص المصاب.
ويعتبر سرطان الثدي النوع الشائع من السرطان عند النساء وتشير الارقام إلى ازدياد حالات الاصابة بهذا المرض.
ويتم تشخيص اكثر من 40,000 حالة سرطان ثدي كل عام في بريطانيا وتموت 13,000 امرأة نتيجة هذا المرض.
وعلى رغم التطورات في مجال الفحص الجماعي والعلاج فإن نسبة البقاء على قيد الحياة بعد الاصابة بالسرطان من اسوأ النسب بالنسبة إلى الدول المتطورة. فبينما تصل نسبة المرضى الذين يظلون على قيد الحياة بعد خمس سنوات من الاصابة إلى 97 في المئة في الولايات المتحدة و93 في المئة في دول الاتحاد، فإن النسبة لا تتعدى 73 في المئة في بريطانيا.
ويتضمن العلاج الجديد استخدام العقار (Epirubi cin) الذي تم التصديق عليه من قبل المعهد القومي للتفوق الاكلينيكي العام 2001 لاستخدامه في الخدمات الصحية القومية (NHS) في بريطانيا. وعلى أية حال فان الأطباء ليست لديهم صورة واضحة عن أفضل طريقة لاستخدام هذا العقار.
ويعمل عقار Epirubi cin بالالتصاق بخلايا DNA السرطانية إذ يمنع الخلايا من الانقسام والتكاثر.
وقد شمل الاختبار الذي أجري على هذا العقار - الذي دعمته الجمعية الخيرية لبحوث السرطان في بريطانيا - أكثر من ألفي امرأة من 65 مستشفى في جميع أرجاء بريطانيا على مدى خمس سنوات.
وخلال التجربة تم إعطاء النساء اما ست جرعات من المعالجة الكيماوية (CMF) أو اربع جرعات من عقار Epirubi cin تبعتها اربع جرعات من (CMF). وتبين من التجربة ان احتمالات حدوث نكسة أو وفاة كان أقل بنسبة 31 في المئة عند النساء اللواتي تلقين دورة علاج بديلة جديدة بالمقارنة مع النساء اللاتي تم علاجهن بواسطة CMF فقط.
يقول الباحث في وحدة التجارب الاكلينيكية في جامعة بيرمنجهام مكريس بول: «ان هذه التجربة قدمت اختلافا كبيرا في نسبة البقاء على الحياة بعد الاصابة بالسرطان. انه لأمر نادر لا يصدق ان يؤدي استخدام العقاقير الحالية بطريقة مختلفة قليلا إلى انخفاض نسبة الوفيات بعد الاصابة بالسرطان». ويعني الفحص الجماعي انه يمكن تشخيص معظم الحالات في المراحل الأولى التي يمكن فيها استخدام المعالجة الكيماوية بحسب ما يقول الدكتور بول. ويمضي بول قائلا: ان الوفيات بين النساء مثل حالة ليندا ماك كارتني ابرزت قصور العلاج الحالي وجعلت العلماء يقومون باجراء تجارب باستخدام تركيبات مختلفة من المعالجة الكيماوية.
وتقول رئيسة التجارب الاكلينيكية في مركز بحوث السرطان في المملكة المتحدة كيت لو: «ان هذا البحث يظهر الحاجة إلى تجارب أخرى على نطاق واسع لمعرفة أفضل نوع من العلاج بالنسبة إلى المرضى». وتشير نتائج هذا البحث إلى أن اعطاء العلاج المناسب يمكن ان يكون السبب في بقاء ا لمريض على قيد الحياة.
أما ميتشل بارلكي من الجمعية الخيرية لعلاج سرطان الثدي فيقول: «إن هذه النتائج تبدو مشجعة للغاية لانها تبين ان هذا الاسلوب في العلاج يمكن أن يحسن بشكل كبير من فرص شفاء المرضى المصابين بسرطان الثدي».
(خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط»
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/348677.html