العدد: 564 | الإثنين 22 مارس 2004م الموافق 30 محرم 1425هـ
بحر من مشيعي مؤسس «حماس» يتوعدون «بالثأر» لاغتياله
استشهاد الشيخ ياسين يضع المنطقة على المفترق
وضع اغتيال جيش الاحتلال فجر أمس لمؤسس حركة «حماس» الشهيد الشيخ أحمد ياسين، قبل أسبوع من التئام القمة العربية في تونس، النزاع العربي - الإسرائيلي في مقدمة أولويات القادة العرب وجعلهم على مفترق طرق في التعامل مع «إسرائيل» واستهتارها بالدم العربي.
وشيع أكثر من مئتي ألف فلسطيني- بينهم مئات المسلحين والمقاتلين من الأجنحة العسكرية لكل الفصائل- الشيخ ياسين مع تسعة آخرين وهم يتوعدون برد «مزلزل وقوي» على العملية التي أشرف رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون عليها شخصيا قبل أن يباركها.
واستنادا لمصادر الحركة، أطلقت المروحيات الإسرائيلية ثلاثة صواريخ باتجاه الشيخ أثناء خروجه من مسجد «المجمع الإسلامي» في حي «الصبرة» وسط غزة، بعد تأديته لصلاة الفجر، برفقة ثلاثة من مرافقيه وأصاب أحد الصواريخ بشكل مباشر الشهيد الشيخ ياسين ومرافقيه ما حول من أجسادهم إلى أشلاء، فيما انفجر الصاروخان الآخران في المنطقة نفسها، الأمر الذي أدى إلى استشهاد ستة مدنيين وإصابة 17 آخرين. وأدان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الجريمة النكراء وأكدوا، أنه لن يكون من شأنها غير تعزيز التلاحم الوطني والوحدة الوطنية لمواجهة المؤامرات الوحشية الإسرائيلية التي فاقت كل حد. وأعلنت كتائب القسام أن نحو 50 فلسطينيا قالوا إنهم جاهزون لتنفيذ عمليات استشهادية.
وفي إطار ردود الفعل أدانت الخارجية البحرينية الجريمة، وناشدت المجتمع الدولي تحمل مسئوليته. وأصدرت معظم مؤسسات المجتمع المدني البحرينية بيانات إدانة فيما شهدت المنامة تظاهرة احتجاجية. وقررت 15 جمعية إسلامية وسياسية تنظيم مسيرة شعبية أخرى عصر اليوم تنطلق من جامع الفاتح وتسلم خلالها مكتب الأمم المتحدة رسالة احتجاج.
ونفت مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض كوندليزا رايس قيام الولايات المتحدة بأي دور في اغتيال الشيخ ياسين، وقالت إن أميركا لم تتلق ابلاغا مسبقا بالاغتيال. وأعلنت الخارجية الأميركية إن اغتيال زعيم حماس «يزيد التوتر» مؤكدة ان واشنطن «شديدة القلق» إزاء العمل الإسرائيلي. ولم تدن روسيا «إسرائيل» صراحة واكتفت خارجيتها بالقول إن العملية ومخاوف الانتقام يثيران القلق. وأعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك انه «يدين من دون تحفظ» اغتيال ياسين واصفا هذا العمل بأنه «مخالف للقانون الدولي».
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الاغتيال. وقال انه لن يساعد بأي شكل في دعم جهود السلام. ومن جهته دعا مجلس الجامعة العربية مجلس الأمن إلى ردع «إسرائيل». واعتبر الأمين العام للجامعة عمرو موسى ان «العربدة الإسرائيلية سببها أنها تتمتع بحصانة دولية من كل دول العالم».
وأعلن الرئيس المصري حسني مبارك انه قرر «وقف مشاركة مصر في احتفالات الكنيست بالذكرى الخامسة والعشرين لمعاهدة كامب ديفيد ووصف الاغتيال بأنه عمل «وحشي» و«جبان».
كما وصفت السعودية العملية بأنها «عدوان غاشم، استهدف بالدرجة الأولى اغتيال الجهود الدولية الرامية إلى إعادة إحياء عملية السلام»، وعبرت عن إدانتها.
الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات
اغتالت الطائرات الحربية الإسرائيلية فجر أمس مؤسس حركة المقاومة الإسلامية المجاهد الشيخ أحمد ياسين مع عدد آخرين من الفلسطينيين في عملية اغتيال نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية الأميركية الصنع استهدفت خلالها الشيخ أثناء عودته من صلاة الفجر، وقد استشهد عدد آخر من الفلسطينيين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي في ردة الفعل الفلسطينية على الجريمة. وشارك مئات الآلاف في تشييع شيخ الشهداء ورفاقه وتوعدت حركة حماس «إسرائيل» برد موجع وأعلن خمسون من نشطائها أنهم جاهزون لتنفيذ عمليات استشهادية ضد الأهداف الإسرائيلية.
في أحدث جريمة حرب تنفذها في الأراضي المحتلة، والتي تعكس أعلى درجة من درجات إرهاب الدولة، اقترفت قوات الاحتلال الإسرائيلي في ساعات فجر أمس جريمة اغتيال سياسي وتصفية جسدية طالت مؤسس حركة حماس وزعيمها السياسي الشيخ أحمد إسماعيل ياسين، (66 عاما) أثناء خروجه من المسجد بعد تأديته صلاة الفجر في غزة. كما استشهد في هذه الجريمة تسعة مدنيين فلسطينيين، بينهم ثلاثة من مرافقي الشيخ، فيما أصيب 17 مدنيا آخرون بجروح، بينهم نجلا الشيخ ياسين.
وتعتبر هذه الجريمة النكراء تنفيذا فعليا للتهديدات الإسرائيلية باغتيال الشيخ ياسين التي رددها علنا في الآونة الأخيرة كبار المسئولين في «إسرائيل» وقوات احتلالها. وهي الجريمة الثانية من نوعها منذ بد الانتفاضة في سبتمبر/أيلول 2000 التي تستهدف الشخص الأول في فصائل العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني، بعد جريمة اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبوعلي مصطفى التي اقترفتها قوات الاحتلال في رام الله في السابع والعشرين من أغسطس/آب 2001.
واستنادا لمصادر الحركة فقد أطلقت الطائرات المروحية الإسرائيلية ثلاثة صواريخ جو - أرض باتجاه الشيخ أثناء خروجه من مسجد المجمع الإسلامي في حي «الصبرة» وسط مدينة غزة، المكتظ بالسكان، بعد تأديته لصلاة الفجر، إذ كان في كرسيه المتحرك، ومعه ثلاثة من مرافقيه وأصاب أحد الصواريخ بشكل مباشر الشيخ ياسين ومرافقيه، ما أدى إلى استشهادهم على الفور بعد أن تحول جزء من أجسادهم إلى أشلاء، فيما انفجر الصاروخان الآخران في المنطقة نفسها، الأمر الذي أدى إلى استشهاد ستة مدنيين آخرين، وإصابة 17 آخرين، من بينهم نجلا الشيخ ياسين، عبدالحميد (33 عاما) وعبدالغني (29 عاما) إذ وصفت حالة عبدالحميد، وخمسة من المصابين بشديدة الخطورة ومن بين المصابين أربعة أطفال وجميع الشهداء والمصابين كانوا خارجين من المسجد نفسه بعد تأدية صلاة الفجر، كما ألحق القصف الصاروخي أضرارا بعدد من المنازل في المنطقة.
وأعلن الشيخ إسماعيل هنية، أحد قياديي حماس والذي كان نجا من محاولة اغتيال استهدفته هو أيضا سابقا «يجب على العدو الصهيوني أن ينتظر ردودا ستجعل الأرض من تحت أقدامه جهنما وجمرة حمراء وزلزالا وأن عملية الاغتيال ستزيد من قوة الحركة التي ستعرف كيف ستضرب وترد».
وأصدرت كتائب الشهيد عزالدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، بيانا، توعدت فيه بالرد على اغتيال الشيخ احمد ياسين، وأن من أصدر القرار باغتيال الشيخ إنما أصدر قرارا بقتل مئات الإسرائيليين، وأن جيش الاحتلال لم يقدم على فعلته هذه من دون أخذ موافقة الإدارة الأميركية وعليها أن تتحمل المسئولية عن هذه الجريمة.
وتابع البيان ان «رد كتائب القسام على عملية اغتيال الشيخ ياسين سيراه الإسرائيليون قريبا ولن يكون على مستوى جميع فصائل الشعب الفلسطيني فحسب، بل إن المسلمين في العالم الإسلامي أجمع سيكون لهم شرف المشاركة في الرد على هذه الجريمة».
