العدد: 520 | السبت 07 فبراير 2004م الموافق 15 ذي الحجة 1424هـ
«لمستقبل أفضل»
حسين غلوم في عمل فني إسلامي
قال المخرج البحريني حسين غلوم إنه بصدد تصوير خمس حلقات من مسلسله التلفزيوني الجديد، الذي يأمل في تسويقه عن طريق بعض الفضائيات كقناة سحر وقناة المنار. وكان المخرج قد انتهى من بروفات عمله الذي يسعى من خلاله إلى طرح عمل فني متميز يراعي الأصول الفنية المتبعة مع احتفاظه بالقيم الإسلامية الأصيلة.
العمل الفني يأتي ليثبت أن الساحة الأهلية لا تخلو من محاولات فنية جادة، فهذا المخرج الذي اشتغل بالتمثيل والإخراج في منفاه بإيران - والذي عاد ليعمل سائق شاحنة ثقيلة، ثم حارسا في إحدى مؤسسات القطاع الخاص على رغم محاولاته المستميتة للاستفادة من خبرته في وزارة الإعلام والتي طالت لعامين كاملين والتي لم تسفر عن شيء - استطاع أن يجد له منفذا آخر يزاول من خلاله اهتمامه بفنه عن طريق جمعية أهل البيت الإسلامية، التي حاولت بإمكاناتها المتواضعة الاستفادة من خبرته في تحقيق أهدافها عبر الأعمال الفنية.
غايات كبيرة بإمكانات متواضعة
حسين غلوم (أبو جلال) كان ضيفا على صفحة سينما، إذ تم الالتقاء به في فناء جمعية أهل البيت بالمحرق وهو يدير بروفاته مع عدد من الممثلين والممثلات قال: «ان الهدف الذي يسعى اليه المسلسل هو استعراض القضايا الاجتماعية، وتقديم الحلول المستمدة لها من التعاليم الإسلامية، كما تركز حلقاته على الجوانب المشتركة بين المذاهب الإسلامية كافة».
وأضاف: «ان الغايات التي أسعى إليها كبيرة ولكن ما الحيلة والمشروع يعاني من نقص كبير في الموازنة، فإلى جانب قلة الكاميرات وبعض التجهيزات التقنية الأخرى مثل الكشافات وأدوات المكياج والمايكروفونات - التي تضطرنا نظرا إلى ارتفاع أسعارها إلى شرائها من دولة الإمارات - هناك مشكلة الممثلين المحترفين الذين يتقاضون 300 دينار على الحلقة الواحدة، لذلك اضطررت إلى الاستعانة بكوادر جديدة تخوض معي تجربتها الأولى في التمثيل، إذ كونت طاقما فنيا من 25 ممثلا وأربع ممثلات، ولا شك أن نقص العنصر النسائي يأتي على رأس المشكلات التي يعاني منها المسلسل، علما بأن نصوص المسلسل لا تحوي أية تجاوزات للحدود الإسلامية، إذ استطعت إشراك ابنتي «أسماء حسين» وابنة أحد الأصدقاء «سوسن يوسف» وفتاة أخرى تدعى «فاطمة فتحي» للتمثيل في العمل، هذا إلى جانب الفنانتين القديرتين «فضيلة المبشر» و«لطيفة مجرن»، كما أنني استطعت الاتصال بمجموعة من شباب بني جمرة الذين قاموا بإنتاج فيلم أولاد مسلم وفيلم الجرح الأليم، إذ تم الاتفاق معهم على إشراكهم في العمل بعد الانتهاء من الحلقات الخمس الأولى، وكذلك الوضع مع بعض شباب قرية السنابس وأعضاء من اللجنة الأهلية وهي مجموعة ناشئة تهدف إلى دعم الأعمال الفنية الإسلامية، إذ طلبت اللجنة قائمة بالتجهيزات الناقصة لإتمام العمل».
