العدد: 429 | السبت 08 نوفمبر 2003م الموافق 13 رمضان 1424هـ

الملاكمون العراقيون يستعدون لأولمبياد أثينا

وقف 22 شابا عراقيا على حلبة الملاكمة يصرخون «لقد عاد العراق» باللغة الانجليزية، وهو الشعار الجديد لمنتخب العراق الوطني في رياضة الفن النبيل الذي يستعد بقيادة مدرب أميركي لخوض غمار دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في اثينا العام 2004.

ولم يخف إياد فرحات (21 عاما) بطل العراق في وزن 57 كلغ فرحته عندما قال: «إنه أمر رائع، ونحن متحمسون كثيرا».

وقال فرحات الذي ارتدى حذاء جديدا ولباسا رياضيا من صنع أميركي: «أمارس رياضة الملاكمة منذ العام 1993 ولم أحصل في السابق على معدات رياضية كما هي الحال الآن، كان المسئولون في الاتحاد يقولون لنا إن الحصار يمنعهم من الحصول على المعدات اللازمة ولكن في الواقع كانت الأموال تذهب إلى جيوبهم».

واكتشف فرحات برفقة زملائه النادي الجديد الذين سيتدربون فيه في مدينة الحلة (100 كلم جنوب العراق)، وقد فاحت رائحة الطلاء من المبنى الذي رمم أخيرا ووضعت أسرة جديدة.

ولا يصوم الرياضيون الذين يبلغ سن أصغرهم السادسة عشرة شهر رمضان إذ يتناولون ثلاث وجبات يوميا محضرة من قبل الجمعية المحلية للنساء العراقيات واللواتي يخطن لهم ملابسهم الرياضية.

ويحصل هؤلاء على أجر شهري مقداره 150 دولارا أميركيا «لنفقاتهم الخاصة» ويقول أحدهم ويدعى بهاء عبدالحسين (26 عاما) : «كان أجرنا السابق بحدود 5 آلاف دينار عراقي (أكثر بقليل من دولارين).

وأوضح المدرب الأميركي ترمايت واتكينز «عندما باشرت التمارين كان البعض لا يملك أحذية أوحتى واقيات للأسنان. سنمدهم بأفضل المعدات اللازمة لأننا نريد أن نجعل منهم أبطالا»، مشيرا إلى أنه اختار أفضل ملاكمين اثنين في كل من الفئات الإحدى عشرة في رياضة الملاكمة.

ويدرك واتكنز الذي يساعده أربعة مدربين محليين تماما بانه لا يستطيع أن يجعل من الملاكمين العراقيين ينافسون على المستوى الأولمبي، وقال «بعضهم لم يلاكم رسميا منذ أكثر من سنتين، ولكننا سنقوم بتدريبهم بأفضل طريقة ممكنة وبمعدل أربع ساعات في اليوم الواحد».

ويؤكد اياد فرحات «المدرب الأميركي أفضل ألف مرة من المدربين السابقين»، ويشاركه زميله عبدالحسين رأيه بقوله: «لا مشكلة لدي لأنه (المدرب) أميركي، المهم في نظري أن يساعدنا على المشاركة في الألعاب الأولمبية».

ويعترف واتكينز بان الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر قد شن حملة في مايو/ آيار الماضي مطالبا بابعاد كل من لهم صلة بحزب البعث عن الرياضة، وقال في هذا الصدد: «لقد تكلم المسئولون عن الرياضة مع الملاكمين، وكل الذين كانوا مقربين من حزب البعث استبعدوا عن التشكيلة».

وكان معظم الملاكمين جنودا سابقين انخرطوا في الجيش رغما عنهم. ويقول عبدالحسين: «لقد هربت من الجيش قبل انطلاق الحرب لانني اعتقد انه من الخطأ أن أخوضها».

أما أسامة دلال فهرب من الجيش أيضا العام 1996 وقال: «منذ ذلك الحين وأنا أشارك في منافسات الملاكمة لوزن 90 كلغ باسم مختلف»، وأضاف مبتسما «حتى انني فزت بميدالية ذهبية لدورة أقيمت خصيصا بمناسية عيد ميلاد الرئيس صدام حسين».

وأشار ملاكم آخر وهو أمير عباس إلى انه وزملاءه لم يشاركوا في مسابقة عالمية مهمة والبعض خاضوا دورات في عمّان ودمشق وبيروت معتبرا ان رئيس اللجنة الأولمبية السابق عدي صدام حسين لم يكن «يعشق سوى كرة القدم».

ويشارك الملاكمون العراقيون في يناير/ كانون الثاني المقبل في التصفيات الآسيوية الأولمبية في مانيلا، واذا نجحوا في مسعاهم فانهم سيذهبون إلى الصين ثم باكستان للاستعداد لخوض الدورة الأولمبية المقررة في اثينا من 13 الى 29 أغسطس/آب العام 2004. وقال عباس والأمل يلمع في عينيه: «جواز سفري جاهز»


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/349317.html