وأعلنت كتائب القسام أن نحو 50 فلسطينيا اتصلوا بالكتائب وقالوا إنهم جاهزون لتنفيذ عمليات استشهادية ضد أهداف إسرائيلية.
وقال متحدث باسم الكتائب طلب حجب هويته إن الفلسطينيين الخمسين تطوعوا لشن هجمات خلال المسيرة الحاشدة التي خرجت في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية احتجاجا على اغتيال الشيخ أحمد ياسين. وشارك في المسيرة آلاف الفلسطينيين وكذلك العشرات من نشطاء حماس الذين توعدوا بالانتقام من «إسرائيل».
كما أعلن أحد ابرز قادة حماس عبدالعزيز الرنتيسي ان اغتيال الشيح ياسين جعل المعركة مفتوحة مع «إسرائيل». وقال ان رد حماس على جريمة الاغتيال الآن بين يدي كتائب عزالدين القسام فقد أعطيت الأوامر بتنفيذ أية عملية تراها في فلسطين التاريخية وتضرب ما تشاء. وأكد ان اغتيال القادة يزيد (حماس) قوة وتماسكا ولن يثنيها عن مواصلة طريق الشهادة والجهاد حتى جلاء الاحتلال ونحن نرى ان الشعب الفلسطيني أصبح يرجح الآن خيار المقاومة.
وبدورها نددت سرايا القدس الذارع العسكري للجهاد الإسلامي بالجريمة وأعلنت النفير وأكدت أنها ستنتقم من الاحتلال القاتل. وبدورها أعلنت حركة فتح الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام الفلسطينية.
وأدان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وممثلو الفصائل والقوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية الجريمة الإسرائيلية النكراء وأكدوا للشعب الفلسطيني وللأمة العربية، أن هذه الجريمة الجبانة ضد الشيخ ياسين والفلسطينيين لن يكون من شأنها غير تعزيز التلاحم الوطني والوحدة الوطنية الفلسطينية بين القوى الوطنية والإسلامية كافة لمواجهة هذه الجريمة والمؤامرة الوحشية الإسرائيلية التي فاقت كل حد. وأمر الرئيس عرفات بإعلان الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام في جميع الأراضي الفلسطينية وفي الشتات استنكارا للجريمة الإسرائيلية.
وقالت الحكومة الفلسطينية إنها تنظر ببالغ الخطورة إلى هذا الانعطاف الخطير في مسلسل العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وقياداته السياسية، واعتبرت الحكومة هذه الهجمة الغاشمة دليلا إضافيا على قرار الحكومة الإسرائيلية المبيت بالتصعيد واعتماد منطق القتل والقمع والتدمير.
أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع أن السلطة الوطنية الفلسطينية قررت التوجه إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي وإلى القمة العربية لاحاطتها بمخاطر وتبعات إقدام «إسرائيل» على اغتيال الشيخ أحمد ياسين.
وأكد قريع - عقب الاجتماع الذي عقده مجلس الوزراء في مقر المقاطعة في رام الله أمس برئاسة عرفات - أن جريمة اغتيال الشيخ ياسين تستدعي من الجميع الصمود والثبات ورص الصفوف.
وأعرب رئيس الوزراء الفلسطيني عن ثقته في أن الشعب الفلسطيني وقيادته إدراكا منهم لمخاطر هذه المرحلة سيعملون على تعزيز الوحدة الوطنية من أجل تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضهم المحتلة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
واعتبر جريمة اغتيال الشيخ ياسين «رسالة واضحة للعالم بأن «إسرائيل» ليست جاهزة للجلوس مع الفلسطينيين من أجل إحلال السلام في المنطقة»، وقال «إن المجلس وصف جريمة الاغتيال بأنه يوم أسود من أيام الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وقياداته». وأضاف ان جريمة اغتيال الشيخ ياسين استحوذت على مناقشات مجلس الوزراء، وقال «ان الكل كان يشعر بفقدان قائد كبير من أبرز القيادات الفلسطينية».
وفي الوقت الذي قامت فيه مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، والحكومة الفلسطينية والمجلس التشريعي الفلسطيني والمجلس الثوري لحركة «فتح» بالمطالبة بوقف متبادل لإطلاق النار والعودة إلى تطبيق «خريطة الطريق»، تقوم قوات الاحتلال بتنفيذ مسلسل الاغتيالات اليومي في جميع المناطق وانتهاك المقدسات والاحتلال المستمر لمناطق السلطة الوطنية الفلسطينية وتتخذ المرجعيات الدولية وعلى رأسها اللجنة الرباعية والولايات المتحدة الأميركية موقفا سلبيا تجاه استمرار هذا المسلسل الدامي وتجاهل النداءات المتكررة التي أطلقتها الحكومة الفلسطينية لتوفير الحماية المطلوبة لأبناء الشعب الفلسطيني.
وفي الوقت الذي تستعد فيه القيادات العربية للنظر في سبل دفع عملية السلام خلال مؤتمر قمة تونس، تأتي جريمة الجرائم الإسرائيلية في توقيتها وخطورتها وانعكاساتها المحتملة كرسالة واضحة للقمة بشأن موقف الحكومة الإسرائيلية السلبي من السلام، ونواياها الخطيرة تجاه الشعب الفلسطيني وقياداته.
وطلبت الحكومة الفلسطينية من الإدارة الأميركية راعية عملية السلام التدخل الفوري للحد من اندفاع الحكومة الإسرائيلية باتجاه التصفية الجماعية للشعب الفلسطيني وقياداته السياسية والنظر إيجابا في توفير الحماية الدولية العاجلة للفلسطينيين وقياداتهم.
وناشدت الحكومة الفلسطينية الأمم المتحدة وأعضاء اللجنة الرباعية والدول المؤثرة من أجل التدخل الفوري لوقف مسلسل التصفيات الدامي ضد الشعب الفلسطيني والعمل على توفير الحماية الدولية الكاملة.
وبعد ظهر أمس وفي مشهد يذكر بخروج آلاف الفلسطينيين لاستقباله بعد خروجه من سجن الاحتلال شارك مئات الآلاف من الفلسطينيين في مدينة غزة في تشييع جثمان الشيخ أحمد ياسين وتسعة شهداء فلسطينيين آخرين. وانطلق الموكب من مستشفى الشفاء في اتجاه منازل الشهداء إذ امتلأ شارع عمر المختار في مدينة غزة عن آخره بالمشيعين الذين حملوا الأعلام الفلسطينية وأعلام حركة حماس وغيرها من التنظيمات الفلسطينية، وبعد الصلاة على الجثامين في المسجد العمري الكبير وسط المدينة انطلق موكب التشييع في اتجاه مقبرة الشيخ رضوان إذ وريت الجثامين الثرى. وفي مختلف المدن الفلسطينية سارت جنائز رمزية في الوقت الذي نصبت فيه بيوت للعزاء لاستقبال المهنئين باستشهاد الشيخ ياسين.
وأكد أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية حسين الشيخ أن هذا الحادث سيحدث نقلة نوعية في المقاومة التي ستشهد تصعيدا بعد عملية الاغتيال الجبانة. كما قالت الشرطة الإسرائيلية أمس ان مواطنا فلسطينيا هاجم ثلاثة إسرائيليين ببلطة في مركز مدينة رمات غان، وأصابهم بجروح طفيفة، وذلك على اثر انتشار خبر اغتيال الشيخ، وقامت الشرطة الإسرائيلية باعتقال الشاب الفلسطيني واقتادته إلى التحقيق. وفي خان يونس أعلنت مصادر طبية فلسطينية، أن خمسة فلسطينيين استشهدوا في خان يونس خلال ردة الفعل الجماهيرية الفلسطينية على اغتيال ياسين، وفي نابلس استشهد، الصحافي محمد أبوحليمة (22عاما)، متأثرا بجروح خطيرة أصيب بها في بطنه.
وفي صورة للتلاحم بين المسيحيين والمسلمين أعلنت كنيسة المهد الحداد لمدة ثلاثة أيام على اغتيال الشيخ ياسين، واضرب قرابة 7500 معتقل فلسطيني أمس عن الطعام احتجاجا على اغتياله كما ذكرت منظمة فلسطينية تعنى بالدفاع عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون الدولة العبرية. وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني عيسى قراقع ان الإضراب الذي التزم به جميع المعتقلين الفلسطينيين سيستمر لأربع وعشرين ساعة.