الإعلام... حجر عثرة
ويضيف أبوجلال: «أن أكبر إعاقة لهذا العمل تتمثل في عدم توافر الدعم الحكومي، فوزارة الإعلام تعتبر حجر عثرة بسبب القيود التي تفرضها على أي عمل فني، فلكي نقوم بالتقاط بعض المشاهد في مستشفى السلمانية فإن إدارة المستشفى ترفض التعاون معنا قبل الحصول على موافقة خطية من وزارة الإعلام، وهذا أمر غريب، فبدلا من أن تمد الوزارة يدها وتساهم معنا في هذه المحاولات الجادة نراها تعرقل مسعانا».
وبخصوص المؤسسات البحرينية الخاصة التي تعمل في مجال الإنتاج الفني يقول أبوجلال: «إن المؤسسات الخاصة تطلب مبالغ خيالية مقابل استخدام معداتها، فمثلا تبلغ كلفة تأجير الكاميرا الواحدة ما بين 10 و15 دينارا للساعة الواحدة، وهو الأمر الذي دفعنا عن طريق جمعية أهل البيت إلى شراء معداتنا بأنفسنا، فلماذا نقوم بإنفاق ألف وست مئة دينار للحلقة الواحدة فيما تبلغ كلفة شراء الكاميرا من دولة الإمارات ثلاثة آلاف دينار تصبح بموجبها هذه المعدات ملكا لجمعية أهل البيت. إننا وبمجرد استكمال التجهيزات الرئيسية، سنبدأ التصوير الفعلي وذلك خلال الفترة القليلة المقبلة، إذ أتوقع الانتهاء من تصوير أولى الحلقات الخمس خلال ثلاثة أسابيع، أما ما يتعلق بتسويق المسلسل فسنحاول بيع الحلقات على بعض الفضائيات، أو تسويقها عبر بيع الأشرطة بشكل مباشر».
كوادر محلية
أما عن الكادر الفني للمسلسل التلفزيوني فيقول أبوجلال: فيما عداي أنا مخرج العمل ومساعدي ومدير الانتاج حسين رفيعي الذي يمتلك خبرة كبيرة في مجال الأعمال الفنية الاحترافية بسبب اشتراكه في الكثير من الأعمال الفنية أثناء عمله مع مؤسسة النورس للإنتاج الفني، بالإضافة إلى خبرته في مجال الصوتيات والموسيقى، الأمر الذي ساعده في المشاركة في الكثير من الأعمال الإنشادية والرثائية، والفنانتان القديرتان فضيلة المبشر ولطيفة مجرن، اللتان أكن لهما كل الشكر لمبادرتهما بالتطوع بأداء الأدوار الرئيسية، فإن العمل تتقاسمه مجموعة من الوجوه الجديدة التي قامت بأداء الأدوار بعفوية وبإحساس كبير بالنص. وهي تتوزع في أكثر من دور واحد، فالمسلسل يعرض عدة حلقات منفصلة عن بعضها في المسمى ولكنها مرتبطة بعلاقات وشيجة، فهي تمثل وجها واحدا للمشكلات التي تشغل مجتمعنا والمجتمعات الأخرى أيضا، فقضايا الانحراف الخلقي والفقر وتسلط الأب والصدمات العنيفة التي يتعرض لها الإنسان، قضايا أو هموم عامة.
أطروحات من الواقع
أما عن النصوص المطروحة فيذكر أبو جلال «أن الحلقات المكتملة النص الآن والتي تنتظر التصوير الفعلي هي المعنونة باسم «الأب القاسي، عذاب الوجدان، من المسئول وكذبة تخلق كارثة»، وتحكي الحلقة الأولى وهي «الأب القاسي» قصة أب يرغم ابنته على الإدمان على المخدرات لتكون طوع يده، وما يمكن أن يترك هذا التصرف من ألم وتعاسة يتقاسمها أفراد البيت.
