العدد: 542 | الأحد 29 فبراير 2004م الموافق 08 محرم 1425هـ
«أين دُفن رأس الحسين؟»
صدر أخيرا كتاب «أين دُفن رأس الحسين؟» للباحث المؤرخ عبدعلي محمد حبيل الستري البحراني. ويشتمل الكتاب على أربعة فصول: الأول: معركة اليوم العاشر من المحرم سنة 61هـ، وفيه يتحدث عن لقاء الحسين (ع) بالحر بن يزيد قائد مقدمة جيش عبيدالله بن زياد، إذ أدى الحر صلاة الظهر خلف الإمام وأعقب ذلك حوار بينهما بشأن الكتب التي بعثها أهل الكوفة إليه وإنكار الحر علاقته بها، وأنه مأمور بألاّ يفارقه حتى يقدمه على عبيدالله بن زياد، وقول الإمام الحسين «الموت أدنى من ذلك».
الفصل الثاني: تحدث الباحث فيه عن رحلة السبايا والرؤوس من الكوفة إلى الشام، مبتدئا بانتهاء المذبحة التي قام بها الجيش الأموي في العاشر من المحرم وانتهت بقتل الحسين (ع) وأهله وأصحابه، وترك الأجساد على بوغاء كربلاء، بينما جمع قتلاه وصلى عليهم ودفنهم، كما أمر بن زياد بنصب رأس الحسين بالكوفة وطِيف به في أزّقتها، ولما فرغوا من الطواف ردّوه إلى باب القصر فدفن ابن زياد رأس الحسين ورؤوس أصحابه.
الفصل الثالث: وفيه تحدث عن مدفن رأس الحسين (ع) مبتدئا بطرح السؤال الذي يتكرر دائما على ألسنة المحبين: «أين دُفن رأس الحسين؟» بعدما أصبح جسده الطاهر مزارا في كربلاء، وكثُرت أقوال المؤرخين في المكان. فبعد انتهاء واقعة الطف لاقت من العلماء والمؤرخين والباحثين والأدباء والشعراء اهتماما كبيرا لم تلق أية واقعة قبلها ولا بعدها بمثله، وبذلك زخرت المكتبة الإسلامية والعربية بالدراسات والبحوث في أسبابها ونتائجها وسر خلودها، إلا أن الباحث لم يرَ من تلك الدراسات والبحوث ما يتصل بمصير رأس الحسين الذي انتقل من بلد إلى بلد إلا النزر القليل من المقالات. وقد كثُرت الأقوال وتضاربت الروايات، واختلفت كُتبُ السيرة في تحديد مكان وجوده.
الفصل الرابع: خلاصة البحث: إذ يسلّط الباحث الضوء على قصة الإمام منذ خروجه إلى العراق حتى استشهاده. وابتدأت معركة الطف بين جيشين غير متكافئين عدة وعددا، وفرض الجيش الأموي حصارا على الحسين وأهله وأصحابه وحالوا دونهم من ورود المشرعة ومنعوهم من شرب الماء. وقد أبلى أصحاب الحسين بلاء حسنا في المعركة، ولكن الكثرة أدت إلى قتل الحسين وأصحابه جميعا. وبعد استشهادهم مال القوم على رحله وخبائه فسلبوا ما فيه وأضرموا النار في الخيام، ونهبوا حتى ما عليه من لباس، وداسوا جسده بحوافر خيولهم بأمر من عمر بن سعد، ثم احتزوا رأسه الحسين ورؤوس أصحابه، بعد ذلك أخذ الجيش الأموي الرؤوس والنساء سبايا إلى الكوفة، وأمر ابن زياد بنصب رأس الحسين بالكوفة وطِيف به في أزقّتها. ويستعرض الباحث أقوال جملة من العلماء والباحثين والمؤرخين بشأن رأس الحسين (ع)، فيقول: كانت الرحلة إلى دمشق الشام طويلة وشاقة، فقد اجتاز أهل الحسين مع الرؤوس مدنا عراقية وأخرى شامية حتى وصلوا في اليوم الأول من صفر 61هـ إلى دمشق الشام. أمر يزيد بإدخال النساء وهن مقيّدات بحبال واحد، أما الغلمان ومن بينهم علي بن الحسين (ع) فغُلت أيديهم إلى أعناقهم. واجهت السيدة زينب بنت علي (ع) إجراءات يزيد بصبر، وتحدّت سلطته، وألقت خطابا مستفيضا كشفت فيه عن النوايا الجاهلية التي كان يخبؤها يزيد تحت مظلة الإسلام. حاول يزيد أن يبّرر، ويُبعد عن نفسه مسئولية قتل الحسين (ع)، إلا أن الشواهد التاريخية كانت شاهدة على تحريضه على قتله. ولمّا خشي الفتنة عجّل بإخراج علي بن الحسين وأهله من دمشق إلى وطنهم مدينة الرسول (ص).ذكر أكثر العلماء والمؤرخين أن علي بن الحسين خرج مع عياله وبقي رأس والده في دمشق، وهنا كثرت الأقوال وتضاربت الروايات في تحديد مكان وجوده. وذكر المؤرخون أن رأس الحسين دُفن في دمشق، لكن اختلفت الأقوال في أي مكان منها. كذلك ذكر المؤرخون أن رأس الحسين أُرسل إلى عمرو بن سعيد بن العاص في المدينة ودفنه في البقيع عند أمه فاطمة (ص). وقد تابع بعض المتأخرين ما ذهب إليه العلماء المتقدمون، فالمجلسي قال: والمشهور بين علمائنا الإمامية أنه دفن رأسه مع جسده. وأخيرا «فالحسين فالحسين قائم في عواطف الناس وقلوبهم، ففي أعماق النفوس قبره». وحين سُئل أبوبكر الألوسي عن موضع رأس الحسين (ع ) قال شعرا:« لا تطلبوا رأسَ الحسين بشرقِ أرضٍ أو بغربِ... ودعوا الجميعَ وعرِّجوا نحوي فمشهده بقلبي»
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/377408.html