الأراضي المحتلة - الوسط، وكالات
نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر رسمية أن جريمة اغتيال مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين تم التصديق عليها من قبل الحكومة الإسرائيلية، وأن رئيس الوزراء شارون تابع بنفسه مراحل تنفيذ الجريمة أولا بأول، في وقت تباينت فيه ردود فعل الوزراء تجاه الجريمة النكراء. وقالت الإذاعة: شارون أشرف بنفسه على تنفيذ العملية، إذ كانت «إسرائيل» هددت أخيرا باستهداف رموز المقاومة الفلسطينية بعد عملية ميناء أشدود الاستشهادية التي أعلنت حركتا حماس وفتح المسئولية عنها.
ووجه رئيس الحكومة الإسرائيلية أمس في كلمة مقتضبة تهنئة إلى القوات الإسرائيلية لتمكنها من قتل الشيخ احمد ياسين. وأعلنت «إسرائيل» حال التأهب القصوى في جميع مناطقها في أعقاب عملية الاغتيال، وأفادت الإذاعة الإسرائيلية ان سلطات الاحتلال فرضت حصارا خانقا على قطاع غزة والضفة الغربية. كما جاءت ردود الفعل التي أصدرها وزراء حكومة شارون مؤيدة بالكامل لعملية اغتيال زعيم (حماس)، وأفادت مصادر حكومية ان الوزيرين يوسف لبيد وابراهام بوراز، وكلاهما من حركة شينوي، عارضا عملية الاغتيال في أثناء جلسة المجلس الوزاري الأمني المصغر. بينما أعلن مسئولون في حزب «العمل» تأييدهم لجريمة الاغتيال وقال رئيس «الموساد» السابق عضو الكنيست عن «العمل» داني ياتوم انه وضعت في الماضي عدة مخططات لاغتيال الشيخ ياسين، وقال عضو الكنيست حاييم رامون (العمل) ان الشيخ ياسين كان هدفا للاغتيال.
من جهة أخرى أعرب عضو الكنيست يوسي سريد (ميرتس) معارضته لعملية الاغتيال لأنها «ستؤدي إلى مقتل إسرائيليين». كذلك أعلن رئيس حزب «ياحد» الوزير السابق يوسي بيلين معارضته لعملية الاغتيال وتساءل عن كيفية تسوية عملية الاغتيال مع إعلان شارون نيته الانسحاب من القطاع. وقال وزير الجيش شاؤول موفاز، في أول رد على اغتيال الشيخ ياسين، إن «ياسين كان بن لادن الفلسطيني، يداه ملطخة بدماء الإسرائيليين وأن العملية هي جزء من العمليات الشاملة ضد الإرهاب، والحرب ضد حماس ستتواصل». وجاءت أقوال موفاز فور وصوله إلى جلسة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي.
أما وزير المالية الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فقدر أن العملية ضد ياسين ستثبت نفسها على المدى الطويل، وقال «ولقد أوضحت «إسرائيل» أن لا حصانة لمن هو ضالع بالإرهاب وأن عملية الاغتيال ستؤدي إلى ردع التنظيمات الفلسطينية في المستقبل من تنفيذ عمليات إرهابية».
من جانبه كشف الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليور بندور عن ان قرار اغتيال زعيم ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية «حماس» الشيخ احمد ياسين اتخذ قبل عدة اشهر.
واشنطن - رويترز
نفت الولايات المتحدة قيامها بأي دور في اغتيال زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين أمس ودعت إلى الهدوء في المنطقة. وقالت مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض كوندوليزا رايس في لقاءات تلفزيونية ان الولايات المتحدة لم تتلق إبلاغا مسبقا بالاغتيال. وأضافت رايس في برنامج «توداي» الذي تذيعه شبكة «ان بي سي» «من المهم جدا أن يتريث الجميع الآن وأن يحاول الجميع في المنطقة التحلي بالهدوء. هناك دائما إمكان لتحسن الأوضاع في الشرق الأوسط وبعض الأشياء التي يتحدث عنها الإسرائيليون، قد تمثل فرصا جديدة». وأضافت «آمل ألا يحدث ما يحول دون ظهور هذه الفرص الجديدة». وردت رايس على إلحاح الصحافيين في السؤال عما إذا كان للولايات المتحدة أي دور في قتل ياسين أو عما إذا كان شارون اتصل بالرئيس الأميركي جورج بوش لإبلاغه بأن القوات الإسرائيلية تعتزم تنفيذ الاغتيال قائلة «لم يفعل».
شجبت معظم الحكومات في العالم أمس اغتيال الزعيم الروحي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» الشيخ أحمد ياسين، محذرة من أن هذه العملية ستشعل العنف في الشرق الأوسط. وعبرت الدول العربية عن إدانتها الشديدة للجريمة البشعة التي أقدم عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، كما تحرك الشارع في الكثير من العواصم للتعبير عن غضبه وسخطه. واحتشد آلاف المتظاهرين في أنحاء مصر واليمن والعراق والأردن والسودان وسط دعوات إلى فتح باب الجهاد ضد «الصهاينة» وتحذيرات من أن المنطقة لن تهدأ.
عواصم - وكالات
أدانت الحكومات العربية اغتيال مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين وشهدت الكثير من المدن والجامعات تظاهرات احتجاج على الجريمة.
وأعرب الرئيس المصري حسني مبارك عن إدانته الشديدة للاغتيال ووصف العملية بأنها «وحشية». وقرر «وقف مشاركة مصر في احتفالات الكنيست بمناسبة مرور 25 عاما على اتفاق كامب ديفيد». وفي الإطار ذاته تظاهر آلاف الطلاب في الجامعات المصرية.
ووصف مسئول بوزارة الخارجية القطرية الاغتيال بأنه «جريمة تشكل استمرارا لسياسة القمع والبطش والتنكيل التي تقوم بها «إسرائيل» ضد أبناء الشعب الفلسطيني». واعتبر أن العملية تمثل «تحديا سافرا وانتهاكا صارخا لقرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي والإنساني».
وأدان الرئيس اللبناني أميل لحود بشدة «الجريمة وقال إنها: «لن تردع الشعب الفلسطيني عن الاستمرار في مقاومته الوطنية». واعتبر أن هذه الجريمة «تأتي في سلسلة الجرائم التي ترتكبها «إسرائيل» يوميا بحق الشعب الفلسطيني وهي لن تردع هذا الشعب عن الاستمرار في مقاومته» مشيرا إلى أن «إسرائيل» تخطئ إذا ظنت أنها بقتل المقاومين تستطيع أن تقتل قضية فلسطين التي عنوانها الحق والعدالة.
وتظاهر الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان احتجاجا على مقتل ياسين. وبدأ كثيرون في حرق الإطارات بمخيم عين الحلوة في جنوب لبنان.
وأدان العاهل الأردني الملك عبدالله الاغتيال وقال إن «هذه الجريمة لن تؤدي إلا إلى المزيد من التصعيد وأعمال العنف وعدم الاستقرار في المنطقة». وأضاف «نشعر بالاستياء والألم نتيجة ما آلت إليه الأمور على رغم الجهود المضنية والدؤوبة التي بذلناها مع جميع الأطراف بما في ذلك الحكومة الإسرائيلية لثنيها عن الاستمرار بسياسة التصعيد العسكري».
ونقل عن بيان لرئيس الوزراء فيصل الفايز قوله «فوجئنا بتصعيد إسرائيلي خطير تمثل بعملية اغتيال ياسين وعدد من رفاقه ما يمثل جريمة جديدة تضاف إلى الجرائم التي ترتكبها «إسرائيل» بحق الشعب الفلسطيني وتشكل انتهاكا خطيرا لكل الأعراف والمواثيق».
وأضاف «اننا في الحكومة ندين بشدة هذه الجريمة النكراء ونؤكد ان هذا التصرف يزيد من دوامة العنف وعدم الاستقرار في المنطقة ويؤدي إلى مزيد من الدماء ويقوض فرص السلام العادل والشامل الذي تسعى له شعوب المنطقة.
وأعرب رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن «أسفه وحزنه» وطالب كل دول العالم «بالتحرك» وخصوصا «الدول المسئولة عن القضية الفلسطينية». وتمنى «لفلسطين وشعبها الاستقرار» معربا عن اعتقاده بأن «العنف سيزداد في الأراضي الفلسطينية بعد اغتيال ياسين لان العنف لا يولد إلا العنف».