أما في الحلقة الثانية وهي «عذاب الوجدان» فنرى الشاب اليافع الذي يعيش باستهتار وعبث لا طائل من ورائه وكيف أن حادثة مروعة يتسبب فيها بقتل طفلة صغيرة خارجة مع أمها، تقلب كيانه فتحيله إلى شخص آخر يعيد حساباته وجدوى حياته، أما مع الحلقة الثالثة وهي «من المسئول» فنرى صورة مروعة لعائلة تتعرض بفعل الفقر وعدم اهتمام المسئولين إلى النيران التي تلتهم أفرادها، بينما نشاهد في الحلقة الرابعة «كذبة تخلق كارثة» كيف أن الكذب المتعمد يقود في النهاية إلى كوارث لم تكن لتخطر في الحسبان.
وربما يشعر المشاهد وهو يطالع هذه الحلقات وكأن مصائب الدنيا وآفاتها تجمعت أمام عينيه ولكن هذا جزء من الواقع المعاش، الذي حاولت بطرحه لفت أنظار الشباب خصوصا ليتعظوا بما يشاهدون».
مواهب جديدة
وكان من المهم الاستماع إلى آراء الكادر الفني في هذا العمل، إذ تحدث بعض من الممثلين والممثلات عن أدوارهم وعن مدى ما يشكل هذا العمل بالنسبة إليهم.
فمسعود قاسم الذي يمثل مجموعة من الشخصيات الرئيسية قال: إن الأدوار التي أقوم بها في المسلسل أدوار اجتماعية متعددة، وان كنت أفضل التعامل مع الشخصيات التاريخية من خلال زيها القديم، ولكن هذه الأدوار التي أقدمها منحتني الرضا والإحساس بقدرتي على خلق شيء مهم للناس.
أما يوسف عوجان الذي يقوم بدور الأب القاسي، فيقول: أعتقد بأني قادر بامتياز على أداء هذا الدور، فقد عشت من قبل تجربة الضياع والانهزام وأستطيع تحسسها والتعايش معها مع هذا الدور الذي أتمنى إجادته ليخرج منه بصيص أمل يهدي الإنسان.
أما الوجوه النسائية الجديدة فقد أبدين حماسا كبيرا لهذا العمل إذ تقول فاطمة فتحي: أقوم بأداء دورين في المسلسل وان كانا ذا صبغة أمومية واحدة، ولا أذيع سرا إذا قلت إن دور الأم دور قريب للنفس ولكنه في الحقيقة يتطلب أداء متميزا ليكون الممثل قادرا على إقناع الناس.
وتقول أسماء حسين: «أحاول أداء دوري بالشكل الذي يجعلني أتقمص الشخصية وألبسها، لذلك فإن ملاحظاتي الحياتية دائمة، ومن الطبيعي وأنا أقوم بهذا الدور أن أتأثر بوالدتي ولكن أفضل أن يكون لي أدائي الخاص».
بينما تقول سوسن عوجان: أشعر وأنا مقبلة على هذه التجربة وكأنها قد خلقت عندي حبا كبيرا للتمثيل وأتمنى أن يتحول هذا الحب إلى واقع فأنا من أشد الناس إيمانا بالتمثيل وإحساسا بفائدته».
بينما تقول الطفلة سمانة جاسم، التي كانت مشاركتها لفتة بارعة من المخرج «عمري خمس سنوات وسأقوم بتمثيل دور الطفلة في «كذبة تخلق كارثة» وبدور فاطمة الصغيرة في مسلسل «عذاب الوجدان»، وأنا أحب الظهور على الشاشة الصغيرة».
أما الفنانة فضيلة المبشر فقالت: «إن مشاركتي في هذا العمل تأتي اقتناعا مني بالأفكار الصادقة والهادفة التي وجدتها عند مخرج العمل حسين غلوم، وإيماني هذا هو الذي جعلني لا أفكر في الناحية المادية، فمما لاشك فيه أن مخرجا طموحا مثله يحتاج إلى من يقف إلى جانبه ويقدر عطاءه وخصوصا انه يقدم عملا أخلاقيا يخدم قضايا تهمنا جميعا»
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/362517.html