وتظاهر المئات من مواطني ضاحية الاعظمية وسط بغداد منددين باغتيال ياسين. وحمل المتظاهرون ومعظمهم من أبناء الضاحية وطلبة الجامعة الإسلامية لافتات كتب عليها شعارات تستنكر العمل الإجرامي كما رددوا شعارات تطالب بإنزال القصاص بمنفذي هذا العمل الجبان.
وقال مصدر مسئول في الحكومة اليمنية إن «هذا العمل الإرهابي الإسرائيلي جاء ليؤكد من جديد إرهاب الدولة العنصرية الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها شارون في وجه الجهود الدولية الهادفة لإحلال سلام عادل وشامل للصراع العرب الإسرائيلي». في الأثناء تجمع آلاف الطلاب والطالبات في جامعة صنعاء للاحتجاج.
وأدان الرئيس السوري بشار الأسد اغتيال ياسين ووصفه «بالجريمة النكراء» ونقل بيان عن ناطق رسمي سوري قوله أن «ما أقدمت عليه «إسرائيل» هو جريمة بشعة تأتي في إطار سلسلة أعمال القتل والتدمير التي ترتكبها «إسرائيل» ضد الشعب الفلسطيني وتمثل تصعيدا خطيرا للوضع».
وقالت وزارة الخارجية الليبية ان الاغتيال «دليل عملي آخر على أن حكومة شارون تعيش أزمة أخلاق تدفعها يوميا إلى الخرق المعتمد لأبسط حقوق الإنسان والاستهتار بكرامته في صورة لم يشهدها المجتمع الدولي من قبل».
وأدانت الأمارات بشدة الجريمة ووصفتها بالجبانة وحذرت من أنها ستعمق دوامة العنف وتؤدي لإراقة مزيد من الدماء. وقال وزير الإعلام إن «إسرائيل» أقدمت على ارتكاب هذه الجريمة بهدف تفجير الأوضاع قبل انعقاد القمة العربية.
عواصم - وكالات
أدان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اغتيال «إسرائيل» مؤسس حركة حماس ومرشدها الروحي الشيخ أحمد ياسين، فيما توالت الادانات من جميع أنحاء العالم على هذا العمل الإجرامي.
وقال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك «الاغتيال» سيؤدي إلى «تأجيج الوضع» في الشرق الأوسط. وإن مجلس وزراء المجلس «يدين عملية الإعدام غير القضائية». وصرح الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا ان «مثل هذا العمل لا يساهم إطلاقا في توفير ظروف السلام».
وأعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك انه «يدين من دون تحفظ» قيام الجيش الإسرائيلي باغتيال الشيخ ياسين، واصفا هذا العمل بأنه «مخالف للقانون الدولي». من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان إن «فرنسا تدين هذا العمل»، مضيفا انه «في وقت من المهم فيه حشد القوى لاستئناف عملية السلام، لا يمكن لمثل هذه الأعمال إلا أن تغذي دوامة العنف».
وفي لندن، أعلن الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير انه «غني عن القول إن رئيس الوزراء يدين» الاغتيال. من جهته قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو «نفهم حاجة «إسرائيل» للدفاع عن نفسها ويحق لها تماما الدفاع عن نفسها من الإرهاب. لكنها غير مخولة القيام بمثل هذا النوع من الاغتيالات غير المشروعة ولذلك نحن ندينها». وأضاف «ذلك غير مقبول وغير مبرر». في برلين أكد وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر ان «الحكومة قلقة جدا إزاء تطور الوضع». كما اعتبر وزير الخارجية الإسباني المحتمل والمبعوث الخاص السابق للاتحاد الأوروبي إلى الشرق الأوسط ميغيل انغيل موراتينوس اغتيال ياسين «خبرا كارثيا».
وقال وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر: «ندين كل أعمال القتل الخارجة عن القانون. إنها ليست الطريقة الصحيحة لإحراز تقدم في النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني». وأضاف «ليس هناك سوى حل واحد لهذا النزاع. وهو ليس عسكريا وإنما سياسي».
واعتبرت وزارة الخارجية السويسرية في بيان ان مثل هذا العمل «يتعارض مع القانون الدولي الإنساني الذي يحظر القتل الخارج عن القانون». وعبر وزير خارجية بولندا فلودزيمير شيموجيفيتش عن خشيته أن يؤدي اغتيال الشيخ ياسين إلى زيادة التهديد الإرهابي بما يشمل أوروبا.
كما قال المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي: إن «إسرائيل» مصيرها الدمار. لأن فلسطين ملك للفلسطينيين وكل من عارض هذا المصير الواضح سيفشل.
القدس المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات
كان الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس يمثل بالنسبة للشعب الفلسطيني رمزا قويا للهوية الوطنية والكفاح الإسلامي. سجنت «إسرائيل» الشيخ ياسين وأفرجت عنه مرتين.
وكان الشيخ المقعد الضعيف (68 عاما) ذو التوجهات الإسلامية قد أصيب بشلل كامل نتيجة حادث وقع له وهو يمارس الرياضة وهو في سن الحادية عشرة. وبحالته البدنية هذه كان الشيخ ياسين بمثابة شخصية محيرة على رأس حركة مقاومة تدعو للكفاح المسلح كوسيلة للتخلص من الحكم الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المسلمة.
أصاب الشلل الشيخ ياسين بحالة عجز بدني جعله يعتمد على الآخرين في إيصال الطعام لفمه ومسح هذا الفم بعد ذلك لكن على رغم حالته العاجزة تلك وضعف مظهره فإنه كان عند الحديث يبدو منطلقا صافي الفكر الأمر الذي كان يثير الدهشة.
وتحت قيادة ياسين تعاظم نفوذ حماس في الاراضي الفلسطينية من ناحية بسبب ما تقدمه من خدمات ورعاية اجتماعية لا تستطيع السلطة الفلسطينية تقديمها ومن ناحية أخرى بسبب موقفها تجاه «إسرائيل» الذي لا يعرف حلولا وسطا. تنافس حماس الآن في شعبيتها بين الفلسطينيين حركة فتح بزعامة ياسر عرفات بل وربما تزيد عليها.
تقف حماس على رأس قائمة منفذي العمليات الاستشهادية ضد «إسرائيل» وقد ازدادت هذه الهجمات اعتبارا من سبتمبر/ أيلول العام 2000 مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الحالية.
وأسفرت الهجمات التي تشنها حماس عن مقتل مئات الإسرائيليين وإصابة مئات آخرين. قال ياسين بوصفه زعيما روحيا لحماس ان «إسرائيل» تتحمل المسئولية في النهاية عن أعمال الجناح العسكري وكان المسئولون الإسرائيليون يشيرون بغضب إلى ياسين باعتباره «هدفا للموت».
ولد الشيخ أحمد ياسين العام 1936 في قرية الجورة بالقرب من مدينة عسقلان الساحلية. وفي العام 1948 ومع إقامة دولة «إسرائيل» فر مع أسرته إلى معسكر شاتي للاجئين في قطاع غزة.
عكف الشيخ ياسين على دراسة العلوم الإسلامية وأزداد نفوذه تدريجيا في قطاع غزة الذي كان خاضعا للإدارة المصرية ووثق العلاقات بين الإسلاميين الفلسطينيين وجماعة الأخوان المسلمين في مصر إذ درس الأدب الإنجليزي في الجامعة.
ظلت العلاقات قائمة ولم يمسها سوء بعد الاحتلال الإسرائيلي العام 1967 إذ حاولت «إسرائيل» محاصرة نفوذ منظمة التحرير الفلسطينية بدعم حركة إسلامية منافسة. في العام 1973 أسس ياسين المركز الإسلامي في غزة وسرعان ما سيطر على الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين على المؤسسات الدينية الفلسطينية كافة.
أقام ياسين شبكة من المؤسسات الاجتماعية والخيرية في غزة التي تعاني الفقر الأمر الذي أكسبه شعبية كبيرة هناك. لكن «إسرائيل» اعتقلته العام 1983 بتهمة تأسيس جماعة الأخوان المسلمين التي صارت محظورة وبتخزين أسلحة بشكل غير مشروع. وحكم عليه بالسجن لمدة 13 عاما لكن أطلق سراحه من السجن بعد عامين في إطار صفقة تبادل.
أسس الشيخ ياسين حركة حماس في 15 ديسمبر/ كانون الأول العام 1987 بعد أيام من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى. وسرعان ما صار للحركة دور رئيسي في مكافحة الاحتلال الإسرائيلي.
في العام 1989 اعتقل الشيخ ياسين مرة أخرى بتهمة إصداره الأوامر لناشطي حماس باختطاف وقتل الجنود الإسرائيليين. وحكم عليه بالسجن لمدة 30 عاما.
الرياض - أ ف ب
أدان مجلس التعاون الخليجي اغتيال مؤسس حماس. ووصف الأمين العام للمجلس عبدالرحمن العطية الاغتيال معتبرا انها «جريمة وحشية وجبانة واستمرار لسياسة البطش والاغتيال ضد أبناء الشعب الفلسطيني».
وأشار الى أن «هذه الجريمة تعد انتهاكا صارخا لقرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي والإنساني». وطالب مجلس الأمن الدولي بتأمين الحماية للشعب الفلسطيني.
ودعا العطية الى «إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره». كما دعا الفلسطينيين الى «توحيد صفوفهم وتفويت الفرصة أمام المخططات الإسرائيلية الهادفة الى ضرب الوحدة الفلسطينية من خلال اغتيال واحد من أبرز رموز هذه الوحدة الشهيد أحمد ياسين».
تونس - أ ف ب
أدان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في تونس عملية اغتيال مؤسس حماس الشيخ احمد ياسين معتبرا إنها «تجسيد لإرهاب الدولة في أبشع صوره».
وأكد موسى في تصريحات نقلها الناطق الرسمي للجامعة حسام زكي «لا مجال للشك بان الحكومة الإسرائيلية ترفض الاستقرار والهدوء وتسعى بكل قوة لنسف أي بادرة أمل في تحسين الوضع أو بالعودة إلى الأمور إلى نقطة تسمح بالحديث عن تسوية سياسية».
وأضاف إن «التوقيت المريب لهذه العملية الغادرة عشية انعقاد القمة العربية يظهر بوضوح إن الحكومة الإسرائيلية لا تكترث بوجود يد ممدودة للسلام».
بيروت - رويترز
قال الأمين العام لحزب الله اللبناني السيدحسن نصر الله إن «إسرائيل» ستدفع ثمنا فادحا لاغتيالها زعيم حماس الشيخ أحمد ياسين.
وأضاف نصر الله في كلمة أذاعتها محطة المنار «سيكتشف الصهاينة قريبا أنهم ارتكبوا حماقة كبيرة جدا تضاف إلى سلسلة حماقاتهم السابقة». واستطرد «أنهم سيدفعون الثمن الباهظ لجريمتهم البشعة على أيدي المجاهدين الأوفياء».
وتابع نصر الله أن مقتل ياسين «سيكون له تداعيات ونتائج أهم وأخطر من كل ما شاهده هذا الكيان الغاصب حتى الآن».
غزة - أ ف ب
قام الجيش الإسرائيلي بمحاولات كثيرة لتصفية قادة حماس منذ بدء الانتفاضة في نهاية سبتمبر/ أيلول 2000، كما شن عمليات موجهة ضد مسئولين في حركة الجهاد، وفي ما يأتي العمليات الرئيسية التي استهدفت مسئولين في حماس:
- العام 2000، في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول، قتل عوض سلمي أحد قادة كتائب القسام في انفجار قرب معبر كارني.
- العام 2001، في الحادي والثلاثين من يوليو/ تموز، قتل جمال منصور وجمال سليم المسئولان السياسيان في حماس فضلا عن أربعة ناشطين في نابلس. كما قتل في الثالث والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني من العام ذاته محمود أبوالهنود أحد أبرز قادة حماس العسكريين قرب نابلس.
- العام 2002، في الثاني والعشرين من يوليو، قتل القائد العسكري لحركة حماس ومؤسس كتائب عزالدين القسام صلاح شحادة في قنبلة زنتها طن ألقتها طائرة «إف - 16» إسرائيلية على مبنى كان موجودا فيه في غزة، كما قتل في العام ذاته في الرابع عشر من أغسطس/آب ناصر جرار مسئول كتائب عزالدين القسام في جنين في طوباس.
- العام 2003، في الثامن من مارس/ آذار اغتيل أحد مؤسسي حركة حماس إبراهيم المقادمة وهو أحد القادة التاريخيين للحركة مع ثلاثة من حراسه. وفي الثامن من ابريل/ نيسان من العام ذاته قتل سعدي العرابيد احد قادة كتائب عز الدين القسام. في حين أحد أبرز القادة السياسيين نجا عبدالعزيز الرنتيسي في حماس في العاشر من يونيو/ حزيران من الغارة التي شنها الجيش الإسرائيلي في غزة لتصفيته والتي قتل فيها ثلاثة فلسطينيين آخرين. وفي الحادي والعشرين يونيو كان مقتل عبدالله القواسمة الذي يعتبر قائد حماس في الضفة الغربية خلال غارة للجيش الإسرائيلي استهدفته في الخليل (الضفة الغربية). بينما قتل إسماعيل أبوشنب أحد أبرز قادة حماس السياسيين واحد مؤسسيها في صواريخ أرض - جو إسرائيلية أطلقت على سيارته في غزة. وقتل اثنان من حراسه في العملية أيضا، في الحادي والعشرين من أغسطس من العام ذاته. أما في السادس من سبتمبر من العام 2003 حاولت «إسرائيل» اغتيال الشيخ احمد ياسين بشن غارة استهدفت شقته في غزة وأصيب فيها بجروح طفيفة. وقامت «إسرائيل» في يومي التاسع والعاشر من سبتمبر من العام ذاته بقتل المسئول العسكري لحركة حماس في الخليل أحمد بدر وأحد مساعديه، إضافة لمحاولة قتل محمود الزهار أحد قادة حماس السياسيين في غزة قضى فيها نجله وأحد حراسه.
- العام 2004، وفي الثالث من مارس قتل ثلاثة ناشطين من حماس في غارة شنتها مروحيات إسرائيلية على سيارة قرب مستوطنة يهودية في قطاع غزة.
القدس المحتلة - أ ف ب
تعتبر حركة المقاومة الإسلامية «حماس» الذي اغتالت مروحيات إسرائيلية فجر أمس مؤسسها الشيخ أحمد ياسين، العدو الأول لـ «إسرائيل». وتأسست حماس عند انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الأولى في الرابع عشر من ديسمبر/ كانون الأول 1987 في الأراضي المحتلة وتعتمد على شبكة كبيرة من المساعدات والأعمال الخيرية.
وكانت «إسرائيل» أفرجت عن الشهيد الشيخ ياسين العام 1997 بعد ثمانية أعوام من الاعتقال. وتبنى الجناح العسكري لهذه الحركة «كتائب عز الدين القسام» القسم الأكبر من العمليات الاستشهادية التي ضربت أهدافا إسرائيلية في «إسرائيل» أو في الأراضي الفلسطينية، وزادت شعبيتها بعد اندلاع الانتفاضة الأخيرة في سبتمبر/ أيلول 2000.
وارتفعت أخيرا أصوات إسرائيلية عدة تطالب بمنع وقوع قطاع غزة تحت سيطرة حماس في حال نفذت «إسرائيل» خطتها للانسحاب من هذا القطاع. وتعارض حماس بقوة اتفاقات اوسلو لعام 1993 بشأن الحكم الذاتي الفلسطيني ويدعو ميثاقها إلى «الجهاد» حتى قيام دولة فلسطينية تضم الأراضي الفلسطينية و«إسرائيل».
إلا أن هذه الحركة اتخذت موقفا تكتيكيا خلال الفترة الأخيرة عندما أعلنت موافقتها على إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة مع القدس الشرقية عاصمة لها أي في الأراضي التي احتلتها «إسرائيل» العام 1967.ورأى بعض المحللين في هذا الموقف بداية لمشاركة من قبل حركة حماس في السلطة الفلسطينية. وكانت حماس رفضت المشاركة في الانتخابات التي جرت في 1996 في الأراضي الفلسطينية لتصبح القوة المعارضة الأساسية للسلطة الفلسطينية.
قال الرئيس الأميركي جورج بوش في ابريل/ نيسان العام 2002 أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون - الذي أقدم أمس على اغتيال زعيم «حماس» الشيخ أحمد ياسين -«رجل سلام» ويقبل بإقامة دولة فلسطينية داعيا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات للعمل ضد «الإرهاب» وتسليم خمسة أشخاص متورطين في هجمات وصفها بأنها إرهابية وزعم انه تلقى جدولا زمنيا بانسحاب القوات الإسرائيلية من المدن الفلسطينية مشددا على احترام «إسرائيل» لهذا البرنامج الذي لم يحدد إطاره وهو الأمر الذي وصفه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات وقتها بأنه ذر للرماد في العيون ومكافأة أميركية لإرهاب الكيان.
الصخير، الوسط - هاني الفردان
أحدث خبر اغتيال الشهيد الشيخ أحمد ياسين - مؤسس حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين - فجر أمس ردات فعل كبيرة من قبل الشعب البحريني إذ أخرج طلاب جامعة البحرين في أول ردة فعل تستنكر وتدين هذه الجريمة مسيرة طلابية جابت الحرم الجامعي وحضرها مئات الطلاب الذين اعتلت أصواتهم منددة بالموقف العربي الداعي للتطبيع مع الكيان الصهيوني والسلبي تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدين مع باقي مؤسسات المجتمع المدني البحريني والمسيرات الأخرى التي خرجت في ضواحي المنامة والمحرق مساء أمس أن الحل الوحيد لتحرير الأراضي الفلسطينية هو خيار المقاومة والاستشهاد لا خيار «أوسلو ومدريد وشرم الشيخ».
وقد خرجت مسيرة جنائزية حاشدة من مسجد مؤمن في المنامة جابت شوارع العاصمة حملت خلالها نعشا رمزيا تعبيرا عن حزنها ورغبتها في المشاركة في تشييع جثمان الشهيد الشيخ ياسين.
كما أقرت 15 جمعية إسلامية وسياسية في اجتماع عقد لها مساء أمس بجمعية التوعية الإسلامية الإعداد لمسيرة جماهيرية اليوم يعبر من خلالها الشعب البحريني عن استنكاره الصارخ لعملية اغتيال الشيخ احمد ياسين، على ان تنطلق من جامع الفاتح وتتجه إلى مبنى المم المتحدة اذ تسلم رسالة احتجاجية للأمين العام للامم المتحدة.
ورفع المتظاهرون في الجامعة عددا من اللافتات والشعارات التي نددت بالعملية وأشادت بالشيخ ياسين ومن بينها «قد بذرت بذرة الجهاد وسقيتها بدمائك الطاهرة» و«شعب البحرين معك يا شعب فلسطين في محنك وآلامك» و«ستبقى يا بن ياسين شيخ المقاومة والفداء والشهادة».
وقال الطلبة في بيانهم الذي ألقي في بهو عمادة القبول والتسجيل: «على طريق المقاومة والتحدي في وجه الاحتلال الصهيوني تصاعدت اليوم أشلاء المجاهد الكبير الشيخ احمد ياسين وتلاقت روحه مع أرواح الشهداء والأبرار الذين قضوا في هذا الطريق الطاهر، وذلك في عملية إجرامية قذرة للعدو الصهيوني صباح أمس، ليؤكد مجددا هذا العدو أنه عدو غاشم لا تصلح معه سياسات الاستسلام والخنوع، مؤكدين أن المقاومة والاستشهاد هما السبيل الوحيد الذي يصلح لمواجهة العدو حتى تحرير الأرض الفلسطينية».
وبهذه المناسبة جدد طلبة وطالبات جامعة البحرين تضامنهم مع نهج المقاومة في فلسطين المحتلة ويحيون الشهداء والمناضلين من الشعب الفلسطيني الصامد، ويؤكدون أن شهادة الشيح احمد ياسين ستكون وقودا متجددا للمضي في درب الجهاد والمقاومة في كل مكان من هذا العالم ودماء الشهداء الذين سقطوا معه، ستزرع قادة وأبطالا جددا يواصلون المسيرة ويحفظونها مصونة نقية حتى النصر وتحرير الأقصى الشريف من رجس الاحتلال الصهيوني.
وأكد الطلبة ردة الفعل لم تأتِ من عبث وإنما هي نتيجة ارتباط كامل بكل القضايا العربية والإسلامية المصيرية التي تنعكس بذلك على جميع أفراد المجتمع البحريني والطلبة جزء كبير منه.
وأكد أحد مؤسسي تيار الإخوان المسلمين في البحرين (الذي ينتمي إليه الشيخ احمد ياسين) وأحد رواد العمل الإسلامي الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة إن أمر الاغتيال متوقع وأن كل فلسطيني من شعب فلسطين مادام حقه مسلوب وأرضه محتلة والغاصب مازال يسلب كل حقوقه فإن الشهداء سيسقطون في سبيل القضية الفلسطينية وإن الشيخ ياسين من ضمن هذا الركب.
وقال الشيخ عيسى «إن القضية لن تنتهي والمقاومة لن تتوقف ولن ينتهي الشعب الفلسطيني ولن ينتهي تنظيم حماس باغتيال الشيخ ياسين وإنما قد يكون هذا وقود لإشعال الحماس والتمسك بكل المبادئ التي تحرص عليها حماس لغرسها في الناشئة الذين سيتقدمون بأجسادهم ودمائهم تضحية لهذه الأرض».
وأشار الشيخ عيسى إلى أن الحادثة تعرية لكل من يحلم ويتصور أن العدو الصهيوني وقوى الاستكبار سيكون لديهم عقل في يوم من الأيام لتعطي تنازلات عما يطالب به الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الكفاح والجهاد هو الحل الوحيد لاسترجاع كل ما سلبه العدو.
وأضاف الشيخ عيسى إن القضية الفلسطينية قضية إسلامية وليكف الذين يلهثون وراء السراب لصلح أو تسوية أو أي نوع من الوساطة ويتركوا المجال إلى الكلام الصحيح والكفاح الأصح حتى يتحقق النصر وإن الفرصة مناسبة في هذا الوقت لذلك.
وقال الشيخ عيسى: «إن الشعب البحريني جزء من الأمة العربية والإسلامية فإذا كانت فلسطين على البال سيكون أشد حماسا لتقديم ما هو عزيز لهذه القضية».
وقال رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان إننا ندين هذه العملية وبشدة، مشيرا إلى أنها تحمل عدة أبعاد أولها البعد الإنساني والذي يتمثل في أن العملية استهدفت إنسانا مقعدا تعرض للتعذيب في السجون الصهيونية طيلة عشر سنوات.
وأشار سلمان إلى أن البعد الثاني للجريمة هو البعد السياسي إذ إن الشيخ ياسين لم يكن قائدا عسكريا وإنما مارس العمل السياسي وان العملية هي «اغتيال سياسي» وستكون علامة فارقة على تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي التي سيتذكرها الناس مرارا لكونها مصدر استلهام ودعم لكل عمليات المقاومة الفلسطينية ضد العدو الإسرائيلي.
وقال إن ردود فعل الشارع البحريني واضحة من خلال إصدار معظم القوى السياسية والإسلامية بيانات استنكار كخطوة أولية، كما أن حال الحزن عمت جميع مناطق البحرين التي فتحت أبوابها لتلقي العزاء، كما أن الشعب البحريني سيعبر عن استنكاره من خلال مسيرة شعبية ضخمة يعتزم القيام بها قريبا.
ومن جانبه ندد النائب السلفي المستقل الشيخ جاسم السعيدي باغتيال الشيخ ياسين، قائلا: «إن الشيخ أمضى حياته مناضلا من اجل خلاص فلسطين من العدو الإسرائيلي وكان رمزا للكفاح وحب الدين والوطن وسيظل قدوة للنضال والتضحية ومثلا يحتذى به».
واعتبر السعيدي هذه الحادثة جريمة في حق الأمة الإسلامية ووصفها بعمل إرهابي لا أخلاقي استهدف قائدا سياسيا وروحيا يحظى باهتمام وتقدير الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية.
وطالب السعيدي الحكومات العربية بالتدخل السريع لوقف الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين من تخويف للآمنين وقتل للمدنيين والأبرياء وغيرها من الانتهاكات والمجازر في حق الشعب الفلسطيني. وحمّل الحكومة الأميركية الحال المتردية التي وصلت إليها الأوضاع السياسية والأمنية في منطقة الشرق الأوسط.
وطالب المتحدث باسم الكتلة الإسلامية النائب محمد آل الشيخ الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وجميع الدول الأوروبية وجميع الهيئات الدولية والأسرة الدولية والشرعية الدولية باتخاذ موقف واضح ومعلن ضد الكيان الصهيوني الغاصب الذي يمارس الإبادة ضد الفلسطينيين، وأكدت الكتلة الإسلامية أن المقاومة الفلسطينية لن تتوقف مادام الاحتلال مستمرا.
وقال: «إن سياسة الاغتيالات لن تثني المقاومة الفلسطينية عن أداء واجبها الوطني بتحرير الأراضي المغتصبة».
طالبت مؤسسات المجتمع المدني في المملكة بعد حادث اغتيال الشيخ احمد ياسين الأنظمة العربية التي ستجتمع قريبا في قمتها في تونس بوقف مهزلة المفاوضات المهينة مع الكيان الصهيوني واستخدام ما تمتلكة من وسائل تأثير كافة للضغط على الولايات المتحدة الأميركية لوقف دعمها اللامحدود للكيان الصهيوني، وكذلك المجتمع الدولي ومنظماته بتحمل مسئولياته في حماية الشعب الفلسطيني من الإبادة والدمار الذي يتعرض له على يد العصابات الصهيونية.
المملكة تستنكر الاغتيال
أبلغ مصدر مسئول بوزارة الخارجية وكالة أنباء البحرين بأن مملكة البحرين تدين وتستنكر بشدة الجريمة الشنعاء التي ارتكبتها «إسرائيل» باغتيالها الشيخ ياسين.
وقال المصدر: «إن إقدام «إسرائيل» على التخطيط والتنفيذ لهذه الجريمة البشعة، يؤكد بالدليل والبرهان تحدي «إسرائيل» السافر للقرارات الدولية كافة ومبادئ القانون الدولي والقيم والأعراف الإنسانية».
وأضاف المصدر أن هذا العمل من جانب «إسرائيل» سيزيد من حالة العنف التي تعيشها الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسيجر المنطقة إلى حالة من عدم الاستقرار، والقضاء على أية فرصة لتحقيق السلام والأمن لدولها وشعوبها كافة.
وقال المصدر: «إن مملكة البحرين، وهي تناشد المجتمع الدولي واللجنة الرباعية تحمل مسئولياتهم تجاه ما يجري في المنطقة، تؤكد ضرورة وأهمية توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وقيادته من بطش «إسرائيل» وآلتها العسكرية».
مجلس الشورى أول من أصدر بيانا
من جانبه أصدر مجلس الشورى بيانا - وكان أول فعالية تصدر بيانا بهذا الشأن - ندد فيه باغتيال زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين. وجاء في البيان: «إمعانا في أعمالها الإجرامية وممارساتها المتمثلة في إرهاب الدولة المنظم، واستمرارا للنهج الذي تسير عليه في النيل من أهلنا وإخواننا من أبناء الشعب الفلسطيني الصابر والمجاهد قتلا وتعذيبا وتشريدا فقد امتدت اليد الصهيونية الآثمة لتقتل شيخ المجاهدين، المدافعين عن الحرية والكرامة، والساعين إلى تحقيق الاستقلال، ووقف كل أشكال الهمجية الرعناء الشيخ أحمد ياسين زعيم الحركة الإسلامية في فلسطين حماس الذي شاءت القدرة الإلهية أن يحظى بشرف الشهادة في سبيل الله، ليتوج بذلك حياة حافلة بكل معاني العطاء السخي لشعبه ووطنه اللذين يرزحان تحت وطأة الاستعمار والاحتلال الصهيوني البغيض».
وأضاف البيان «إن مجلس الشورى بمملكة البحرين وقد تلقى هذا النبأ بالحزن والأسى ليعرب عن شجبه واستنكاره لهذه الجريمة النكراء التي أقدمت عليها الحكومة الإسرائيلية، وبأوامر مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، الذي يمعن في تحديه لإرادة المجتمع الدولي، ويصر على ارتكاب المجازر في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، ضاربا عرض الحائط كل الأعراف والمواثيق الدولية».
مجلس النواب
كما أصدر مجلس النواب بيانا ندد فيه باغتيال الشيخ ياسين وجاء في البيان أن المجلس تلقى نبأ الاغتيال بمزيد من الحزن والأسى، مؤكدا أن هذا الرمز سيظل رافعا راية الجهاد والنضال حتى بعد استشهاده لما تمثله مبادئه المستوحاة من القرآن والسنة نبراسا يضيء درب المجاهدين والمناضلين في سبيل تحرير التراب الفلسطيني انطلاقا من مشروعية الجهاد في سبيل الله المفروض على كل مسلم.
وأكد البيان أنه تأكد للعالم اجمع أن اغتيال الشيخ ياسين دليل على خسة ووضاعة الآلة العسكرية الصهيونية التي ترتعد فرائصها من أي صوت مقاوم حتى وإن صدر من شيخ مقعد وأعزل.
ودعا مجلس النواب الولايات المتحدة الاميركية وأوروبا ودول العالم قاطبة لإدانة الكيان الصهيوني ويدعو العرب والمسلمين من جهة أخرى للوقوف صفا واحدا ونبذ دعوات الفرقة وشق الصفوف والابتعاد عن كل ما يشتت هذه الأمة.
الجمعيات السياسية الأربع
وأصدرت الجمعيات السياسية الأربع (العمل الإسلامي والعمل الوطني الديمقراطي والتجمع القومي الديمقراطي والوفاق الوطني الإسلامية) بيانا أدانت فيه: «عصابات القتل والإرهاب الصهيونية بزعامة شارون الذي تبجح بأنه أشرف بنفسه على عملية الاغتيال، وليس خافيا على أحد أن هذه الجريمة جاءت بمباركة من الولايات المتحدة الاميركية التي مهدت طوال السنوات الماضية لعملية الاغتيال هذه والمذابح والمجازر كافة التي ارتكبت يوميا بحق الشعب الفلسطيني»، مؤكدة أن تعطيل القرارات الدولية كافة الهادفة إلى إدانة الممارسات الإجرامية الصهيونية وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وإجبار المجتمع الدولي للتعامل مع حركات المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حماس على أنها حركات إرهابية وفر غطاء شرعيا للمجرم شارون لارتكاب مجازره الوحشية ضد الشعب الفلسطيني.
وطالبت الأنظمة العربية التي ستجتمع قريبا في قمتها في تونس بوقف مهزلة المفاوضات المهينة مع الكيان الصهيوني واستخدام ما تمتلكه من وسائل تأثير كافة للضغط على الولايات المتحدة الأميركية لوقف دعمها اللامحدود للكيان الصهيوني وتوفير الغطاء الشرعي الدولي لمجازره الإجرامية، وتفعيل ميثاق العمل العربي المشترك بما يوفر وسائل الدعم المادي والعسكري كافة لنضال الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وإلغاء الاتفاقات المذلة كافة مع العدو الصهيوني وقطع أشكال العلاقات كافة معه.
المنبر الديمقراطي
كما أصدرت جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي بيانا يدين عملية الاغتيال التي اعتبرتها «ذروة من ذرى الإرهاب الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وقياداته المناضلة، لأنهم لم يراعوا أيا من المعايير الأخلاقية والإنسانية وهي استهداف شيخ عليل مقعد في طريق عودته إلى منزله بعد أداء صلاة الفجر، مفصحة عن وجهها القبيح لكسر الروح المعنوية للشعب الفلسطيني».
وأكد بيان المنبر الديمقراطي أن هذه العملية ما كانت «إسرائيل» ستقدم عليها لولا التواطؤ الأميركي المكشوف مع ممارساتها العدوانية الدموية ضد الفلسطينيين ودعمها اللامحدود والتغاضي عن جرائمها.
وعزّى المنبر حركة حماس والقيادة الفلسطينية وكل جماهير الشعب الفلسطيني، وأكد أن هذه الجريمة البشعة لن تزيد هذا الشعب إلا إصرارا وتمسكا بحقوقه وعزما على مواصلة كفاحه حتى نيل هذه الحقوق.
الوسط العربي الإسلامي الديمقراطي
ومن جانبها رأت جمعية الوسط العربي الإسلامي الديمقراطي أن أمنية الشهيد الشيخ أحمد ياسين باستشهاده في أرض الرباط إلى يوم الدين تحققت بعد عملية اغتيال مثلت أبشع صور الغطرسة والظلم والاستبداد الصهيوني وخرقا للمواثيق والقيم الإنسانية كافة.
وأكدت الجمعية أن دماء الشهيد إدانة للمؤامرات الاستكبارية «الصهيوأميركية» كافة وإدانة لضعف النظام العربي الرسمي، وإدانة لما آلت إليه الأمة من استرخاء ولامبالاة واستسلام.
وقال البيان: «إن على العدو الصهيوني وشارون أن يعلموا أن استشهاد الشيخ ياسين لن يكسر إرادة هذه الأمة بل سيكون الوقود الذي يعطيها المزيد من القوة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني المحتل، مشيرا إلى أن المقاومة فقط هي الخيار الوحيد، والشرف الوحيد والنضال الوحيد لنهضة الأمة واستعادة حقه وشرفه».
الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع
ورأت الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني أن عملية الاغتيال التي قام بها العدو الصهيوني تأكد للعالم قاطبة نهجها الدموي وأسلوبها الفاشستي في تصفية قادة المقاومة وذبح الشعب الفلسطيني ليسهل تهجيره من أرضه والاستيلاء على وطنه.
وقالت الجمعية: إن مسلسل التصعيد والتدمير واغتيال قادة المقاومة بدء باغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبوعلي مصطفى وآخرها اغتيال الشيخ ياسين وهدم القرى وبناء الجدار العنصري الذي حوّل حياة الفلسطينيين إلى جحيم لا يطاق وتجريف الأراضي الزراعية والذي يرجو العدو من ورائها إنهاء المقاومة وكسر عزيمتها، لن يثني المقاومة عن الصمود فهي في تصاعد، ولم ييأس الشعب من تقديم القرابين فداء لهذا الوطن.
المنبر الوطني الإسلامي
وقالت جمعية المنبر الوطني الإسلامي في بيان لها: «إن العدو الصهيوني مخطئ في حساباته إن كان يظن أن اغتيال شيخ المجاهدين سيجلب له السلام والأمان، بل سيظهر العشرات من أبطال الانتفاضة، وجحافل المجاهدين ليواصلوا مسيرة شيخهم الذي سيظل رمزا شامخا للفداء والتضحية والبطولة، إذ عاش معززا كريما ومات بطلا شهيدا، ويظل العدو الصهيوني مسلوب السلام، يعيش في قلق وخوف وتوجس وفوضى».
وأضاف البيان: «ان العدو الصهيوني الجبان مازال يقتل في الشعب الفلسطيني ليلا ونهارا من خلال اجتياحاته المجرمة لقطاع غزة ولغيرها من الأرض المباركة، وبناء الجدار العنصري العازل، وقد أوشك على التمام ليدمر الأرض ويقطع الأرحام ويهلك الحرث والنسل، ويقطع المياه، وكل ذلك أمام صمت مخزٍ من معظم دولنا وأنظمتنا التي ارتضت التسابق إلى المبادرات التي شوّهت القضية وساوت بين الظالم والمظلوم».
وأكد البيان «أن الدماء الزكية التي سالت من شيخ المجاهدين وغيره من إخوانه المجاهدين الشرفاء من رجال ونساء وأطفال، ستكون شموعا تنير درب الأحرار والمخلصين من أمتنا العربية والإسلامية إلى أن تشيع شمس الحرية والاستقلال على وطننا السليب في فلسطين الغالية، وستستمر هذه المسيرة الطاهرة والزكية من قوافل الشهداء حتى نصر الله المؤزر».
جمعية التوعية الإسلامية
وأشار بيان جمعية التوعية الإسلامية إلى «أن يد الإثم الإسرائيلي عندما ارتكبت جريمتها البشعة باغتيال الشيخ الشهيد ما كانت لتتوارى وراء جريمتها، لأن ما قامت به إنما هو عن سبق إصرار معلن لتصفية الكوادر والقيادات الفلسطينية، ولقد كانت تجاهر بهذا المخطط بكل صلافة، وتنفذه بكل غطرسة على أرض الواقع فتجيء أشلاء لشهداء أبرار، وتجريفا لأرض مغتصبة، وهدما لمنازل على رؤوس أبناء الشهداء، وجدار فصل ينفذ أهدافها الاحتلالية على المدى البعيد والتي تكون نتيجتها الحتمية ضياع فلسطين والقدس».
وتساءل البيان: «وماذا بعد؟ ماذا بعد هذا الصلف الإسرائيلي ومواقفه المجاهرة التي تعلن وبوضوح مخططه الاحتلالي الإرهابي المغتصب؟ ماذا بعد استهداف القيادات والكوادر؟ ماذا بعد استشهاد الشيخ ياسين؟ هل تقابل هذه المجاهرة الوقحة بصمت إسلامي وعربي؟ أم هل تقابل بكلمات (منددة) ببشاعة الجرم و(شاجبة) لهذه الغطرسة؟ ثم هل بعد كل هذا سنعود إلى (طاولة) المفاوضات وأسواق الكلام الكاسدة التي ما فتئت تقتل فلسطين؛ من الأرض مقابل السلام، ومشروع ما يسمى بخريطة الطريق؟ وهل بعد كل هذا إلا الذل؟».
جمعية الرسالة الإسلامية
وفي بيان أصدرته جمعية الرسالة الإسلامية إثر عملية الاغتيال التي تعرض لها الشيخ ياسين، قالت: «إن الجريمة النكراء التي تعرض لها الشيخ ياسين تأتي تتويجا لمسلسل الاغتيالات المستمرة للقادة الفلسطينيين، تصورا من الكيان القاتل أنه يكسر بذلك إرادة الشعب الفلسطيني، ويوجه إليه ضربة قاضية، ولكن «خاب كل جبار عنيد»، فهذا الشعب الذي آل على نفسه أن يمضي مستميتا على طريق ذات الشوكة لن تهزمه، ولن تضعفه هذه التصفيات الجبانة».
وأشار البيان إلى أن «المسئول عن الجريمة ليس الأحمق شارون فقط، وإن كان هو المجرم الأول، لكن المسئولية تقع بالدرجة الثانية على الإدارة الأميركية التي ما فتئت تدعم الكيان الصهيوني، وتبرر كل جرائمه وتدافع عنه في كل المحافل الدولية. كما أن النظام العربي برمته هو الآخر تقع على عاتقه مسئولية كبرى تجاه ما يجري في فلسطين السليبة المقهورة».
ودعت «الرسالة» الجماهير في المملكة إلى إعلان استنكارها الغاضب عبر المسيرات التي يتم تنظيمها من قبل الجمعيات والمؤسسات المدنية، كما دعت إلى إقامة الفاتحة في الجوامع والمساجد.
جمعية الميثاق الوطني
وأدانت جمعية ميثاق العمل الوطني الجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشيخ أحمد ياسين وعدد من معاونيه في عملية إرهابية والتي جددت تأكيد مضمون وجوهر الحكومة الليكودية اليمينية التي تثبت بهذا العمل الإجرامي أنها حربة الإرهاب في المنطقة.
وقالت في بيان صدر لها: «إننا نقف في هذا المشهد الفلسطيني التاريخي متعاطفين ومساندين وداعمين لنضال إخواننا في فلسطين، كما أننا نناشد القوى الديمقراطية والمحبة للسلام في العالم كافة، وكل القوى المناضلة من أجل حرية وتقرير مصير الشعوب، دعم شعبنا الفلسطيني والضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف آلة الحرب الشرسة ضد الشعب الفلسطيني».
بيان الوداعي وقاسم والغريفي
ندد كل من السيدجواد الوداعي والشيخ عيسى أحمد قاسم والسيدعبدالله الغريفي في بيان صدر عنهم بالجريمة الدنيئة والتصريحات الوقحة لرئيس وزراء دولة الاهراب والقمع شارون حين بارك لاجهزة أمنه على عملية الاغتيال تؤكد أن شهادة الشيخ ياسين تدين الكيان الصهيوني الذي لم يستثن باستهدافه الرجل المسن المقعد جسديا كما استهدف الاطفال الرضع والنساء والشيوخ وليس هذا جديدا على الملف العدواني لهذا الكيان المعروف بفتكه.
ولقد كان جهاده قبل ذلك حجة على الأنظمة التي ساومت وحاربت خيار المقاومة ومواجهة الغاصب حماية لمصالحها وتقهقرا أمام الاستكبار العالمي. فالشهيد على رغم مرضه المقعِد فإنه كان بصبره وصموده وعزيمته الوثابة وروح المقاومة لدمه كان يمثل ارباكا لسياسة دولة تعد من أشرس الدول فتكا في التاريخ الماضي والمعاصر.
وأكدوا ان الرؤية القرآنية للشهادة والشهيد فإنه بالشهادة يتأكد حضور الرموز والمجاهدين وتتعمق بقوة في حياة الأمة روح المقاومة ونهج الشهيد
وعزى العلماء جميع أحرار العالم وخصوصا الشعب الفلسطيني البطل الذي أنجب شهيدا بهذا الوزن وقدم بذلك جليلا من التضحيات ونؤكد ثالثا أن شعبا يملك هذا الرصيد من الشهداء شعب قادر على أن يهزم عدوه مهما كان الدعم الذي يتلقاه من الدول الكبرى
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/379953.html